تعداد نشریات | 43 |
تعداد شمارهها | 1,675 |
تعداد مقالات | 13,678 |
تعداد مشاهده مقاله | 31,692,788 |
تعداد دریافت فایل اصل مقاله | 12,521,249 |
مهارات الترجمة المباشرة بين العربية والفارسية "التلخيص" نموذجا | ||
بحوث في اللغة العربية | ||
مقاله 9، دوره 16، شماره 31، دی 2024، صفحه 117-136 اصل مقاله (1.08 M) | ||
نوع مقاله: المقالة البحثیة | ||
شناسه دیجیتال (DOI): 10.22108/rall.2023.138088.1467 | ||
نویسندگان | ||
عبدالهادي ضيغمي1؛ علي ضيغمي* 2؛ حبیب کشاورز2 | ||
1طالب الدكتوراه في قسم اللغة العربية وآدابها بجامعة سمنان، سمنان، إيران | ||
2أستاذ مساعد في قسم اللغة العربية وآدابها بجامعة سمنان، سمنان، إيران | ||
چکیده | ||
تعدُّ الترجمة المباشرة من المهارات القديمة – الحديثة. فالحاجة الملحّة إليها، دفعتها لتكون مقدّمة على نظيراتها في الأهمية منذ الحرب العالميّة الثانية، كما أنها تحتوي على مهارات جمّة جعلتها تكون محطَّة اهتمام المعنيين بالترجمة المباشرة، الأمر الذي يتطلّب التركيز على إحدى هذه المهارات. وقد وجدنا مهارة التلخيص في الترجمة بین العربية والفارسية، من أهم مهارات الترجمة بشقَّيها التحريري والمباشر. وجاء هذا البحث ليضع حلولًا لمعالجة وتذليل المشاكل التي يواجهها المترجم في الترجمة المباشرة من الفارسية إلى العربية والعكس، مثل حل مشكلة تأخير الفعل في الجملة الفارسية المطوّلة، التي قلَّما نواجه نظيرها في الترجمة المباشرة من العربية إلى الفارسية لوجود الفعل في بداية الجملة، وقلّما اهتم الباحثون في مجال الترجمة الشفوية بين العربية والفارسية بهذه المهارة، في حين أنَّ مهارة التلخيص في الترجمة المباشرة، أهمّ من نظيرتها التحريرية، لتوفّر عامل الزمان في الأخيرة، وانعدامه في الأولى، فبات الاهتمام بها والتدريب عليها من أهمّ الضرورات الملحّة؛ لأنّها تؤتي ثمارها في الوقت نفسه. وبما أنَّ الوقت الراهن عُرف بعصر ثورة المعلومات، فالعمل يتطلّب إنجاز المهام فوراً، لتحقيق الإنجازات السياسية، والأمنية، والاقتصادية. ومن خلال تقديم نماذج وأمثلة لعمليّة تلخيص كلام المتحدّث في الترجمة المباشرة، سنعتمد المنهج الوصفي ـ التحليلي، لإنجاز هذه المهمّة وتبيين الأساليب التي يجب أن يتّبعها المترجمون في الترجمة المباشرة. ومن أهمّ النتائج التي توصّل إليها البحث أن عملية التلخيص تختلف عن الإيجاز والاختصار ولها دور كبير في الترجمة المباشرة، ويجب أن تتمّ وفق الضوابط والتقنيات الموضوعة لها. وعلى المترجم المباشر أن يستفيد من الأساليب المختلفة للتلخيص بما فيها استخدام الأسماء المختصرة، أو علائم الاختصار في الأفعال والأسماء، واستعمال أسماء الإشارة إلى باقي أجزاء الجملة وغيرها من الأساليب التي يختارها بعض المترجمين حسب تجربتهم الخاصّة أثناء الترجمة. | ||
کلیدواژهها | ||
الترجمة المباشرة؛ مهارة التلخيص؛ الترجمة الشفوية؛ الترجمة الفورية العربية – الفارسية | ||
اصل مقاله | ||
تعدّ مهارة التلخيص من أهم المهارات التي لا يمكن للمترجم التحريري وخاصة المباشر، أن يستغني عنها؛ لأنَّ آثارها تكون أسرع وأكثر تأثيرا من الترجمة التحريرية. وفي عصر عُرف بثورة المعلومات، من المتوقّع أن يتمَّ استثمار الترجمة بأسرع وقت، خاصة عندما تكون لها نتائج معلوماتية أو سياسية أو أمنية، أو اقتصادية. وبالرغم من تعدّد الأساليب والأذواق في الترجمة بكل أنواعها، إلا أنّ المعنيين بشؤون الترجمة يرون ضرورة وضع إطارٍ يُشكِّل الأرضية التي تحدّد مسار التلخيص وكيفيته في الترجمة. ونظراً لأهمية التلخيص، خاصة في الترجمة المباشرة بين العربية والفارسية في الوقت الراهن والرقي بمستواها، فاخترنا هذا الموضوع، على أمل أن يكون خطوة على طريق تحسين الترجمة بشكل عام، وعملية التلخيص في الترجمة بين العربية والفارسية بشكل خاص. 1ـ1. أهمية البحث وضرورته تؤكّد البحوث والدراسات التاريخية أنّ الترجمة كانت ولا تزال وسيلة للتواصل ونقل التجارب والعلم بين المجتمعات والحضارات الإنسانية. فهي فن مستقل جسّد الإبداع والقدرة على التواصل بين الثقافات والحضارات، ليتمكّن كل طرف من الاستفادة من تجارب الطرف الآخر. ومع اتساع رقعة العلوم وتعدّد لغاتها، كثر الاهتمام بالترجمة المباشرة، خاصة في المجالات السياسية والدبلوماسية، حيث من شأنها أن تُساعد في الرُّقي بمستوى العلاقات الخارجية، من خلال المفاوضات التي تجريها مع الدول الأخرى عبر مترجمين متمكّنين، كما ازدادت أهمية الترجمة المباشرة بعد التركيز على اللقاءات الثنائية أو المتعددة الأطراف، والخطابات والمؤتمرات الصحفية، عندما يلتقي رؤساء الدول أو غيرهم من الشخصيات الرفيعة من الدول الأخرى خلال الزيارات الرسمية وحتى غير الرسمية. أضف إلى ذلك، أن اتساع الهوة بين المجتمعات الأكثر تحضّرا والبلدان التي شهدت فتوراً في الحركة العلمية والحضارية، مما زاد من الحاجة لاعتماد الترجمة بشقيها التحريري والمباشر أكثر من أيّ وقت آخر، الأمر الذي جعل من الضروري تحديد أُسس للترجمة بشكل عام، والتلخيص في الترجمة المباشرة بشكل خاص، وبالتحديد في الترجمة الشفوية الدبلوماسية، واللقاءات الثنائية الخاصة التي تعدّ من أهم التراجم، حيث يجب أن يكون المترجم المباشر فيها مطلعاً على البروتوكولات الدبلوماسية، والسياسية، والاقتصادية وحتى العسكرية. أضف إلى ذلك، أن ظهور الحاسوب وإيكال ضرب من الترجمة إليه وإطلاق اسم الترجمة الآلية عليها، زاد من الحاجة لتأطير الترجمة خاصة الآلية منها، التي رغم سرعتها تفتقر للمعاني المقصودة المفردات بعض الأحيان. ومن هنا، جاء اهتمامنا باختيار موضوع مهارة التلخيص في الترجمة المباشرة بين العربية والفارسية، لنتمكن من تحديد أساليب التلخيص وكيفيّته في هذا النوع الهام من الترجمة، الذي من شأنه أن يكون في مقدمة الترجمات؛ لأنه الأكثر سرعةً في التأثير واتخاذ القرار والتنفيذ. 1ـ2. أسئلة البحث نحاول في هذا البحث الإجابة عن السؤالين: ـ ما ضرورة عملية التلخيص في الترجمة المباشرة بين العربية والفارسية والعكس، وما هي مكانتها؟ ـ ما أهم أساليب تطبيق عملية التلخيص في الترجمة الشفوية بين الفارسية والعربية؟ 1ـ3. فرضيات البحث تكمن فرضيات البحث فيما يلي: التلخيص مهارة تقتصد الوقت والجهد؛ إذ يمكن للمترجم أو الباحث أن يستفيد من الفرصة القليلة المتاحة لديه بشكل أفضل، إذا تمتّع بهذه المهارة. وتتجلى هذه الأهمية في الترجمة المباشرة أكثر نظراً لضرورة قيام المترجم بعمله في وقت قصير جداً يصل بعض الأحيان إلى جزء من الثانية في الترجمة الشفوية المتزامنة. وفي الترجمة الشفوية بين الفارسية والعربية، هناك أساليب مختلفة للتلخيص يمارسها المترجمون، منها استخدام قصاصات الورق أو علائم اختصار للأفعال والأسماء أو استخدام أصابع اليدين للإشارة إلى بعض أجزاء الجملة. 1ـ4. خلفية البحث مهارة التلخيص يمكن تطبيقها على مجمل أنواع الترجمة بشقيها التحريري والمباشر. بما أنَّ موضوع البحث يقتصر على مهارة التلخيص في الترجمة المباشرة، فمن الطبيعي أن يتمَّ التركيز على البحوث والدراسات المنجزة حول عملية التلخيص في الشِّق الثاني دون الأول، إلا أنّنا قلّما نجد بحثاً تطرّق إلى فن التلخيص في الترجمة الشفوية. فيما يلي أهم ما يرتبط بالبحث: كتاب فن التلخيص: خمسون تقنية للتلخيص بغية تحسين تعلم الطلبة في كل المواضيع، لريك ورملي (2008م). من أهمِّ المواضيع التي تطرق اليها الباحث هي أهميَّة التلخيص، وبراعة التلخيص، وتقنيات التلخيص، وأهرام التلخيص. ومن بين هذه المواضيع نكتفي بالإشارة إلى تقنية أهرام التلخيص، فيقوم المُتدرِّب على التلخيص في الترجمة بكتابة أهم الموضوعات في سطر كامل، ثم يعمد الى تقليص الجملة أو العبارة ويكتب العبارة القصيرة فوق السطر الأول، ويستمر بتقليص الجملة حتى يصل إلى أقل عدد من الكلمات التي تقدم نفس المفهوم والمعنى لتكون في قمة الهرم، وهي الجملة الملَّخصة للجملة المطولة الأولى، علما أن هذه الطريقة يمكن أن تستغرق أكثر من ست جمل حتى تصل إلى الجملة المطلوبة. دراسة فن التخليص، لوضاح بن هادي (17/10/1401ﻫ.