تعداد نشریات | 43 |
تعداد شمارهها | 1,682 |
تعداد مقالات | 13,763 |
تعداد مشاهده مقاله | 32,253,433 |
تعداد دریافت فایل اصل مقاله | 12,760,305 |
تحليل السياق اللغوي والعاطفي والتناصي والثقافي والاجتماعي لقصة قتال الشعب اليهودي | ||
بحوث في اللغة العربية | ||
مقاله 11، دوره 16، شماره 31، دی 2024، صفحه 157-168 اصل مقاله (947.55 K) | ||
نوع مقاله: المقالة البحثیة | ||
شناسه دیجیتال (DOI): 10.22108/rall.2024.141286.1516 | ||
نویسنده | ||
اباذر کافی موسوی* | ||
أستاذ مساعد في قسم المعارف الإسلامية بجامعة فرهنگیان، تهران، إيران | ||
چکیده | ||
يتم سرد القصص القرآنية بناءً على الواقع، ووفقاً لثقافة الشخصيات وسلوكها الاجتماعي. كما أن كلمات وجمل القصص القرآنية تنقل للقارئ العبء العاطفي والحالة المزاجية لشخص أو أشخاص. قد روت إحدى القصص القرآنية توبة بني إسرائيل واستغفارهم بعد ارتكابهم خطيئة عبادة العجل؛ لكن المفسرين يعتبرون هذه التوبة نتيجة لقتل هؤلاء الناس بأيدي بعضهم البعض، ويرون أن آلاف اليهود قتلوا حتى قبلت توبتهم. قامت الدراسة الحالية بدراسة السياق اللغوي والعاطفي والثقافي والاجتماعي بأسلوب التحليل النقدي وبحث السياق التناصي لدراسة نص قصة العقاب والمذبحة التي تعرض لها بنو إسرائيل من أجل الإجابة عن سؤال، هو: هل يوافق قبول العقاب بالنسبة لمذبحة بني إسرائيل على أيدي بعضهم البعض، مع البنية الثقافية والأفعال السلوكية التي تحكم الشعب اليهودي، وكذلك الأدلة داخل النص وخارج النص؟ وأخيراً، اتضح أن الادعاء الشهير المبني على مذبحة بني إسرائيل، لا يوافق ثقافة بني إسرائيل وتصرفاتهم السلوكية والكلامية، وأنه ليس هناك دليل نصي وغير نصي على إثبات ذلك المدعی. والدليل الوحيد على وجهة النظر هذه هو العبارات التي وردت في وصف مذبحة بني إسرائيل في نص التوراة. | ||
کلیدواژهها | ||
السياق اللغوي؛ السياق العاطفي؛ السياق الثقافي؛ بنو إسرائيل | ||
اصل مقاله | ||
كل نص ينبع من الفكر والثقافة الفردية والجماعية، ويتم تفسير بعض الكلمات والجمل، بناءً على الخطاب الثقافي والتصرفات الاجتماعية لنفس تلك الفترة (ترکاشوند وقائمي، 1396ﻫ.ش، ص 9). بناء على ذلك، فإن السياق اللغوي والعاطفي والثقافي والاجتماعي يعد من المواضيع المثارة في علم الدلالة، والذي له أثر كبير في تفسير وفهم النصوص الأدبية والتاريخية، بحيث لا يمكن فصل النص عن العناصر الثقافية والاجتماعية والعواطف والمشاعر التي تحكم زمن إنشاء النص. رغم أن علم الدلالة يسعى إلى فهم التواصل الرمزي بين الدال والمدلول، إلا أنه لا يمكن إغفال الجوانب الاجتماعية والنفسية والفكرية، وكذلك العوامل التي تشكل النص والبيئة المحيطة به، من أجل الفهم الصحيح للنص (الداية، 1996م، ص 9)؛ لأن كل نوع من أنواع السياقات اللغوية، والعاطفية، والثقافية، والاجتماعية، له دور مهم وأساسي في فهم زوايا المعنى الخفية. وفي الواقع، فإن اكتشاف وفهم العلاقات بين العناصر داخل النص أمر بالغ الأهمية، يعتمد على علاقاته مع البيئة والجمهور والمجتمع والثقافة، وبشكل عام مع العالم خارج النص. وعلى هذا الأساس، أثارت الأبحاث اللغوية الجديدة، من خلال فهم مدى فعالية العالم خارج النص على المعنى داخل النص، نقاشات حول السياق اللغوي، والسياق العاطفي، والسياق الثقافي، والسياق الاجتماعي (عمر، 1385ﻫ.ش، ص 65 ـ 66)، يعتقد علماء اللغة معنى الكلمات سيخضع للتغيير الدلالي والتطور أثناء تحليل السياقات والمواقف المختلفة (مزبان، 1394ﻫ.ش، ص 59). في نظرة جديدة إلى موضوعات علم الدلالة، تقوم النظرة الرؤية خارج النص وخارج اللفظ بمعنى النص، وتشرحه على نطاق أوسع من مستوى النص، وتتضمن العوامل خارج النص وشروط إنشاء النص وظهوره في الفهم المعنى. وبهذا المنهج، تكون لدى مفسر وقارئ النص الأدبي للقرآن معرفة أعمق بالنص، بحيث يتمكن من الوصول إلى خفايا النص. وبناء على ذلك، يهدف البحث الحالي إلى دراسة السياق النصي والمحيطي للآية 54 من سورة البقرة من خلال المنهج المكتبي، ومن طريق الوصف والتحليل، ونقد وتحليل الرؤية التفسيرية السائدة عند المفسرين. يرى أغلب المفسرين بالإشارة إلى الآية المذكورة، أن هذه الآية تشير إلى ذبح بني إسرائيل، وأنها تتعلق بالوقت الذي قتل فيه هؤلاء الناس بعضهم البعض من أجل التوبة والتعبير عن الندم على ارتكاب الذنب بعبادة العجل. ففي ليلة واحدة، قُتل آلاف من الناس حتى عفا اللّٰه عنهم؛ لكن المؤلف انتقد وجهة النظر هذه بمنهج دلالي، واعتمد على تحليل السياق المحيط بالآية، واقترح وجهة نظر جديدة. وعلى هذا الرأي، فإن ألفاظ الآية محمولة على معناها الحقيقي، ولا داعي لتفسير ألفاظ الآيات؛ وبالإضافة إلى أن في تأكيده شواهد عقلية وسياقية عديدة، فقد ذكرنا بعضها. 1ـ1. أهداف البحث وأسئلتهتحاول الدراسة الحالية تحليل السياق اللغوي، والوجداني، والنصي، والثقافي، والاجتماعي، للآية 54 من سورة البقرة من الناحية الدلالية؛ وذلك من أجل تقديم فهم صحيح ومناسب لسياق السورة ومضمونها. وبناء على ذلك، فإن المبالغة تكمن في ذبح بني إسرائيل بارتكابهم إنكار ذنب عبادة العجل. وبهذا الوصف، يسعى البحث الحالي إلى الإجابة عن سؤال رئيس، هو: ـ هل تدل الآية 54 من سورة البقرة نصا وخارجا على قتل قوم بني إسرائيل؟ 