
تعداد نشریات | 43 |
تعداد شمارهها | 1,745 |
تعداد مقالات | 14,264 |
تعداد مشاهده مقاله | 35,329,742 |
تعداد دریافت فایل اصل مقاله | 14,021,591 |
رثاء الإمام الحسين () في أشعار محتشم الکاشاني والشریف الرضي دراسة أسلوبية إحصائية | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
بحوث في اللغة العربية | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
دوره 17، شماره 33، دی 2025، صفحه 55-70 اصل مقاله (975.85 K) | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
نوع مقاله: المقالة البحثیة | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
شناسه دیجیتال (DOI): 10.22108/rall.2024.142531.1542 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
نویسنده | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
محمدحسن امرائي* | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
أستاذ مشارك في قسم اللغة العربية وآدابها بجامعة ولايت، إيرانشهر، إيران | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
چکیده | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
تُعدُّ حادثة عاشوراء المؤلمة من أكثر الأحداث المتكررة في تاريخ الإسلام، والتي تحكي عن الانحراف الكبير للأمة الإسلامية بعد الرسول الكريم (|)، حيث باتت أسوةً لكل الباحثين عن الحرية في كل زاوية من هذا العالم المضطرب، وهي تجربة قيمة في إصلاح المجتمعات الإنسانية، وتقويم الإعوجاجات، وإزالة الفساد والانحرافات. إن الأثر الذي تركته شخصية أبي عبد اللّٰه الحسين (8)، وانتفاضة عاشوراء في عقول ونفوس العالم، كان قوياً، لدرجة أن العديد من الحركات المحبة للحرية أخذت منه نموذج النضال والانتفاضة. منذ ظهور الإسلام، نهض العديد من الشعراء الملتزمين للدفاع عن الرسول الكريم (|)، ومثله المقدسة، بحيث استمرت هذه الحرکة طوال تاريخ التشيع في نصرة أهل البيت (%)، وتتجلى ذروتها في حدث عاشوراء والتعبير عن الظلم والحزن على الإمام الحسين (8)، وأصحابه المخلصين. في السياق ذاته، اتجه الشاعران الشريف الرضي (۳۵۹ ـ ۴۰۶ ه)، ومحتشم الكاشاني (۹۰۵ ـ ۹۹۶ه)، بحسب الوضع السياسي والديني في عصرهما، إلى رثاء الإمام الحسين (8)، ومعاناته، وبدأا في شرح مظلومية ذلك الإمام العظيم. لقد عبر هذان الشاعران عن مشاعرهما من خلال مقاطع شعرية مع لغة بسيطة ولديهما أوجه تشابه كبيرة في مجال الشعر الحسيني. تناول كل من الشريف الرضي ومحتشم الكاشاني في قصيدتيهما كربلاء وباز این چه شورش است، عزاء الإمام الحسين (8)، بطريقة جميلة وبمواضيع دينية وصوفية واجتماعية وسياسية. يهدف هذا المقال إلى مقارنة مدی أدبية الأسلوب لدی الشريف الرضي ومحتشم الکاشاني، بناء على نظرية العالم الألماني الشهير، بوزيمان، ليظهر كيف كان فكر وأيديولوجية وأسلوب الشعراء الفرس والعرب في عزاء الإمام الحسين (8). ودراسة الأســلوب على أساس هذه الطريقة هي دراسة کمية وليست کيفية، وأسلوب الشاعرين على أساس هذه المعادلة أدبي والدرجة الانفعالية تختلف في مراثيهما. تشير نتائج البحث إلى أنّ أدبية أسلوب محتشم الكاشاني أكثر نسبياً من أسلوب الشريف الرضي؛ لأن الرضي، بالإضافة إلى موقفه الحكمي، وكذلك عرض الأحداث بموضوعية وقريبة من الواقع باستخدام التشبيهات المختلفة، قد خفض مستوى (ن ف ص) في شعره وقلل من أدبيته. | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
کلیدواژهها | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
الأسلوبية المقارنة؛ الشريف الرضي؛ محتشم الکاشاني؛ رثاء الإمام الحسين (8)؛ معادلة بوزيمان | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
اصل مقاله | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
الأسلوبية الإحصائية فرع من فروع الأسلوبية اللغوية التي تدرس النصوص الأدبية باستخدام الأساليب الرياضية والإحصائيات الآلية. تم إنشاء الأسلوب الإحصائي سابقا بواسطة ريتشارد أرمسترونج (صدقي وآخرون، 1396ه.ش، ص 128). إنّ العالم الألماني، أ. بوزيمان، كان ممن وثق بهذا الأسلوب الإحصائي، واستخدمه في نصوص الأدب الألماني. تستخدم هذه المعادلة للتمييز بين الأسلوب العلمي والأدبي من خلال تحديد كمية ونسبة الأفعال إلى الصفات؛ أي أنه من خلال حساب عدد الأفعال والصفات، ثم قسمة الأفعال على الصفات المعدودة، يتم الحصول على جزء، مما يدل على أسلوب العمل؛ أي أنه بزيادة نسبة الأفعال إلى الصفات يكون الأسلوب الأدبي أكثر انفعالية، وبتخفيضها يصبح الأسلوب أكثر علمية وعقلية (مصلوح، 1992م، ص 74). قام العالم اللغوي المصري، سعد مصلوح، بتوطين نظرية الأسلوبية الإحصائية التي ابتكرها بوزيمان، وعدها فرعا من فروع النقد الجديد) المصدر نفسه، ص 65). في هذا البحث، بالإضافة إلى المعالجة المقارنة للأسلوب في قصيدتين للشريف الرضي ومحتشم الکاشاني في رثاء الإمام الحسين (8)، فإن كمية الأسلوب الأدبي في القصيدتين تخضع للتحليل والنقد المقارن. وسبب اختيار هذين الشاعرين وقصيدتيهما هو، أولا، أن أسلوب القصيدتين المختارتين أدبي، ونريد أن نتناول كمية هذا الأسلوب في القصيدتين، استنادا إلى معادلة بوزيمان؛ ثانياً: كلا الشاعرين أبدعا في عزاء الإمام الحسين (8) وحادثة كربلاء؛ ولذلك من المهم معرفة أهم المؤشرات التي تميز هذين الأسلوبين عن بعضهما البعض. يعتبر كل من الشريف الرضي ومحتشم الکاشاني أن حدث عاشوراء هو يوم القيامة، ويحاولان تطبيق هذا الموضوع في شعرهما بتعابير مختلفة. كما يذكر الشريف الرضي في جزء من قصيدته انحراف أمة الرسول عن الدين، ويذكر محتشم أيضا المجرمين والظالمين في حادثة عاشوراء بشكل أكثر وضوحا. فمن هذا المنطلق، يهدف المقال إلى دراسة الأسلوب في قصيدتي الشاعرين الشيعيين الفارسي والعربي، والتعرف على نقاط الاختلاف والتشابه والمكونات المؤثرة في الأسلوب الأدبي لشعرهما. 