ش). تحدّث فيه الكاتب عن تعريف التلخيص وقواعده وخطوات وأسبابه. ومن أهمِّ الموضوعات التي ركز عليها الباحث، هو الفرق بين التلخيص والاختصار، وكذلك الفرق بين التلخيص والتهذيب، والأسباب التي ترمز إلى التلخيص في الترجمة، كما تطرّق الكاتب إلى قواعد التلخيص، وقدّم أربع قواعد (الحذف، والدمج، والبناء والتعميم)، واعتبرها الأركان الرئيسة للتلخيص في الترجمة بشقيها التحريري والمباشر. دراسة فن التلخيص، لفيصل بن محمد العُقيل، وصفية بنت إبراهيم العبد الكريم (2023م). حدّد فيه الكاتبان أربع خطوات للتلخيص، كما وضعا ست فقرات اعتبراها أفضل سمات لتحديد التلخيص الجيّد، ثم تطرّقا لفوائد التلخيص وحدّدا سبع فقرات كأبرز فوائد عمليّة التلخيص، علماً أنَّ الباحثين ركزا على التلخيص بشكل عام. بحث أثر استخدام المدونات الإلكترونيّة في تنمية مهارة التلخيص في التعبير الكتابي لدى دارسي اللغة العربية الناطقين بلغات أخرى، قدمه محمد محمد جابر صالح وآخرون، وتمَّ نشره في مجلة جامعة الفيوم / القاهرة، للعلوم التربوية والنفسيّة (2022م). بدأ الباحث الموضوع بتقديم معنى التلخيص[1] لغةً واصطلاحاً، والكفاءة[2] التي من المفروض أن يتحلى بها المتدرب على عملية التلخيص، والمهارة[3] التي يمتاز بها المتدرب كي يتمكن من إنجاز عمليّة التلخيص، وأتبعها بميزات التلخيص ومستوياته، ثم قام بتوضيح ماهية التلخيص وأهم مهاراته وأبرز خطواته العمليّة، معتمداً على أهم الدراسات والبحوث المرتبطة بالبحث. ومقال الترجمة والعمليات الذهنية، لحسام الدين مصطفى (13/11/1401ﻫ.ش). أكد الكاتب فيه أنَّ هدف البحث التعرف على أساليب وطرق التلخيص في الترجمة الشفويّة، ثم القيام بنقدها وغربلتها، وانتقاء أفضلها ودمجه مع ما يقدِّمه الباحثون المتأخرون وما تفرضه التقنيات الحديثة على المعنيين بشؤون الترجمة، لاستخدام التلخيص كمهارة من مهارات الترجمة المباشرة. ومن بين التساؤلات التي أجاب عليها البحث: ما حقيقة التلخيص؟ وما الفرق بين التلخيص والاختصار والإيجاز؟ وما أهم الضرورات التي توجب التلخيص في الترجمة المباشرة؟ وما أهمَّ السبل والأسس التي اتَّبعها الباحثون القدامى عند التلخيص في الترجمة المباشرة؟ بحث التلخيص ومهارات التلخيص، ليحيى سعد (27/11/1401ﻫ.ش). تطرّق فيه الباحث إلى مهارة التلخيص أولا، ثم إلى مفهوم التلخيص لغة واصطلاحا، إضافة إلى خطواته؛ وبعد ذلك بدأ بالخطوات العمليّة للتلخيص مبتدئاً بأهمية التلخيص للطلبة الذين يقضون المراحل الدراسية (المدرسية والجامعية)، وكذلك بالنسبة للقارئ وحتى المعنيين بالترجمة، حتى أنهى البحث بالتطرّق إلى مبادئ عمليّة التلخيص وشروطها. بحث مسعود عمشوش تحت عنوان مهارة التلخيص (15/11/1401ﻫ.ش). بدأ الباحث بتعريف مهارة التلخيص والمقصود من التلخيص، والخطوات الأربع التي يجب أن يتبعها المترجم. وما يميز هذا البحث عن البحوث الأخرى هو أنَّ الباحث بعد تعريف التلخيص وخطواته، قدم المبادئ الأساسية التي يجب أن تُراعى خلال عمليّة التلخيص، وأتبعها بالأسس الفنية لعملية التلخيص، أي أنّ المشروع الذي قدَّمه الكاتب بات مشروعاً علمياً وفنياً بامتياز. وآخر بحث نقدمه عن مهارة التلخيص هو كيف تقوم بتلخيص الورقة العلمية؟، لطارق العفيفي (2022م). وقد بدأ الباحث بحثه بتعريف التلخيص وأهميته، ثم قدّم ثماني نقاط كخطوات عمليّة لكيفية التلخيص، وأتبعها بأربع عشرة فقرة أكَّد أنها خلاصة تجارب وعمليات تلخيص بعض أساتذة هذه المهارة الفنية، ويمكن اعتمادها في عمليّة تلخيص الورقة أو البحوث العلمية. ويعتبر هذا البحث بحثاً فنياً ومهنياً وعملياً بامتياز؛ لأنَّه خلاصة أعمال باحثين في مهارة التلخيص. بحث علي كواري وآخرون في جامعة أصفهان حول الإشكاليات اللغوية في الترجمة الشفوية من الفارسية إلى العربية بالاعتماد على القواعد النحوية: دراسة ميدانية (1399ﻫ.ش). وجاءت نتائج الدراسة التي أجراها على مترجمين مخضرمين ومتمرّسين في حقل تدريس الترجمة أو ممارستها عملياً، بأنَّ أهمّ إشكاليات الترجمة الشفوية تقتصر على خمس نقاط، هي: إشكالية استخدام العامية، والأخطاء النحوية، والصرفية، والإشكاليات المعجمية والصوتية. ومقالة عبد الحسين فقهي وحسين سلماني، تحت عنوان نگاهى به چالشهاى ترجمه همزمان فارسى – عربى و بر عكس (= نظرة إلى تحديات الترجمة المباشرة بين الفارسية والعربية والعكس) (1393ﻫ.ش). ورأى الباحثان أنَّ تحديات الترجمة المباشرة يمكن أن تنطلق جذورها من صعوبات نفس العملية الترجمية وفحوى الترجمة، وكذلك يمكن أن تعود إلى نفس المترجم، وأن عمليّة التلخيص في الترجمة المباشرة تعتبر من أهم التحديات التي يواجهها المترجم في الترجمة المباشرة، كما أشار الباحثان إلى إمكانية تعريف وتدريب المترجمين على الترجمة المباشرة وميزاتها وضرورياتها، وبالتالي تقييم قدرات المتدربين والعمل على تأهيلهم للقيام بهذه المهمة، وفق الأصول والمبادئ التطبيقية. إذن لم نجد بحثاً مستقلاً عن مهارة التلخيص في الترجمة المباشرة بين العربية والفارسية بكل تفاصيلها بدءا من مبادئها، مرورا بأساليبها، وانتهاءا بالضرورة التي تؤدي إلى اللجوء لعمليّة التلخيص في الترجمة المباشرة، وهو ما نحاول أن نتطرق إليه في هذا البحث.
مع تطور الحياة الاجتماعية ودخول المجالات الاقتصادية والعلمية في علاقات المجتمعات البشرية، ظهر دور الترجمة وخاصة المباشرة منها أكثر من ذي قبل. ومع كثرة العلوم ووجود العديد من المصادر والكلام عن العلوم واللغات المختلفة، بات من الضروري أن يلجأ المترجمون إلى طريقة تختصر المسافة للوصول إلى ما يلبّي الطلبات الملحّة للمجتمعات البشرية. فكانت فكرة التلخيص في الترجمة المباشرة، وخاصة الترجمة بين الفارسية والعربية في الوقت الراهن للمعنيين بالتواصل بين إيران والعالم العربي أو الدارسين في هذا المجال، من أهمِّ القضايا التي تشغل بال المعنيين بشؤون الترجمة في المنطقة، الأمر الذي نريد التركيز عليه في هذا البحث، وذلك من خلال التطرّق إلى التلخيص ومهاراته في الترجمة المباشرة بين العربية والفارسية. 2ـ1. التلخيص إذا ما راجعنا المصادر الرئيسة للغة العربية وبحثنا فيها عن معنى "التلخيص" في الكلام تحديداً، وجدنا أنَّ اللغويين يرون «التلخيص بمعنى تنقية الكلام من زوائده (الأوصاف والنعوت و ...) وإظهار الفقرات المنشودة» (ابن منظور، 1999م، ج 12، ص 260). وأما المصادر المتأخرة للغة العربية، فتقدم معنى التلخیص في اللغة بأنَّه اختصار الشيء، كما تؤكده قواميس اللغة )معلوف، 2010م، ص 718(، حيث إنّ مادة "لخص" تعني "اختصر"، وعبارة «"لخّص الكلام" تعني اختصره، أي بيَّنه وقرَّبه، وهي مأخوذة من اللَّخَص، كأنه اللحم الخالص، كما يقال: "لخَّص خبره، أي بيَّنه شيئا بعد شيء"» (المصدر نفسه). التلخيص، عملية فنية بامتياز؛ إذ تحتاج لأكثر من مهارة فنيّة. فالتلخيص يجب أن لا يكون بشكل تصبح العبارة موجزة، يطغى عليها الإبهام والغموض، ويصعب على السامع تحديد المعنى المقصود منها. وقد يكون التلخيص مطلوباً في كل أنواع الترجمة، بما فيها المكتوبة والمباشرة والتتابعية. لكن تبقى عملية التلخيص عملية فنية وضروريّة جداً، خاصة في الحالات المصيرية، التي لا مجال للنطق بالكلام بشكل تام، والمتكلّم يختار فيها أقلَّ عدد من الكلمات، وعلى المترجم أن يفهم كل ما يقصده المتحدث. فالطبيب الجراح الذي يطلب حين العملية المشرط، أو أي شيء آخر لمواصلة العملية، أو القائد العسكري الذي يطلب من قواته شنَّ هجوم بالأسلحة والمعدات المتاحة لقواته، أو على العكس من ذلك، التوقف عن الزحف والتقدّم، في مثل هذه الأحوال يكون الكلام، بأقل عدد من الكلمات، لكنه يستوعب أكبر مساحة من المعاني. هذه الأمثلة نماذج من أنواع التلخيص في الكلام. فعلى المترجم المباشر أن يقوم بأداء مثل هذا الدور، إذا اقتضت الضرورة لتلخيص كلام المتحدّث، أو تكون المهمة سرِّية لنقل الرسائل العسكريّة التي لا يمكن تبادلها عبر الأجهزة اللاسلكية أو السلكية، عندها يلجأ العسكريون لتبادل المعلومات عبر البريد الإنساني، حيث يُحمِّلون الشخص كلمة السر، التي تُعرف بـ"سِرُّ الليل" لتؤكد أنَّ مَن يحملها لم يكن غريباً ولا من قوات العدو المتسلّلة للحصول على معلومات عسكرية أو استخبارية أو أمنية.