1ـ2. منهج البحثركز هذا البحث، باستخدام منهج البحث النوعي في الفرع الوصفي والتحليلي النقدي، على تحليل كلمات الآية 59 من سورة البقرة، ونقد الآراء، وتقديم رأي جديد. وبهذه الطريقة، تمت دراسة آراء الباحثين في بيان وتفسير الآية المرادة بعين ناقدة، من خلال فحص السياق اللغوي، والعاطفي، والتناصي، والثقافي، والاجتماعي لقصة مذبحة الشعب اليهودي، عبر وجهة النظر المرغوبة وعرض أدلتها. 1ـ3. خلفية البحثإن دراسات علم الدلالة واللسانيات حول الآيات المختلفة كانت ولا تزال موضع اهتمام الباحثين والكتاب. وقد ناقش الباحثون والمفسرون الآية قيد البحث من زوايا مختلف؛ ولكن لم يتم العثور على أي بحث حول تحليل السياق الثقافي والاجتماعي والعاطفي لهذه الآية. بالنظر إلى هذا الموضوع وبعد مراجعة خلفية البحث، يمكننا الرجوع إلى الأعمال التالية الأكثر ارتباطًا بموضوع البحث: وقد حاول بهرعلي رضائي وآخرون (1400ﻫ.ش)، في مقالة بررسی جایگاه بافت در ساختار گفتمان متن سوره یوسف از نگاه فرث در مکتب معناشناسی لندن، (= دراسة مكانة السياق في بنية الخطاب لنص سورة يوسف من وجهة نظر فارث في مدرسة لندن الدلالية)، تحليل الروابط الدلالية في تركيبات النص، أي العلامات الصوتية والصرفية والنحوية وغيرها من العلامات الوسيطة في السياق اللغوي لنص سورة يوسف، وأدركوا أن عملية خلق المعنى تعتمد على حضور المتكلم والجمهور وأحاجيج الجهات الرئيسة والثانوية في هذه السورة. لقد حاول علي رضا روستایی وعلي أصغر روان شاد (1400ﻫ.ش)، في مقالة تحت عنوان تأثیر بافت زبانی در گزینش باهمآیی واژگان قرآن کریم: مطالعۀ موردی سوره ابراهیم (8)، (= أثر السياق اللغوي في اختيار تركيبات الكلمات في القرآن الكريم: سورة إبراهيم (8) نموذجا)، تقصي وتحليل تأثير السياق اللغوي في آيات سورة إبراهيم (8)، واستنتجا أن ضرورة السياق اللغوي والمعاني التي يحاول سياق النص إيصالها إلى المتلقي هي التي أدت إلى ترتيب واختيار هذه الكلمات في سلسلة الكلام. توصلت فاطمة سليمي وكبرى راستگو (1397ﻫ.ش)، في مقالة تحت عنوان بررسی معانی شعاعی عناصر بافتبنیان در گفتمان قرآنی (= فحص المعاني الشعاعية للعناصر القائمة على السياق في الخطاب القرآني)، إلى أن القواعد والترتيب المعجمي وتناغم الأصوات والتكرار والاستعارة وما شاكل ذلك، باعتبارها أهم عناصر السياق اللغوي، تلعب دورا محوريا في إنتاج اللغة. قد تطرق كرم سیاوشي ورمضان علي بیگدلي (1396ﻫ.ش)، في مقالة بازکاوى مقصود از قتل نفس در آیه «فَاقْتُلُوا أنْفُسَکُمْ» (بقره: 54)، (= البحث في معنى "قتل النفس" في الآية "فقتُلوا أنفسكم" (البقرة 2: 54))، إلى آراء المفسرين المتقدمين والمتأخرين وعلماء القرآن، ونظرا في رواية التوراة. وأما في قصة عباد العجل، فيريان أن معنى "فقتلوا أنفسكم" هو قتل بعض عباد العجل أو كلهم بأيدي بعض أو بأيدي المؤمنين. و باستعراض خلفية البحث، يتبين أن المقال الحالي له منهج ومنظور مبتكر في الأقسام التالية: نظرة وزاوية جديدة للآية قيد المناقشة، والنظر في تأثير الأبعاد المختلفة للسياق في معنى الآية، والاهتمام بالألفاظ المطروحة، والوصول إلى وجهة نظر جديدة لم تطرح الی الآن. 2. التمهید النظري للبحثوالسياق من "سَوَقَ"، وهو عند أهل اللغة سلسلة متصلة أو محرك أو موضوع أو نحو ذلك (ابن منظور، 1408ﻫ، ج 6، ص 432). وأما اصطلاحا، فهو بناء عام يلقي بظلاله على مجموعة من الكلمات أو الجمل أو الآيات، ويترك تأثيرا في معناها (رجبي، 1385ﻫ.ش، ص 92). في مجال علم اللغة، معنى السياق هو الفضاء الذي يتم فيه إنتاج جمل اللغة، ويرتبط هذا الفضاء بالبيئة خارج النص (السياق خارج اللغة) أو داخل النص (السياق اللغوي) (صفوي، 1384ﻫ.ش، ص 65). لقد كان السیاق (النَسِيج) ولایزال أداة أساسیة في فهم المعاني الغامضة، بل وسيلة لاكتشاف مقاصد المتكلم في استعمال حروف دون حروف، وكلمات من دون أخری، وعبارات غریبة أحیانا بدل أخری ألف المتلقي تلقیها، فینكشف النص في تجل جدید، لتأخذ قراءته منحی لم یكن لیظهر، لولا مباشرة السیاق وإسهامه في ذلك (عبدي وآخرون، 2024م، ص 19). یعتبر السیاق من الأساسیات المدروسة في الدرس التداولي الجدید؛ والسبب یرجع إلی دور السیاق في فهم النص والکشف والإبانة عن هویته وهویة الألفاظ والجمل والدلالة البیضاء التي تترشح عن وجوه العلامات والنظام اللغوي (إلياسي، 2024م، ص 68). ويعني مصطلح "السیاق" عادة شيئا يحيط بشيء آخر، كما يشير أيضا إلى البيئة المحيطة والزمان والمكان الذي يتضمن النص (ساساني، 1389ﻫ.ش، ص 3). إن السياق أسلوب عقلاني، وجزء مهم من الأخطاء والقصور في تفسير القرآن، سببه عدم الاهتمام به. يشير السياق داخل النص إلى دور العناصر اللغوية في النص وأثرها في فهم المعنى. يشير السياق غير اللغوي (السياق الظرفي) إلى حالة إنتاج النص، والتي تشمل السياق المادي والاجتماعي والعقلي للنص؛ لذلك لا بد من معرفة نوع السياق الذي يقع فيه العنصر اللغوي والجمل التي يتم وضعها قبل هذا العنصر (تاجیك، 1379ﻫ.ش، ص 24). لقد وضع اللغویون أنماطا مختلفة للسیاق، مثل السیاق اللغوي، والعاطفی، والوضعي، والثقافی، والمحیطي (إلياسي، 2024م، ص 68). وتسمى الشروط والميزات والعناصر اللغوية المحيطة بالكلمات اسم "السياق اللغوي" (مزبان، 1394ﻫ.ش، ص 63). و"السياق الاجتماعي ـ الثقافي" يعني الظروف البيئية والخارجية التي تحدث فيها الكلمات (عمر، 2015م، ص 67). ويحدد "السیاق العاطفي" أيضا شدة وضعف الفعل العاطفي في الكلمات (ترکاشوند، 1394ﻫ.