1ـ1. أسئلة البحث ـ کيف يکون أسلوب الشريف الرضي ومحتشم الكاشاني في رثاء الإمام الحسين (8)، على أساس معادلة بوزيمان؟ ـ هل يختلف أسلوب الشريف الرضي ومحتشم الكاشاني في رثاء الإمام الحسين (8)، بحسب معادلة بوزيمان؟ ـ ما أهم الخصائص التي جعلت أسلوب أحد هذين الشاعرين أكثر أدبية من الآخر؟ 1ـ2. منهجية البحث منهج هذه الدراسة وصفي وتحليلي، يعتمد على الأسلوب المقارن. يمكن تقسيم الهيكل الأساسي للبحث إلى قسمين (الجزء النظري والجزء التطبيقي). ويتناول الجزء النظري من البحث تعريف الأسلوب والأسلوبية والاختلافات بين الأساليب الأدبية والعلمية ومعادلة بوزيمان وفروعها و...، كما يتناول الجزء التطبيقي والتنفيذي من البحث التكييف الأسلوبي لنموذج بوزيمان في نص القصيدة العربية کربلاء للشريف الرضي، والقصيدة الفارسية باز این چه شورش است لمحتشم الکاشاني. 1ـ3. خلفية البحث أما فيما يتعلق بخلفية البحث والأسلوبية الإحصائية وكيفية استخدامها لفهم أسلوب النصوص الأدبية، فقد بذلت جهود قيمة، مثل ما قدمه سعد مصلوح (1943م)، في كتاب الأسلوب: دراسة لغوية إحصائية. استخدم مصلوح معادلة بوزيمان لنثر النصوص الأدبية من مسرحيات أو روايات لعدة مؤلفين. إضافة إلى ذلك، فإن هناك دراسات أخرى قيمة تناولت أسلوب النصوص الأدبية، اعتمادا على معادلة بوزيمان. منها يمكن الرجوع إلى مقال دراسة أسلوبیة لمدائح المتنبي وابن هاني الأندلسي في ضوء معادلة بوزيمان، لحسين روستايي وحامد صدقي (1437ه)، الذي تناول الأسلوبية المقارنة من مديح المتنبي وابن هانئ على ضوء معادلة بوزيمان. وکذلك مقالة رثاء الإمام الحسین (8)، في أشعار الصنوبري والشریف الرضي دراسه أسلوبیة إحصائیة، لحامد صدقي وزملائه (1398ه.ش)، والتي تتناول بناء على معادلة بوزيمان الأسلوبية الإحصائية للمراثي الحسيني في شعر الصنوبري والشريف الرضي. وأيضاً مقال دراسة الأسلوب الأدبي لمجموعة شعرية معنونة بقالت لي السمراء، لنزار قباني ورستاخیز لسيمين البهبهاني على أساس معادلة بوزيمان، لزهرة ناعمي وليلى ترابي حور (1398ه.ش). وفيه تمت دراسة مستوى الأسلوب الأدبي لنزار قباني وسيمين البهبهاني في المجموعات الشعرية المذكورة، وتحليل العوامل المؤثرة في تمايز أساليبها. وغيرها من الأعمال التي لا يسع المجال لذكرها منفردة. ومع ذلك، بقدر ما تم إجراء بحث، لم يتم إجراء أي بحث حول الأسلوبية الإحصائية لشعر الشريف الرضي ومحتشم الکاشاني في رثاء الإمام الحسين (8) بصورة مقارنة. ولذلك تعتبر هذه الدراسة المبنية على معادلة بوزيمان في الأسلوبية الإحصائية دراسة مفيدة للقارئ.
2ـ1. قصيدة كَربَلاء للشريف الرضي في عزاء الإمام الحسين (8) يعتبر الشريف الرضي من أهم شعراء الشيعة الذين يعود نسبهم إلى آل البيت. وله قصائد مشهورة وقيمة في عزاء الإمام الحسين (8). قصائده خالية من الصعوبات، ومليئة بالمودة الصادقة والحب الخالص للإمام (8) وأهل بيته. وهذه القصائد هي: الأماني حسرة وعناء، وکرب وبلا، ووالهفتاه لعصبة علویة، ورب ساع لقاعد، ویا یوم عاشوراء. إنّ بداية المراثي العاشورائية للشريف الرضي هي في العاشر من المحرم سنة استشهاد الحسين بن علي (8). وقد عبر بهذه القصائد الخمس التي يبلغ مجموعها مئتين وستة وعشرين بيتا، في عزاء الإمام الحسين (8) عن خصائص الإمام (8) الشخصية والاجتماعية. يعد الشريف الرضي أحد كبار شعراء الشيعة الذين التزموا باستمرار بقيم عاشوراء وذكروا معاناة آل النبي الكريم (|) في عدة قصائد طويلة. إنّ الشريف الرضي، حزناً على الإمام الحسين واستذكاراً لمعاناته، جعل من أحداث عاشوراء وكربلاء موضوعاً لحديثه وكتب عنها قصيدة ألفية البليغة والفريدة، بهذا المطلع:
(1307ه، ج 1، ص 33 ـ 36). قصيدة کربلاء هي أشهر مرثياته عن عاشوراء ومصير آل النبي. إنّ هذه القصيدة المكونة من 62 بیتا، وهي مرثية في حداد الإمام الحسين (8). يتناول الشاعر موضوع كربلاء دون مقدمة أو تغزل. أول الكلمات التي تخرج من فمه هي كلمة كربلاء وكأن كربلاء قد أوقدت نار الحزن في قلب الشاعر، فيخاطب كربلاء أولاً. 2ـ2. قصيدة باز این چه شورش است لمحتشم الکاشاني في عزاء الإمام الحسين (8) يعد وصف معاناة الإمام الحسين (8) من أكثر المواضيع التاريخية والدينية تأليفاً، والتي استفاد منها معظم الكتاب والشعراء في عصور مختلفة. كان لملحمة عاشوراء تأثير كبير على الشعر والأدب الفارسي على مر القرون. ومن بين الأعمال التي تم إنشاؤها في هذا الصدد، تحظى مرثية محتشم الكاشاني الشهيرة بمكانة فريدة، حيث أصبحت الآن رمزا للحداد على محرم لسنوات عديدة. ويعتقد البعض أن لهذا النعي أثرا أكثر من الشعر، وهي بهذا المطلع:
(1370ه، ص 280 ـ 284). تعد هذه القصيدة من أشهر المرثيات، ومن أبقى القصائد المنشودة في وصف ضحايا حادثة كربلاء ومقتل الحسين بن علي في الأدب الفارسي، وقد كتبها كمال الدين علي الملقب بمحتشم الكاشاني، وهو شاعر فارسي من القرن العاشر الهجري وأحد شعراء المرثيات الشيعية. تعد مقطوعة "يا له من فتنة في خلق العالم" أشهر تأبين لضحايا حادثة كربلاء في الأدب الفارسي، ولها مكانة خاصة لدى محبي الشيعة.
