تعداد نشریات | 43 |
تعداد شمارهها | 1,682 |
تعداد مقالات | 13,758 |
تعداد مشاهده مقاله | 32,156,385 |
تعداد دریافت فایل اصل مقاله | 12,731,999 |
تطبیق نظرية عوالم النص في قصة ثلج آخر اللیل لزکریا تامر نموذجاً | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
بحوث في اللغة العربية | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
دوره 17، شماره 32، تیر 2025، صفحه 17-22 اصل مقاله (1.36 M) | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
نوع مقاله: المقالة البحثیة | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
شناسه دیجیتال (DOI): 10.22108/rall.2024.141374.1520 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
نویسنده | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
صلاح لدين عبدي* | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
أستاذ في قسم اللغة العربية وآدابها بجامعة بوعلي سينا، همدان، إيران | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
چکیده | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
تُعدُّ نظریه عوالم النص، إحدی أدوات اللسانیات المعرفية التي توفّر للقارئ القدرة على دراسة مكونات وبنية النص والخطاب بدقة، كما تُعد أداة مناسبة للتحليل الأدبي الحديث. تمکّن هذه النظرية القارئ من ایجاد إطار دقيق وعلمي للشرح المنهجي وللتفادي من الأوصاف الشخصية الذوقية والمتناثرة. هذه النظرية عبارة عن حدث لغوي، يتضمن مشاركين اثنين على الأقل، بالإضافة إلی تمثيلٍ يتضمن سياقاً للجمع بين النص والسياق. هذه الفكرة هي إطار لتحليل الأدب في ثلاثة عوالم مختلفة ومترابطة. تطرح في تلك العوالم، ثلاث مستویات: فالأول هو عالم الخطاب الذي يتناول المشاركين في الخطاب والعوامل المؤثرة فيه؛ والعالم الثاني هو عالم النص، يشتمل على عناصر بناء العالم، والتي تتضمن في حد ذاتها مكونات الزمان، والمكان، والشخصية، والأشياء، ومقترحات توسیع الأدوار؛ والعالم الأخير، تحت عنوان العوالم الفرعية، يشمل العالم المرجعي، والعالم الموقفي، والعالم المعرفي. ونوقش البحث بالمنهج الوصفي ـ التحليلي، بالطریقة المعرفية، ومن منظور فيرث بشأن نظرية عوالم النص، مبیناً هذه العوالم الثلاثة في قصة ثلج آخر الليل القصيرة من مجموعة ربيع في الرماد، للكاتب السوري، زكريا تامر، وتوصل إلى استنتاج، مفاده أنّه في سياق عالم الخطاب، تمّ تشكيل هذا العالم، بناءً على معتقدات، وقناعات، ومشاعر الشخصيات الأربعة في القصة، وهم يوسف، وأبوه، وأخته، وأمه. والمستوی الثاني، هو عالم النص، تمّ إنشاؤه بناءً على عناصر بناء العالم ومفترحات توسیع الأدوار التي تكون في الغالب بصيغة الماضي ولتوسيع الحبکة. والمستوی الأخیر، أي العوالم الفرعية، فقد لوحظ أنّ ترداد العوالم الموقفية للرغبة وعوالم الأهداف مرتفع، وقد تمّ استيعابها وتضمینها في عالم النص الرئيس. | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
کلیدواژهها | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
اللسانیات المعرفية؛ نظرية عوالم النص؛ القصة القصيرة؛ زکریا تامر؛ ثلج آخر اللیل | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
اصل مقاله | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
نظرية عوالم النص نظرية معرفية، طرحها بول فيرث[1] بين عامي 1980 و1990. لكن مع وفاته المفاجئة عام 1995، بقي هذا الأمر ناقصاً. وفي عام 1999، ومع استکمال شورت[2] عمله، تمّ نشره تحت عنوان عوالم النص: تمثيلات الفضاء المفاهيمي في الخطاب[3]. وفي وقت لاحق، تمّ تلخيص هذه النظرية من قبل بيتر ستوكول[4] (2002)، وأنطونيو برشلونة[5]، وجوانا جاوفينز[6] (2007)، هي التي قدّمت وأكملت هذه النظرية. إنّ نظرية عوالم النص تعد إحدى مقاربات الأسلوبية المعرفية لاكتشاف ما يفعله مبدعو ومنتجو النصوص الأدبية باللغة، كما أنّ فهم القراء للنصوص الأدبية ذات البنية الهرمية ثلاثية الطبقات أو المستوی يؤدي إلی کشف بنیات النص. ويعتقد أنّ كل خطاب يتضمن عالم الخطاب الذي تتمّ فيه عملية الاتصال. وعالم النص تتمّ فيه مناقشة التمثيل الذهني للمشاركين، والطبقة الثالثة أو المستوی الثالث تسمى العوالم الفرعية، والتي تتناول المفاهيم والأفكار التي تحكم النص في ظل العوالم الفرعية الثلاثة المرجعية والموقفية والمعرفية. ولا تقتصر نظرية الخطاب هذه على دراسة النص بأكمله فحسب، بل تدرس أيضاً السياقات المحيطة بإنتاج النص وتفسيره. الافتراض الرئيسي في نظرية عوالم النص هو أنّ البشر يعالجون ويفهمون الخطاب من خلال التمثيلات الذهنية[7]، وبالتالي عندما يتواصل البشر بعضهم مع بعض، فإنّهم يتصورون المشهد، والفضاء والعالم في أذهانهم. وبحسب ستوكول، فإن عالم النص هو «حدث لغوي يتضمن مشاركين اثنين على الأقل، بالإضافة إلى تمثيل يتضمن سياقًا للجمع والمزج بين النص والسياق» (2002م، ص 157). ووفقاً لنظرية بول فيرث (1999م)، يعتبر النص حدثاً ديناميكياً، ينخرط فيه الكاتب والقارئ بنشاط في التفاوض، وهو التفاوض الذي يظهر طبيعة ونتائج الخطاب الذي يتكشف (1999م، ص 77). وتأتي ضرورة هذا المنهج وأهميته من أن نظريات النقد الأدبي تتناول كل واحدة منها جانباً واحداً من النص. مثلاً النقد التقليدي یتناول مؤلف النص؛ ونظريات الحداثة تعالج النص؛ ونظريات ما بعد الحداثة تهتم بالقارﺉ ومتلقي النص. وبسبب هذه القيود، لا تستطيع ربط عالم النص الأدبي بعالم القارئ، ودراسة جميع جوانب القصة. ولهذا الغرض، لا بد من نظرية تتناول جميع زوايا النص، ويمكن الدخول من خلال لسانيات النص والإبداع الأدبي إلى فضاء النص. لقد وفّرت نظرية عوالم النص في الشعرية المعرفية[8] هذا الاحتمال، وكشفت عن بعض الزوايا الخفية للنص. إنّ الهدف الأهم للشعرية المعرفية هو أنّها وفّرت طريقة لتحليل تأثير النص في المخاطب، وهي نموذج نظري لقراءة النص بمعزل عن التأويلات الشخصية والذوقية. على كل حال، فيتناول هذا البحث قصة ثلج آخر اللیل القصيرة لزکریا تامر، بالمنهج الوصفي ـ التحليلي، ومقاربة اللسانيات المعرفية ومفهوم عوالم النص عند بول فيرث. في هذا البحث، السؤال الرئيس والعام هو ما إذا كانت نظرية عوالم النص یمكن أن تساعد على قراءة نص القصة بشكل أفضل، ويمكن لهذه النظرية والمفهوم أن توفّر للقارئ أداة لتحليل تأثير النص، وغيرها من الأسئلة التي يحاول هذا البحث الإجابة عنها تشمل: ـ أية العناصر المكوّنة للنص السردي لقصة ثلج آخر اللیل، يمكن تحديدها بمساعدة نظرية عوالم النص؟ ـ كيف يساعد التعرف على هذه العناصر في تفسير العوالم النصية المختلفة في القصة القصیرة المذكورة؟ 