وقبل الدخول في البحث، لنتعرّف على المقصود والمراد من عمليّة التلخيص في الترجمة بشكل عام، بشقيها التحريري والمباشر، وما يهمنا هو القسم الأخير، خاصة وأن هذا المصطلح كاد يقتصر على الترجمة التحريرية، في حين أنَّ الترجمة المباشرة باتت الحاجة إليها لا تقلّ أهمية عن الترجمة التحريرية، بل تفوقها في الكثير من الأحيان كاللقاءات الثنائية والندوات الرسمية التي تحتاج للترجمة المباشرة. فمن الطبيعي استعمال هذه المهارة في الترجمة المباشرة، التي باتت من الضرورات الملحة فيها أيضاً، الأمر الذي يتطلب التعرف على معاني مفردة التلخيص وما يقاربها في المعنى، كالاختصار والاختزال والتهذيب ومعرفة الفوارق أو القواسم المشتركة فيما بينها، حسب ما جاء في المصادر اللغوية الرئيسة. 2ـ2. تعاريف متنوّعة تنوّعت تعاريف مصطلح التلخيص، فكان منها قريب من المعنى المقصود، ومنها ما يرادفه، ومنها ما يختلف عنه. فالمصادر والكتب اللغوية، تقدم تعاريف متعدّدة ورغم اختلافها في الظواهر، إلا أنّها تؤكّد أن التلخيص هو «مهارة عقلية مبنية على استيعاب المقروء أو المسموع، وإعادة صياغته بإيجاز وبأسلوب جديد، دون الإخلال بالمضمون والمفهوم العام للنص (الكلام) الأصلي» (صالح، 2019م، ص 114)، شرط أن تكون العمليّة ضمن مجموعة من التوصيات والخطوات التي تبدأ بالقراءة المتأنية والدقيقة، وتدوين الملاحظات حول الأفكار الرئيسة، ومن ثم البدء بكتابة (تبيين) الملخّص من الذاكرة. كما يظهر من المعاجم، أنَّ التلخيص والاختصار مفردتان مترادفتان، والاختزال والإيجاز أيضا يأتيان بنفس المعنى تقريبا ويعنيان: الاقتطاع من الشيء والأخذ بجزء منه. أما التهذيب، فهو يختلف عنهما بعض الشيء، بحيث إنَّه «قد يشمل التلخيص، وقد يقوم المهذِب بإضافة شيء إلى النص (الكلام) الأصلي سواء لتحرير مسألة، أو تخريج حديث، أو زيادة ترجمة، أو استدراك وتصويب لنصٍّ معيّن، أو حتى تغيير في ترتيب النص، لتجميل النص (الكلام)» (البيهقي، 1375ﻫ.ش، ج 2، ص 584). ونكتفي بهذا القدر من الإشارة إلى التهذيب؛ لأنَّه لم يكن ضمن موضوع بحثنا هذا. قيل في معنى التلخيص: «إنَّه إعادة صياغة نص ما أو خبرة ما بأقل ما يمكن من الكلمات وعلى نحو جديد، لكنه فعال» (ورملي، 2008م، ص 22). وقيل: هو «مهارة كتابيّة تضم مهارات أخرى، مثل إعادة الصياغة سواء لنص مكتوب أو مهارة شفويّة، مثل إعادة صياغة نص مسموع، حيث تتطلب مهارة التلخيص إمكانيات ذهنيّة عالية تشمل القدرة على التحليل والتمييز لتحديد موضوع التلخيص والفكرة القائمة عليه» (سعد،27/11/1401ﻫ.ش). وقيل: هو «عملیة فكرية تتضمّن القدرة على تبيين صلب الموضوع، وإظهار الأفكار الرئيسة فيه، أي أنَّ التلخيص هو إعادة بناء للموضوع (أو الكلام) بهيكلية جديدة لها وقواعد جديدة» (بن هادي، 17/10/1401ﻫ.ش). ومن خلال مقارنة ما يستشف من معاني هذه التعاريف الثلاثة، نجد أنَّ التعريف الأول يختص بالترجمة التحريرية؛ لأنَّه يتحدّث عن النص وإعادة صياغته، الأمر الذي لا يوجد في الترجمة المباشرة، فيبقى التعريفان المتبقيان: فالتعريف الثاني يُعبِّر عن التلخيص بـ"مهارة كتابية تضم مهارات أخرى ..."، فيما يشير التعريف الثالث إلى أن التلخيص هو "عمليّة فكرية تتضمّن القدرة على تبيين صلب الموضوع، وإظهار الأفكار الرئيسة فيه"، ويؤكد بأنَّ عمليّة التلخيص عبارة عن إعادة بناء للموضوع بهيكليّة جديدة وفق قواعد جديدة، ولم يشر إلى سبب هذه العملية، أيَّ إعادة بناء الموضوع. وإذا ما أردنا تقديم معنى شاملٍ ومتكاملٍ للتلخيص، فيمكن القول إنَّ التلخيص «هو إعادة صياغة النص الأصلي صياغة جديدة، في عدد أقل من الكلمات والعبارات والجُمل، مع المحافظة على جوهر النص الأصلي، والإبقاء على معانيه وأفكاره الأساسية» (المصدر نفسه، ص 3). بالرغم من أنَّ كل التعاريف المذكورة تشير إلى أن عمليّة التلخيص غالباً ما تكون في الترجمة التحريرية، ويتم فيها إعادة صياغة النص الأصلي، إلا أنَّ ظهور الترجمة الفوريّة، وتنامي الحاجة الملحة اليها، جعل هذه المهارة تشمل الترجمة الفورية (بين الفارسية والعربية) أيضاً، كما جاء في التعريف الثاني للتلخيص: "... إعادة الصياغة سواء لنص مكتوب أو مهارة شفويّة، مثل إعادة صياغة نص مسموع ...". أما علماء اللغة الأوائل لدى تطرّقهم إلى الفرق بين التلخيص (الاختصار) والإيجاز، فلهم رأي آخر في ذلك، وفي مقدّمتهم أبو هلال العسكري، حيث يبين الفرق بينهما كالتالي: الفرق بين الاختصار والإيجاز: «إنَّ الاختصار (التلخيص) هو إلقاؤك فضول الألفاظ من كلام المؤلف من غير إخلال بمعانيه؛ ولهذا يقولون: قد اختصر فلان كُتبَ الكوفيين أو غيرها، إذا ألقى فضول ألفاظهم وأدى معانيهم في أقل مما أدوها فيه من الألفاظ. فالاختصار يكون في كلام قد سبق حدوثه وتأليفه، والإيجاز هو أن يُبنى الكلام على قلة اللفظ وكثرة المعاني؛ يُقال أوجَز الرجل في كلامه، إذا جعله على هذا السبيل، واختصر كلامه أو كلام غيره، إذا قصَّره بعد إطالة، فإن استُعمِل أحدُهما موضع الآخر فلتقارب معنيهما» (العسكري، 1997م، ص 11). فهو ـ وكما يبدو من تعريفه الآنف الذكر للاختصار ـ يرى أنَّ الاختصار هو حذف ما لم يكن ضروريا في صُلب النص (الكلام)، وقد عبَّر عن الإضافات بـ"فضول الألفاظ" التي قد تشمل الصفات والتسميات الرسمية المطوَّلة، وإلى غير ذلك من المفردات التي تأتي مُكمِّلة للكلام الرئيسي، كالبدائل والصفات والقيود. إذن، يعتقد أبو هلال العسكري، ووضاح بن هادي ـ كما سبق في تعرفيهما للاختصار ـ أن التلخيص يُعتبر عملية فنية تختصر الكلام، دون أن تمسّ صُلب الموضوع أو تؤثر على معانيه. وهناك تعريف عصري آخر للتلخيص، الذي يعتبره الخبراء بأنه ضرب من تحديد المعلومات البارزة، وإعادة بنائها للحصول على معنى يبقى في الذهن لفترة أطول، وهو مهارة أكاديمية ـ جوهرية (ورملي، 2008م، ص 12). وقد أثبت هذا التعريف أنَّ مهارة التلخيص، لا تقتصر على تلخيص الموضوعات فقط، بل إنَّها عبارة عن «مهارة تتجسّد في عمليّة عقلية، تتضمّن في ثناياها معظم العمليات العقلية العليا، من فهم واستقراء واستدلال وتحليل وتركيب وتقويم، وتستدعي مبادرة ونشاطًا من المتدرب نفسه» (المصدر نفسه، ص 12)، وهي من أكثر المهارات مرونة في حياة المتدربين. إذن، فبالرغم من أن التعريفين الأولين، يعتبران التلخيص «عمليّة فنية، تختصر الكلام دون أن تمسَ صُلب الموضوع، من خلال حذف الألفاظ الإضافيّة، أو إعادة صياغة الجمل» (العسكري، 1997م، ص 11)، إلا أن وُرملي يرى أنَّ عملية التلخيص مهارة تتجسد في عمليّة عقلية، بل يذهب إلى أكثر من ذلك ويعتبرها مهارة تحتوي على معظم العمليات العقلية العليا، بما فيها الفهم والإدراك والإستدلال والتحليل والصياغة والتقويم والتدعيم (2008م، ص 12). وخلاصة الکلام یمکن القول: «إنَّ مهارة التلخيص، تتضمن وتفترض إتقان مهارات أخرى مهمة جدَّاً، مثل مهارات الفهم والاستيعاب (للكلام والنص)، وكذلك مهارة التعبير (الكلامي والكتابي)، وكلها مهارات لا تكتسب إلاَّ بالممارسة والتمرن والصبر والمثابرة» (عمشوش، 15/11/1401ﻫ.