3ـ1. الأسلوب والأسلوبية الإحصائية يعرّف لاروس الأسلوب على هذا النحو: «الأسلوب هو مجموعة الأساليب التي يستخدم بها الكاتب جميع حروف اللغة للتعبير عن أفكاره ونواياه ويستخدمها. إن اختيار الكلمات وطريقة إيصال المحتوى، والذي غالبا ما يتحدى قواعد النحو، يشكل الأسلوب» (مهدوي کني، 1386ه.ش، ص 202). يعتبر الفيلسوف الألماني، آرثر شوبنهاور (1788 – 1860م)، أن الأسلوب هو صورة الفكر الإنساني، ويعتبره الطريقة الأكيدة لفهم مزاج الإنسان (زرين کوب، ۱۳۵۴ه.ش، ص 678). يعتقد فرانسوا فولتير (1694 ـ 1778م)، أشهر الفلاسفة والكتاب الفرنسيين في عصر التنوير، أن «الأسلوب النبيل ضروري للغاية «لدرجة أنه بدونه سيختفي جمال المشاعر» (مهدوي کني، 1386ه.ش، ص 203). ومن ناحية أخرى، فإن الأسلوبية هي أيضا معرفة التعرف على طريقة استخدام اللغة في كلام شخص أو مجموعة أو نص أو مجموعة نصوص (فتوحي، 1390ه.ش، ص 92). تم إنشاء أبحاث الأسلوبية الإحصائية لأول مرة بواسطة ريتشارد أرمسترونج. وفيما بعد استخدمها العالم الألماني، بوزيمان، في نصوص اللغة الألمانية (صدقي وروستایي، 1394ه.ش، ص 134). يحدد الأسلوب الإحصائي، بلغة الرياضيات والإحصاء، أدبية العمل ومستواه. لقد اعتبر سعد مصلوح، الأسلوبية الإحصائية واحدة من أدق المدارس النقدية وأكثرها علمية (1992م، ص 18). ساهمت الأساليب الإحصائية بشكل كبير في الطبيعة المنهجية والعلمية للبحث الأدبي. يتم إجراء جزء كبير من مراجعات الأسلوب في إطار الأساليب الإحصائية والمنطقية والرياضية والحاسوبية (ناعمي وترابیحور، 1398ه.ش، ص 126). علما بأنّ الطريقة الإحصائية هي طريقة أكثر دقة وثقة في تحليل المواضيع من الطريقة الأدبي، فتم في هذا البحث إجراء تحليل كمي للعناصر المحددة للأسلوب ومستوى أدبيته في قصيدة ألفية الشريف الرضي، وقصيدة محتشم الكاشاني، وتم حساب تكرار كل عامل من العوامل الأسلوبية ونوعها وإظهارها في الجدول والرسوم البيانية التي سيأتي ذکرها. 3ـ2. الفرق بين الأسلوب العلمي والأسلوب الأدبي لقد عبر أحمد الشايب في كتابه الأسلوب، عن بعض الاختلافات بين الأسلوب العلمي والأدبي، ويرى أن الأسلوب الأدبي عاطفي وانفعالي؛ في حين أن الأسلوب العلمي غالبا ما يعتمد على الموضوعات والحقائق العقلانية. ولذلك فإن الأسلوب العلمي هو لغة العقل، والأسلوب الأدبي هو لغة العاطفة. الغرض من الأسلوب العلمي هو التعبير عن الحقائق العقلية والفكرية لغرض التعليم؛ لكن الغرض من الأسلوب الأدبي هو خلق الدافع الداخلي والانفعالي من أجل تحفيز الجمهور والتأثير عليه (1976م، ص 59). يتميز الأسلوب الأدبي بالمبالغة، والتعميم، والجمال، والأثر؛ لكن الأسلوب العلمي يتميز بالدقة، والإصرار، والتدقيق. تعد الصور الخيالية والصنائع البديعية والكلمات الموسيقية في الأسلوب الأدبي من أهم عناصر إظهار المشاعر والأحاسيس العميقة لدى الجمهور، إلا أن المصطلحات العلمية والأعداد الحسابية والخواص الهندسية المستخدمة في الطريقة العلمية هي من مظاهر ظهور العقل. كلا الأسلوبين يحتوي علی موسيقى حقيقية لغويا. ومن حيث التكرار، ففي الأسلوب العلمي، لا يوجد تكرار ولا شك؛ لكن في الأسلوب الأدبي، يؤخذ معنى واحد، ويقدم بأشكال مختلفة من التعبير (المصدر نفسه، ص 60). 3ـ3. معادله بوزیمان من الأساليب المعروفة لتحديد أسلوب العمل باستخدام الأساليب الكمية والإحصائية، هي معادلة بوزيمان التي سميت باسم هذا العالم الألماني. وهو أول من اقترح هذه المعادلة باسمه، ثم قاموا بفحصها على نصوص الأدب الألماني ونشرها في أبحاث عام 1925 (مصلوح، 1992م، ص 74). قد استخدم بوزيمان في معادلته مصطلحين "التفسير الفعلي" و"التفسير الوصفي"، حيث إن التفسير الفعلي يشير إلى حدوث شيء ما، والتفسير الوصفي يتضمن كلمات وعبارات، تشير فقط إلى خصائص الكائن، وتدل إلى أن هذه الخصائص يمكن أن تكون كمية أو نوعية (المصدر نفسه، ص 67). تُستخدم معادلة بوزيمان «لتمييز الأسلوب الأدبي عن الأسلوب العلمي، ويتحدد ذلك بتحديد نسبة الفعل إلى الصفة، أي بحساب عدد الأفعال والصفات، ثم تقسيم الفعل إلى الصفة، يتم الحصول على خارج القسمة الذي يمثل نوع الأسلوب، أي كلما زاد عدد الأفعال، اقترب النص من الأسلوب الأدبي أو الانفعالي؛ وإذا كان عدد الصفات أعلى، فهذا يشير إلى ميل النص إلى الأسلوب العلمي أو العقلي» (مصلوح، 2002م، ص 79 ـ 80). وقد أولى الباحثون اهتماما كبيرا للأبحاث الأسلوبية الإحصائية، حتى أصبح من الممكن التعرف على الأنماط المختلفة وفصلها عن بعضها البعض في أي نص. 3ـ4. خطوات وطريقة تنفيذ معادلة بوزيمان في النص معادلة بوزيمان