1ـ1. خلفية البحث بالنسبة إلى خلفية دراسات عوالم النص في الغرب، فاقترح بول فيرث في الثمانينيات والتسعينيات، نظرية عوالم النص، ثُمّ تمّ نشرها بجهود شورت. أتقن فيرث عملية من خلال الجمع بين لسانیات النص واللسانيات المعرفية، كانت موجودة سابقاً في أعمال، مثل مقدمة للسانيات النص لبوغراند ودريسلر[9] (1981)، وأعمال فان دايك[10] وکنيتش[11] وآخرين (جاوفينز وستين، 2003م، ص 5). قام أشخاص، مثل بيتر ستوكول (2002م)، في كتاب المدخل على الشعریات المعرفية[12]، بالبحث في أبعاد عوالم النص، وقامت جوانا جوفينز (2007م)، في كتاب بعنوان مقدمة في نظرية عوالم النص[13]، بالتوسع في عناصر عالم النص، وأدخلت بعض التغييرات، وأضافت مصطلحات، مثل العوالم ذات الأوجه[14]، ومحولات العالم[15]، وقامت بتحليل بعض النصوص الأدبية بهذا المنظار. وقد أجرى أشخاص، مثل سارا وايتلي، ومارسيلو جيوفاني، وإرنستين لاهي، وأليسون جيبونز[16]، الكثير من الأبحاث حول فاعلية هذه النظرية في المجالات ذات الصلة والمختلفة. تمّ تقديم نظرية فيرث في إيران في ترجمة كتابي استعاره و مجاز با رویکردی شناختی (= الاستعارة والمجاز مع النهج المعرفي)، لأنطونيو برشلونة (2013م)، وبوطیقای شناختی (= الشعریات المعرفية)، لبيتر ستوكول. تمّت ترجمة كتاب ستوكول هذا لأول مرّة في عام 2013 على يد محمد رضا گلشني، تحت عنوان بوطیقای شناختی (= الشعرية المعرفية)، ثمّ ترجمت في العام نفسه على يد ليلا صادقي تحت عنوان درآمدی بر شعر شناسی شناختی (= مقدمة في الشعرية المعرفية)؛ لكن النص الأصلي لكتاب بول فيرث لم يتمّ ترجمته بَعدُ. ومن بين المقالات الفارسیة المتنوعة، يمكننا أن نذكر هذه المقالات: مقالة بررسی عناصر جهان متن براساس رویکرد بوطیقای شناختی در یوزپلنگانی که با من دویدهاند اثر بیژن نجدی (= دراسة عناصر عالم النص في ضوء المنهج الشعري المعرفي في مجموعة الفهود التي ركضت معي لبيژن نجدي)، من ليلا صادقي اصفهاني (1398ﻫ.ش). لقد نظرت الباحثة إلى المستويات المختلفة لعوالم النص، وخلّصت إلى أن العوالم الفرعية هي السمة الرئيسة لأعمال نجدي. ومقالة کاربرد نظريه جهان متن در شناسایی عناصر سازنده متن روایی داستان شازده احتجاب؛ برمبنای رویکرد شعر شناسی شناختی (= تطبيق نظرية عالم النص في التعرف على العناصر التي يتكوّن منها النص السردي لقصة الأمير احتجاب؛ على أساس المنهج الشعري المعرفي)، لأرسلان گلفام وآخرين (1393ﻫ.ش). لقد طبّق الباحثون مكوّنات عوالم النص بمعزل عن أي تفسيرات شخصية، تناولوا في هذه القصة ثلاثة مكوّنات لعالم النص، وعالم الخطاب، والعوالم الفرعية. ومقالة تحلیل داستان در نظريه جهانهای متن: مطالعه موردیِ وداع اثر جلال آل احمد (= تحليل القصة في نظرية عوالم النص: دراسة الوداع لجلال آل أحمد نموذجاً) لآزيتا أفراشي (1395ﻫ.ش). قامت الباحثة بتحليل القصة المذكورة، وتوصلت إلى نتيجة مفادها أنّ العوالم الخاضعة للشمول المعرفي، تحتوي على طبقات أعمق من المعنى، ويمكن الوصول إليها عن طريق إشارات نصية معينة. ومقالة نظریه جهان متن درروایت بیهقی (= نظرية عالم النص في رواية البيهقي)، لزينب طلایی وحبيب اللّٰه عباسي (1399ﻫ.ش). وقد بحث الباحثان عوالم النص في روايات التاريخ البيهقي في سياق منهج الشعریات المعرفية، وبيّنا العوالم الصغیرة التي تسببت في خلق عالم النص الكلي الأصيل. ومقالة بازنمایی عناصر سازنده جهانهای زیر شمول در داستان براساس رویکرد شعر شناسی شناختی: مطالعه موردی بوف کور (= تمثيل العناصر المكونة للعوالم الفرعية في القصة وفق المنهج الشعري المعرفي: دراسة البومة العمياء نموذجاً)، لبهناز وهابیان وآخرين (1400ﻫ.ش). لقد تناولت المقالة هذه النظرية في عشرين فقرة من القصة المذكورة، وقامت بتحليل الطبقات الثلاث للعوالم الفرعية، ووصلت إلی أنّ الطبقة المعرفية هي الجانب المهيمن عليها. ومقالة تأثیر جهان اشاری در تشخیص جهان معرفتی شعر "دوری و ..." اثر باباچاهی بر پایه نظريه بوطیقای شناختی جهانهای متن پل فيرث (= أثر العالم الفرعي المرجعي في التعرف على العالم المعرفي لقصيدة "البعد و..." لباباشاهي استناداً إلى نظرية عوالم النص عند بول فيرث)، لفرخ لطیف نژاد رودسری (1401ﻫ.ش). قد نظر الباحث إلى مرور الزمن في عالم المرجعية من العوالم الفرعية لفهم العوالم المواقفية والعوالم المعرفية للشاعر. مقالة کاربست انگاره جهانهای متن در اشعار شیرکوبیکس: رویکرد شعر شناسى شناختی (= تطبيق نظرية عوالم النص في قصائد شيركوبيكس: مقاربة شعرية معرفية) لبهمن حیدری وآخرين (1402ﻫ.ش). فقد تطرق الباحثون إلى المستویات المختلفة لشعر شيركو بيكس، وفق نظرية عوالم النص. والسبب الرئيس في التوجه إلى قصائده هو التكرار العالي للعوالم الفرعية وتوحيد عالم الخطاب وعالم النص. أما بالنسبة إلی زکریا تامر، فعالج الباحثون والنقاد من شتی زوایا أعماله، منها علی سبیل المثال لا الحصر ما يلي: مقالة استدعاء التراث في أدب زکریا تامر، لصلاح الدين عبدي (2009م). لقد زاول الباحث أنواع التراث في أدب زکریا تامر، ووصل إلی أنّ التراث الأدبی له ترداد کثیر في أدبه. وأخيرا، مقالة خوانش هرمنوتیکی نام داستان در سه قطره خون صادق هدایت وربیع في الرماد زکریا تامر ( = قراءة تفسیرية لاسم القصة في ثلاث قطرات دم لصادق هدايت وربيع في الرماد لزكريا تامر)، لبهمن محمدی وآخرین (1393ﻫ.ش). لقد عالج المؤلفون فيها مکانة العنوان في ضوء نظرية التفسیرية، ووصلوا إلی أن لا يمكنك فهم النص دون قراءة العنوان. ويمكننا من خلال دراسة هذه البحوث، أن نصل إلى نتيجة، مفادها أنه كانت هناك أبحاث في مجال نظرية عوالم النص في إيران، سواء في مجال الشعر أم في مجال القصة؛ ولكن لم يتمّ إجراء أي بحث في سياق القصة ولا الشعر في الأدب العربي لا في إيران ولا في البلدان العربية، للأسف، في مجال الشعریات المعرفية، ولا في قصة ثلج في آخر اللیل. ونتمنّی أنّ البحث هذا يوفّر الطريق لبحوث أخری.
يُعد هذا المنهج مجالاً جديداً في إطار الدراسات المعرفية وعلاقتها بالأدب، حيث يشمل النص والذهن. وتختلف هذه النظرية عن مناهج الحداثة وما بعد الحداثة الأخرى التي تتعامل، إما مع النص أو مع المؤلف بشكل منفصل. فإنّ نظرية عوالم النص حدث لغوي من خلال وضع القارئ والكاتب معًا كمشاركين رئيسين في الخطاب، وتسعی من خلال توسيع الفضاء الذهني، للوصول إلى عوالم النص، وتحاول الوصول إلی عوالم الإمكان من خلال التمثيل الذهني للمشاركين في هذا الخطاب (أفراشي، 1395ﻫ.ش، ص 18). ووفّرت هذه النظرية من حيث تحليل العناصر المكوّنة للنص، الأدوات التحليلية الضرورية والمناسبة للدراسة المنهجية للروايات والنصوص القصصية والشعر. تتكوّن نظرية عوالم النص من ثلاث طبقات (مستویات) مفاهيمية: عالم الخطاب[17]، وعالم النص[18]، والعوالم الفرعية[19]، والتي نناقشها بإيجاز أدناه. 