ش، ص 23). 3. إبراز آراء المفسرين حول وقوع مجزرة بني إسرائيلالآية الوحيدة التي ورد فيها قتل بني إسرائيل هي الآية 54 من سورة البقرة، حيث يقول اللّٰه تعالى: «وَإِذْ قالَ مُوسى لِقَوْمِهِ يا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلى بارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بارِئِكُمْ فَتابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحيمُª (البقرة 2: 54)؛ قد طرحت ثلاث وجهات نظر في تفسير الآية؛ الرأي الأول الذي له أتباع كثيرون ويقبله جميع المفسرين تقريبا هو أن عبارة "فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ" استخدمت بمعناها الحقيقي، فتدل على أن بني إسرائيل عملوا بموضوع الآية، وقتلوا بعضهم بعضاً (ابن عاشور، 1420ﻫ، ج 1، ص 486؛ الطبري، 1412ﻫ، ج 1، ص 228؛ الزمخشري، 1407ﻫ، ج 4، ص 461). وقد كتب البعض في تبرير هذا الرأي: لا شك أن عبادة العجل السامري لم تكن بالأمر الهين؛ فإذا لم يتم استئصال هذه المسألة من أذهانهم إلى الأبد، فسيظهر وضع خطير. وهنا لا بد من خطورة الفعل، فصدر الأمر بإعدام جماعي لمجموعة كبيرة من المجرمين بأيديهم (مكارم الشيرازي، 1374ﻫ.ش، ج 1، ص 256). إن قبول وجهة النظر هذه يؤدي إلى التساؤلات والغموض. مثلاً ستجد اختلافا في الرأي فی بیان سبب صدور هذا الحكم وتناقضه مع رحمة اللّٰه وفی طريقة وعدد عمليات القتال هذه ومن المكلف بقتل المجرمين؟ هناك اختلافات كثيرة في الإجابة على هذه الأسئلة. فيقول البعض: القتلة هم نفس السبعين شخصاً الذين ذهبوا إلى جبل الطور مع النبي موسى (8)، وقتل السبعون الآخرون (أبو حيان الأندلسي، 1420ﻫ، ج 1، ص 136؛ الطبرسي، 1372ﻫ.ش، ج 1، ص 238). ويعتبر البعض الآخر أن القتلة هم اثنا عشر ألف شخص رافقوا النبي هارون، ورفضوا عبادة العجل، وكان الضحايا فقط من عباد العجل (ابن عاشور، 1420ﻫ، ج 1، ص 486؛ الطبري، 1412ﻫ، ج 1، ص 228؛ الزمخشري، 1407ﻫ، ج 4، ص 461). ويعتبر البعض أن القاتل والمقتول هما شعب إسرائيل كله، سواء الذين عبدوا العجل أم الذين لم يعبدوه؛ ولكن لأنهم لم يأمروا الظالمين بالمعروف، فقد حكم عليهم بالموت (الطبرسي، 1372ﻫ.ش، ج 1، ص 238؛ الطوسي، 1367ﻫ.ش، ج 1، ص 247). كما أن هناك اختلافات في الرأي حول طريقة تنفيذ هذه المجزرة. ويقول البعض: إن موسى (8) أمر الجميع أن يغتسلوا، ويلبسوا الأكفان، ويصطفوا، وجاء حضرة هارون في اثني عشر ألف رجل، وبينما هم بأيديهم سيوف حادة، بدأوا يقتلون حتى قتل سبعون ألف شخص، واللّٰه انقضى ذنب الباقين (مكارم الشيرازي 1374ﻫ.ش، ج 1، ص 256؛ الطبرسي 1372ﻫ.ش، ج 1، ص 238)، وقال بعضهم: اصطف المجرمون صفين، ووقف بعضهم أمام بعض، وكل منهم قتل الآخر (الطبري، 1412ﻫ، ج 1، ص 228). ويعتقد البعض الآخر أنهم حل بهم الظلام الشديد، وبدأوا يقتلون بعضهم البعض حتى صحو الطقس، وتبين أنه قد قُتل سبعون ألف نفس (الطبرسي، 1372ﻫ.ش، ج 1، ص 178؛ أبو حيان الأندلسي، 1420ﻫ، ج 1، ص 337). وبالطبع ليس هناك وجهة نظر ثابتة حول عدد هذه المجزرة، ويتراوح عددها من ثلاثة آلاف إلى سبعين ألف شخص (المصدر نفسه). وقد ذهب بعض المفسرين إلى وجهة نظر أخرى، ترى أن القتل في آية "فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ"، لا يمكن تطبيقه على معناه الحقيقي (البيضاوي، 1418ﻫ، ج 1، ص 81؛ أبو حيان الأندلسي، 1420ﻫ، ج 1، ص 332)، وقد فضلوا معنى المجازي (التزکیه) و(قتل نفس الروح) على كلمة القتل (ابن عاشور، 1420ﻫ، ج 1، ص 487؛ صدر الدين الشيرازي، 1366ﻫ.ش، ج 3، ص 399؛ ابن عربي، 1422ﻫ، ج 1، ص 34؛ كاشفي سبزواري، 1369ﻫ.ش، ج 1، ص 16). وهذا يعني أن النبي موسى (8) طلب منهم إذلال أرواح الحكام الذين جعلوا الناس يعبدون العجل، وطلب منهم موسى (8) أن يذلوا النفس الأمارة التي جعلوا الناس يعبدون العجل (أبوحيان الأندلسي، 1420ﻫ، ج 1، ص 337؛ المراغي، د.ت؛ ج 1، ص 120). كما ذهب بعض المفسرين إلى وجهة نظر ثالثة في تفسير الآية. فنقل الشيخ الطوسي هذا القول عن ابن عباس، وإسحاق، والجبائي كما يلي: طلب موسى (8) من قومه الاستسلام للموت؛ وهذا الاستسلام للموت والرضا بالموت هو حكم القتل الحقيقي لهم وتأثيره (الرازي، 1420ﻫ؛ ج 3، ص 517). والحقيقة أن القتل مجازي، ومعناه الاستسلام للموت (الآلوسي، 1415ﻫ، ج 1، ص 261). وبما أن بني إسرائيل قد اكتفوا بالموت، فعفا اللّٰه عنهم (صدر الدين الشيرازي، 1366ﻫ.ش، ج 3، ص 399). 4. تحليل السياق اللغوي للقصةومن أجل فهم معنى الآية اعتمادا على السياق اللغوي، ندرس الآيات التي قبلها وبعدها والقرائن والأدلة الموجودة في الآية، لنفهم معنى الآية اعتمادا على الارتباط البُنيوي والترتيب المنطقي بین الكلمات والآيات. قد دعا اللّٰه بني إسرائيل إلى تذكر نعم اللّٰه مرتين في الآيتين 40 و47 من سورة البقرة: «يا بَني إِسْرائيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ ... ª(البقرة 2: 40 و47). بعد هاتين الآيتين، ذكر اللّٰه بعض هذه النعم، فذكر انشقاق البحر وإغراق فرعون، ونجاة قوم النبي موسى (8) من عذاب الفراعنة، ثم في الآية ويذكر ذنبهم الكبير في عبادة العجل، فيقول: «وَإِذْ واعَدْنا مُوسى أَرْبَعينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وأَنْتُمْ ظالِمُونَª (البقرة 2: 51). وأما الآية التالية، فتتحدث عن العفو والمغفرة من هذا الذنب العظيم، دون