ش). 2ـ3. التلخيص وعلاقته بالترجمة من المعروف أن المهارة لا تولد مع الشخص، ولم يكن بإمكان أيّ شخص اكتسابها، بمجرد التعرّف عليها أو على تعريفها، بل إنها تحتاج إلى تدريب وممارسات طويلة، حتى لو كانت لدى المتدرّب أرضية تميّزه في تعلمها وممارستها عن غيره. فعليه أن يُمضي وقتاً في ممارستها والتدرّب عليها. وكما مرّ علينا فيما سبق من البحث، أن عمليّة التلخيص، عمليّة عقلية معقّدة تحتوي على عدة مهارات أخرى (سعد، 27/11/1401ﻫ.ش). بعبارة أخرى، يمكن القول، إنه على المترجم أن يكون على قدر من العلم والمعرفة والقراءة، حتى يكاد يكون بمستوى المتحدّث، ليتمكَّن من ترجمة كلامه؛ لأنَّ الترجمة تمر بمراحل وتحتوي على مهارات، خاصة الترجمة المباشرة[4]. وعلى المترجم المباشر، أن يتحلّى بالمهارات اللازمة للترجمة الفوريّة؛ وهذا ما أكده الجاحظ عندما وضع شروطا للمترجم قائلا : «لا بد للترجمان من أن يكون بيانه في نفس الترجمة، في وزن علمه في نفس المعرفة، وينبغي أن يكون أعلم الناس باللغة المنقولة والمنقول إليها، حتى يكون فيهما سواء وغاية» (1983م، ج 1، ص 30). فحتى الجاحظ عندما يتحدّث عن شروط المترجم، يضع شروطا عسيرة جدّا للمترجم، منها الشرط الذي يُعتبر أكثر تعجيزا، حيث يقول فيه: «على المترجم أن يكون أعلم الناس، باللغة المنقول إليها أيضا» (المصدر نفسه، ج 1، ص 27)، ولم يكتف بذل، بل يرى ضرورة تحلِّي المترجم بنفس الشروط وبنفس المستوى علميا ولغويا بالنسبة للغة المنقول منها. فكل ما تمّ التطرّق إليه خلال البحث، يدلّ على أن الترجمة رغم قِدَمِها بحد ذاتها تُعتبر فنٌ من الفنون العصرية، خاصة الترجمة المباشرة، بحيث إنَّ بعض المختصين اعتبروها مهارة عقلية معقّدة، بل إنَّها مهارة تشمل عدّة مهارات أخرى (سعد، 27/11/1401ﻫ.ش). وبشكل عام، فإنَّ الترجمة في جوهرها عملية عقلية تقوم على دعامتين أساسيتين: أولاهما التلقّي من خلال القراءة أو السمع؛ وثانيهما الإرسال؛ وذلك بهدف توصيل رسالة المؤلف الأصلي (مصطفى، 13/11/1401ﻫ.ش). فالترجمة المباشرة بكل أنواعها كالترجمة التحريرية تحتاج للتلخيص، وعملية التلخيص يجب أن تتم وفق قواعد وأصول. وبالرغم من أن عملية الترجمة بحد ذاتها يواجه فيها المترجمون العديد من المشاكل والتحديات، إلّا أنَّ الترجمة المباشرة (الشفوية) رغم كل التقنيات والتطوّر الذي شهده قطاع الترجمة، مازالت تعجّ بالمشاكل والتحديات التي تشكل عقبات كأداء أمام عمل المترجم. ومن أهمّ الشؤون التي تربط التلخيص بالترجمة هي عمليّة إيصال الفكرة التي يريد المتحدّث تبيينها للمتلقّي عبر المترجم. فعندما يحاول المتحدّث من خلال عدة أمثلة توضيح فكرته، ويكون سريع الكلام، فمن الطبيعي أنّ المترجم لا يمكنه ترجمة كل كلام المتحدّث، بما فيه الأمثال والعبارات التوضيحية والمكرّرة. وفي مثل هذه الأحوال، يلجأ لتلخيص كلام المتحدّث ليوصل الفكرة وصلب الكلام للمتلقّي. وهذا الخيار، أي خيار التلخيص، يعد من مهارات الترجمة المباشرة ويفرض نفسه على عمل المترجم. ولتوضيح هذه العملية، نشير إلى نموذجين من تلخيص المترجم لكلام المتحدّث في العبارة التالية[5]: النموذج الأول: "به جرأت میتوانیم بگوییم در طول این هشت سال دفاع مقدس هیچ عملیات سطحی و زمینی انجام نگرفت، مگر آنکه پدافند هوایی در آنجا حضور داشت". وقد ترجم المترجم هذه الجملة كالتالي: (یمکننا القول بشكل قاطع أنّ خلال فترة الثماني سنوات من الدفاع المقدّس لم تُنفَّذ عملیةٌ علی السطح، إلا والدفاع الجوي كان حاضراً في مکان العملیة). فقد عمد المترجم في ترجمته إلى التغاضي عن توضيح عبارة "عمليات سطحى و زمينى"، والتي تعني العمليات التي تجري على سطح البحر، والعمليات البريَّة رعاية للوقت الضيق الذي لديه واكتفى بالقول: (لم تُنفَّذ عملیةٌ علی السطح، ...). وبما أن مفردة السطح تشمل سطح البحر وسطح الأرض، فاكتفى بذكرها مع الأولى ولم يذكرها مع الثانية لضيق الوقت. النموذج الثاني: "دلیر مردان پدافند هوایی با سامانههای خودشان در صحنه حضور داشتند وآسمان را امن میکردند، برای اینکه نیروهای سطحی بتوانند دفاع خودشان را و حمله خودشان را و عملیات خودشان را در حقیقت انجام دهند". وقد قام المترجم بتلخيص هذا المقطع من كلام المتحدّث، وترجمه إلى العبارات التالية: (رجال الدفاع الجوي الشجعان کانوا في میادین الوغی مع منظوماتهم یؤّمنون أمن الأجواء، لتقوم القوّات السطحیّة بعملیّاتها في حالتي الدفاع أو الهجوم). فقد جمع المترجم عمليات "الدفاع والهجوم وباقي العمليات" في مفردتي "الدفاع والهجوم" وحذف الباقي؛ لأنها توضيحيّة ولا مجال لتكرارها في الترجمة المباشرة. النموذج الثالث: "لذا پدافند هوایی در دو صحنه نقش بسیار حساسی را ایفا کرد، که یک در عملیاتهایی که عرض کردم، عملیات نیروهای سطحی، و دوم در دفاع از مناطق حساس، حیاتی وشریانهای اقتصادی کشور. که یکی از اهداف دشمن این بود که به این مناطق ضربه بزند تا از نظر اقتصادی کشور را در تنگنا قرار دهد". وقد ترجم المترجم الجمل أعلاه بهذا الشكل: (علی هذا الأساس، فأنّ الدفاع الجوّي قد أدّی دوراً حسّاساً جداً في مجالین، أحدهما في العملیّات التي أسلفت ذكرها لکم؛ أمّا الثاني، فهو الدفاع عن المناطق الحسّاسة، والمهمّة، والشرایین الاقتصادیة، كي لا يصبح اقتصاد البلاد في وضع حرج). فقد حذف المترجم عبارتي "عمليات نيروهاى سطحى" و "كه يكى از اهداف دشمن اين بود كه به اين مناطق ضربه بزند تا از نظر اقتصادی کشور را"؛ لأن سياق الترجمة يتضمّن معنيهما، ولا حاجة لتكرارهما لضيق الوقت الذي يعاني منه المترجم في الترجمة المباشرة. يبقى أنَّ عملية الترجمة إن كانت بين لغتين، تتمتعان بقواسم مشتركة وثقافة متقاربة، تهون فيها العديد من التحديات؛ لكنها تبقى أسيرة قواعد اللغة التي طالما تشكل عقبة أمام عمل المترجمين، وتجبرهم على اللجوء للترجمة الحرفيّة أحيانا، الأمر الذي يقلِّل من جودة الترجمة دون شك.