2ـ1. عالم الخطاب یشمل هذا المستوی، باعتباره المستوی الأول من هذا المفهوم، المشاركين في الخطاب (الكاتب والقارئ)، بكل المعارف الشخصية والبيولوجية والثقافية، للتفاوض على بناء الفضاءات المفاهيمية، باستخدام التفاصيل النصية والمعرفة الخلفية (جیووانلي، 2013م، ص 218). ونظراً إلی اتساع هذه الدائرة، يأخذ فيرث في الاعتبار، محدودية دائرة النص[20] في عملية المعالجة. بمعنى آخر، لا يستخدم النص إلا المعلومات والمعرفة التي تساعد على فهم الخطاب المطلوب. فإنّ عالم الخطاب يتعامل مع الوضع المباشر، أي منذ البداية ولحظة الاتصال (جاوفينز، 2007م، ص 9؛ ستوکول، 2002م، ص 160). يکوّن هذا المستوی في الواقع نسيجاً فوریاً أو نسيجاً ظرفیاً، وتشمل عوامل عالم الخطاب «تصورات الوضع الراهن، والمعتقدات، والمعرفة، والذكريات، والآمال، والأحلام، والنوايا وتحليل المشاركين في الخطاب» (ستوکول، 2002م، ص 160؛ وهابیان، دهقان وبدخشان، 1400ﻫ.ش، ص 147). 2ـ2. عالم النص يتشكّل عالم النص من خلال تفاعل المشاركين في النص مع اللغة. يتكوّن عالم النص من الفضاء المفاهيمي الذي خلقه المشاركون في الخطاب وتشكيل النص على أساس الإنشاءات الذهنية من خلال عناصر بناء العالم[21]، وعناصر أو مقترحات (طروحات)، وتوسیع الأدوار (تقدم الوظیفة)[22]. يشكّل الزمان، والمكان، والشخصيات والأشياء، عناصر بناء العالم، كما تعمل مقترحات تقدم الوظیفة على تسريع عملية تقدم السرد والقصة من خلال تمثيل الإجراءات والأحداث وما إلى ذلك (ستوکول، 2002م، ص 160؛ فیرث، 1999م، ص 190؛ لطیف نژاد رودسري، 1401ﻫ.ش، ص 267). المكوّنان الرئيسان اللذان يشكّلان عالم النص هما عناصر بناء العالم ومقترحات توسيع الأدوار. إنّ عناصر بناء العالم مطلوبة لتشكل الخلفية ومواجهة الأحداث الأمامية. والغرض منها هو التعرف على الحدود الزمانية والمكانية والتمييز بينها. ترفع مقترحات توسیع الأدوار والجمود من النص، وتجعل السرد يتحرك، وتتضمن أفعالاً تصف الشخصيات أمام بعضها البعض وأمام الأشياء المحيطة بها في مشهد أو في مناقشة ما؛ ونتيجة لذلك، فإنّها تخلق حالات، وأفعال، وأحداث وعمليات، وتصبح أي حجج ومستندات تتعلق بالكائنات والشخصيات النص في العالم (جاوفينز، 2007م، ص 132). ويقال في تعريف عالم النص أنّ «تصور وفهم التمثيلات الذهنية للأشخاص من المواقف التي تمّ تجربتها من خلال المخططات وكيفية تشكيل هذه التصورات وتطبيقها يسمى عالم النص» (المصدر نفسه، ص 18). تحدّد جافينز عناصر بناء العالم على النحو التالي: نقوم بانتظام في اتصالاتنا اليومية، بإنشاء مجموعة واسعة من المصطلحات التي تعبّر عن مبادئ الإدراك المجسدة لدينا، وتمكننا من مشاركة تجاربنا في العالم مع الآخرين. وتشكّل هذه المصطلحات البنية الأساسية لتمثيلنا الذهني للخطاب، وتعرف في مصطلح نظرية عالم النص بعناصر بناء العالم (المصدر نفسه، ص 36). الجدول 1. عناصر بناء العالم
الجدول 2. مقترحات (الطروحات) توسیع الأدوار أو المقترحات المؤدية إلى الدور
وكما هو واضح، فإنّ عناصر بناء العالم تخلق الخلفية أو المشهد لعالم الخطاب على النقيض من مقترحات توسیع الأدوار التي تشكل الخلفية الأولیة للنص (طلایي وعباسي، 1399ﻫ.ش، ص 91). 2ـ3. عوالم فرعية[23] إنّ المستوی الثالث من نظرية عوالم النص يتكوّن من عوالم فرعية. وفي هذه الطبقة، تتشكّل المفاهيم والأفكار التي تحكّم النص في ظل عالم الخطاب والعالم الفرعي (فيرث، 1999م، ص 210). إنّ الاهتمام بهذه العوالم هامة؛ إذ يتمّ فيه إنشاء المعتقدات ووجهات النظر الخاصة بالشخصيات في العالم الفرعي (استاکول، 1402ﻫ.ش، ص 249). تنقسم العوالم الفرعية بشكل عام إلى ثلاث فئات أو أقسام: 2ـ3ـ1. العالم الفرعي في ظل إدراج العبارات الإرشادية أو المرجعي[24] (العالم الفرعي المرجعي) تحدّد العناصر الثلاثة للزمان، والمكان، والشخصية والموضوع، نوع العالم الفرعي المرجعي. إنّ الاسترجاع (الارتداد) والاستباق في الزمن أو أي نوع من الحركة من الوضع الحالي في أي من العناصر المذكورة أو جميعها، يتمّ عن طريق انضواء وتضمین[25] عالم فرعي مرجعي (استاكول، 1402ﻫ.ش، ص 249؛ ستوکول، 2002م، ص 163). 2ـ3ـ2. العالم الفرعي الموقفي[26] هناك ثلاثة مجالات للنشاط المفاهيمي في هذا العالم، تسمى عوالم الرغبة، وعوالم الاعتقاد، وعوالم الأهداف أو النية (جیووانلي، 2013م، ص 218): عوالم الرغبة[27]: هي عبارة عن عبارات التّمني، والأمل، والحلم والرغبة، تعمل كعناصر بناء للعالم في هذا العالم. هذه العبارات والتعبيرات اللفظية المشابهة، لها مهمة تشفير الرغبات والآمال والأحلام في عالم الأحلام (ستوکول، 2002م، ص 164؛ صادقي أصفهاني، 1395ﻫ.ش، ص 135؛ طلایي وعباسي، 1402ﻫ.ش، ص 28). عوالم الاعتقاد[28]: يتمّ تقديمها من خلال عبارات، مثل الإيمان، والمعرفة والتفكير، والتي تظهر معتقدات الشخصية (استاکول، 1402ﻫ.ش، ص 249 ـ 150). عوالم الأهداف (النوايا): تتعامل مع نوايا المشاركين أو الشخصيات، بغض النظر عما إذا تمّ تنفيذ الإجراء أو الممارسة أم لا. وعباراتها وأمثلتها تشمل الوعد، والتهديد، والأمر، والتوصیة، والنصحية والطلب (ستوکول، 2002م، ص 164؛ رث، 1999م، ص 227؛ حیدري، دهقان وقيطوري، 1402ﻫ.ش، ص 137؛ گلفام، روشن وشيررضا، 1393ﻫ.ش، ص 199 ـ 200).
2ـ3ـ3. العالم الفرعي المعرفي[29] (المعرفة المعرفية) إنّ المستوی الثالث من العوالم الفرعية هو العالم الفرعي للمعرفة، حيث يكون عالم النص قادراً على تمثيل بعدي الاحتمال والإمکان. يتمّ إنشاء العوالم الافتراضية من قبل المشاركين أو الشخصيات، وباستخدام مقترحات، مثل "ربُّما، قد، یمکن، سوف، وينبغي، بالإضافة إلى الإنشاءات الشرطية لإذا ... إذن" (ستوکول، 2002م، ص 164؛ فيرث، 1999م، ص 239؛ استاكول، 1402ﻫ.ش، ص 250).
وإنّ طبيعة منهجية هذا البحث النوعي، وصفية ـ تحليلية بمقاربة اللسانيات المعرفية، ومنظور فيرث (1999م). وقد تمّ اختيار جمل مختلفة من هذه القصة القصيرة وتحليلها، من منظور نظرية عوالم النص لفيرث.
4ـ1. عالم الخطاب من أجل تحقيق وتحليل عالم الخطاب في سياق عوالم النص، لا بد من التركيز على عنصرين أساسيين: المشاركون في الخطاب، والعوامل المؤثرة فيه. «يكون المشاركون في الخطاب أحياناً في سياق مادي متشابه من حيث الزمان والمكان، وأحياناً في سياق غير متجانس، إلا أنّ وجود الطرفين في عالم الخطاب يكون هادفاً» (جاوفينز وستين، 2003م، ص 130). يشمل عالم الخطاب جميع المعارف البيولوجية، والثقافية، والاجتماعية للمشاركين. ونظراً إلی اتساع هذه الدائرة، يرى بول فيرث محدودية السياق النصي لهذه العملية، أي استخدام المعرفة التي تساعد على فهم الخطاب بشكل أفضل (جاوفينز، 2007م، ص 9؛ ستوکول، 2002م، ص 160). المشاركون في الخطاب هم متلقّو هذه القصة القصیرة، منهم كاتب البحث ومكانه في البيت، وكذلك مؤلف هذه القصة، وهو زکریا تامر، ومسافة الزمان والمكان القائمة بين المؤلف والمتلقي. يمكننا أيضا أن نذكر من العوامل المؤثرة على الخطاب، الخلفية المعرفية للتلقّي ومعتقدات، وذكريات هذا الكاتب العربي وتطلُّعاته، وهي ساحة يتمّ فيها التواصل بين المؤلف من جهة، والمتلقّي من جهة أخرى. وبهذا الشرح المختصر، يمكننا الآن تحليل قصة ثلج آخر اللیل، انطلاقاً من نظرية عوالم النص. نظرية عوالم النص تدرس الخطابات الحقيقية والخيالية بشكل منهجي (جاوفينز وستین، 