أي شرط، وتنص بوضوح على أننا قد غفرنا لكم هذا الذنب العظيم: «ثُمَّ عَفَوْنا عَنْكُمْ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَª (البقرة 2: 52). فالمشار إلیه في هذه الآية هو اتخاذ العجل (الزمخشري، 1407ﻫ، ج 1، ص 139؛ أبو حيان الأندلسي، 1420ﻫ، ج 1، ص 325). وفيه تأكيد على معنى أن اللّٰه غفر لهم بعد ذنب عبادة العجل؛ والحق أن هذا العفو ذكر من نعم اللّٰه ليشكروه بعده. وبعد سرد هذه النعم والآلاء، نأتي إلى الآية 54، وهي نفس الآية التي هي محل البحث، وفيها ذكر نعمة أخرى للّٰه تعالى على بني إسرائيل، وهي نعمة جديدة لم تذكر في الآيات السابقة. فيخاطب اللّٰه بني إسرائيل، يقول سبحانه: «وَإِذْ قالَ مُوسى لِقَوْمِهِ يا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلى بارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بارِئِكُمْ فَتابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحيمُª (البقرة 2: 54). ويؤكد في هذه الآية أن طلب قتل بني إسرائيل جاء من موسى (8).والحقيقة أنه اقتبس هذه الجمل من كلام النبي الذي طلب منهم الاستعداد للموت بسبب ارتداد قومه (الطباطبائي، 1417ﻫ، ج 1، ص 189؛ الزمخشري، 1407ﻫ، ج 1، ص 140)؛ لكن اللّٰه بعد النقل والتأكيد على قول النبي موسى (8)، يقول: لقد أعطاك اللّٰه هذا الأمر وطلب موسى، حتى لا تقتل بجريمة الردة؛ والسبب في رفع هذا الحكم الذي أصدره موسى (8) هو أن اللّٰه كثير التوبة والغفران؛ ولذلك فإن مضمون الآية يؤكد على البركة الإلهية بأن اللّٰه، بسبب ندمه ورحمته على بني إسرائيل، ألغى الحكم الشرعي الذي أصدره النبي موسى (8)، وألغى تنفيذه. ومن خلال دراسة الآيات المتشابهة في مضمونها إلى حد كبير مع الآية المرادة، ندرك أن الأمر بقتل بني إسرائيل مذكور في هذه الآية فقط دون الآيات المشابهة الأخرى. على سبيل المثال، في الآية 153 من سورة النساء، بعد ذكر ذنب عبادة العجل، تحدثت مغفرة اللّٰه صراحة عن عباد العجل، دون أن يجعل العفو يتضمن القتل: «ثُمَّ اتخَّذُواْ الْعِجْلَ مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ فَعَفَوْنَا عَن ذَلِكª (النساء 4: 153)، أو الآيتين 92 و93 من سورة البقرة، و152 من سورة الأعراف. وعند الإشارة إلى هذه القصة، تبين أن ذنب عبادة العجل هذا لا يزال يؤثر في حياتهم الدنيا والآخرة، وقد تغلغل حب العجل في قلوبهم: «وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَª. وحب العجل هو مصدر عصيان وصايا اللّٰه إلى حد أنهم بسبب محبة العجل للّٰه يكفرون (الطبرسي 1372ﻫ.ش، ج 1، ص 266)، ويعانون من الذل الدنيوي وسخط اللّٰه. وأيضاً في الآية 66 من سورة النساء، يشير اللّٰه بوضوح إلى سبب عدم وجوب قتل المذنبين، يقول: «وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيهِمْ أَنِ اقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُواْ مِن دِيَارِكُم ما فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِنهُمْª (النساء 4: 66). إن بداية هذه الآية بـ"لو"، تدل على رفض الحكم بوجوب القتل، أي لأن القليل من الناس يفعلون ذلك، لم يجعل اللّٰه قتل بعضهم بعضا، ويمكن أن يكون سببا للعفو، دون إرغامهم على القتل. وعلى أية حال فلماذا لا يذكر حدث بهذه العظمة وهذا الحجم، حيث استمع آلاف الأشخاص لأمر نبيهم وضحوا بحياتهم حتى حد السيف دون أي سبب، في أي مكان في القرآن؟ أما كان ينبغي أن ينزل اللّٰه على الأقل آية واحدة، ولو كلمة واحدة عن تحقيق هذا الأمر العظيم؟ ولماذا تحدث اللّٰه عن عناد هذا الشعب في مواضع مختلفة في القرآن، ولم يذكر شيئاً عن طاعتهم المطلقة في هذه المذبحة العظيمة؟ ولماذا لم يتم ذكر عدد وطريقة هذا القتل وتداعياته وآثاره باختصار أو تفصيل؟ كيف نزلت آيات كثيرة في قتل العجل في القرآن، ولم يرد ذكر قتل الآلاف من الناس؟ وبالنظر إلى هذه الأسئلة، يمكن القول إن السياق اللغوي ليس فيه شاهد وشهادة على تحقيق عذاب اليهود وقتل بني إسرائيل. 5. تحليل السياق العاطفي لمفردات القصةيمكن فحص السياق العاطفي للآية قيد البحث من وجهتي نظر: المفردات وموقف الكلام. فعبارة: «إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحيمُª هي جملة تعلیلیة (الصافي، 1418ﻫ، ج 1، ص 130). وفي الواقع أن سبب عفو اللّٰه ومغفرته يعتبر خصلتين: قبول التوبة ورحماً من اللّٰه. والمبالغة في "التواب" تعني التائب جداً، والصفة الغامضة "رحيم" تعني يرحم دائماً. فلقد تم استخدامه للتعبير عن غفران اللّٰه ورحمته الوفيرة والمستمرة. إن استخدام هاتين الكلمتين في بيان سبب مغفرة اليهود لا يتوافق مع القتل الجماعي لبني إسرائيل. فهل يصح أن يقال: اللّٰه لكونه تائبا غفورا، عفا وغفر ذنوب بني إسرائيل وأخطاءهم بعد المذبحة التي راحت ضحيتها سبعة آلاف أو سبعون ألف نفس؟ ومن الواضح جداً أنه لا يوجد تناسب بين أعلى الآية وأسفلها، وبين حكم القتل وسبب الحكم. أما إذا قلنا: لأن اللّٰه كان رحيما غفورا، فقد تنازل عن تنفيذ حكم نبيه وعفا عن اليهودي، فقد ثبت التناسب بين الحكم وسبب الحكم. جدير بالذكر أن موضع كلمات الآية ومضمونها هو موضع الشكر وتعداد نعم اللّٰه على بني إسرائيل (الرازي، 1408ﻫ، ج 3، ص 515). ومن الطبيعي أن قتل الآلاف من الناس من أجل قبول التوبة لا يتوافق مع الشكر؛ فإذا قتلوا بعضهم البعض من أجل التوبة، فلا مكان للشكر واعتباره نعمة.