فيما سبق، تبين أن التلخيص «هو عبارة عن إعادة صياغة النص الأصلي صياغة جديدة، في عدد أقلَّ من الكلمات والعبارات والجُمل، مع المحافظة على جوهر النص الأصلي، والإبقاء على معانيه وأفكاره الرئيسة» (سعد، 27/11/1401ﻫ.ش). طبعاً هذا بالنسبة للنصوص المكتوبة والمطبوعة التي تستوجب مهارات متعددة وكثيرة. فبما أنها ليست موضوع بحثنا هذا، فنجتازها ونُركِّز على عملیة التلخيص في الترجمة المباشرة (الشفوية) بين العربية والفارسية، علماً أن الترجمة المباشرة (الفورية = الشفوية) هي بحد ذاتها تنقسم إلى خمسة أنواع: الشفوية المتزامنة، والشفوية التتابعية، والهمسية، والمنظورة، والإشاريّة، إلا أنَّنا نحاول التركيز على أكثرها استخداما أي الترجمة المباشرة المتزامنة والتتابعية، خاصة أن الترجمة المباشرة برمتها هي «نشاط فكري معقد، والهدف منه تسهيل التواصل والتمهيد للتعاون بين شخصين أو مجموعتين أو أكثر» (هوارية، 2017م، ص 22). وبما أنّ عملية الترجمة المباشرة مازالت في غاية الأهمية، فنجاحها وتسيير كل عملية التواصل بين طرفي الترجمة مما يعتمد على إمكانيات المترجم في استيعابه للكلام المنقول من اللغة المبدأ، وقوة صياغته وبيانه في اللغة الهدف، مع الإحتفاظ بالأمانة والدقة والسرعة في نفس الوقت، علماً أنَّ الترجمة المباشرة بشقيها المتزامن والتتابعي، تمر بثلاث مراحل أساسية، هي: الاستماع واستيعاب كلام المتحدّث، وتحليل الكلام وتحويله إلى مفاهيم في اللغة الأخرى، والمرحلة الثالثة هي صياغة وبيان الكلام في اللغة الهدف؛ لكن هناك فرق أساسي بين الترجمة المباشرة المتزامنة، والتتابعية؛ ففي الأولى يكون المترجم في ظروف لا مجال له للعودة ومراجعة الترجمة وتصحيح الأخطاء أو اختيار المكافئ الأفضل، ويكون مضطراً لاعتماد التقنيات والأساليب المعهودة في الترجمة. وربما إذا طالت العبارات والجمل التي يستخدمها المتحدّث، قد يقع المترجم في مطبات خطيرة، خاصة وأنَّ الفعل في اللغة الفارسية يتأخر في الجملة، وأنّ ذاكرة المترجم قد لا تسعفه لكثرة الأحداث أو الإحصاءات التي يتطرق اليها المتحدّث ويريد أن يختمها بفعل واحد، الأمر الذي قد يُفقد المترجم السيطرة على بعض المقاطع ولايتمكن من ترجمتها بشكل كامل؛ في حين أنَّه في الترجمة الشفوية التتابعية، عندما يتحدث المتكلم، يتمكن المترجم من تسجيل بعض النقاط الأساسية للحديث، ليتمكن من الاستعانة بها أثناء ترجمة كلام المتحدّث (فقهي وسلماني، 1393ﻫ.ش، ص 13). وبعد كل هذه المتاعب، على المترجم أن يقوم بتلخيص كلام المتحدث لأسباب عدة، كما أنَّ هناك الكثير من الأساليب والآراء لتطبيق عمليّة التلخيص التي لا تخلو من مشاكل ومصاعب في الترجمة المباشرة، إلا أنّنا سنحاول التركيز على أهمها خلال البحث، وبحسب ما يسمح لنا البحث. 3ـ1. مشاکل الترجمة والتلخيص في الترجمة المباشرة بما أن موضوع البحث يدور حول مهارات الترجمة المباشرة بين العربية والفارسية والعكس، فنحاول حصر مهارة التلخيص في هاتين الترجمتين، دون الرجوع إلى مشاكل الترجمة بين اللغات الأخرى، ليكون البحث أكثر تركيزا. 3ـ1ـ1. مشاكل الترجمة والتلخيص من الفارسية إلى العربية بالنسبة إلى اللغتين العربية والفارسية، رغم اشتراكهما بما يقارب كل الحروف الأبجدية سوى أربعة حروف إضافية في اللغة الفارسية إلا أنَّ هناك فوارق كثيرة في قواعد كل لغة بشقيها الصرفي والنحوي. فالتشعبات الكثيرة في قواعد اللغة العربيّة، تجبر المترجمين ذوي الأصول الفارسية أحياناً على اللجوء إلى الترجمة الحرفية أو الاكتفاء بالمكافئ اللغوي أو الصوري، أو الوصفي في أحسن الأحوال. ومن أهم المشاكل التي يواجهها المترجم في الترجمة المباشرة من الفارسية إلى العربية، هو وقوع الفعل في آخر الجملة الفارسية، الأمر الذي يُدخل المترجم في شك، كيف سيأتي الفعل؟ هل سيأتي بالنفي أو بالإيجاب، أو الإخبار أو الطلب؟ وبما أنَّ الفعل هو من أهم الأركان الرئيسية للجملة في كل لغة، فالمترجم يجب أن يستوعب فحوى وهدف المتحدّث من خلال معرفة الفعل، لينقل ترجمته بشكل صحيح إلى المتلقّي. وبما أنَّ الفعل في الجملات الفارسيّة يأتي في نهاية الكلام، فيجلب بعض المشاكل للمترجم، خاصة أنَّ الجمل العربيّة تبدأ بالفعل بشكل عام. وللتخلص من هذه المشاكل يتمكن المترجم المباشر من اعتماد السبل التالية (المصدر نفسه، ص 15 ـ 16):
3ـ1ـ2. التلخيص في الترجمة المباشرة من العربية إلى الفارسية قد لا تقل أهمية التلخيص في الترجمة المباشرة من العربية إلى الفارسية عن نظيرتها في الترجمة من الفارسيّة إلى العربية، أو أي لغة أخرى، خاصة أنَّ الفعل في اللغة الفارسيّة ـ كما مر سلفاً ـ يأتي في نهاية الجملة، الأمر الذي يؤخر مصير الجملة حتى يذكر المتحدّث فعلها، مما يجبر المترجم على الانتظار حتى إكمال الجملة، خاصة أنَّ بعض الأفعال تتعلق بها بعض الحروف وتُغير معناها. ففي مثل هذه الحالات، «على المترجم أن لا يتخذ قرارات عشوائية في ترجمتها، بل يبقى ملتزما باعتبارات تحددها اُسس ومبادئ اللغة العربية حسب السياق الذي يعمل فيه» (حيزية، 2009م، ص 31). وإن لم يتمكن المترجم المباشر من استيعاب معاني الأفعال وخاصة الأفعال الملحق بها بعض الحروف، فإنه لا يمكن أن يكون مترجماً ناجحاُ أو مقبولاً. أما فيما يخص مشاكل الترجمة من العربية إلى الفارسية ـ كما أسلفنا ـ فقد تكون أقل من عملية الترجمة من الفارسية إلى العربية لوجود الفعل في بداية الجملة، واتضاح مصير الفعل نفيا أو إيجابا أو طلبا أو ...، ويكون المترجم أكثر انطلاقا في العمليّة، حتى وإن احتاجت الجملة للتلخيص. وبما أن الفعل يُذكر في بداية الجملة ويتلوه الفاعل وبعده المفعول، ثم تأتي الأقسام المكمِلة لمعنى الجملة، فبإمكان المترجم المباشر أن يرسم الهيكليّة الرئيسة لسياق الجملة في اللغة الهدف (الفارسية)، وبعد تلخيص مفاهيم الجملة العربية، يُقدم الجملة الفارسية الملخصة للمتلقّي؛ لأنَّ الترجمة لم تكن مجرد ترجمة معاني كلمات منفردة، بل هي ترجمة المعاني التي يقصدها المتحدّث (كاتب النص)، والمترجم هو في الحقيقة مُفسِّر[6] ويقوم بتفسيرها وتوضيحها في اللغة الهدف (نجيب، 2005م، ص 49). يبقى إذا كانت جملة المتحدّث مطولة، وفيها أكثر من فعل يتبعه حرف، ولم يصادف المترجم حتى لحظته معاني ومفاهيم تلك الأفعال المستخدمة من قبل المتحدّث؛ فعليه أن لا يترك الأمر للتخمين والتماشي مع سياق الموضوع؛ لأنَّ ذلك آخر الحلول المتاحة لديه، أي قد يمكنه اللجوء للترجمة الحرفية، وهذا لا يُسمح به إلا عند الاضطرار، فإذا لجأ المترجم للترجمة الحرفية، لايجوز أن يلجأ للتلخيص أيضا، لأن العبارات التي سيقدمها لم تعكس مقصود المتحدث.
كما ذكرنا أن عمليّة الترجمة المباشرة عملية عقلية معقدة تتداخل فيها عدة أجهزة ومهارات (سعد، 27/11/1401ﻫ.ش)، وقد تعددت الآراء في تسمية هذه المهارات، إلا أنَّ جميع المعنيين بالترجمة يتفقون على أنَّ العملية بحد ذاتها صعبة تدل على أنَّ مهارتي الاستماع والاسترجاع هما على رأس قائمة المهارات والعمليات الذهنيّة التي تقدر بـ22 مهارة أثناء العملية، إلا أنهم لا يذكرون منها سوى بضعة مهارات التي تكون أكثر وضوحا أثناء العملية. أما من الناحية العملية، فإن عملية الترجمة المباشرة بالرغم من أنَّها حسب الظاهر تحتوي على ثلاث مراحل، إلا أنَّها في الحقيقة تحتوي على أكثر من خمس مراحل متداخلة يبقى المترجم متنقلا فيما بينها، حيث لا يستشعر المتلقّي سوى بثلاث مراحل منها فقط، هي: الاستماع والتركيز؛ والاستيعاب والتحليل؛ والصياغة والبيان. وللتعرّف على مراحل عملية الترجمة المباشرة، نتطرق إلى مراحلها الثلاثة المشهودة. 4ـ1. مرحلة الاستماع والتركيز عندما يبدأ المتحدّث بالكلام، يَنشَدُّ المترجم المباشر إلى كلام المتحدّث، مُكرساً كل نشاطاته الذهنية لاستقبال واستماع الخطاب والتركيز عليه. ومن الطبيعي أنَّ الاستماع مرحلة أعلى من مرحلة السمع والسماع، والإصغاء والإنصات؛ لأنَّ الاستماع فيه انشداد كافة قوى المستمع لاستيعاب وفهم الكلام المنطوق. ومن أجل ذلك، تؤكد غالبية المعنيين بشؤون الترجمة، على أن الإستماع «هو استقبال الأصوات بقصدٍ واهتمام، وإعمالٍ للفكر بقصد الفهم والتفاعل، أو حتى الطاعة والانصياع» (عمشوش، 15/11/1401ﻫ.