2003م، ص 130). بشكل عام، كل عمل يمكن دراسته وقراءته في مجمله. وهذه الكلية تشمل النص والنصوص الفرعية والخطاب والنص الموازي[30] للعمل. للتحقق من النص المماثل الذي يتضمن تصميم الغلاف، والفهرس، والرأس، ونوع الخط، وما إلى ذلك، يستعير بیتر ستوكول موضوعاً ظاهرياً من إنجاردن[31] تحت عنوان الأشياء المستقلة (الذاتية)، والأشياء غير المستقلة (غير الذاتية). الأشياء المستقلة تعني الأشياء الموجودة في العالم بذاتها، أي أنّ لها وجوداً مادياً وموضوعياً، مثل الكتاب؛ والأشياء غير المستقلة تنشأ عن الوعي الذاتي، وليس لها وجود مستقل. بعبارة أخرى، فإنّها تتبع قانوناً آخر، مثل الخيال والأدب، ويمكن دراسة نصفه في العنصر الأول (ستوكول، 2002م، ص 175). لا نعرف شیئاً عن حیاة زکریا تامر الشخصية وأسرته، لا من قریب ولا من بعید؛ لکنّه نعرف أنه ولد عام 1931 في دمشق لأسرة بسیطة، وعانى الفاقة وقسوة الحياة؛ بذلك انصرف عن الدراسة، والتحق بالعمالية، وعمل مهناً یدويةً، منها صانع الأقفال (الصمادي، 1995م، ص 23؛ عبدي، 2009م، ص 59)، ثمّ تحول إلی الحقل الصحفي، وانضمّ إلی الحزب الشیوعي السوري، وطُرد منه، ثمّ تقلّب في مختلف المجلات، منها مجلة اتحاد الکتاب العرب، والموقف الأدبي، ومجلة أسامة، وغیرها. نشرت أول مجموعة قصصية له تحت عنوان صهيل الجواد الأبیض سنة 1960، وأصدرت مجموعة ثانية بعد ثلاث سنوات أي سنة 1963 تحت عنوان ربيع في الرماد (عید، 1982م، ص 5 ـ 6؛ محمدي، عباسي وغفوري حسنآباد، 1393ﻫ.ش، ص 148). نحن نعتمد علی الطبعة الرابعة في عام 2001 الصادرة عن منشورات مکتبة دار ریاض الریس في لندن. فإنّ كل عمل روائي له بؤرتان محوريتان: البؤرة الأولی هي طبقتها الموضوعية والمادية، والتي تظهر في مجموعة قصص تامر على شكل إحدى عشرة قصة تحت اسم ربيع في الرماد على شكل كتاب، وهي الجزء المستقل من العمل، أي مادية الكلمات على الورق والتخطيط وحجم الخط ونوعه، مما لا يتمتّع بخصائص متمیزة وقابلة للتدقیق، وما زال يتصرف بشكل مستقل، ولا يلعب أي دور في البناء الهادف للعمل؛ ونتيجة لذلك، من حيث البؤرة المحورية الأولى، فإنّ التصميم الموجود على الغلاف، واسم الكتاب، ونوع كتابته غير مستقلة. أما بالنسبة إلى نوع القلم الذي تمّ اختياره لاسم الكتاب في تصميم الغلاف، فكأنّ الكتابات مع صورة الرماد على الحجر مرتبطة بإدخال اللون الأصفر فوق هذا الرماد والحجر، فيجلب ذلك نوعاً من الاكتئاب، والحزن، والموت. وفي هذا المنهج، ونظراً إلی تقسيم عالم النص إلى قسمين موضوعي (مستقل)، وكلي (غير مستقل)، وتحول الجزء الموضوعي المستقل إلى جزء مستقل كلي بفعل مقتضيات النص، يمكن اعتبار الجزء الأول جزءاً من الجزء الثاني. عندما تكون لعناصر النص الموازي وظيفة واعية، يتمّ دراستها، سواء في البؤرة الأولى (الجزء المستقل) وأم في البؤرة الثانية (غير المستقلة)، وهي المشاركة الواعية للقارئ، بما في ذلك معرفته، وخبرته، وذاكرته، وشعوره، يسبب قراءة العمل (ستوکول، 2002م، ص 136؛ صادقي أصفهاني، 1389ﻫ.ش، ص 121). في اتجاه التحليل اللغوي، حيث كان النص يعتبر كائناً، يتمّ الاعتماد في الغالب على نقطة البؤرة الأولى. وفي المناهج الجديدة للأسلوبية المعرفية، تتمّ مناقشة جوانب القراءة والديناميكية للأدب. أما في الشعرية المعرفية، فإنّها تستخدم نقطتي البؤرة للتحليل الأدبي، وتعتبر نظرية عوالم النص إحدی فروع هذا المنهج الذي يمكن الاستشهاد به للتحليل الشامل. في هذه المجموعة القصصية، شخصيات، مثل يوسف، وعمر السعدي، وسليمان الحلبي، ومأمون، وهم الشخصيات الرئيسة في عالم الخطاب هذا، وهم مَن يصنعون هذا العالم الکلي. تشكّل هذه الشخصيات عالم الخطاب لهذا العمل من وجهات نظر مختلفة وفي أجزاء مختلفة من العالم، وتربط القصص معاً. وكأنّ كل قصة مرتبطة بجزء من حياة يوسف وأبيه أو بجزء من عالم هاتين الشخصيتين، فقد تكون هاتان الشخصيتان موجودتین في هذا العالم الكبير، وقد تكون واحدة فقط من هذه الشخصيات موجودة، وفي بعض الأحيان، يكون كلاهما غائبين. يتشكّل عالم الخطاب في هذه القصة بناءً على مشاعر ومعتقدات شخصيات القصة. فيوسف شخصية تفكّر في عالم بلا أب مع المذياع، والموسيقى، والحب. ويركّز عالم خطاب القصة على رغبات بطل الرواية الذي يقع في محور الحرية، ويواجه العديد من المحن في طريق تحقيقه، مثل يوسف الذي یقف والده دون رغباته، لتحقيق الحرية، والحب، والموسيقى. تشمل هذه المجموعة القصصية 11 قصة قصیرة. فتبدأ بقصة ثلج آخر اللیل والتي ـ نحن بصددها ـ ثم الباب القدیم، والجريمة، وشمس صغیرة، والوجه الأول، وسيرحل الدخان، والنهر، وربیع في الرماد، والقرصان، وجنکیزخان، والعاصفیر. کما یری محمد کامل الخطیب أنّ الشخصیات تستسلم دون رغبة أو قدرة علی المقاومة، وتستسلم الظلم الذي تتعرض له، وتموت بطریقة بشعة دون مقاومة (1979م، ص 85). نجد هذه الرؤية في ثلاث قصص: الجريمة، والنهر، والقرصان. أما في قصة الباب القديم، فيقاوم الجندي الرجال الأربعة الذين قد أحاطوه، فيحاول إخراج مسدسه، إلا أنهم ينقضون علیه ويقتلونه. وفي قصة شمس صغیرة، يتعارك أبو فهد وسکران، وینتضي خنجره؛ ولکن موسی الشخص السکران يقتله، فموته هو هزيمة بمعرکة (عبدي، 1395ﻫ.ش، ص 267). المأمون في قصة الوجه الأول، طفل في السادس من عمره، أنّبته أمه، وزجرته عن اللعب في الغرفة وباحة البیت، وطردته؛ لأنه لعب مع الأطفال في الزقاق، وقررّ عمر ألا یرجع إلی بیته مطلقاً متجولاً في الشوارع وضلّ. وأحمد في قصة سیرحل الدخان یکون رجلاً فقیراً مستسلماً للفقر، دون أن يسعی إلی أن یتجاوزه؛ فـ«إنّ قضية الجوع من أهم القضايا وأکثرها شیوعاً في أعمال تامر، وأنّ التخلُّص منه، یُعدُّ بحد ذاته تحقیقاًللحرية» (الصمادي، 1995م، ص 55). جنکیزخان في قصة جنکیز خان، یجتاح الأرض کلّها، ویتوقف عن تخیلاته، عندما یری حشداً من الناس حول امرأة تحمل طفلاً، حیث قد قرضت الجرذانُ وجهه وأطرافه، فینسحب جنکیزخان بعد هذا المشهد، وهو یکبت رغبة ضارية في البکاء، ویعود إلی جنوده، ویرتدي دروعه، ویلوح بسیفه آمراً جیوشه بالمسیر إلی الأمام، ثمّ يتوج جنکیزخان ملکاً. وأما في قصة العصافیر، فترسل السماءُ رجلاً یرتدي ملابس بیضاً إلیها لينقذها من شللها. ونجد في قصة ربیع في الرماد، مدینة صغیرة کان أهاليها مزیجاً من الأغنیاء والفقراء والأثرياء والمحرومين، وکان ثمة رجل قبیح المنظر یحیا في هذه المدینة، ویشتري في سوق الجواري امرأة باسم شهرزاد التي افترقت عن شهریار وضلّت. وهناك عملية مناوشة بین الضحية والقاتل. ففي قصة الجريمة، يُصفّي سلیمان الحلبي عضواً عضواً، بمتعة وحشية وسادية فظيعة، والکل متواطﺊ في عملية التصفية هذه، بما فيها أبوه وأمه وأخته. وعمر السعدي في قصة النهر، یتمتّع بالطبیعة، منها النهر، فيحيطه أربعة من رجال الشرطة، ويقتادونه بدون سبب، ويدفعونه إلی زنزانة، فيتحول غناء النهر استغاثة خافتة. هذه المجموعة متکوّنة من 118 صفحة من الورقة الصفراء