تعداد نشریات | 43 |
تعداد شمارهها | 1,650 |
تعداد مقالات | 13,402 |
تعداد مشاهده مقاله | 30,206,180 |
تعداد دریافت فایل اصل مقاله | 12,075,201 |
دراسة الحال وواوها من منطلق معاني النحو للجرجاني | ||||||||||||||||
بحوث في اللغة العربية | ||||||||||||||||
دوره 15، شماره 29، دی 2023، صفحه 159-174 اصل مقاله (1.21 M) | ||||||||||||||||
نوع مقاله: المقالة البحثیة | ||||||||||||||||
شناسه دیجیتال (DOI): 10.22108/rall.2023.137328.1459 | ||||||||||||||||
نویسندگان | ||||||||||||||||
محمود شهبازی* 1؛ سید ابوالفضل سجادی2؛ احمد امیدعلي3 | ||||||||||||||||
1استاذ مشارك في قسم اللغة العربية وآدابها بجامعة أراك، أراك، إيران | ||||||||||||||||
2أستاذ مشارك في قسم اللغة العربية وآدابها بجامعة أراك، أراك، إيران | ||||||||||||||||
3أستاذ مساعد في قسم اللغة العربية وآدابها بجامعة أراك، أراك، إيران | ||||||||||||||||
چکیده | ||||||||||||||||
ما تتجرّد عنها وجوبا أو جوازا. ویبدو في باديء النظر أن هذه الصور مترادفة یمکن إحلال بعضها للآخر. والحقیقة لیس کذلك، بل کل صورة منها تمثل معنیً لطیفاً ودلالة دقیقة تُدرس علی ضوء معاني النحو التي تَمّ تأسیسها بید عبد القاهر الجرجاني، والتي تکشف عن الفروق بین مختلف التعبیرات في اللغة. هذه المقالة ترید أن تدرس الفرق بین ضروب الحال ترکیزاً علی الحال التي تقترن بالواو أو تتجرد عنها بالاعتماد علی المنهج الوصفي ـ التحلیلي وتمخضت عن هذه لنتائج: اقتران الحال بالواو فیما یجب یعود إلی صیاغة اللغة وفیما یجوز یعود إلی دلالة اللغة ونظم الکلام في رأي الجرجاني. یحصل الفعل المضارع حالا متلبسا مع عامله؛ وإن دخلت علیه الواو تدل علی استمرار الفعل المضارع إلی زمن التکلم. الحال المفردة تمثل الاهتمام بالحال، وما یقابلها من الحال الجملة الاسمیة المتصدرة بضمیر ذی الحال تمثل الاهتمام بالفاعل. تفيد الجملة الاسمیة حالا أن الحال کانت أصلا ثابتا مستقرا، إن اقرنت بالواو؛ وإن سقطت الواو منها تلازم العامل والأولی آکد من الثانیة. تدل الجملة الفعلیة المتصدرة بالفعل الماضي حالا علی أن الحال حصلت قبل عاملها وانتهت عند اقترانها بالواو، وسقوط الواو منها یدلّ علی التلازم والتزامن بین الحال وعاملها کأن الحال هي العامل وعلی العکس. تلعب الواو الحالیة مع "لم" و"لما" نفس الدور الذي لعبت مع الفعل الماضي حالا لقلبهما المضارع ماضیا. | ||||||||||||||||
کلیدواژهها | ||||||||||||||||
النحو؛ معاني النحو؛ واو الحال؛ صور الحال؛ الفروق | ||||||||||||||||
اصل مقاله | ||||||||||||||||
في اللغة صور وضروب من التعبیرات. في بادیء النظر، لا نفرق بینها من جهة المعنی، بل نجعلها مترادفة، وقلما نجد الکتب النحویة التي تدرسها دلالیا وتحدد موضع استعمالها، نحو: ما الفرق بین النعت التابع والنعت المقطوع؟ وما الفرق بین التمییز، إذا کان منصوبا أو مجرورا أو تابعا؟ وما الفرق بین المصدر، إذا کان منصوبا مع ذکر العامل، نحو: اصبر صبرا أو منصوبا بدون العامل، نحو: صبرا أو مرفوعا، نحو: صبرٌ. وإلی غیر ذلك من الأسئلة التي لا نجد في النحو بابا إلا وهو مکتظ بهذه الأسئلة. إنما نجد الجواب لبعضها في الکتب التي تناولت النصوص بالتحلیل وکتب التفسیر. فباب الحال هو من الأبواب التي تنطوي علی هذه الأسئلة: ما الفرق بین أنواع الحال من جهة الإفراد والترکیب؟ أو ما الفرق بین هذین المثالین: "جاءني زیدٌ مُسرعاً" و"جاءني زید، وهو مسرع؟" لماذا نقول مرة: جاء زید مسرعا، ومرة أخری نقول: "جاء زید، وهو یسرع"، وإلی غیر ذلك من الأسئلة التي لا نجد جوابا لها في النحو وکتب النحو. هناك حال یجوز أن تقترن بالواو ویجوز أن تتجرد عنها. فما الفرق بین الحال، إذا اقترنت بها وإذا تجرّدت عنها؟ هناك حال یجب أن تقترن بالواو؛ وإن تجرّدت عنها، فهي مستأنفة لا حال، ما الفرق بین الجملتین؟ وعلینا أن نفتش عن هذه المعاني في معاني النحو التي مهمتها هي البحث عن الفروق بین مختلف الصور في اللغة عبر النصوص والسیاق، والتي عاد الفضل في تأسیسها إلی عبد القاهر الجرجاني. «الجرجاني فتح هذا الباب ظَلّ مفتوحا لاجتهادات المجتهدین؛ لأنّ هذه الوجوه والفروق کثیرة لیس لها غایة تقف عندها ونهایة لا تجد لها ازدیادا بعدها، ثم إن الصور الناشئة عنها کثیرة لیس لها غایة ولیس لها نهایة» (أبو موسی، 1998م، ص 15)؛ لذلك هذه المقالة تحاول علی وجه التحدید إماطة اللثام عن الفرق بین الحال التي تقترن بالواو والحال التي تتجرد عنها من منطلق معاني النحو للجرجاني. 1ـ1. خلفیة البحث ربما تعود دراسة الحال لأوّل مرة إلی سیبویه (ت 180ﻫ)، حیث یذکر آیاتٍ وجملا قدر فیها معنی الحال؛ ومن ذلك مثل قوله تعالی: «ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاسًا يَغْشَى طَائِفَةً مِنْكُمْ وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْª (آل عمران 3: 154). «فإنما وجهه علی أن یغشی طائفة منکم وطائفة في هذه الحال» (1968م، ج 1، ص 90). يورد فتحي زیدان الدلائل التي تثبت أن واو الحال نشأت من تفسیر سیبویه وإعرابه لهذه الآیة (2009م، ص 9). وجاء النحاة بعده وخصصوا بابا من مؤلفاتهم للحال وتقسیماتها إلی یومنا هذا. أمّا أهم الأعمال التي تمت علی وجه التحدید في الحال وکانت في متناول ید الباحث، فنفهرسها فیما یلی: کتاب تحت عنوان المشاکلة بین واو الحال وواو المصاحبة في النحو العربي، لعبد الجبار فتحي زيدان (2009م). فهاجس المؤلف یتمثل في أن الواو التي سماها النحاة واو الحال إنما هي واو المعیة، وتوصل إلی عدم الاحتیاج إلی واو الحال ونفي معنی الحال عن واو الحال وسماها واو المعیة. مقالة الجملة الحالیة في القرآن: إحصاء ودراسة، لمحمد حسین أبو الفتوح (1991م). فإنّ الباحث في هذه المقالة یوضح أن البنیة الشکلیة لجملة الحال اسمیة أو فعلیة تخضع لعدة عوامل: التضامّ بین المعاني في إثبات واحد، وتأثیر بعض الوحدات اللغویة في الترکیب وجودا وعدما، وعامل الحال وطریقة اختیاره، والمعاني النحویة وأحکامها، والسیاق وما یقتضیه المقام، کما أثبت البحث أن النص یهدم القیاس والقاعدة. مقالة الحال وأنواعها نماذج من القرآن الکریم، للسید حسین مسعود عبد السید (2018م). یتناول الباحث في هذه المقالة الحال ومفهومها وأنواعها، ویبین صورها وأشکالها من خلال الاستشهاد بآیات القرآن الکریم، کما تناولها الکتب النحویة. مقالة دراسة نظام العلاقات بین الحال المفردة وصاحبها في القرآن الکریم لسید رضا سلیمانزاده نجفى وید اللّٰه حیدری (1397ﻫ.ش). تحاول هذه المقالة تسلیط الضوء علی نظام العلاقات بین الحال المفردة وصاحبها وتبیین أنواعها ضمن سیاقات مختلفة مستشهدا بآي القرآن الکریم. تنظر هذه المقالة الحالیة إلی الحال من منطلق معاني النحو للجرجاني وتتناول فاعلیة الواو الحالیة من خلال الشواهد القرآنیة.