ش). فالمترجم المباشر يُجنِّدُ أكثر من طاقة في هذه المرحلة، فهو يتعمَّدُ لاستماع صوت المتحدّث ويهتم بكل مكوِّناته (اللغوية، والصوتية، والدلالية)، ثم يحاول فهمها واستيعاب ما يقصده المتحدّث؛ لأنَّه يريد صياغته بلغة الهدف، ومن ثم ينقل محتواه بعد فترة وجيزة لطرف آخر. إذن، فهذه المرحلة بالرغم من أنها تبدو مرحلة واحدة، إلا أنَّها تحتوي على ثلاث مراحل تقريبا، وهي تلقِّي واستماع الكلام، ثم تحليله وحفظ نقاطه الرئيسة، وبالتالي التحضير لنقله للطرف الآخر، وأي خلل يمكن أن يؤثر على عمل المترجم ويخل في عمله. والدليل على أهمية الاستماع ما جاء في القرآن الكريم، حيث قال عز وجل: «إِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَª (الأعراف 7: 204). وهنا، تتجلى أهمية الاستماع، حيث جاء في الآية الكريمة بصيغة الأمر: "فاستمعوا"، وجاءت مفردة الإنصات بعدها وبالدرجة الثانية للتأكيد، مما يدل على وجوب تقديم الاستماع الذي تبلغ أهميته درجة الأمر التشريعي والتكليف، وضرورة الطاعة والانصياع له، فيما تبقى درجة أهمية الإنصات مقتصرة على معنى الأمر الإرشادي. فعلى سبيل المثال، إذا حدث خلل فني في إيصال صوت المتحدّث للمترجم، أو استخدم المتحدّث سياقات غير معتمدة في كلامه، كما إذا تحدث بغموض وكان حديثه مُبطَّن ويحمل أكثر من مفهوم، فعند ذلك على المترجم أن يعي ما يقصده المتحدّث من خلال قراءة ما بين سطور حديثه وكلماته. أضف إلى ذلك أن حركات المتحدّث (لغة الأعضاء والجوارح)، وتعبيرات وجهه، يمكن أن تُبرهن على عمق كلامه أكثر من المفردات التي يستخدمها في كلامه؛ لأنه يريد نقل كلام لا يجرؤ على قوله، ويضطر للسكوت عنه، ويكتفي بالتلويح إليه. وعلى المترجم المباشر أن يستوعب هدف المتكلم من هذه النقاط، ويوليها أهمية خاصة في ترجمته المباشرة. 4ـ2. مرحلة الاستيعاب والتحليل لقد مر علينا فيما سبق من البحث أن عمليّة التلخيص تعد من المهارات العقلية ـ الذهنية، يقوم خلالها المترجم المباشر باستيعاب المعلومات الرئيسة ويفصلها عن المعلومات الفرعية، ويحذف منها العبارات المكررة، التي تأتي في الدرجة الثانية أو الثالة من الأهمية، وهي مهارة مكتسبة يمكن للإنسان أن يتعلمَها ويتدرب عليها، إذا ما توفَّرت له الأجواء وكان له اندفاعاً لتعلمها. ففي هذه المرحلة من عملية التلخيص وبعد إستماعِه لكلام المتحدّث، يقوم المترجم المُباشر بتحديد الأفكارِ والمفاهيم والعبارات الرئيسة في كلام المتحدّث، ويعمل على تحليلها ليصوغ منها عبارات مكافئة لها في اللغة الهدف. وتكمن أهمية هذه المرحلة في التركيز على استيعاب مجمل المعاني والمفاهيم التي يقصدها المتحدّث، بما فيها المعاني المعجمية والدلالية والثقافية؛ لأن المتحدّث قد لا يريد الإشارة بشكل مباشرٍ لموضوع قد يُثير بعض الشكوك والشبهات، ما يضطره للجوء إلى التحوير في الكلام. وهنا تظهر أهمية استيعاب المترجم للكلام وتركيزه على نوايا المتحدّث التي يَستقيها من بين سطور كلامه، ليبدأ بتحديد العناصر المهمَّة، ويحصر الافكار الرئيسة في ذاكرته ليسترجعها عند الحاجة في سياق ترجمته؛ لأن المترجم المباشر عندما يكون في المرحلة الثانية من عملية الترجمة المباشرة أي مرحلة الإستيعاب والتحليل، فهو في الحقيقة عندما يستقبل الجملة "ب" (من المتحدّث)، في نفس الوقت يتلفظ الجملة السابقة "أ" التي صاغها وظلت عالقةٌ في ذاكرته، وبعدَها وبالتوازي، وهو يتلفظُ الجملة "ب"، ويستمع إلى الجملة "ج" من كلام المتحدّث، وهكذا دواليك (هوارية، 2018م، ص 4). مما يعني أنَّ المترجم عندما يقوم بترجمة الجملة "أ"، فهو كان قبل ذلك كان قد استوعبها وحلَّلها، ثم قام بترجمتها للمتلقّي، وفي نفس الوقت كان يستمعُ لجملة "ب" من المتحدّث. فبالرغم من أنَّ العملية يبدو في ظاهرها أنَّ المترجم المباشر يتأخر عن المتحدّث بفاصل جملة واحدة، إلا أنَّه في الحقيقة يبقى متنقلا في هذه العمليات الذهنية الفكرية التي تتطلب الكثير من الجهد، ليتمكن من تقديم ترجمة سليمة للمتلقّي. هنا، تتضاعف متاعب وجهود المترجم، إذا ما كانت كلمة المتحدّث مشحونةً بالمعلومات التخصصية، أو يقوم بتقديم إحصائياتٍ متتالية، أو عندما يواجه المترجم مشاكلَ في استقبال كلام المتحدّث، بشكلٍ عام؛ وبشكل خاص عندما تكون لغة المتحدّث غير سليمة خاصة من حيث أداء الحروف، كما إذا أراد المتحدّث الفارسي قراءة عبارة أو حديث بالعربية، ولم يتمكن من أداء الحروف بالشكل المطلوب. 4ـ3. مرحلة الصياغة والبيان بعد أن استوعب المترجم المباشر كلام المتحدّث وقام بتحليله، عليه أن يصوغ العبارات والجمل المكافئة له في اللغة الهدف. في هذه المرحلة وبعد أن قام المترجم المباشر بتحديد النقاط الرئيسة لكلام المتحدّث، يعمد إلى صياغتها بلغة المتلقّي، وعليه أن لا يتأثَّر بالعوامل التي قد تُفقده بعض الأركان الرئيسة للجملة، خاصةً عند استمرار المتحدّث بالكلام لفترةٍ طويلة أو تكون عباراته والجمل التي يستخدمها مطولةً بعض الشيء، الأمرُ الذي قد يُربك عمل المترجم المباشر، خاصة وأنَّ التلخيص «لا يعني تجاهُلِ الإشارات إلى المراجع والأصول التي استعان بها النص الأصلي وأثبتها في متن النص، ولكن ذلك في حدود الضرورة القصوى» (الشنطي، 2001م، ص 158). يعني من أهمِّ نقاط هذه الفقرة هي إعادةُ صياغة النقاط الرئيسة بشكلٍ منتظم وعلى نفس التسلسل الطبيعي الذي جاء في كلام المتحدّث، الأمر الذي يستدعي الإهتمام الذهني للمترجم بكلام المتحدّث، ليتمكن من صياغته في نفس الصورة التي قدمها المتحدّث؛ لكن دون ذكر الأمثلة المتعددة والاستطرادات والهوامش غير الأساسية، علماً أن هناك بعض الأمثلة ضروريةً لفهم واستيعاب أصل الكلام ويُمكن اختصارها وإدراجها ضمن صياغة الجمل والعبارات الملخصة. ومن أهم الميزات التي تمتازُ بها عمليّة التلخيص هي أن تكون صياغة العبارات والجمل على نفس الترتيب والنسق الذي قدمه المتحدّث، وتشملُ غالبية الأفكار الأساسية التي تطرّق إليها المتحدّث في حديثه، الأمر الذي يدل على دقّة وأمانة المترجم في عملية الترجمة المباشرة رغم صعوباتِها والمشاكل التي تحيط بها.
من أهم قواعد التلخيص الابتعاد عن حذف أيِّ فقرة من الفقرات الأساسية للكلام (النص)، كما يجب أن يحترز المترجم من إضافة أي فقرة لم تكن من صلب الكلام (النص)، مثل التحريف أو تغيير المعنى أو تحميلِ الكلام (النص) ما لا يُمكن استيعابه من الكلام (النص)؛ وفي نفسِ الوقت، يجب أن تكون الترجمة التي تمَّ تطبيق التلخيص عليها مترابطةً ومتماسكةً، وبعيدة عن الاستطرادات التي قد يُضيفها المترجم لربط الجُمل. أما نتائج صحة وسلامة عمليّة التلخيص، فيمكن مشاهدتُها عبر ملامح المتلقّين. فإن كانت ملامح المتلقّين مكفهّرةً، فإنَّها تعبر عن الاستياء والامتعاض، مما يدل على عدم جودة الترجمة أو عمليّة التلخيص التي قام بها المترجم؛ وفي غير ذلك، فإنَّ المؤشرات تدل على رضى المتلقّين من عملية الترجمة وعمليّة التلخيص التي تُرافقها. تبقى كيفية التلخيص، وما هي قواعدها وكيف يُلخَص الكلام (النص)؟ وإليكم أهم قواعد التلخيص. 5ـ1. قاعدة الحذف تشترك الترجمتان التحريرية والشفوية في هذه القاعدة. وما يهمنا التركيز على الترجمة المباشرة وخاصة الفورية منها. ففي هذه المرحلة، يقوم المترجم بحذف الجمل والصفات المطولة، والعبارات التوضيحية التي لا تُؤثر على استيعاب وفهم الكلام (النص) الرئيس، مثل الجمل التي تركز على زمان وقوع الحدث أو محل وقوعه أو ما يُقارب زمَن وقوع الفعل وما يُواكبه من أحداث، وتأثير ذلك على الأشياء المحيطة بالحدث حال وقوعه وما يترتب عليها. فكل هذه أمور لا تمس صلب الموضوع وتعتبر من الهوامش التي يمكن للمترجم أنّ يتغاضى عنها أو يذكرها مرة واحدة خلال كل الحديث؛ فبإمكانه أن يحذفها، إذا ما تكررت في كلام المتحدّث، وإن سنحت الفرصة له يكتفي بالإشارة لمجملها بجملة واحدة فقط.