الممتازة في القطع الصغیر. ويكون هاجس الحرية في هذه القصص هو الطاغي؛ وسکان المدينة، والناس، والأم، والأب والشرطي عقبة دون تحقیقها أو یقفون أمام البطل، لئلا یحصل علی الحرية، وبالتالي فإنّ حريته هي في القضاء علی هؤلاء الناس (عید، 1989م، ص 67 ـ 71). في هذه القصة، نجد رغبة یوسف بطل القصة إلی الحرية والفرار من بيتهم العتيق الذي تحیا فیه أفعی، والذي يرفض الأب أن يغادره قائلاً بعناد: «هنا ولدتُ، وهنا أموتُ» (2001م، ص 13)؛ ولکن الأب یقف عند تحقیق هذه الرغبة، فیريد من یوسف أن یقتل أخته التي كانت قد هربت مع رجل ما. یلعب الأب في أعمال زکریا تامر، ولاسیما في هذه القصة، دوراً فعالاً في قمع الفرد وتمزّقه. فهو رجل متحجر، متزمت، ومتسلط. لا یرضی بطل هذه القصة بهذا النموذج، فیتمنی عمراً بلا أب، بل لا یرید أن يتزوج. کل ذلك بسبب الصورة التي خلفته والده من قمع وتسلط، فلا یرید أن یکرر تلك المأساة مع جیل جدید. واتسعت الفجوة بین الأب والابن. فيبقى الأب محافظاً علی صورته التقلیدية الآمرة الناهية التي تقول لا، ولا تؤمن بمبدأ فتح قنوات الاتصال مع ابنه. فالأب هو الذي يبيع المذیاع الذي یعتبر الصديق الوحید لیوسف، ویأمر یوسفَ البحث عن أخته الفارّة من تسلط أبیها وکبته لحرّیتها، ویطلب منه أن يذبحها کالکلب، رغم أن یوسف لا یرید في قرارة نفسه أن يذبح أخته التی طالما أحبّها ولعب معها، إلا أنّه یجد نفسه منساقاً لرغبة والده، متحاملاً علی نفسه، ویتنازع معه إحساس متضارب بین الموت والحیاة؛ بذلك نجد نوعا من الصراع بین التقلید والحداثة في القصة، کما یصور ذلك عبد الرزاق عید في متوازية تالية: الأب = البیت القديم = موت الأفعی = السکين المتعطشة للدماء = العداء للحب = القیم القديمة = القتل ≠ یوسف = رفض البیت القدیم = موت الأفعی = رفض السکین = الانتصار للحب = القیم الجدیدة = الحرية (1979م، ص 71). ونجد نوعاً من التوازي بین الوصف والسرد. فعندما یقول له أبوه بصرامة: «أرید منك أن تبحث عنها، وتجدها بأية طریقة، اذبحها کالکلبة» (2001م، ص 15). فیتمّ الانتقال من الدیالوج إلی المونولوج: «وتذکر یوسف أیام طفولته، وکانت الخراف في صباح أیام الأعیاد علی عتبات حوانیت الجزارین ... الخروف يطلق صیحات مذعورة تحت ثقل الجزار؛ ولکنه لا یستطيع التملص ... وسکین الجزار کبیرة النصل ... تخترق عنق الخروف، ویتدفق الدم من جرح عمیق أحمر» (المصدر نفسه). نجد علاقة جدلية بین الوحدة السردية والصورة المجازية. فعلی سبیل المثال، تبدأ القصة بصورتين متعاقبتین: «وکان اللیل خارج الغرفة وردة سوداء باردة، وکان ثمة ثلج یتساقط بطئیاً عبر فضاء من نور شاحب» (2001م، ص 11)، وتنتهي القصة بهذه الصورة: «وکان الثلج خارج الغرفة لایزال یتساقط مانحاً الأبنية والناس والشوارع قناعاً أبیضَ» (المصدر نفسه، ص 21). فانطلاقاً علی ما قلنا، یتکوّن عالم خطاب هذه القصة علی أساس أحاسیس شخصياتها، واعتقاداتها، وآمالها، وآلامها. 4ـ2. عالم النص 4ـ2ـ1. عناصر بناء العالم إنّ مستوی مفاهیمي آخر لنظرية عوالم النص هو مستوی عالم النص، وهو أيضاً اسم النظرية. إنّ عالم النص هو تمثيل ذهني أساسه الخطاب، ويتضمن شخصيات وظواهر أخرى (فيرث، 1999م، ص 77). يتكوّن عالم النص من الفضاء المفاهيمي الذي خلقه المشاركون في الخطاب، ويقوم تكوين النص على بناءات ذهنية عن طريق عناصر بناء العالم ومقترحات توسیع الأدوار. يشكّل الزمان، والمكان، والشخصيات والأشياء عناصر بناء العالم، كما تعمل مقترحات توسیع الأدوار على تسريع عملية تقدم السرد والقصة من خلال تمثيل الإجراءات والأحداث (ستوکول، 2002م، ص 160؛ فيرث، 1999م، ص 190؛ لطیف نژاد رودسری، 1401ﻫ.ش، ص 267). يبدأ التحليل من الفقرة الافتتاحية للنص والفقرة النهائية، وتتمّ مناقشة عناصر البداية وبناء العالم من حيث الزمان، والمكان وطبيعة الأشياء المستخدمة فيه. في الواقع، تتکوّن بنفس الكلمات الافتتاحية والنهائية، صورة ذهنية لعالم النص مع تفاصيل موقع المتحدِّث ومجموعة المعلومات التي يتكوّن منها عالم النص، كما يتمّ اختيار الفقرة الافتتاحية للنص كمؤشر على الأسلوب، ويتمّ تحليل عناصر بناء العالم ومقترحات توسیع الأدوار علیها والتي تعرض هنا على شكل جدول عناصر بناء العالم ومقترحات توسیع الأدوار، يفتح على القراء بانوراما ومنظورا عاما للنص. «ألصق یوسف جبهته بزجاج النافذة المطلة علی الطريق. وکان اللیل خارج الغرفة وردة سوداء باردة، وکان ثمة ثلج یتساقط بطيئا عبر فضاء من نور شاحب، وکانت أم يوسف تضع آنئذٍ إبریق الشاي علی المدفأة، بینما جلس والده صامتاً، ترین الکآبة علی وجهه المتغضن، ويلتمع في عینيه سخط خفي، ویداه مرتمیان بوجم علی رکبتيه کصدیقین متعبین عجوزین. أحنق يوسف أن يعود القط ويتسمح بساقیه، فرکله بقدمه متأففاً ... ضغط یوسف جبینه علی زجاج النافذة الرطب، بینما یتکون في مخیلته وجه أخته الهاربة: فتاة ودیعة، دائبة الابتسام» (تامر، 2001م، ص 11 ـ 12). «ويئن واحد من الرجال الذين يحبون الموسیقی، ثم يرفع بوقه إلی فمه. وتألق معدنه النحاسي لحظة، ثُمّ انبعث منه صراخ طويل متحشرج، تخلّی عن الخجل، وناح کأنّه صوت البشر المسحوقین الذين يعيشون بذُّل فوق الأرض الصلبة» (المصدر نفسه، ص 17). الجدول 3. عناصر بناء العالم
تشير نقطة الصفر في عناصر بناء العالم إلى تعبيرات، مثل: أنا، وهنا، والآن. خلال كل خطاب، يصورّ كل من المشاركين في عالم الخطاب ما تسميه نظرية عوالم النص بعالم النص، من خلال وضع أنفسهم في نقاط الصفر هذه، في عملية الخطاب (صادقي أصفهاني، 1389ﻫ.ش، ص 125). کما نجد معظم زمان عناصر بناء العالم يقع إما في زمن الماضي البسیط وإما في الماضي الاستمراري، ونستنبط من سقوط الثلوج أنه في زمن الشتاء وتقع الأحداث داخل الغرفة. وشخصیات القصة هي أربعة اشخاص من یوسف بطل القصة، وأبیه المتزمت المتسلط الجبار، وأمه المطیعة الفاشلة، والأخت الهاربة مع رجل. ونجد الأشياء المنزلية في الفقرة الأولی وفي الفقرة الثانية آلات الموسیقی. إنّ عناصر بناء العالم في كل خطاب تحدّد الحدود المكانية لعالم النص، وتمكّن الخطاب من أن يتمّ في مكان خيالي أو حقيقي. تساعد أدوات تحديد الموقع مثل هنا وهناك، بالإضافة إلى ظروف المكان، في بناء الموقع الخطابي للقصة. تبدأ القصة في ليلة شتوية باردة مع سقوط الثلوج، وتنتهي بنفس أجواء في الغرفة وتساقط الثلوج مع منظر إيجابي. ونتيجة لذلك، من الممكن مواءمة المؤشرات المكانية للقصة مع تكوين السرد. «وعندما سیأتي الربیع ویعود للسماء صفاؤها، وتسطع الشمس دافئة، وتکتسي الأشجار بأوراق خضر، ستقوده قدماه إلی سوق الخضروات، وهناك سيمشي علی مهل منصتاً لأصوات الباعة. وبغتة سیبصر فتاة تحمل في یدها حقیبة من قماش، وستکون منهمکة في مساومة أحد الباعة. سيتراجع يوسف مضطرباً، إنها أختي ... سيظل يوسف یرقبها بصمت، وستندفع فجأة إلی النحيب، وهي تتمتم: کل اللوم علی أبي. لن أسامحه ... عذَّبنا کثیراً» (تامر، 2001م، ص 18 ـ 20).