معادلة، تستخدم لتحديد الأسلوب العلمي من الأسلوب الأدبي. تقوم هذه المعادلة على حصر عدد كلٍّ من الأفعال والصفات المستخدمة في النصّ أو العينة، ثمّ يقسم عدد الأفعال على عدد الصفات، فيكون الناتج نسبة الفعلي إلى الصفة في النص. وتوضح المعادلة على النحو التالي: نسبة الفعل إلى الصفة مجموعالأفعال مجموعالصفات وتسمى هذه المعادلة بالإنجليزية اختصار VAR، وهي الحروف الأولى من المقابل الإنجليزي Verb - Adjective - Ratio. وقد اعتمد سعد مصلوح اختصاراً عربياً خاصاً للمعادلة على النحو التالي: حيث ن = نسبة، ف = فعل، ص = صفة، أي نسبة الفعل إلى الصفة (المصدر نفسه، ص 76 ـ 77). إن إحصاء الأفعال والصفات في هذه النظرية، يتبع نظاما معينا. فقد ذهب سعد مصلوح إلى تطبيق المعادلة على النحو الآتي: يشمل الإحصاء في الجانب التطبيقي بالنسبة للأفعال على جميـع الأفعـال التـي تتضمن التعبير عن الحدث، أما الأفعال التي تدل على الزمن ونقص فيها الحـدث، كالأفعـال الناقصة، أو الجامدة، فهي خارج الإحصاء؛ وبذلك يخرج مـن الإحـصاء: الأفعـال الجامـدة والناقصة (كاد وأخواتها وكان وأخواتها)، وأفعال المقاربة، ويدخل في الإحصاء ما سوى ذلك. أما الصفات، فقد أخرجت منها الجملة (الفعلية أو الاسمية) أو نسبة الجملـة المتعلقـة بمحذوف؛ وذلك لأن هذه الجمل تشتمل على عناصر قابلة في ذاتها للتنصيف، مما يعقد عمليـة الإحصاء؛ وبذلك يدخل في الإحصاء جميع الأنواع الأخرى من الـصفات، كالجامـد المـؤول بالمشتق، كالمصدر الواقع صفة، والاسم الموصول بعد المعرفة، والمنسوب، واسـم الإشـارة الواقع بعد معرفة (المصدر نفسه، ص 78؛ نقلا عن الحجري، 2012م، ص 295). تخضع (ن ف ص) لمجموعتين من المؤثرات التي تؤثر على النسبة بالارتفاع أو الانخفاض، وهما: المؤشرات الصياغية والمؤشرات المضمونية، نخلصها في الجدول مشیرین إلی الزيادة في (ن ف ص) بـ(+) وإلی نقصانها بـ(-): جدول المؤشرات الصياغية والمضمونية المؤثرة في النسبة (ن ف ص)
لقد ركّز سعد مصلوح على نقطة هامة جدير بالذكر والتنويه، وهي نسبية النتائج، يعتقد أن هذا الارتفاع أو الانخفاض النسبي مرتبط بالمؤشرات الصياغية والمؤشرات المضمونية كلتيهما، سواء كانت هذه المؤثرات صياغية أو مضمونية، فهي تمارس تأثيرها الخاص على قيمة (ن ف ص)، في اتجاهات مختلفة. فبعضها ينحو بها نحو الارتفاع، وبعضها ينحو بها نحو الانخفاض. وقد تجتمع في النص الواحد مؤثرات من نوع واحد، أي تعمل في اتجاه واحد، إما نحو الارتفاع، وإما نحو الانخفاض، كما توجد أحيانا بعض النصوص، تشتمل على مؤثرات، تعمل في اتجاهات متعارضة، بحيث يكون الأثر المتوقع لبعضها رفع قيمة (ن ف ص) والأثر المتوقع لبعضها الآخر خفض قيمة (ن ف ص) (مصلوح، 2002م، ص 83).
إن المسألة المهمة في مجال أسلوب النصوص غالبا ما تكون حول مستوى الأسلوب الأدبي وانفعاليته أو طبيعته العلمية والعقلية. وبناءً على ذلك، فقد تم في هذا البحث اختيار قصيدتين متشابهتين في رثاء الإمام الحسين (8) بصورة انتقائية، حتى يمكن التوصل إلى نتائج صحيحة وموثوقة في مجال تحديد أسلوب القصائد وأدبيتها. فإن جميع الخطوات المختلفة التي تم تنفيذها من نموذج بوزيمان في قصيدة كربلاء للشريف الرضي، تم تنفيذها أيضا في قصيدة باز این چه شورش است، لمحتشم الكاشاني. تم تصميم هذه العملية فيما يتعلق بالمراحل المختلفة للمبادئ النظرية التي تحكم نظرية بوزيمان. من اللافت أنه نظراً لطول القصائد، فقد تم اختيار الأبيات العشرة الأولى من كل قصيدة أنموذجا؛ بالإضافة إلى ذلك، ولتسهيل عملية تنفيذ المعادلة، تم وضع خط تحت الأفعال. أما الصفات، فهي داخل القوسين: عينة 1. تحليل الأبيات العشرة الأولى من قصيدة كربلاء للشريف الرضي
(1307ه، ج 1، ص 33 ـ 36). عينة 2. تحليل الأبيات العشرة الأولى من قصيدة باز این چه شورش است لمحتشم الكاشاني
(1370ه.ش، ص 280 ـ 284). إنّ من يلقي نظرة عابرة على أشعار كلا الشاعرين، يجد أن نسبة الفعل إلى الصفة في قصيدة کربلاء للشريف الرضي تختلف عن قصيدة باز این چه شورش است لمحتشم الكاشاني. وعلى هذا، يكون عدد الأفعال في المثال الأول (17)، وعدد الصفات (7)، فتكون النسبة في المثال الأول (1.7%)، وفي المثال الثاني تكون النسبة (2.85%)، حيث إن عدد الأفعال (20)، وعدد الصفات (7). يتّضح أن نسبة الفعل إلى الصفة في كلتا القصيدتين الرثائيتين ـ إلى جانب المؤشرات الصياغية والمضمونية التي ستطرح فيما بعد ـ تتغيّر بالتناسب مع النسبة المئوية للأفعال والصفات في كل موضع. كما تتغيّر كذلك المقاربة الانفعالية والعاطفية أو العقلية والعلمية لكلتا القصيدتين. إذن، فوفقا