5ـ2. قاعدة الدمج قد يتطرّق المتحدّث (النص) إلى جملة أحداثٍ كانت قد حدثت بشكل متزامنٍ أو في مكان واحد أو قد تكون متشابهة، وهي ترمز إلى نتيجة موحدة، كما لو حدثت أكثر من مباراة لكرة القدم أو كرة الطائرة أو كرة السلة في زمنٍ واحدٍ أو متقارب، وكانت نتائجها متشابهة، وقد ذكرها المتحدّث على وجه السرعة خلال تعليقاته على المبارات الجارية. ففي مثل هذه الأوقات، يتمكن المترجم من دَمج المباريات المتشابهة أو المُتقاربة من حيث الزمان في جملةٍ واحدة، ويأتي بنتائجها بعد تلك الجملة، ليكون الكلام (النص) متكاملاً، ولا تؤثر عملية التلخيص على فحوى الكلام ونقاطه الرئيسة، أو بإمكان المترجم أن يُصنف الفائزين حسب النقاط التي يحصل عليها كل فريق؛ ومن ثم يذكر أسماء الفِرَق الفائزة والتأكيد على أنها حازت على الرتبة الأولى؛ ومن ثم يذكر أسماء الفرق الأقل نقاطا بالنسبة للمجموعة الثانية ويُسميها بالفرق التي حصلت على الرتبة الثانية؛ وهكذا يفعل للرتبة الثالثة. وفي مثل هذه الحالات، يمكن للمترجم أن يقوم بعملية التلخيص في كلام المتحدّث وتقديم خلاصة موجزة منه للمتلقّي، دون أن يمس أو يحذف النقاط الرئيسية من كلام المتحدّث. 5ـ3. قاعدة البناء في هذه القاعدة، يُمكن أن يقوم المتحدّث بسَرد بعض الأحداث المختلفة التي تختلف في زمنِ الوقوع ومحله؛ لكن يمكن جمعها في جملة واحدة والإتيان بنتيجة موحدة لها، كما إذا حدث لشخص أنَّه سافر لمهمة، وحالفه النجاح في مهمته، وفي نفس الوقت جرت مباراة بين فريقين، وانتهت لصالح الفريق الذي يشجعه الشخص ذاته، فإنه لدى عودته من الرحلة، يجد أنَّه قد حاز على جائزة لموضوع كان قد كتبه لمسابقة علمية قبل ذلك، وقد تمَّ الإعلان عن نتائج تلك المسابقة العلمية. هنا يمكن للمترجم أن يجمع كل هذه الأحداث، ويصوغ لها جملة تضمها بشكل معقول ويأتي بنتيجة موحدة لتلك الأحداث التي قام باستبدالها بجملة جديدة. 5ـ4. قاعدة التعميم أحياناً قد يقوم المتحدّث بسرد أحداثٍ تكون نتائجها موحدة، أو يخبر عن توقعات محتملة، كما هو الحال في أخبار الأنواء الجويّة، حيث يتوقع المتحدّث أن تكون أجواء شمال البلاد لليوم القادم مُمطرةً مع انخفاض لدرجة الحرارة، ويذكر تفاصيل أخرى تحذيريّة تخصّ المزارعين، كي يتخذوا الاحتياطات اللازمة إزاء مزارعهم ومحاصيلها وحضائر مواشيهم، وأخرى للعشائر وسكان الأرياف الذين يسكنون في بيوت طينيّة أو تقع بيوتهم في طريق السيول المحتملة. وفي مثل هذه الأحوال، يقوم المترجم بتعميم التحذيرات على كل المحافظات الشمالية للبلاد، بدلا من أن يعدَّها الواحدة تلو الأخرى، بحيث يقوم المترجم برصف أسماء كل محافظات ومدن شمال البلاد أو أي منطقة يمكن توقُّع تغيير المناخ والطقس فيها ويجمعها في جملة واحدة، بدلاً من أن تكون أخبار كل محافظة أو مدينة في جملة مستقلة، فهو يجمعها ويعمّم تغيير المناخ والطقس عليها جميعا، لتكون الجملة التي قدمها للمتلقّي تحمل نفس المعنى والمقصود الذي تحمله كل واحدة من الجمل السابقة.
تختلف عملية التلخيص باختلاف المصدر، كلاما كان أو نصاً، أو متابعة شريط فيديو أو كتابة تقرير مقتضب عن رحلةٍ ميدانية، أو تقديم خلاصة عن محاضرةٍ سمعها المترجم. ومن المقرر أن يقدّم تقريرا مقتضباً عنها؛ فعلى سبيل المثال، في الترجمة الشفوية التتابعية، «تعد الملاحظات التي يدوِّنها المترجم لاسيما الأرقام والأسماء والكلمات المفتاحية (رؤوس الأقلام) مهمة للغاية» (عمشوش، 15/11/1401ﻫ.ش)، فهذا يعني أنَّ كل ما يختاره المترجم الشفوي في الترجمة التتابعية، يمثل قدرته في استيعاب الموضوع، وكذلك سيطرته على كيفية صياغتها وتبيينها للطرف الآخر. وكذلك الحال في الترجمة المباشرة على المترجم أن يستوعب أهم نقاط كلام المتحدّث، خاصة إذا كان سريع الكلام، ويأخذ رؤوس الأقلام منه، ويقدمها بلغة المتلقّي (المتلقّين). وما يهمنا في هذا البحث هو التركيز على الترجمة المباشرة من الفارسية إلى العربية أو العكس من ذلك، وهي خطوات حصلتُ عليها من خلال عملي في الإعلام المسموع والمرئي ونشاطي الفاعل في قسم الترجمة المباشرة في الندوات والمؤتمرات المحليّة والإقليمية والدولية لأربعة عقود تقريبا. وللتعرف على المزيد من هذه الخطوات، يمكن مراجعة كتاب فن التلخيص: خمسون تقنية لتحسين تعليم الطلبة في كل المواضيع (ورملي، 2008م، ص 273 ـ 274)، حيث كنت أقوم بتنفيذها دون أن أطلع على هذا الكتاب. 6ـ1. تحديد الأفكار الرئيسة والتفاصيل الداعمة لها في هذه الفقرة، قبل كل شيء على المترجم أن يتعرف على الموضوع أو الفقرة التي يريد ترجمتها من اللغة المصدر إلى اللغة الهدف. فمعرفة الموضوع تفتح الكثير من الآفاق أمام ذهن المترجم، خاصة إذا عرف تفاصيل الموضوع أو الحدث الذي من المقرر أن يتحدّث فيه المتحدّث ليقوم المترجم بترجمته للغة المتلقّين، خاصة أن اطلاع المترجم على هذه المقدمات يساعده على التحضير للجمل والعبارات أو الأمثال والحِكَم والأشعار التي قد تناسب كلام المتحدّث، في اللغة الهدف؛ فعلى سبيل المثال، إذا كان موضوع المتحدّث علميا أو فنيا أو تجاريا أو سياسيا، فمن خلال التعرف على الموضوع قبل بدء الترجمة بإمكان المترجم تحضير العبارات والجمل المناسبة للترجمة المطلوبة. 6ـ2. أسئلة وأجوبة بعد اطلاع المترجم على خلفية البحث الذي من المُقرر أن يقدِّمه المتحدّث، عليه أن يطرح في ذهنه أسئلة، لتوصله إلى فحوى الموضوع. ومن هذه الأسئلة، يُمكن الإشارة الى: ما الموضوع الذي يريد طرحه المتحدّث خلال محاضرته؟ ما الأهداف التي يتوخاها المتحدّث من خلال طرح الموضوع؟ ما أهم الآثار والنتائج التي يمكن أن تترتب على طرح هذا الموضوع؟ هل يتمكن المترجم من القيام بترجمة كلام المتحدّث بحذافيره للمتلقّين؟ هل يتمكن من استيعاب كل المفردات والمصطلحات التي قد يتفوه بها المتحدّث باللهجة المحلية للمتلقّين؟ هذه التساؤلات وأمثالها يمكن أن توصل المترجم إلى بعض الخلفيات التي تساعده أثناء ترجمة كلام المتحدّث في الترجمة المباشرة. 6ـ3. فئات وأمثلة إذا ما تعرف المترجم المباشر على الموضوع الذي من المقرر أن يقوم بترجمته، فبإمكانه أن يحضِّر بعض القضايا المشابهة والداعمة لكلام المتحدّث، ويقوم بتلخيص كلامه حسب الخطوات التي تعرَّف عليها في عمليّة التلخيص للموضوعات السابقة. وبإمكان المترجم أن يذهب إلى أبعد من ذلك ويقرأ ذهن (فكر) المتحدّث، ويتنبأ بالعبارات التي يمكن أن يصوغها المتحدّث أو حتى يمكن أن يتوقع كيفية صياغة النتائج التي قد يتطرّق إليها المتحدّث في كلامه أيضا، الأمر الذي يساعد المترجم بتقديم تلخيص مقبول في ترجمته المباشرة. ومن الطبيعي أن مثل هذه الخطوات تحتاج لنقطتين أساسيتين: الأولى المداومة على متابعة الموضوعات التي ينشط فيها المترجم، مرئية كانت أو مقروءة أو مسموعة؛ والأخرى الاستمرار في التطبيقات العملية، شفوية كانت أو تحريرية. 6ـ4. مشاكل وحلول من أهم القضايا التي يجب أن يتعرّف المترجم عليها قبل دخوله عملية الترجمة وخاصة عندما يحتاج لتلخيص كلام المتحدّث في الترجمة المباشرة، هي معرفة المشاكل والعقبات التي قد تُعيق عمله أثناء الترجمة، كما إذا كان موضوع المتحدّث موضوعاً فنياً، أو اقتصادياً أو علمياً، فيجب أن يقوم المترجم بتحضير بعض المصطلحات والعبارات اللازمة والضرورية للموضوع. وبعد ذلك، يمكنه أن يذهب إلى أبعد من ذلك، ويفكر بتحضير حلول لتلك المشاكل والعقبات المحتملة، حيث إنَّ هذا التحضير والاستعداد والتفكير لوضع حلول للمشاكل المحتملة بحد ذاته، يرفع مستوى ترجمة المترجم، خاصة إذا احتاج الموقف لعمليّة التلخيص أثناء الترجمة المباشرة. 6ـ5. أسباب ونتائج فمن الطبيعي إذا ما أراد المترجم أن يقدم ترجمة مفيدة بعد تلخيصه لكلام المتحدّث، أن يتعرف على الأسباب التي حملت المتحدّث لاختيار الموضوع، ويتساءل لماذا اختار المتحدّث هذا الموضوع في هذا الوقت وفي ذلك المكان اللذين تُلقى فيهما المحاضرة بالتحديد؟ وبعد ذلك، على المترجم أن يتهيأ لاستيعاب كل النتائج التي يمكن أن يُقدمها المتحدّث في محاضرته ويحاول تلخيصَها بشكلٍ لايضر بأصل المحاضرة. وفي مثل هذه الأحيان، يجب أن يكون نوعاً من الترابط والتواصل في الترجمة التي تتضمّن عملية التلخيص، ولا يبقى الكلام مفككاً. فالنتائج يجب أن تكون استمراراً طبيعياً للأسباب التي استحضرها المترجم في البداية. 7ـ6. استخدام مصطلحات وتعريفات تعتبر عملية التلخيص من أهم الفقرات التي يحتاجها المترجم أثناء الترجمة المباشرة بكل أنواعها، خاصة عندما تكون الترجمة تحتوي على أسماء منظمات، أو اتحادات أو نقابات اقليميةً أو دولية، تجارية كانت أو اقتصاديّة أو سياسيّة أو ... . ففي مثل هذه الأوقات، لا مجال للمترجم أن يذكر الاسم أو التعريف الكامل للمنظمة أو التكتّل الذي يتطرّق إليه المتحدّث، عندما يكتفي بالمصطلح المعروف لتلك التسمية، كما إذا ذكر المتحدّث منظمة الأمم المتحدة[7] وكان إلقاؤه سريعاً، فلا يسعُ المترجم إلا أن يذكر الحروف المختصرة التي تُعبِّر عن تلك المنظمة والمعروفة اختصاراً بـ (U N)،أو منظمة التجارة العالمية[8]، أو منظمة التعاون الاقتصادي[9]، أو منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة[10] أو منظمة التعاون الإسلامي (المؤتمر الإسلامي سابقا)[11]. ففي مثل هذه الحالات، لا يسع المترجم المباشر إلا أن يذكر التسميات المختصرة للمنظمات؛ وإن فاته الاسم المختصر يُمكن أن يُعرِّف المنظمة التي تطرّق إليها المتحدّث (النص) بعبارة مختصرة. وكذلك الحال في ترجمة التسمية الرسمية لبعض البلدان مثل اسم ليبيا السابق (الجماهيرية العربية الاشتراكية الليبية العظمى) أو المملكة العربية السعودية، و... . ففي مثل هذه الحالات، بإمكان المترجم الشفوي أن يلجأ إلى عملية التلخيص، ويذكر مُلخص اسم البلدان (ليبيا أو السعودية)، الأمر الذي يُؤكد ضرورة توسيع الخزين المعرفي لمعلومات المترجم خاصة في المجالات التي ينشط فيها، ثقافيةً كانت أو سياسيةً أو اجتماعية.