جدول 4. عناصر بناء العالم
عندما کان يحلم یوسف، تقع الأحداث في زمن المستقبل القريب. وزمن سرد القصة کان في الماضي وزمن الحلم وحلم الیقظة هو المستقبل. بما أنّه في النصوص المكتوبة، وبسبب التركيز المركزي على النص، لا توجد إشارات إدراكية، مثل الحوار وجهاً لوجه؛ ولذلك فإنّ التمثيل الذهني للقارئ كأحد المشاركين الرئيسين في خطاب للموقع الجغرافي ووجود أطر في ذهنه فيما يتعلق بأوصاف الراوي، يخلق مخططات تؤدي إلى فهم أفضل لهذا السرد وعالم النص، وعندما يرى هذه الأوصاف، يستطيع أن يتبادر إلى ذهنهم فهمها. بعبارة أخری، على الرغم من امتلاكه أو عدم امتلاكه معلومات عن الأماكن المذكورة في هذه القصة، فإنه وفقاً لخلفيته المعرفية ومزيج هذه المعلومات الخاصة ببناء العالم، يبدأ في تكوين صورة ذهنية لهذه الرواية. في هذه القصة، يكون زمن ووجوه الأفعال في الغالب في زمن الماضي البسيط والمستمر، ويقترب زمن الفعل من المستقبل القریب، عندما يلجأ بطل القصة يوسف إلی الخیال. وإنّ التمثيل الذهني للمشاركين في الخطاب هو أيضاً في الزمن الماضي. تظهر حیوية المکان من خلال الأفعال الحركية، مثل "جلس، ودفع، ومشی وغیرها". فبناء علی هذا، يتشكّل البناء السردي للقصة حول العلامات المكانية والزمانية، والشخصيات، وكذلك الأشياء التي يتكوّن منها فضاء القصة. کان لنهاية القصة تناغم وانسجام مع بدایة القصة، وأيضاً تنازع بین شعوري الموت والحياة، حیث کان شعور الموت في بداية القصة قوياً، وفي نهاية القصة علی نقیضه، شعور الحياة کانت قويةً، کما یرسمها تامر: «عندما يعود إلی البیت سیجد الأفعی مرتمية في الباحة میتة باردة، وسیتطلع بانتصار إلی أبيه المکتئب. واجتاح يوسف حنو عجیب جارف، وهو متمدد علی الفراش ... وأقبل الرجال الذین يحبون الموسیقی، وکانوا لا يحملون طبولاً وأبواقاً، غیر أنّ أصواتهم الشادية کانت کسهل أخضر لانهائي. واستسلم يوسف للسبات العميق، بینما کانت يتصاعد من باحة البيت مواء قط حزین، کأنّه نداء ضارع یناشد مخلوقاً ما بالعودة. وکان الثلج خارج الغرفة لایزال يتساقط مانحاً الأبنية والناس والشوارع قناعا أبیض» (2001م، ص 21). «ففوجیء یوسف، واستدار بحرکة سریعة ... أنّه قد شاهد مرة أخری الأفعی التي تحیا مختبئة في بیتهم العتیق ذي الجدران الترابية ...، وکان یوسف موقناً بأنّ الأفعی تعلم بأنه یکرهها، وهي تترقب مقدم لحظة ما، ثمّ ستزحف حاملة إلیه الهلاك، وکثیراً ما طالب أباه في منزل جدید من الإسمنت وحدید وحجر ...، وکان الأب يرفض قائلاً بعناد: هنا ولدتُ، وهنا سأموت ...، وفتح يوسف الباب، وتسلل إلی الخارج، وحین أغلق خلفه باب غرفته، شعر بطمأنينة غریبة، وسارع يشعل سیجارة، ويعبب دخانها علی مهل ...، فهنا کان المذياع الصغیر الذي کان يملکه، وقد أجبره أبوه علی بیعه» (المصدر نفسه، ص 12ـ 15). وفيما يلي، سنتناول مقترحات توسیع الأدوار ووظيفة كل منها في أوصاف القصة ورواياتها. 4ـ2ـ2. مقترحات (طروحات) توسیع الأدوار هذه العناصر تسبب حركة السرد أو حيوية داخل عالم النص، وتشمل الأفعال التي تصف الشخصيات أمام بعضها البعض وأمام الأشياء المحيطة بها في مشهد ما. إنّها تصور حدثاً أو تثير مناقشة؛ ونتيجة لذلك، فإنّها تنشئ حالات وأفعال وأحداث وعمليات وأي حجج ومستندات تتعلق بالأشياء والشخصيات (جاوفينز، 2007م، ص 132). نستخدم الأمثلة السابقة للتعبير عن طروحات توسیع الأدوار هنا: جدول 5. مقترحات (طروحات) توسیع الأدوار أو المقترحات المؤدية إلى الدور
کما نری في هذه القصة القصيرة أن مقترحات توسیع الأدوار تكون أكثر خدمة لبناء الحبكة وتوسيعها، وطبیعة نصها. ونوع الوثائق فيها فعلي حدثي، وفي بعض الأحيان، تصف الشخصيات وتكون في خدمة الشخص والمشهد، وتستخدم وصف الشخصیات والحالات عندما کان يلجأ الراوي إلی الحوار بین الشخصیات في أکثر الأحیان. وکما لاحظنا، أن الاستخدام العالي للنصوص السردية والحركية قد أدى إلى حدوث حيويات في السرد. وفي الوقت نفسه، تمّ انضمام واستيعاب عالم النص الصغير الحالم ليوسف، مع وصف الراوي الذي يصف الشخصية، مما يدلّ على أن هناك عالم نصي كبير يسمى العالم الأبوي التقليدي الذي يمنع استيعاب عوالم النص الصغیرة المرتبطة بوصف الشخصية، ویأمر بقتل أخته وذبحها، ولا يسمح لهذا العالم الفكري بدخول عالم الوجود، اللهم إلا في حالة الأحلام والأمنيات. 4ـ3. عوالم فرعية هذا هو المستوی الثالث من نظرية عوالم النص التي تتکوّن من ثلاث فئات، وهي العالم الفرعي المرجعي، والثاني العالم الفرعي الموقفي، والثالث العالم الفرعي المعرفي، حیث يتمّ إنشاء المعتقدات ووجهات النظر الخاصة بالشخصیات في هذه العوالم. بعبارة أخری، تتشكّل المفاهيم والأفكار التي تحكم النص في ظلّ نوع عالم الخطاب والعوالم الفرعية. ها هي شرح هذا المستوی في القصة القصيرة من النصوص المختارة في ضوء الشخصیات التي تلعب دوراً في هذه القصة: 4ـ3ـ1. عالم یوسف الفرعي «وتخيّل یوسفُ الأفعی: إنّها سوداء، ناعمة، ملساء تزحف بسکينة عبر باحة البیت تحت ضوء القمر الذي کان بازغاً بالأمس» (2001م، ص 12). «شعر يوسف أن الأفعی ملکة حقيقية عجیبة، مات کل عبیدها، وبقیت تحیا وحیدة في أرض خربة. واستیقظ في أعماقه غضب قدیم، فقال موجهاً کلامه لأبيه: ستؤذینا يجب أن نتخلص منها» (المصدر نفسه، ص 12 ـ 13). «تجسدت في مخيلة یوسف أبنية بیض، کأنّها قصائد من الشعر العذب المُفعم بشمس لا تأفل» (المصدر نفسه، ص 13). «شعر یوسف بأنّه قد يبکي بعد قلیل بشدة، وأنّه هو المطر والتراب الجاف في آن واحد ...، وتجسدت في مخيلة يوسف بقایا مدن ... أبنية متهدمة، فهتف بلا صوت: عمري یتبدد ... أرید عمراً آخر بلا أب. وتفجر أساه المکبوت: الأشجار نجوم خضر. قلبي يطرق باباً مغلقاً. دموعي أطفال حزن هرم. لمن يشحب وجه الشمس؟» (المصدر نفسه). جدول 6. عوالم فرعية
تتضمن العوالم الفرعية المرجعية، الاسترجاع (الارتداد) أو الاستباق وأي نوع من الخروج من الوضع الحالي إلى وضع آخر. إنّ تغيير عوالم التعبيرات المرجعية يتطلّب اختلاف عنصر أو أكثر من عناصر بناء العالم، وهو ما يحدث عادة في الزمان أو المكان (ستوکول، 2002م، ص 163). يؤدي إدخال الأقوال المباشرة في القصة إلى إنشاء عالم جديد من النص إلى جانب التغيير في الزمان، والمكان وشخصيات القصة. إنّ العوالم الفرعية تخلق التنوع في سياق العالم المنشود، دون إيجاد قطيعة في عالم النص الحالي. فالعالم المرجعي لیوسف هو الماضي، والراوي يقدّم کلام الشخصية وأفکاره عن طریق الأسلوب المباشر، وهو أسلوب سوي وشائع في الروایات الشعبية، کما ها هنا (الکردي، 1996م، ص 54، 70، 163)، والعالم الموقفي هو عالم الرغبات. يذكر يوسف أحلامه بتشبيهات مختلفة، كما أن الأمثلة المذكورة تؤكد هذا الادعاء. ویدلّ هذا الأمر علی انسلاخ یوسف من مجتمعه وعزله عن نفسه، والأب هو المدان الحقيقي، وهو قاده إلی انسلاخ عن نفسه، حیث إنّ الفرد رنا إلی عالم الرغبة والأمل أکثر من میله نحو الثورة والتمرد أو طرح البدائل لحل المشاکل (عید، 1989م، ص 70 ـ 75). إذن العالم الفرعي المغروس والمضمن[32] داخل العالم الحقيقي هو عالم الرغبة إلی الحرية. وهذه الرغبة يقف دونها الأب الذي يرید من الابن أن يقتل أخته التي هربت مع رجل ما. ومن ذلك، يظهر لنا أنّ الفرد مسلوب الإرادة، وإرادته خاضعة لإرادة الآخرين وهنا الأب. فعالم یوسف الفرعي المرجعي هو الماضي وخیالاته، والعالم الفرعي الموقفي هو عالم الرغبات دون سائر العوالم الفرعية الموقفية وعالم المعرفة هو عالم التشبیه. نلاحظ أنّ الراوي ينتقل من الماضي إلى المستقبل الخيالي، ويعود إلى الزمن الأصلي أو الصفري للسرد. فإنّ مسار الزمن في العالم الفرعي المرجعي للقصة، وهو مثير للغاية للتفكير، ويحكي عن مسار خيال المؤلف المعروف بشاعر القصة القصيرة، ويلعب دوراً مهماً في قراءة الشعر وفهم العالم المعرفي للمؤلف. نستخلص إلی أنّ نسبة ترداد عالم الرغبة هي عالية جدّاً. 4ـ3ـ2. عالم الأخت الفرعي «تمثّل یوسف أخته يوم طلبت من أبیه السماح لها بالذهاب إلی السینما مع بنات خالها، فصفعها الأب بقسوة، ولن ینسی یوسف نظرة عینیها الذلیلتین ونشیجها المکتوم» (2001م، ص 18). لما وجد یوسف في خياله أخته، یقول لنفسه: «سیشعر یوسف بأنّها لیست أخته، وإنّما هي امراة صدیقه سافرت طویلاً، وها هي ذي الآن مادة إلیه يدها لتصافحه» (المصدر نفسه، ص 19). «وسیبعد یوسف یده عن المدية، ويخرجها من جیبه، ویضعها تحت ذقن أخته، ویرفع وجهها إلیه، وسیکون مبلّلاً بالدموع، فیجففه بمندیله، وهو یقول بحنو ورقّة: لا تبکي. ربُّما وثبت (الأخت) علی حین غرة، وقبلت وجنته، وعندئذ ستمتلیء شرایینه بأغنية عارمة للحبور، وقد يقول لها: هیا هیا ابتسمي» (المصدر نفسه، ص 20). جدول 7. عوالم فرعية