للأسس النظرية لمعادلة بوزيمان الإحصائية التي نوقشت سابقا، نلاحظ أن نسبة (ن ف ص) في المثال الثاني أكثر من المثال الأول. وهذا يشير في الغالب الأعم إلى أن الأسلوب في المثال الثاني أكثر أدبية وحركية وديناميكية من الأسلوب في المثال الأول. ومع ذلك، فإنه لا يمكن اعتبار الأسلوب في المثال الأول غير أدبي، بل هو أيضا أدبي؛ لأن نسبة الفعل إلى الصفة في المثال الأول هي 1.7%. امتدادا للأمثلة التي تقدمت في الفقرة السابقة، نعتزم في هذا القسم من الدراسة، تقديم رؤية واضحة للأسلوب ومقارنة شاملة لكميتين من الأفعال والصفات، ونسبتهما في كلتا القصيدتين الإجمالية. إذن، فبعد العثور على جميع الأفعال والصفات الموجودة في القصيدتين وإحصاء عدد أفعالهما وصفاتهما بالضبط والدقة، يُفحص نهج كل من القصيدتين الانفعالي أو الذهني من خلال هذا الإحصاء. فمن هذا المنطلق، بإمكان القارئ أن يتعرف على نوع الأسلوب الأدبي للشاعرين الشريف الرضي ومحتشم الکاشاني من منظور الأسلوب الإحصائي. في السياق ذاته، اخترنا اثنين وستين بيتا من قصيدة محتشم الکاشاني؛ لأن كل أبيات قصيدة الشريف الرضي لا يتعدى اثنين وستين بيتا؛ فلذلك لم نتمكن من دراسة أكثر من ذلك. وذلك نظراً لطول القصيدة الرثائية عند محتشم الکاشاني، وقصرها عند الشريف الرضي. واخترنا قصيدتي الشاعرين الرثائيتين، نظراً للشهرة التي تمتعت بها قصيدتا الشاعرين في العصور الأدبية المتتالية. بإمكاننا تقدير نسبة الأفعال إلى الصفات التي حصلنا عليه، على الشكل المبين في الجدولين التاليين: جدول 2. تحليل نسبة (ن ف ص) في قصيدة الشريف الرضي
جدول 3. تحليل نسبة (ن ف ص) في قصيدة محتشم الکاشاني
بناءً على النتائج الإجمالية التي تم الحصول عليها من دراسة قصيدتي الشاعرين التي أشير إليها في الجدولين (2) و(3). نلاحظ أن عدد الأفعال في قصيدة الشريف الرضي 97، وعدد الصفات 30، ونسبة الفعل إلى الصفة في قصيدته هي 3.23؛ في المقابل عدد الأفعال في قصيدة محتشم الکاشاني، يناهز 132، وعدد الصفات يبلغ 36، ونسبة الفعل إلى الصفة في قصيدته هي 3.66. يتضح أن هناك اختلاف في الأسلوب بين الشريف الرضي ومحتشم الکاشاني. فعندما وصل معدل (ن ف ص) عند محتشم الکاشاني في قصيدته الرثائية 3.66، نجد أن هذه النسبة تبلغ عند الشريف الرضي في قصيدته 3.23. فاختلاف النسبة المئوية الإجمالية بين القصيدتين الرثائيتين لكلا الشاعرين هو 43/، وهذا يدل على أن أسلوب محتشم الکاشاني كان أكثر أدبياً من أسلوب الشريف الرضي في قصيدتيهما الرثائيتين اللتين اخترناهما عشوائيا من ديوانيهما. كان محتشم الکاشاني في أسلوبه أكثر انفعالاً وحركةً من الشريف الرضي، في حدود ما قدمناه، وفقا لمعادلة بوزيمان الإحصائية. ولكي ندرك سبب ذلك، في حاجة ماسة إلى دراسة العوامل والمؤثرات الصياغية والمضمونية التي تؤثر في ارتفاع أو انخفاض هذه النسبة (ن ف ص). في هذا القسم من الدراسة، بعد إحصاء عدد الأفعال والصفات المستخدمة في شعر كلا الشاعرين، يتم عرض وتوضيح النتائج الكمية والإحصائية أكثر مستعيناً برسوم بيانية على شكل قطاعات دائرية، ترشدنا إلى مدى أدبية أسلوب الشاعرين أو علميته، وفقا لمعادلة بوزيمان. فمن هذا المنطلق، يتعرف القارئ على الأسلوب الأدبي للقصيدتين المختارتين في هذا المقال. تعتمد الدراسة الإحصائية هذه، الإحصاء الرياضي، بغية الدخول في النص الأدبي، لنستدلّ من خلالها على أهمّ خصائص الخطاب في شعر الرثاء وأدواته البلاغية والجمالية الخاصة؛ إذ إن التشخيص الأسلوبي الإحصائي يهدف إلى تحقيق الوصف الإحصائي الأسلوبي للنصّ لبيان ما يميزه من خصائص أسلوبية عن باقي النصوص: الرسم البياني 1. النسبة المئوية لمجموع الأفعال إلى الصفات ومدى (ن ف ص) في قصيدة الشريف الرضي الرسم البياني 2. النسبة المئوية لمجموع الأفعال إلى الصفات ومدى (ن ف ص) في قصيدة محتشم الکاشاني الرسم البياني 3. قياس مقارن إجمالي لــ(ن ف ص) في قصيدتي الشاعرين كليهما
إن القليل من التفكير في الجداول والرسوم البيانية أعلاه، يظهر أن قصيدة محتشم الكاشاني في عزاء الإمام الحسين (8) هي أكثر أدبية من قصيدة الشريف الرضي في عزاء الإمام (8). في المجمل، نسبة الأفعال إلى الصفات في القصيدة الأولى هي 3.66؛ في حين أن متوسط مجموع الأفعال إلى الصفات في القصيدة الثانية هو 23/3. وكما يتبين، فإن قصيدة محتشم الكاشاني تتمتع بدرجة أعلى من الانفعالية من قصيدة الشريف الرضي. وفي الواقع يمكن القول أن أسلوب الشاعرين عموماً هو أسلوب أدبي انفعالي نظراً لارتفاع نسبة (ن ف س). ومع ذلك، فإن أسلوب محتشم الكاشاني في تأليف قصيدته أكثر أدبية.