الخاتمة تعتبر الترجمة المباشرة فناً من الفنون الحديثة، وتعد مهارة التلخيص في الترجمة خاصة المباشرة منها من أهم المهارات العقلية ـ الذهنية التي يجب أن يتحلّى بها المترجم. وخلال هذا البحث، تمَّ التطرق إلى معظم أنواع التعاريف التي قدمها المختصون عن مهارة التلخيص. كان المعتقد السائد أن مهارة التلخيص تقتصر على الترجمة التحريرية دون غيرها، إلا أنّ ظهور الترجمة المباشرة وانتشارها السريع بُعيد الحرب العالمية الثانية، حمل المعنيين على الاهتمام بها أكثر من السابق، خاصة فيما يخص الترجمة المباشرة من الفارسية إلى العربية أكثر من ذي قبل. ومن خلال التطرق إلى أنواع التعاريف التي قدَّمها المعنيون بالترجمة عن عملية التلخيص وشروطها وفوائدها، توصلنا إلى النتائج التالية: ـ هناك تحديات ومشاكل عديدة يواجهها المترجم في الترجمة المباشرة من الفارسية إلى العربية، بسبب تأخر الفعل في الجملة الفارسية، الأمر الذي قد يؤثر سلباً على عمل المترجم. وقد تمَّ التطرق إلى أهم هذه المشاكل وسبل معالجتها خلال البحث. ـ على المترجم أن لا يضحِّي بالهدف المنشود في الجملة الفارسية المطولة لتأخّر فعلها، وعليه أن يعمل على إيصال مفهوم ما تلقاه من كلام المتحدّث، وبعد أن سمع الفعل الرئيس للجملة الفارسية، يقوم بربط الفعل الأخير بمضمون الجمل التي قام بترجمتها أثناء كلام المتحدّث الذي تسبب في تأخير الفعل الرئيس. ـ التحديات والمشاكل في الترجمة من العربية إلى الفارسية أقل من نظيرتها المعكوسة لوجود الفعل في بداية الجملة العربية. ـ يلجأ المترجم المباشر إلى تلخيص كلام المتحدّث، إذا كانت فيه عبارات مكرّرة وتوضيحية، لعدم وجود وقت كاف لترجمتها بشكل مباشر، وعليه أن يقوم بتلخيص كلام المتحدّث بشكل لا يبقى الكلام مبتورا أو دون معنى. ـ التلخيص عملية ذهنية ـ عقلية معقّدة، يجب أن تتمّ وفق المبادئ والأسس المحددة لها، كي لا تظهر عبارات المترجم مبهمة، أو دون المستوى الذي يتوق إليه المتحدّث. أما سبب التلخيص، فهو الآخر من الموضوعات التي تم التطرّق إليها البحث، وتلته قواعد التلخيص في الترجمة المباشرة، وكيفية تنفيذ وتطبيق عمليّة التلخيص في الترجمة المباشرة بين الفارسية والعربية والعكس، بعد ذلك تم تقديم ست قواعد أساسية للتلخيص وجدناها أكثر عمليّة، من خلال عملنا في مجال الترجمة المباشرة لأكثر من ثلاثة عقود، ومن بين العديد من التقنيات والقواعد الموجودة للتلخيص في بطون أمهات الكتب والبحوث المرتبطة. ويبقى شرط إلمام المترجم بثقافتي اللغتين المنقول منها والمنقول إليها، وكذلك امتلاكه لخزين واسع من مفرداتهما شرطا أساسيا لممارسة عملية الترجمة بشقّيها التحريري والمباشر.
[1]. Summarization [2]. Efficiency [3]. Skill [4]. Direct translation [5]. برنامج "من طهران" لقناة العالم، حيث استضاف قائد مقر خاتم الأنبياء المشترك للدفاع الجوي العميد رحيم قادرزادة بتاريخ 14/7/1400ش. [6]. Interpreter [7]. United Nations Organization [8]. World Trade Organization (WTO) [9]. Economic Cooperation Organization (ECO) [10]. United Nations Educational, Scientific and Cultural Organisation) UNESO) [11]. OIC | ||
مراجع | ||
* القرآن الكريم. ابن منظور، أبو الفضل جمال الدين محمد بن مكرم. (1999م). لسان العرب. تحقيق أمين محمد عبد الوهاب ومحمد الصادق العبيدي. بيروت: دار الإحياء للتراث العربي. البيهقي، أبو جعفر أحمد بن علي. (1375ﻫ.ش). تاج المصادر في اللغة. تحقيق هادي عالم زاده. طهران: مركز الأبحاث والدراسات الثقافية بوزارة الثقافة والتعليم العالي. الجاحظ، أبو عثمان عمرو بن بحر. (1983م). تهذيب الحيوان. تحقيق عبد السلام هارون. ط 2. القاهرة: مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي القزويني. حيزية، سلمي. (2009م). إستراتيجية الإيضاح في الترجمة. رسالة الماجستير. قسم الترجمة. كلية الآداب واللغات. جامعة منتوري. قسنطينة. الجزائر. الشنطي، محمد صالح. (2001م). فن التحرير العربي: ضوابطه وأنماطه. ط 5. الحائل: دار الأندلس للنشر والتوزيع. صالح، محمد محمد جابر؛ وآخرون. (2019م). «أثر استخدام المدونة الإلكترونية في مهارة التلخيص الكتابي». المجلة الأردنية في العلوم التربوية. ج 15. ع 1. ص113 ـ 132. العسكري، الحسن بن عبد اللّٰه بن سعيد بن يحيى بن مهران. (1997م). معجم الفروق اللغوية. تحقيق محمد إبراهيم سليم. القاهرة: دار العلم والثقافة. القزويني، أبو المعالي جلال الدين محمد بن عبد الرحمن. (1993م). الإيضاح. تنقيح محمد عبد المنعم الخفاجي. ط 3. القاهرة: المكتبة الأزهرية للتراث. كواري، علي؛ وآخرون. (1399ﻫ.ش). «الإشكاليات اللغوية في الترجمة الشفوية من الفارسية إلى العربية بالاعتماد على القواعد النحوية: دراسة ميدانية». بحوث في اللغة العربية. س 12. ش 22. ص 113 ـ 130. معلوف، لويس. (2010م). المنجد في اللغة و الأعلام. ط 19. بيروت: المطبعة الكاثوليكية. نجيب، عز الدين محمد. (2005م). أسس الترجمة من الإنجليزية إلى العربية. ط 5. الرياض: مكتبة الساعي. هوارية، شعال. (2017م). إشكالية التكوين في الترجمة الفورية: الترجمة الإعلامية أنموذجا. الجزائر. جامعة وهران. ــــــــــــــ . (2018م). خارطة العمليات العقلية الخاصة بالترجمة الفورية. الجزائر. جامعة الشلف حسيبة بن بو علي. ورملي، ريك. (2008م). فن التلخيص: خمسون تقنية لتحسين تعلم الطلبة. ترجمة محمد بلال الجيوسي. الرياض: مكتب التربية العربي لدول الخليج.
ب. الفارسية فقهی، عبدالحسین؛ و حسین سلمانی. (1393ﻫ.ش). «نگاهی به چالشهای ترجمه همزمان فارسى ـ عربی و بر عکس». مجلة ادب عربى. س 7. ش 2. ص 223 ـ 240.
ج. المواقع الإلكترونية بن هادي، وضاح. (17/10/1401ﻫ.ش). فن التلخيص. http://saaid.net/Doat/wadah سعد، يحيى. (27/11/1401ﻫ.ش). التلخيص ومهارات التلخيص. https://drasah.com/Description.aspx?id=5100 العفيفي، طارق. (17/9/2022م). كيف تقوم بتلخيص الورقة العلمية؟. https://drasah.com/Description.aspx?id العقیل، فيصل بن محمد؛ وصفية بنت إبراهيم العبد الكريم. (26/1/2023م). فن التلخيص. عمشوش، مسعود. (15/11/1401ﻫ.ش). مهارة التلخيص. https://www.mahaarat.com/?p=1014 مصطفى، حسام الدين. (13/11/1401ﻫ.ش). الترجمة والعمليات الذهنية. https://www.atinternational.org/ | ||
آمار تعداد مشاهده مقاله: 53 تعداد دریافت فایل اصل مقاله: 34 |