تتضح صورة الأخت من خلال ما بثّه الکاتب من آراء وتصورات، يتمنّی أن یراها بطل القصة، بحیث يتناغم تامر مع المجتمع في عدم اعتراف بکیانها واستقلالیتها وفاعلیتها في الحياة. فانطلاقاً علی هذا، لم يکن للأخت اسم غير الأخت. وهذه المرأة بهروبها مع رجل ما، تستحق الموت. فلا نلاحظ لها دوراً علی صعيد الحياة. فينحصر دورها في إطار البیت المغلق. لقد رکزّ تامر علی مظاهر القمع الاجتماعي وانسحاق الإنسان في الحیاة، کما کشف عن العقلية الضيقة وتخلف رؤیتها للمرأة. عالم الأخت الفرعي المرجعي قدمّه الراوي عن طریق الأسلوب المباشر الذي یتراوح بین الماضي والحال والمستقبل وبلسان یوسف بطل القصة. نجد العالم الفرعي المرجعي للأخت المضمّن داخل ذکریات یوسف، ولما لجأ یوسف إلی الذکریات نواجه عالم الاسترجاع، ولجأ الی الخیال لما لم يجد أخته. ونلفي أحداثاً مستقبلیاً قدّمها الراوي في إطار تقنية الاستباق. بذلك نجد عالماً مغروساً ومضمناً في عالم یوسف الماضي، أي عالم الأخت هو عالم المستقبل، والعالم الذي تعیشه أسرته هو عالم الماضي، وهو عالم التخلف والتقهقر، بحیث الراوي يدخلنا في عالمه عن طریق الوصف، موهماً القاريء بواقعية وحقيقة ما یصفه من شخصيات وأحداث روایتة. إنّ ترداد العالم الفرعي الموقفي عالٍ في صعید عالم الأهداف، والنية عالية عن طریق الطلب ومجابهتها بالرفض من قبل الأب. والعالم الفرعي المعرفي لیس له وجود بالمقارنة لسائر عوالم الشخصیات. 4ـ3ـ3. عالم الأب والأم الفرعي «راقب يوسف وجه أبیه بغیظ. وسعل الأب، ثم تابع قائلاً بسخرية: اعثر علیها إذا استطعت واقتلها» (المصدر نفسه، ص 13). «فقال یوسف: أنا متعب، وأرید أن أنام. قال الأب: یا لك من مسکین! عملك کثیر جداً ... هل تکسر حجارة في النهار؟ لماذا تتعب ما دمت لا تعمل شیئاً؟ هل أتعبك؟ قل لي ... ألم تجد عملاً؟» (المصدر نفسه، ص 14). و«صرخ الأب بنزق: أنا لا ألوم أحداً سواكِ. أنتِ التي أفسدتِ الأولاد. الابن الشاب يأکل وینام ...، والبنت تهرب ...، والزوجة تثرتثر مع الجارات ...، والأب یشتغل کالحمار» (المصدر نفسه). «فقالت الأم بصوت متوسل: لا تصح هکذا، سيسمع الجیران صوتك» (المصدر نفسه، ص 14)، و«حنی الأب رأسه، ثم أضاف بلهجة أسیانة: آه یا ربي ... ما الذي فعلته حتی تفضحني في آخر عمری؟» (المصدر نفسه، ص 15). «قالت الأم: ألم أقل لك أن تبلغ الشرطة عن اختفائها؟. کان يجب ألا تترکیها وحدها. ولولا خروجك من البیت ...، لما استطاعت الهرب ... ـ کانت مسکينة متعبة بعد أن نظفت البیت ـ مسکینة؟ مسکینة تستحق الذبح. ماذا سنقول لأقاربنا، إذا زارونا ولم یجدوها في البیت؟ ...، وانفجرت الأم تبکي، وهتفت: إنّها ابنتي أنا ...، وأنتما الاثنان لم تهتما بها أوبي» (المصدر نفسه). و«التفت الأب إلی یوسف، وردد بصرامة: أرید منك أن تبحث عنها، وتجدها بأي طریقة، اذبحها کالکلبة» (المصدر نفسه). جدول 8. عوالم فرعية
إنّ الأب یساهم هنا مساهمة فعالة في قمع الفرد وتمزّقه. فهو رجل متحجر، متزمت، متسلط. فالبطل لا یرضی بهذا النموذج، فیتمنّی عمراً بلا أب، کما یقول یوسف: أرید عمراً آخر بلا أب (2001م، ص 16). وتتسع الفجوة بین الأب وابنه، ويبقى الأب محافظاً علی صورته التقلیدية الآمرة الناهية التي تقول لا، ولا تؤمن بفتح قنوات الاتصال مع الجیل الجدید. فإنّ شخصية الأب والشرطة ورجال الدین في قصص تامر هم قوة قامعة، یساهمون في تمزق البطل والفرد وضیاعه (عبدي، 1395ﻫ.ش، ص 267). فبناءً علی هذا، العالم الفرعي الموقفي أو عالم الأهداف والنية یقوم علی الأمر والطلب کافة. فیوسف یتعرض لقمع أبیه الذي باع مذیاعه، صدیق عمره. فلا یکتفی الأب القاسي بهذا المقدار من القمع، بل يأمره بالبحث عن أخته الفارة من تسلط أبیه وذبحه کالکلبة، رغم أن يوسف لا یرید هذا الأمر. أما العالم الفرعي المرجعي، فهو یتراوح بین الماضی والحال. ویستفید الراوي من الأسلوب المباشر حتى یتمکن القارئ من کسب معلومات عن شخصیات القصة والأشیاء. ومن شأنها أن لا یحصل علیها، إذا استفاد الراوي من نقل غیر مباشر للأقوال. وکما قلنا سابقاً، فإن التغییر في ثغور المکان والزمان يؤدي إلی إیجاد عوالم فرعية مرجعية. الزمان ههنا غیر محدد، ومکانه داخل البیت. والعالم الفرعي المعرفي لیس له صدی في هذه الفقرات، إلا ما شذ وندر؛ لأن الأب لا یعیش في عالم الإمکان والاحتمال، بل هو عالم القمع، والأمر، والتهدید، والزجر، والتحذیر، والکبت والإنذار. أما الأم ـ کما لاحظنا ـ، فلیس لها صدی وفاعلیة في القصة. فلهذا، لیس لها اسم کابنتها. فربّما هذه الصورة الساذجة الجاهلة المغلّفة بالحنان غیر مقبولة من جانب الکاتب الذي یعتبرها عواراً علیها. تتعاطف الأم مع ولدیها، وتذود عنهما، فتتعرض للعنف والقمع والکبت، وعالمها مغروس ومتضمن في عالم الأب. نستخلص إلی أنّ نسبة ترداد عالم الأهداف هي عالية جدّاً. وما لم نجد له صدی في عوالم فرعية لهذه القصة هو العالم الفرعي الموقفي للاعتقاد، أي لا يوجد مجال للاعتقاد والفکر في عالم، یسود فيه الأمر والرغبات والطلب. فأهم ما يميز أسلوب تامر هو الاستخدام المكثف من عوالم فرعية موقفية لکل شخص. فعلی سبیل المثال، یصوّر الراوي یوسفَ من خلال عالم الرغبات، والأب من خلال عالم الأهداف، منها الأمر والتحذیر. وأخيرا، لا بدّ من القول إنّ هذه العوالم الثلاثة الفرعية مع عالم النص والخطاب تظهر جزءاً مهماً من البناء وكيفية تشكل عالم النص القصصي. ومن أجل فهم النص بشكل كامل، فلا بد من وصف وتحليل جميع أجزائه، حتى يمكن تحديد فكر النص من خلال النص نفسه، وليس من خلال كلمات خارج النص، حسب الذوق الشخصي للنقاد.
الخاتمة تظهر دراسة بيانات البحث ما يلي: تُعدُّ نظرية عوالم النص إحدی أدوات اللسانيات المعرفية التي توفّر للقارئ القدرة على دراسة مكونات وبنية النص والخطاب بدقّة، كما تعتبر أداة مناسبة للتحليل الأدبي الحديث. تمکّن هذه النظرية القاريء من إیجاد إطار دقيق وعلمي للشرح المنهجي والتفادي من الأوصاف الشخصية الذوقية والمتناثرة. يمكنك بمساعدة هذه العناصر، متابعة المسار المنطقي للقصة، والعثور على الموضوع الرئيس للقصة، والذي يتمّ التعبير عنه بعدد كثير من عناصر الاسترجاع والاستباق في الزمان والمكان أو العناصر الأخرى التي تشكّل العوالم الفرعية في الصورة الشاملة من القصة. والفضاءات الذهنية التي تنشأ في ذهن القارئ هي نتيجة هذا التماسك في فعل العناصر في هذه القصة. وفي الردّ على الأسئلة المطروحة، وفي إطار الإجابة عنها، قلنا إنّ تحدید المستویات الثلاثة، أي عالم الخطاب، وعالم النص والعوالم الفرعية التي تلعب دوراً في بناء هذه القصة، يتمّ تحديدها في إطار نظرية عوالم النص، وتفسيره مفيد في فهم العوالم المختلفة في القصة. ونرى من خلال التعرف على مستوی عالم الخطاب، كيف تتشكّل القصة بناءً على تفاعل ومعتقدات ومشاعر الشخصيات الأربع الرئيسة في القصة، وهم يوسف، وأخته، وأبوه، وأمه. تتمّ دراسة عنوان القصة، أي ربيع في الرماد، وكذلك الصورة الموجودة على الغلاف كمكوّنات نصية، مما يخلق بصيصاً من الأمل في قلب الشخصية الرئيسة للقصة. الطبقة التالية التي تحمل نفس اسم نظرية عالم النص، تکوّن هذه الطبقة من العناصر المكونة للنص والإجراءات المنجزة التي شاركت في حیوية النص. في هذه القصة، يكون زمن ووجوه الأفعال في الغالب في زمن الماضي البسيط والمستمر، ويقترب زمن الفعل من المستقبل القریب، عندما يلجأ بطل القصة يوسف إلی الخیال. وإنّ التمثيل الذهني للمشاركين في الخطاب هو أيضاً في الزمن الماضي. تظهر حیویة المکان من خلال الأفعال الحركية، مثل "جلس، ودفع، ومشی و...".