إن بني إسرائيل قوم ذكرهم اللّٰه صراحة حوالي 43 مرة، وتحدث عن سلوكهم وكلامهم وأفعالهم في آيات كثيرة. ومن خلال دراسة هذه الآيات، يمكنك التعرف على السلوك الاجتماعي وثقافة هذا الشعب. فتمجّد آيات تارة قسوة هذا الشعب ونقض العهد والعناد، وتارة تلبي رغباتهم وطلباتهم الغريبة، كطلبهم الخضار والثوم والعدس والبصل بدل اللحم المشوي (البقرة 2: 61)، وأحياناً يفضح حيلهم لعصيان أوامر اللّٰه (البقرة 2: 63 ـ 86)، وكذلك الآيات التي تدين شر بني إسرائيل وظلمهم وأخطائهم. فقصة ذريعتهم لقتل عجل، أو قصة ادعاءات هذا الشعب الباطلة وغطرسته وتحديه، بما في ذلك صيد السمك يوم السبت (البقرة 2: 65)، ودخول القدس بكلمة "حطّه" المتغيرة (البقرة 2: 58)، أو قصة السيطرة على الجبل فوق رأس هذا الشعب من أجل أخذ العهد الإلهي (البقرة 2: 63)، كانت مثالاً على السلوك السائد لليهود في ذلك الوقت. ومع أن المؤمنين الحقيقيين وأصحاب النبي موسى (8) قد استثنوا من هذه الكلمات، إلا أن الروح السائدة لهذا الشعب هي نفسها التي تناولتها هذه الآيات. لذلك يمكن اعتبار روح العناد والتمرد لدى بني إسرائيل هي الثقافة السائدة. ومن الطبيعي أن يظهروا سلوكيات اجتماعية تتناسب مع هذه الثقافة. وعندما أمرهم اللّٰه أن ينطقوا بكلمة "حطّه" ليغفر اللّٰه لهم، رفض بعض الناس أن يقولوا هذه الكلمة، ولفظوها بطرق مختلفة (البقرة 2: 59)، أو القصة الشهيرة لقتل العجل الذي حاول التهرب من أداء الواجب بأعذار مختلفة وأرسل موسى إلى جبل الطور عدة مرات (البقرة 2: 67 ـ 71). ومن المستبعد أن نرى تقارير عديدة عن سلوكيات تظهر روح العناد والتمرد لدى شعب اليهود بطاعتهم الخالصة لموسى (8) ردا على قتل بعضهم البعض. كيف تصدق أن الناس الذين ليسوا على استعداد لنطق كلمة واحدة "حطّة" لمغفرة ذنوبهم، أو تقديم الكثير من الأعذار لقتل عجل، كيف هم على استعداد لقتل بعضهم البعض وذبح بعضهم البعض فقط من أجل طلب النبي موسى (8)؟ فهل يمكن الاعتقاد أن نفس الأشخاص الذين فرضهم اللّٰه عليهم للحصول على ميثاق إلهي (البقرة 2: 63)، رضوا بسهولة بقتل بعضهم البعض؟ شعب عصى أبسط الأوامر الإلهية وتجاهل طلبات نبيهم البسيطة بمختلف الأعذار والحيل؛ فكيف يمكن أن يتغير سلوكه فجأة، وبعد سماع الطلب، يتم ذبح آلاف من بني إسرائيل؟ وبطبيعة الحال، فإن السمة الفكرية والثقافية السائدة الأخرى للشعب اليهودي في بني إسرائيل هي المادية والحسية (طبارة، 1353ﻫ.ش، ص 38). فكانوا يظنون أن اللّٰه كائن مادي قوي مسيطر على المادة (الطباطبائي، 1417ﻫ، ج 1، ص 287). وبناء على هذا التفكير، طلبوا من موسى (8) أن يظهر اللّٰه لهم بوضوح (البقرة 2: 55). ولعل ميلهم إلى عبادة العجل في غيبة نبيهم عشرة أيام، يمكن تفسيره بأن تفكيرهم المادي واعتمادهم القوي على الأحاسيس والأدلة الخارجية شجعهم على صنع العجل وعبادته في غيبة نبيهم.