6ـ1. الميزات الشكلية والهيكلية في معادلة بوزيمان أحد المكونات الهيكلية والبنيوية التي تؤثر على نسبة (ن ف س) هو نوع الكلام. وهذا يعني أن الكلام المنطوق أكثر أدبية من الكلام المكتوب؛ لأنه في الكلام المكتوب، على عكس الكلام المنطوق الذي يكون ارتجالية، يجد الكاتب الفرصة لمراجعة الكلام وتحريرها أدبياً؛ ولذلك فإن الكلام المكتوب أقرب إلى الأسلوب الفكري والعقلي. إنّ قصيدتي محتشم الكاشاني والشريف الرضي في عزاء الإمام الحسين (8) كليهما من فئة القول المنطوق والمحكي بلغة الشعر، وكليهما أدبي؛ إلا أن المسألة الأساسية المتمثلة في مستوى هذه الأدبية مذكورة في أشعار الشاعرين المنتخبين في هذا المجال. وقد لوحظت هذه الأدبية أكثر في قصيدة محتشم الكاشاني في عزاء الإمام الحسين (8). إن تلاوة هذه القصيدة تتطلب فضلا خاصا من اللّٰه تعالى ومن الإمام الحسين نفسه. وروي عن محتشم أنه قال سمعت بكاء الزهراء، وأنا نظمت القصيدة. يمتزج شعر الكاشاني بحزن الحسين، ولا يستقر عليه غبار الزمن، وكل مرة تقرأه سيكون محرم جديدا بالنسبة لك. تلعب العواطف والمشاعر دوراً هاماً في معادلة بوزمان، وتسبب زيادة (ن ف س) في هذه المعادلة. تعتبر العواطف مثل السعادة والغضب والحزن والحب وغيرها، من العناصر المؤثرة في جعل النص أكثر أدبية. بدأ محتشم الكاشاني بتأليف قصيدته، وهو في حالة ذهنية مضطربة. في السياق ذاته، ما يضفي على قصيدة محتشم بعدا أكثر صوفية وملحمية هو القصص التي تحكي عن قصيدته، والتي تحكي عن فقدان حالة الوحي في الحلم لهذا الشاعر ونقل جزء من تلك القصيدة إليه في تلك الحالة. يروی أنّه كان لمحتشم أخ فقده في صغره، فكتب له المرثيات. وفي إحدى الليالي، رأى علياً (8) في حلمه، فشكا إليه أنه لا يرثي إلا أخيه، ولا يكتب قصيدة للحسين (8)! فيقول محتشم إنه لا يعتبر نفسه أهلاً لمنصب شاعر الرسول الكريم، كما أنه إذا أراد أن يكتب قصيدة، فهو في الحقيقة لا يعرف من أين يبدأ. فقد أنشد الحضرة المقطع الأول على محتشم وقال: ابدأ هكذا: «باز این چه شورش است که ...» (= أي شغب هذا مرة أخرى في خلق الدنيا؟ ويا له من حزن ويا له من حزن). قصيدة باز این چه شورش است که، قصيدة استطاعت، مستفيدة من جمالها الأدبي والمضموني، أن تربط نفسها بحدث عاشوراء، بحيث يمكن اعتبارها أجمل وأحزن أنشودة عاشوراء التي كتبت حزناً على الإمام الحسين (8) وحادثة كربلاء الدموية. يحاول محتشم في هذه القصيدة أن يخصص كل مقطع من هذه القصيدة المكونة من 12 مقطعا لحدث من أحداث هذا الحدث العظيم، مما جعلها تستحق الثناء من حيث تنوع موضوعاتها. ولإظهار الحزن على حادثة عاشوراء، يقول الشاعر إنه رغم أن اللّٰه بريء من الانزعاج والملل، إلا أنه يتأثر ويحزن من هذه الحادثة؛ لأن اللّٰه في قلوب الناس، وقلوب كل الناس النقية حزينة من هذه الحادثة. لقد أدى هذا الحزن والتعاسة إلى صعود (ن ف س) في شعره؛ ونتيجة لذلك، أصبح أسلوبه أكثر أدبية مقارنة بالشريف الرضي؛ لأن الرضي كان له في كثير من الأحيان نظرة تشبيهية وغنية بالمعلومات وحكيمة في عزاء الحسين (8):
(1307ه، ج 1، ص 33 ـ 36). مع ذلك، خلافاً للنظرة الوصفية للشريف الرضي في قصيدته الألفية التي خفف فيها نسبة (ن ف س)، فقد عبر محتشم عن نظرة عاطفية ومشاعر إنسانية أقوى تجاه الإمام الحسين وحدث عاشوراء. وهذه المسألة أيضاً من أسباب ارتفاع مستوى (ن ف س) في نص شعره، مما جعل شعره أكثر أدبية من شعر الشريف الرضي. ومن ناحية أخرى، عندما نقرأ قصيدتي محتشم الكاشاني والشريف الرضي، نرى أن قصيدتيهما تحتويان في الواقع على جميع أنواع الأشكال الخيالية، من التشبيه والاستعارة والکناية وغيرها من الفنون التعبيرية. في هذا الصدد، فإن الثقة في الصور التعبيرية والملامح المبتكرة هي إحدى سمات الأسلوب الأدبي، والتي تتجلى أكثر في شعر محتشم؛ لأن الشريف الرضي، رغم استخدامه للصور الخيالية، يعتمد في كثير من الأحيان على الحقائق والأمور المجردة. إذا تأملنا قليلاً في قصيدتي الشاعرين، نجد أنهما استفادا كثيراً من الفنون البلاغية والتعبيرية. في الواقع أن الصور التعبيرية والمبتكرة جعلت قصيدتي الشاعرين أكثر جمالا وقوة، وهذه إحدى خصائص الأسلوب الأدبي، التي جعلت الأسلوب أكثر انفعالية، ويمكن للقارئ أن يجدها بسهولة في كل بيت من القصيدتين. من خلال التأمل في شعر محتشم، يمكننا أن نفهم أن خياله يخلق المشاهد والصور تماما للقارئ. في هذه القصيدة، هو شاعر ورسام في نفس الوقت، رسام يصف هذا الجمال على أكمل وجه ممكن بفرشاة العاطفة والخيال. يستلهم الشريف الرضي، مثل محتشم، أهم عناصر البلاغة، كالتشبيه، والاستعارة، والکناية، والتشخيص، وغيرها، إلا أن عنصر التشبيه هو أكثر عناصر البلاغة استخداماً في خلق الصور الفنية في شعره؛ لأن الشاعر يحاول إظهار الواقع والحقيقة في كربلاء من خلال تشبيهات مختلفة وملموسة وقريبة من الواقع لقرائها. وهذا الاستخدام المتزايد لعنصر التشبيه أدى إلى انخفاض مستوى (ن ف س) في قصيدته، وأصبحت أقل أدبية من قصيدة محتشم. منها ما يقول:
(المصدر نفسه). يعد الحوار کذلك من أهم وسائل إيصال المحتوى في العمل الأدبي، والذي كان محط اهتمام العديد من الكتاب والشعراء لفترة طويلة. يعد أسلوب الحوار أيضا عاملاً آخر، يزيد من (ن ف س) في معادلة بوزمان. هناك عنصر الحوار في قصيدة كربلاء للشريف الرضي. وهذا النوع من الحوارات غالباً ما يكون خطابيا واستفهاميا، حيث يزيد من (ن ف س) في هذه الفصيدة. على سبيل المثال، البيت الأول من هذه القصيدة هو مثال على هذا النوع من المحادثة والحوار:
(المصدر نفسه). في هذا البيت، يعتبر الشاعر سهل كربلاء شخصاً عاقلا وحکيما، ويلومه بطريقة عاتبة على ما حدث لآل النبي هناك من معاناة. وهذا النوع من المحادثة يثير مشاعر وعواطف الجمهور. ومنها کذلك ما يخاطب فيه رسول اللّٰه (|) وفاطمة ($) والإمام علي (8)؛ حيث يقول:
(المصدر نفسه). وفي جزء آخر من أبياته، يدخل الشاعر في حوار مع قتلة الإمام ويلومهم، مما يثير مشاعر وعواطف الجمهور:
(المصدر نفسه). مع ذلك، لقد استخدم محتشم، هذا العنصر الخاص الأکثر في شعره بطرق مختلفة، منها ما يخاطب فاطمة ($)، يقول:
(1370ه.ش، ص 284). في مجال آخر، يخاطب محتشم نفسه في المقطع الحادي عشر من تأليفه لعاشوراء، ويدعو نفسه إلى الصمت:
(المصدر نفسه). يمکننا قوله أنّ لهذه القصيدة مسار سردي دائري، في بدايته ونهايته، يقف محتشم نفسه راويا فاعلًا، ولا يخفي وجوده في السرد. في مقدمة السرد، يبرز تجاهلا عارفا جميلا، حيث يقول:
(المصدر نفسه). من المثير للاهتمام أن هذه القصيدة بها الكثير من اللحظات المؤلمة التي تجعل الجمهور يبكي؛ لكن تلك الأبيات البارزة هي أبيات البداية. يبدو أن السبب هو نفس الحيلة الأدبية المتمثلة في تجاهل العارف. كأن محتشم يظهر في البداية أنه فارغ العقل، مثل المسافر الذي يسافر إلى مدينة مجهولة، ويواجه لحظة إنسانية وكونية فظيعة، ويبحث عن سبب هذا الاضطراب، فيقول: حقاً ماذا حدث حتى "طلعت الشمس من المغرب"؟! ثم يدرك أن "كأن حداد أشرف بني آدم". فهذه المقدمة الجميلة تهيئ الفضاء لتصوير الشاعر لاحقا. في الأساس، تظهر لغة محتشم البصرية في هذه القصيدة جميع العناصر المادية للعالم في تمرد ضخم، إلى جانب أبعادها الروحية والدنيوية، تمرد يؤدي إلى القيامة ويوم القيامة. على سبيل المثال هذا البيت:
(المصدر نفسه). وبالإضافة إلی هذا البيت أعلاه، فإن البيت التالي يبين اهتمام الشاعر بجميع عناصر العالم، وهذا ما يجعل العالم الذي خلقه في هذه القصيدة غنياً ومفصلاً، حيث يقول:
(المصدر نفسه). في الموضع الآتي، تعود الرواية إلى سنة 61 للهجرة بأثر رجعي، إلى نفس النقطة التي يرى فيها الشاعر الإمام الحسين (ع)،وهو سفينة خلاص الأمة، على شكل سفينة عاصفة متدحرجة في التراب والدم:
ومن هنا، وهو المقطع الثاني من القصيدة، إلى المقطع التاسع، يبقى السرد في سنة 61 للهجرة، وأحياناً يدخل الشاعر عواطفه ورغباته إلى الفضاء السردي، مثل هذا البيت:
وبعد ذلك بأبيات قليلة، يتمنى الشاعر هلاك العالم كله لشدة الحزن وعظم الحزن على فاجعة الإمام الحسين (8). لكن الجزء الأكثر إيلاما في القصيدة هو من المقطع السابع إلى المقطع العاشر. في هذه الفقرات الأربع، الشخصية الرئيسة في الرواية هي حضرة زينب. يتّضح أن الرثاء دون تواجد صوت أنثوي، يظهر خاليا من المشاعر الإنسانية، فلا يؤثّر في القلوب:
(المصدر نفسه). إنّ حزن السيدة زينب ($) بكلمات محتشم في هذه الأبيات، له القدرة على أن يبكيك لساعات في كل مرة تقرأها أو تسمعها؛ لكن في الفقرة الحادية عشرة، ينخرط محتشم مرة أخرى في السرد بنشاط وانفعال بالغ:
(المصدر نفسه). هنا، يخبرنا الشاعر أن العالم الذي مررنا به في الفقرات السابقة، كان كله من صنعه. وبهذه الطريقة، يحاول إعادة جمهوره إلى نقطة بداية السرد، أي نفس المكان الذي كان نقطة انطلاق الحداد، نفس العالم الذي ثار من حداد الحسين (8)، مع الفارق أنه يبحث عن اللوم والمقصر، فيجده هكذا:
(المصدر نفسه). وهذه هي الفقرة الأخيرة ومنطلق السرد، حيث يتعين على الجمهور أخيراً أن يمسحوا دموعهم، وإذا أرادوا العودة إلى عالم كربلاء وفضائها في هذه القصيدة، فيمكنهم البدء من البيت الأول دون انقطاع:
(المصدر نفسه). إنّ التكرار أحد المصفوفات الأدبية التي تزيد من مدی (ن ف س)، وهو إعادة الكلمة مرة أخرى أو عدة مرات، بحيث يمكن أن يضيف إلى الموسيقى الداخلية، ويزيد من تأثير الكلام. يمكن رؤية التكرار أكثر في قصيدة محتشم، حيث يزيد من (ن ف س) في شعره. إن التكرار الواعي من قبل الشاعر سبب موسيقى الكلمات، وعامل لإيصال المعنى الذي يقصده الشاعر إلى القارئ. تمكن محتشم من إنشاء علاقة قوية بين الكلمات والمعنى بهذه الطريقة. يوجد التكرار كثيرا في كل أبيات القصيدة، غير أن هذا في قصيدة کربلاء للشريف الرضي قليل جدا. ولعل عدم وجود كلمات متشابهة يدل على أن الشاعر نفسه قام بمراجعة ديوانه الشعري؛ لأن المراجعة، على عكس محتشم، تلعب دورا هاما في تقليل الكلمات المتشابهة، وهذا يرجع إلی أنّ ديوانه دوّنه الآخرون، وعدم المراجعة هو سبب زيادة عدد الكلمات المتشابهة. ونحن نرى نمطاً واضحاً من التكرار في هذه الأبيات:
(المصدر نفسه). أو ما نراه من تکرار الضمير "این" وكلمة "حسين" في الأبيات أدناه:
(المصدر نفسه). فالشاعر بواسطة التكرار، يسعى أن يبين ذروة حزنه بسبب هذه الواقعة المؤملة، ويؤكد على عظمة الإمام الحسين (8) وأصحابه المخلصين، ويعلن اشمئزازه عن الأعداء. 6ـ2. الميزات المتعلقة بالمضمون والمحتوى في معادلة بوزيمان التي تشير إلى فئتي الحياة والجنس ترتبط نسبة الفعل إلى الصفة أيضا بمراحل الحياة. وهذا يعني أن هذه النسبة تزداد في فترة المراهقة والشباب؛ لكنها تقل مع التقدم في السن (مصلوح، 1992م، ص 80). كلما اقترب وقت تأليف العمل من مرحلة الشباب والمراهقة، زاد مقدار (ن ف س)، وبطبيعة الحال، وصارت الدرجة الأدبية للعمل أعلى أيضا. ولو تأملنا قليلا في زمن كتابة هاتين القصيدتين، يتبين لنا أن محتشم الکاشاني والشريف الرضي كتبا قصيدتيهما في شبابهما، ولو أنشدا القصيدتين في مرحلة المراهقة، لأمکن أن تکون نسبة الأفعال أکثر من الصفات، وبالتالي کان أسلوبهما أکثر أدبيا. وعلى أية حال، فإن هذا القدر من النسبة (ن ف س)، في سن الشباب، قد أظهر قدرتهما الشعرية في نظم الشعر. ومن المؤشرات الأخرى التي ترتبط بالمضمون والمحتوی في معادلة بوزيمان هو عامل الجنس. تستخدم هذه الميزة لتمييز أسلوب المرأة عن الرجل. (ن ف ص) أعلى عند النساء منها عند الرجال؛ وذلك بسبب الانفعالات والسلبية التي عادة ما تكون عند النساء أكثر من الرجال؛ لأن الرجال أقل عاطفية من النساء، ويميلون إلى أن يكونوا أكثر منطقية وعقلانية (صدقي، پرنوش وروستايي، 1398ﻫ..ش، ص 143). بالطبع فإن مسألة الجنس لا تتعارض مع كمية (ن ف س) في أسلوب شعر محتشم الكاشاني والشريف الرضي؛ لأن أسلوب الشاعرين أسلوب ذكوري.