بناء علی هذا، يتشكّل البناء السردي للقصة حول العلامات المكانية والزمانية والشخصيات، وكذلك الأشياء التي يتكوّن منها فضاء القصة. يشتمل عالم يوسف النصي على عوالم نصية أصغر لشخصيات أخرى، مثل الأب، والأخت، والأم، والتي تحتوي على عدد لا بأس به من عناصر بناء العالم ومقترحات توسیع الأدوار. کما نری في هذه القصة القصيرة أن مقترحات توسیع الأدوار تكون أكثر خدمة لبناء الحبكة وتوسيعها وطبیعة نصها، ونوع الوثائق فيها فعلي حدثي، وفي بعض الأحيان تصف الشخصيات، وتكون في خدمة الشخص والمشهد، وتستخدم وصف الشخصیات والحالات، حینما يلجأ الراوي إلی الحوار بین الشخصیات في أکثر الأحیان. وکما لاحظنا أن الاستخدام العالي للنصوص السردية والحركية يؤدي إلى حدوث حیوية في السرد، وهذا له تأثير على توفیق كل هذه العناصر خلال عوالم النص للشخصيات المختلفة في القصة. ونتيجة لذلك، لاحظنا مواءمة المؤشرات المكانية للقصة مع تكوين السرد. وعلى المستوى الأخير، أي العوالم الفرعية، فعالم یوسف الفرعي المرجعي هو الماضي وخیالاته. والعالم الفرعي الموقفي هو عالم الرغبات دون سائر العوالم الفرعية الموقفية. والعالم المعرفي هو عالم التشبیه. كما لوحظ فإنّ الراوي ينتقل من الماضي إلى المستقبل الخيالي، ويعود إلى الزمن الأصلي أو الصفري للسرد. إنّ مسار الزمن في العالم الفرعي المرجعي للقصة، وهو مثير للغاية للتفكير، ويحكي عن مسار خيال المؤلف المعروف بشاعر القصة القصيرة، ويلعب دوراً مهماً في قراءة الشعر وفهم العالم المعرفي للمؤلف. نستخلص إلی أنّ نسبة ترداد عالم الرغبة هي عالية جدّاً. يقدم الراوي عالم الأخت الفرعي المرجعي عن طریق الأسلوب المباشر الذي یتراوح بین الماضي والحال والمستقبل وبلسان یوسف بطل القصة. نجد العالم الفرعي المرجعي للأخت المضمّن داخل ذکریات یوسف، ولما لجأ یوسف إلی الذکریات نواجه عالم الاسترجاع، ولجأ الی الخیال لما لم يجد أخته. ونلفي أحداثاً مستقبلیاً يقدّمها الراوي في إطار تقنية الاستباق. فانطلاقاً علی هذا، نجد عالماً مغروساً ومضمناً في عالم یوسف الماضي، أي عالم الأخت هو عالم المستقبل. يجتمع سلوك يوسف وذكريات أخته معًا وينضم بعضها ببعض. فإنّ وجود العديد من العوالم الفرعية المتوافقة مع عالم النص يساعد القارئ على تحقيق فهم شامل للنص. فإنّ ترداد العالم الفرعي الموقفي عالٍ في صعید عالم الأهداف، والنية عالية عن طریق الطلب ومجابهتها بالرفض من قبل الأب. ونسبة ترداد عالم الأهداف في عالم فرعي للأب هي عالية جدّاً. والعالم الفرعي المعرفي لیس له وجود بالمقارنة لسائر عوالم الشخصیات. أهم ما يميز أسلوب تامر هو الاستخدام المكثف من عوالم فرعية موقفية لکل شخص. فمثلا یصوّر الراوي یوسف بعالم الرغبات، والأب بعالم الأهداف، منها الأمر والتحذیر؛ ونتيجة ذلك، على نقیض نظريات النقد الأدبي الأخرى، يمكن التحقق من وجود عوالم خيالية مختلفة ودراستها للابتعاد عن سيطرة الآراء الشخصية والذوقية.
[1]. P. Werth [2]. Short [3]. Text Worlds: Representing Conceptual Space in Discourse [4]. P. Stockwell [5]. A. Barcelona [6]. J. Gavins [7]. Mental Representation [8]. Cognitive Poetics [9]. Robert Beaugrande & Wolfgang Dressler [10]. Teun Van Dijk [11]. Kintsch, Walter [12]. Cognitive Poetic: an introduction [13]. Text World Theory: An Introduction [14]. Modal World [15]. World Switch [16]. S. Whitely, M. Giovanelli, E. Lahey, A. Gibons [17]. Discourse World [18]. Text World [19]. Sub Worlds [20]. Text-Divineness [21]. World Building Elements [22]. Function Advancing Propositions [23]. Sub Worlds [24]. Deictic Sub World [25]. Embedded Sub World [26]. Attitudinal Sub World [27]. Want Worlds [28]. Believe Worlds [29]. Epistemic Sub World [30]. Paratext [32]. Embedded Sub World | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مراجع | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
أ. العربية تامر، زکریا. (2001م). الربیع في الرماد. ط 4. لندن: دار ریاض للریس للکتب والنشر. الخطیب، محمد کامل. (1979م). السهم والدانرة. بیروت: دار الفاربي. الصمادي، امتنان عثمان. (1995م). زکریا تامر والقصة القصيرة. عمان: المؤسسة العربية لدراسات. عبدي، صلاح الدین. (1395ﻫ.ش). فنون النثر العربي الحديث: نشأة وتاريخا. همدان: دار چنار. ـــــــــــــــــــــ . (2009م). «استدعاء التراث في أدب زکریا تامر». مجلة العلوم الإنسانیة الدولیة. ع 16. ص57 ـ 69. عيد، عبد الرزاق. (1989م). العالم القصصي لزکریا تامر. بیروت: دار الفاربي. الکردي، عبد الرحیم. (1996م). الراوي والنص القصصي. ط 2. القاهرة: دار النشر للجامعات.
ب. الفارسیة استاكول، پیتر. (1402ﻫ.ش). درآمدی بر شعر شناسی شناختی. ترجمه لیلا صادقی. چ 2. تهران: مروارید. افراشی، آزیتا. (1395ﻫ.ش). «تحلیل داستان در نظريه جهانهای متن: مطالعه موردیِ وداع اثر جلال آل احمد». مجله زبان و زبانشناسی. ش 1. ص17 ـ 38. حیدری، بهمن؛ مسعود دهقان، و عامر قیطوری. (1402ﻫ.ش). «کاربست انگاره جهانهای متن در اشعار شیرکوبیکس: رویکرد شعرشناسی شناختی». پژوهشهای بین رشتهای ادبی. ش 10. ص 126 ـ 158. صادقی اصفهانى، لیلا. (1389ﻫ.ش). «بررسی عناصر جهان متن بر اساس رویکرد بوطیقای شناختی در یوزپلنگانی که با من دویدهاند اثر بیژن نجدی». نقد ادبی. ش 10. ص 143 ـ 174. طلایی، زینب؛ و حبیباللّٰه عباسی. (1399ﻫ.ش). «نظریه جهان متن در روایت بیهقی». پژوهشنامه نقد ادبی و بلاغت. ش 2. ص 85 ـ 103. گلفام، ارسلان؛ بلقیس روشن، و فرزانه شیررضا. (1393ﻫ.ش). «کاربرد نظريه جهان متن در شناسایی عناصر سازنده متن روایی داستان شازده احتجاب: بر مبنای رویکرد شعرشناسی شناختی». جستارهای زبانی. ش 5. ص 183 ـ 206. لطیفنژاد رودسری، فرخ. (1401ﻫ.ش). «تأثیر جهان اشاری در تشخیص جهان معرفتی شعر دوری و... اثر باباچاهی بر پایه نظريه بوطیقای شناختی جهانهای متن پل فيرث». نقد و نظریه ادبی. ش 2. ص 259 ـ 286. محمدی، ابراهیم؛ حبیباللّٰه عباسی، و عفت غفوری حسنآباد. (1393ﻫ.ش). «خوانش هرمنوتیکی نام داستان در سه قطره خون صادق هدایت و ربیع في الرماد زکریا تامر». کاوشنامه ادبیات تطبیقی. ش 13. ص 145 ـ 169. وهابیان، بهناز؛ مسعود دهقان، و ابراهیم بدخشان. (1400ﻫ.ش). «بازنمایی عناصر سازنده جهانهای زیر شمول در داستان بر اساس رویکرد شعرشناسی شناختی: مطالعه موردی بوف کور». مجله نقد ادبی. ش 55. ص 141 ـ 177.
ج. الإنجليزية جاوفينز وستين Gavins, Joanna & Gerard Steen. (2003). Cognitive Poetics in Practice. London: Routledge. جاوفينز -----------. (2007). Text World Theory: An Introduction. Edinburgh University Press. جیووانلي Giovanelli, Marcello. (2013). Text world theory and Keats’ poetry: The cognitive poetics of desire, dreams and nightmares. London: Bloomsbury academic. ستوكول Stockwell, Peter. (2002). Cognitive Poetics: An Introduction. New York: Routledge.
فيرث Werth, Paul. (1999). Text Worlds: Representing Conceptual Space in Discourse. London: Longman.
| |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
آمار تعداد مشاهده مقاله: 38 تعداد دریافت فایل اصل مقاله: 52 |