يسمى تفسير النص من حيث الحمل الدلالي للكلمات في النصوص السابقة أو النصوص المقابلة لها بـ"السیاق التناصي" (نامور مطلق، 1390ﻫ.ش، ص 27). ويرى أنصار السياق التناصي أنه لا يمكن فهم أي نص بمفرده، دون النظر إلى نصوص أخرى؛ لأن نطاق معاني الكلمات والعبارات في النص الحالي له اعتماد دلالي على استخداماته السابقة (قائمي نيا، 1393ﻫ.ش، ص 436). وقد ذكر القرآن في بعض الآيات السلوك والتعاليم المذكورة في النصوص اليهودية، مما يدل على الارتباط الدلالي بين هذه النصوص (مكوند، 1400ﻫ.ش، ص203)، وعلى هذا الأساس، تكون القراءة التناصية مفيدة وفعالة من أجل استعادة أصل الآية ومعناها، كما يمكن الاستعانة بتحقيق الروايات والأخبار التاريخية الواردة في المصادر التاريخية والسردية لفهم الآية. إن المحتويات الموجودة تحت الآية التي تمت مناقشتها في نص التفاسير الشيعية والسنية هي في معظمها اقتباسات وخلافات المفسرين، مثل: قتادة، وابن عباس، والجبايي، وابن إسحاق، وغيرهم من المفسرين، وحتى التفاسير، مثل: مجمع البیان، والتبیان. لقد اقتصر الأمر على التعبير عن هذه الخلافات ولم ترو رواية، واقتصر البعض الآخر على ذكر رواية واحدة أو اثنتين فقط. وبالطبع، هذه الروايات إما ليس لها دليل وإما تم ذكر أسماء راوٍ أو راويين فقط. فمثلاً الرواية في تفسير القمي لا تنسب إلى راوٍ ولا معصوم (1363ﻫ.ش، ج 1، ص 47). ولا يتبين من روى هذه الرواية. فهناك روايتان في درّ المنثور، إحداهما منسوبة إلى ابن عباس، ولا يتبين هل هو رأي ابن عباس الشخصي أم أنه روى هذه الرواية عن أبي هريرة أو غيره؛ والثانية منسوبة إلى الإمام علي (8) ومشكوك فيها. فهذه الرواية الأخيرة غير منقولة في مصادر الشيعة، ونصها ضعيف (السيوطي، 1404ﻫ، ج 1، ص 69). وليس فيما عدا هذه الأخبار الثلاثة رواية مستقلة أخرى. والروايات المذكورة في نصوص التعليق غالباً ما تكون نقلا عن تفسير القمي ودر المنثور. وبالطبع هناك رواية في الشرح المنسوب إلى الإمام الحسن العسكري (8) مع تجاهل إشكالية الرجوع إلى المعصومين وقلة الأدلة، وهي نص ضعيف ومشكوك فيه (البروجردي، 1366ﻫ.ش، ج 1، ص 168). ولذلك، لفهم الآية المرادة، لا يمكن العثور على رواية صحيحة وموثقة، حيث يمكن القول بأن غالبية هذه المواد التي وردت روايات مأخوذة من مضمون التوراة؛ لأن هناك ثلاث روايات متكررة وردت في التفاسير الشهيرة، لها تشابه نصي ودلالي كبير مع نص التوراة. ومن خلال مقارنة هذه النصوص، يمكن معرفة أصل بعض الروايات الوهمية المتعلقة بأسطورة مذبحة التوراة. ويرى الإسرائيليون أن هذه التصريحات مع تغييرات طفيفة، مثل زيادة عدد القتلى من 3000 شخص إلى 70000 شخص، قد تسربت في التقاليد والتفسيرات. وفي الفصل 32 من سفر الخروج من كتاب التوراة، ورد في بضعة أسطر عن حادثة عبادة العجل والأمر بقتل بني إسرائيل. وترجمة هذا الفصل هي: «تعالوا إلي، فاجتمع إليه جميع اللاويين، فقال لهم: هكذا قال الرب إله إسرائيل: يضع كل رجل سيفه على فخذه، ويأتي، ويذهب من باب إلى باب المحلة. وكل واحد يقتل أخاه وصديقه وجاره. ووافق بنو لاوي على كلام النبي موسى (8)، وسقط في ذلك اليوم ما يقرب من ثلاثة آلاف شخص. فقال موسى (8): اتقوا اللّٰه اليوم، حتى كل واحد لابنه ولأخيه. بارك اللّٰه فيكم اليوم. وفي الصباح، قال النبي موسى (8) للناس: لقد أذنبتم ذنبا عظيما. الآن أصعد إلى اللّٰه، لعلي أكفر عن خطيئتكم. فرجع النبي موسى (8) إلى اللّٰه وقال: آه، لقد ارتكب هذا الشعب ذنبا عظيما، وجعلت الآلهة لأنفسهم ذهبا. فالآن، إن غفرت خطيتهم، وإلا فامحني من كتابك الذي كتبت. قال اللّٰه لنبيه موسى (8): من يذنب فأمحيه (أعزله) من كتابي. والحديث الذي نقله الإمام علي (8) في الدر المنثور، يشبه إلى حد كبير هذا النص الذي نقلناه عن التوراة: «سأل بنو إسرائيل موسى: ما توبتنا؟ قال: ليقتل بعضكم بعضاً، ويقتل بعضكم بعضاً، فأخذ بنو إسرائيل السكاكين، وقتلوا أخا أخيهم، وأبا ولده، ولم يبالوا بمن يأتي أمام سكينته، وقتل ما يصل إلى سبعين ألف شخص، فأوحى اللّٰه تعالى إلى موسى: مرهم أن ينتهوا عن القتل، فإن اللّٰه يغفر للأموات والأحياء الذين ماتوا» (السيوطي، 1404ﻫ، ج 1، ص 69). وفي تفسير القمي أيضاً: كما يلي دون ذكر سند: ولما خرج موسى من وسط القوم إلى الميقات، وبعد أن قضى الميقات، رجع إلى وسط القوم، فرأى أنهم قد أصبحوا عبادة العجل، فقال لهم: أيها الناس! لقد ظلمتم أنفسكم بعبادة العجل، فعليكم الآن أن تتوبوا إلى خالقكم، فاقتلوا بعضكم بعضاً. فهذه أفضل طريقة للتوبة إلى ربكم. قالوا: وكيف نقتل أنفسنا؟ قال: تصبحون على بيت المقدس كلكم بالسكاكين أو الحديد. فإذا صعد إلى منبر بني إسرائيل، فغطوا وجوهكم حتى لا يعرف أحد منكم، فإنكم سوف يقتلون بعضهم البعض، ويقتلون بعضهم البعض. وفي اليوم التالي، اجتمع في القدس سبعون ألف شخص من عبدة العجل. فلما فرغ موسى، ومعهم من صلاتهم، صعد موسى على المنبر، ومات الناس جميعا حتى نزل جبريل، فقال: أوصهم: توقفوا، توقفوا. القتل، فتاب اللّٰه عليهم، فلما وقفوا، رأوا أن عشرة آلاف منهم قتلوا (1404ﻫ.