الخاتمة بحسب معادلة بوزيمان، فإن أسلوب كل من قصيدتي محتشم الكاشاني والشريف الرضي في رثاء الإمام الحسين (8) أسلوب أدبي، وليس علميا. أظهر التحليل الكمي والإحصائي لأشعارهما في رثاء الإمام الحسين، أن كمية (ن ف س) في نص قصيدة محتشم، أعلی إلی حد ما؛ ولذلك وبناء على معادلة بوزيمان، فإن أسلوب محتشم أكثر أدبية من أسلوب الشريف الرضي. من أهم العناصر التي تسببت في صعود (ن ف س) في القصيدتين، يمكن أن نشير إلى العوامل البنيوية، مثل لغة القصيدة، ونوع الكلام، واستخدام الأفعال، واستخدام الصور الخيالية والصور الفنية، وإشراك العواطف والمشاعر، وارتجال القصيدتين وغيرها .... أما بالنسبة إلی العاملين العمر والجنس، فإن عامل العمر فقط له تأثير على (ن ف س)، ولم يؤثر عامل الجنس على زيادة (ن ف س)؛ لأن أسلوب كلا الشاعرين ذکوري ومتشابه. رغم التشابه الأسلوبي الكثير، إلا أن أسلوب محتشم أكثر أدبية من أسلوب الشريف الرضي؛ والسبب في ذلك غالباً ما يعود إلى نظرته العقلانية والحكيمة في مراثي الإمام الحسين (8). يعد استخدام التشبيه أيضا أحد عوامل تخفيض (ن ف س) الأخرى في قصيدة الشريف الرضي. يمكن اعتبار أن محتشم الکاشاني والشريف الرضي كتبا قصيدتيهما في شبابهما، وهذا القدر من (ن ف س) في شبابهما، كثيرا ما أظهر قدرتهما الشعرية وتميزهما في كتابة الشعر.
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مراجع | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
أ. العربية روستايي، حسين؛ وحامد صدقي. (1437ه). «دراسة أسلوبیة لمدائح المتنبي وابن هانئ الأندلسي في ضوء معادلة بوزیمان». مجلة اللغة العربية وآدابها. ع 4. ص 597 ـ 613. الشایب، أحمد. (1976م). الأسلوب. ط 7. القاهرة: مکتبة النهضة المصرية. الشريف الرضي، أبو الحسن محمد بن الحسين. (1307ه). الديوان. تحقيق أحمد عباس الأزهري. بيروت: المطبعة الأدبية. صدقي، حامد؛ أشرف پرنوش، وحسين روستايي. (1398ه.ش). «رثاء الإمام الحسين في أشعار الصنوبري والشريف الرضي: دراسة أسلوبية إحصائية». بحوث في اللغة العربية. ع 12. ص 1 ـ 14. ــــــــــــــ؛ وحسین روستایي. (1394ه.ش). «قياس أسلوب الشعر في أنماطه الثلاثة: العمودي والشعر الحر وقصيدة النثر: علی أساس معادلة بوزیمان». مجلة الجمعیة الایرانیة للغة العربیة وآدابها. ع 34. ص 1 ـ 18. العرجا، جهاد يوسف. (2008م). «الأسلوب بين الرجل والمرأة: دراسة لغوية إحصائية». نشرية اللغة والأدب. ع 23. ص 1 ـ 24. مصلوح، سعد. (1992م). الأسلوب: دراسة لغوية إحصائية. ط 2. القاهرة: عالم الکتب.
ب. الفارسية زرين کوب، عبدالحسین. (1354ه.ش). نقد ادبى. تهران: امير کبير. صدقی، حامد؛ و دیگران. (1396ه.ش). «تحلیل سبکشناسی آماری بخشی از رساله الغفران معرّی و رساله التوابع و الزوابع ابن شهید: براساس معادله بوزيمان». زبانپژوهی دانشگاه الزهرا (س). س 9. ش 22. ص 127 ـ 146. فتوحی رود معجنی، محمود. (1390ه.ش). سبکشناسی: نظریهها، رویکردها و روشها. تهران: سخن. محتشم کاشانى، کمالالدين على. (1370ه.ش). دیوان. بیجا: سنایی. مهدوىكنى، محمدسعيد. (1386ه.ش). «مفهوم سبك زندگی و گستره آن در علوم اجتماعی». تحقيقات فرهنگی. س 1. ش ۱. ص 199 ـ 230. ناعمی، زهره؛ و لیلا ترابیحور. (1398ه.ش). «بررسی ادبیّت سبک مجموعه شعری رستاخیز سیمین بهبهانی، وقالت لی السّمراء نزار قبانی براساس معادله بوزیمان». کاوشنامه ادبیّات تطبیقی. ش 4. ص 123 ـ 143. | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
آمار تعداد مشاهده مقاله: 42 تعداد دریافت فایل اصل مقاله: 25 |