ش، ج 1، ص 47). ولاستكمال مناقشة المقارنة التناصية، سنستعرض أيضاً نص الرواية المنسوبة إلى الإمام الحسن العسكري (8) نقلاً عن الشرح الشامل، ونترك الأمر للجمهور ليحكم على محتوى النص: وقال الإمام العسكري (8): قال اللّٰه عز وجل: واذكروا، يا بني إسرائيل إِذْ قالَ مُوسى لِقَوْمِهِ عبدة العجل يا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ أضررتم بها بِاتِّخاذِكُمُ الْعِجْلَ إلها، فَتُوبُوا إِلى بارِئِكُمْ الذي برأكم وصوّركم، فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ بقتل بعضكم بعضا، يقتل من لم يعبد العجل من عبده، ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ، أي ذلك القتل خير لكم عِنْدَ بارِئِكُمْ من أن تعيشوا في الدنيا، وهو لم يغفر لكم، فتتم في الحياة الدنيا حياتكم، ويكون إلى النار مصيركم، وإذا قتلتم، وأنتم تائبون، جعل اللّٰه عز وجل ذلك القتل كفارة لكم، وجعل الجنة منزلكم ومنقلبكم. قال اللّٰه عز وجل: فَتابَ عَلَيْكُمْ قبل توبتكم، قبل استيفاء القتل لجماعتكم، وقبل إتيانه على كافتكم، وأمهلكم للتوبة، واستبقاكم للطاعة إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ. قال: وذلك أن موسى لما أبطل اللّٰه تعالى على يديه أمر العجل، فأنطقه بالخبر عن تمويه السامري، وأمر موسى أن يقتل من لم يعبده من يعبده، تبرأ أكثرهم، وقالوا: لم نعبده. فقال اللّٰه عز وجل لموسى: ابرد هذا العجل الذهب بالحديد بردا، ثم ذره في البحر، فمن شرب ماءه، اسودت شفتاه وأنفه وبان ذنبه؛ ففعل، فبان العابدون للعجل. وأمر اللّٰه تعالى اثني عشر ألفا أن يخرجوا على الباقين شاهرين السيوف يقتلونهم، ونادى مناديه: ألا لعن اللّٰه أحدا أبقاهم بيد أو رجل، ولعن اللّٰه من تأمل المقتول، لعله تبينه حميما أو قريبا فيتعداه إلى الأجنبي؛ فاستسلم المقتولون. فقال القاتلون: نحن أعظم مصيبة منهم، نقتل بأيدينا آباءنا وأبناءنا وإخواننا وقراباتنا، ونحن لم نعبد، فقد ساوى بيننا وبينهم في المصيبة. فأوحى اللّٰه تعالى إلى موسى: يا موسى، إني إنما امتحنتهم بذلك؛ لأنهم ما اعتزلوهم لما عبدوا العجل، ولم يهجروهم، ولم يعادوهم على ذلك، قل لهم: من دعا اللّٰه بمحمد وآله الطيبين يسهل عليه قتل المستحقين للقتل بذنوبهم؛ فقالوها، فسهل اللّٰه عليهم ذلك، ولم يجدوا لقتلهم لهم ألما. فلما استحر القتل فيهم ـ وهم ستمائة ألف ـ إلا اثني عشر ألفا الذين لم يعبدوا العجل، وفق اللّٰه بعضهم، فقال لبعضهم، والقتل لم يفض بعد إليهم، فقال: أو ليس قد جعل اللّٰه التوسل بمحمد وآله الطيبين أمرا لا تخيب معه طلبة، ولا ترد به مسألة؟ وهكذا توسلت الأنبياء والرسل، فما لنا لا نتوسل؟!. قال: فاجتمعوا وضجوا: يا ربنا، بجاه محمد الأكرم، وبجاه علي الأفضل الأعظم، وبحق فاطمة الفضلى، وبجاه الحسن والحسين سبطي سيد المرسلين، وسيدي شباب أهل الجنة أجمعين، وبجاه الذرية الطيبة الطاهرة من آل طه ويس لما غفرت لنا ذنوبنا، وغفرت لنا عقوبتنا، وأزلت هذا القتل عنا؛ فذاك حين نودي موسى: أن كف القتل، فقد سألني بعضهم شيئا وأقسم علي شيئا، لو أقسم به هؤلاء العابدون للعجل، وسألني العصمة لعصمتهم حتى لا يعبدوه، ولو أقسم علي بها إبليس لهديته، ولو أقسم بها علي نمرود أو فرعون لنجيته. فرفع عنهم القتل، فجعلوا يقولون: يا حسرتنا، أين كنا عن هذا الدعاء بمحمد وآله الطيبين حتى كان اللّٰه يقينا شر الفتنة، ويعصمنا بأفضل العصمة؟!» (البحراني، 1416ﻫ، ج 1، ص 218). ولذلك، بالإضافة إلى ضعف هذه الروايات واختلاف مضمونها، لا بد من الإشارة إلى أن مضمون هذه الروايات لا يتوافق مع ظاهر القرآن، لضعف الوثيقة والمضمون الشديد، ولا يمكن الاستشهاد بأي من هذه الروايات؛ وخاصة إذا كانت هذه الروايات مأخوذة من مضمون التوراة؛ ولذلك، وبغض النظر عن السياق التناصي، فمن الأفضل الاكتفاء بمظهر كلمات الآية وتجنب الالتباس والاختلاف في تعبير معنى الآية. الخاتمة في نظرة جديدة إلى موضوعات علم الدلالة، تقوم النظرة خارج النص بتحليل وتفسير معنى النص على نطاق أوسع من مستوى النص، وتتضمن عوامل خارج النص وشروط الإنشاء وظهور النص في فهم المعنى. وبهذا المنهج، تكون لدى مفسر وقارئ النص الأدبي للقرآن معرفة أعمق بالنص، بحيث يتمكن من الوصول إلى خفايا النص. ومن خلال دراسة خارج النص وداخله في الآية 54 من سورة البقرة، وبعد تحليل السياق اللغوي والعاطفي والثقافي والاجتماعي، يمكننا أن نستنتج أنه لم يتم العثور على أي دليل على الادعاء الشهير لقوله تعالى. فقد ذكر المفسرون أن عدداً كبيراً من اليهود قتلوا في جريمة عبادة العجل؛ في حين لم يتم العثور على أي دليل لإثبات هذا الادعاء؛ إذ لو حدث ذلك، لم يتفق مع السياق العاطفي لكلمتي "تواب" و"رحيم" ومقام الشكر. وبالنظر إلى تقدم السلوك الاجتماعي والروح الثقافية للشعب اليهودي، فمن المستبعد جدا أن يقتلوا بعضهم بعضا، دون أي عناد ورفض، بمجرد سماع الأمر بالقتال. وعلى هذا، فإن قتل بني إسرائيل يتنافى مع السياق الثقافي والاجتماعي. يدل السياق اللغوي للآية على أن طلب قتل بني إسرائيل هو أمر صدر من النبي موسى (8)، وبناء على وجهة نظره الشخصية والفقهية: «إِذْ قالَ مُوسى لِقَوْمِهª. فلم يعتبر هذا الفعل بمثابة واجب، بل القتل بالنسبة إليه يفضل التوبة. ومع أن النبي موسى (8) كان يرى قتل قومه أفضل من التوبة العملية؛ إلا أن اللّٰه عفا عن تنفيذ هذا الأمر الذي أصدره نبيه دون أي قتل. وفي الواقع، أصدر النبي موسى (8) حكمين إلهيين لقومه: أمر التوبة الذي يجب تنفيذه: «فَتُوبُوا إِلى بارِئِكُمْª، وأيضا الأمر بقتل بعضكم بعضا، وهو أولى من التوبة: «فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بارِئِكُمْª. وهذه الجملة الثانية، وإن كانت مكملة لجملة التوبة، إلا أنه لا يوجد دليل على أن بني إسرائيل قتلوا في هذه الآية ولا في غيرها من آيات القرآن.
| ||
مراجع | ||
* القرآن الكريم. * کتاب مقدس: عهد قدیم و جدید. (1۳۸۳ﻫ.ش). ترجمه فاضل خان همدانی، ویلیام کلن و هنری مرتن. تهران: اساطیر.
أ. العربية الآلوسي، أبو الفضل شهاب الدين السيد محمود بن عبد اللّٰه. (1415ﻫ). روح المعاني في تفسير القرآن العظيم. بيروت: دار الكتاب العالمية. ابن عاشور، محمد بن طاهر. (1420ﻫ). التحرير التنوير. بيروت: مؤسسه التاريخ. ابن عربي، محي الدين محمد بن علي. (1422ﻫ). تفسير ابن عربي. بيروت: دار إحياء التراث العربي. ابن منظور، أبو الفضل جمال الدين محمد بن مکرم. (1414ﻫ). لسان العرب. بیروت: دار الفکر. أبو حيان الأندلسي، محمد بن يوسف. (1420ﻫ). البحر المحيط في التفسير. بيروت: دار الفكر. إلياسي، حسين. (2024م). «جدلیة المدنس والمقدّس في الخطاب الشعري لمحمد صابر عبید قراءة في قصیدة عشب أرجواني یصطلي في أحشاء الریح وفق رؤیة جون سیرل». بحوث في اللغة العربية. ع 16(30). ص 67 ـ 86. البحراني، السيد هاشم. (1416ﻫ). البرهان في تفسير القرآن. طهران: بنياد بعثت. البروجردي، سيد محمد إبراهيم. (١٣٦٦ﻫ.ش). تفسير جامع. طهران: الصدر. البيضاوي، أبو سعيد ناصر الدين عبد اللّٰه بن عمر. (1418ﻫ). أنوار التنزيل وأسرار التأويل. بيروت: دار إحياء التراث العربي. الدایة، فایز. (1996م). علم الدلالة العربی: النظریة والتطبیق؛ دراسة تاریخیة، تأصیلیة، نقدیة. دمشق: دار الفکر. الرازي، فخر الدين أبو عبد اللّٰه محمد بن عمر. (1420ﻫ). مفاتيح الغيب. بيروت: دار إحياء التراث العربي. الزمخشري، أبو القاسم جار اللّٰه محمود بن عمر. (1407ﻫ). الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل. بيروت: دار الكتاب العربي. السيوطي، جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر. (1404ﻫ). الدر المنثور في تفسير المأثور . قم: مكتبة آية اللّٰه المرعشي النجفي. الصافي، محمود بن عبد الرحيم. (1418ﻫ). الجدول فى اعراب القرآن. بيروت: دار الرشيد، مؤسسة الإيمان. صدر الدين الشيرازي، محمد بن ابراهيم. (1366ﻫ). تفسير القرآن الكريم. تحقيق محمد خاجوي. قم: بيدار. الطباطبائي، السيد محمد حسين. (١٤١٧ﻫ). الميزان في تفسير القرآن. قم: منشورات إسلامية للجمعية الإسلامية لمدرسي الحوزة العلمية. الطبرسي، أبو علي الفضل بن الحسن. (1372ﻫ.ش). مجمع البيان في تفسير القرآن. طهران: ناصر خسرو. الطبري، أبو جعفر محمد بن جرير. (1412ﻫ). جامع البيان في تفسير القرآن. بيروت: دار المعرفة. الطوسي، أبو جعفر محمد بن الحسن. (1367). التبيان في تفسير القرآن. بيروت: دار إحياء التراث العربي. عبدي، مالك؛ ومحمد رضا الشيرخاني، وعايد جدوع حنون، وحسن فالح رشاش. (2024م). «أثر السياق في توجيه الدلالة القرآنية عند الشيخ حيدر حبُّ اللّٰه». بحوث في اللغة العربية. ع 16(30). ص 19 ـ 37. القمي، علي بن إبراهيم. (١٣٦٣ﻫ.ش). تفسير القمي. تحقيق الطيب الموسوي الجزائري. قم: دار الكتاب. كاشفي سبزواري، حسين بن علي. (١٣٦٩ﻫ.ش). مواهب عليه. طهران: مؤسسة اقبال للطباعة والنشر. المراغي، أحمد بن مصطفى. (د.ت). تفسير المراغي. بيروت: دار حية التراث العربي.
ب. الفارسية تاجیک، محمدرضا. (1379ﻫ.ش). گفتمان و تحلیل گفتمان. تهران: فرهنگ گفتمان. ترکاشوند، فرشید. (1394ﻫ.ش). «تحلیل کارکرد بافت و گفتمان عاطفی در درک متون ادبی». لسان مبین. ش 7. ص 23 ـ 43. ــــــــــــــــــ؛ و نجمه قائمی. (1396ﻫ.ش). «چالشهای بافت فرهنگی در ترجمه ادبی از فارسی به عربی». پژوهشهای ترجمه در زبان و ادبیات عربی. ش 7(17). ص 79 ـ 98. رجبی، محمود. (1385ﻫ.ش). روششناسی تفسیر قرآن. قم: سمت. رضایی، بهرعلی؛ عباس اقبالی، و روحاللّٰه صیادینژاد. (1400ﻫ.ش). «بررسی جایگاه بافت در ساختار گفتمان متن سوره یوسف از نگاه فرث در مکتب معناشناسی لندن». پژوهشهای زبانشناختی قرآن. ش 11(2). ص 71 ـ 90. روستایی، علیرضا؛ و علىاصغر روانشاد. (1400ﻫ.ش). «تأثیر بافت زبانی در گزینش باهمآیی واژگان قرآن کریم: مطالعۀ موردی سوره ابراهیم (ع)». پژوهشهای زبانشناختی قرآن. ش 10(1). ص 43 ـ 60. ساسانی، فرهاد. (1389ﻫ.ش). «تأثیر بافت متنی بر معنای متن». زبانپژوهی. ش 2(3). ص 109 ـ 124. سلیمی، سیده فاطمه؛ و کبری راستگو. (1397ﻫ.ش). «بررسی معانی شعاعی عناصر بافتبنیان در گفتمان قرآنی». پژوهشهای زبانشناختی قرآن. ش 6(2). ص 199 ـ 218. سیاوشى، کرم؛ و رمضانعلی بیگدلى. (1396ﻫ.ش). «بازکاوى مقصود از قتل نفس در آیه فَاقْتُلُوا أنْفُسَکُمْ (بقره: 54)». معرفت. ش 26(235). ص 93 ـ 102. صفوى، کوروش. (1384ﻫ.ش). فرهنگ توصیفی معناشناسی. تهران: فرهنگ معاصر ایران. طباره، عفیف عبدالفتاح. (1۳5۳ﻫ.ش). یهود از نظر قرآن. ترجمه علی منتظمی. تهران: بعثت. عمر، أحمد مختار. (1385ﻫ.ش). معناشناسی. ترجمه سیدحسین سیّدی. مشهد: دانشگاه فردوسی. قائمینیا، علیرضا. (1393ﻫ.ش). بیولوژی نص: نشانهشناسی و تفسیر قرآن. تهران: پژوهشگاه فرهنگ و اندیشه اسلامی. مزبان، علی حسن. (1394ﻫ.ش). درآمدی بر معنیشناسی در زبان عربی. ترجمه فرشید ترکاشوند. تهران: سمت. مکوند، محمود. (1400ﻫ.ش). «خوانش بینامتنی و نقش آن در بازسازی بافت تاریخی آیات قرآن». تحقیقات علوم قرآن و حدیث. ش 18(1). ص 203 ـ 236، مكارم شيرازى، ناصر. (1374ﻫ.ش). تفسير نمونه. تهران: دار الكتب الاسلامية. نامور مطلق، بهمن. (1390ﻫ.ش). درآمدی بر بینامتنیت: نظریهها و کاربردها. تهران: سخن. | ||
آمار تعداد مشاهده مقاله: 203 تعداد دریافت فایل اصل مقاله: 47 |