2ـ1. النحو إن علماء النحو يتناولون النحو علی منهجین: المنهج الأول: هو ما یدرس النحو من «حیث الإعراب والبناء وفائدته حفظ اللسان عن الخطأ وموضوعه الکلمة والکلام» (المدني، 1388ﻫ.ش، ص 51)، وبقید الکلمة ضمّن الصرف فیه أو هو «علم یُبحث فیه عن أحوال أواخر الکلم إعرابا وبناء وموضوعه الکلم العربیة من حیث ما یعرض لها من الإعراب والبناء» (الصبان، د.ت، ج 1، ص 16). لو أمعنا النظر في کتب أصحاب المنهج الأول «لوجدنا أن الغایة الواضحة في کتب المتأخرین في مجملها هي الغایة التعلیمیة التي تعنی بالصواب والخطأ. وقد یُدهش المرء عندما یری أن العلماء أصحاب الحواشي والتقریرات لا یقرون الخطأ علی خطئه ولا الصواب علی صوابه ولا یدعون قاعدة واحدة مطردة حتی أکثر القواعد شیوعا، وهي أن الفاعل قد ینصب والمفعول قد یرفع، إذا أمن اللبس؛ ولذلك قیل: أنحی الناس من لا یلحّن أحداً؛ ومعنی هذا أن کل تعبیر له من أوجه العربیة وجه به یستقیم ویکون صوابا لاخطأ فیه» (عبد اللطیف،2000م، ص 27). یعد هذا المنهج تعلیمیا یحاول النحوي من ورائه أن یحفظ اللغة من اللحن والخطأ بأمثلته المصنوعة من غیر استناد إلی النص، وتیسیرا للتعلیم لیس من المستبعد أن یغمض عن بعض قواعد النحو التي هي من قوة اللغة ولیونتها. نحن نلتقي بمصطلح باسم الجواز في النحو العربي. وتلحظ تحت عنوان الجواز الوجوه المختلفة لقاعدة ما، حیث تصح عدة الوجوه؛ لأن النحوي یعتمد علی الأمثلة المصنوعة، کما أسلفنا دون النص والسیاق والملابسات التي تکتنف النص، کما یکتفي النحوي في تقویمه علی الإعراب والبناء من دون ترکیزه علی العلاقات النحویة بین الوظائف النحویة ما یوهم أن بعض التعبیرات النحویة مترادفة یخلف بعضها البعض، مثلا لا یهتم النحوي بالفروق بین الأسالیب المشابهة؛ مثلا لا یعنیه الفرق بین النعت التابع والنعت المقطوع والفرق بین التمییز المنصوب والمجرور وما إلی ذلك. فلذلك یحسب بعض التعبیرات زائدة في اللغة، فیقوم بحذفها تیسیرا لتعلیمها وانما یهمّه الإعراب والبناء. المتعلم في هذا المنهج یتمکن من صیاغة بعض الجمل انطلاقا من القواعد النحویة والمفردات اللغویة، إلا أن هذه الجمل لا تنال إعجاب أهل اللغة؛ لأنه لم یأخذ في الحسبان العلاقات الدلالیة بین الکلمات في الجملة؛ ولأنه لا یستطیع أن یختار القواعد والکلمات علی النحو الذي یقتضي السیاقین اللغوي وغیر اللغوي. لا يعني النحو بکل الملابسات وما یکتنف السیاق، بل یعنیه توضیح جانب واحد من جوانب المعنی، وهو المعنی النحوي المجرد، أي العلاقة الفاعلیة والمفعولیة وغیرهما، وإن کان یجد نفسه في بعض الأحیان مضطرا إلی الرجوع إلی السیاق وملابسات الکلام من أجل توضیح المعنی النحوي نفسه. من ثم هناك منتقدون لا یخضعون لهذا المنهج: «لیست غایة النحو هي معرفة الصواب والخطأ في ضبط أواخر الکلم فحسب، وإن کان المتتبع لتحدید غایة النحو یلحظ أن النحاة المتأخرین هم الذین یجعلون غایة النحو هي التمییز صحیح الکلام من فاسده؛ ولعل الانحراف بغایة النحو إلی هذه الزاویة الضیقة یرجع سببه مع ما یرجع إلیه من أسباب أخری إلی تخلي أبناء العربیة لظروف ودواع مختلفة عن مستوی اللغة الفصحی» (المصدر نفسه، ص 25). 2ـ2. معاني النحو هي المعاني التي تستخرج من العلاقات بین الکلمات أو هي التي تتمثل في علاقات المفردات بعضها ببعض. «معلوم أن لیس النظم سوی تعلیق الکلم بعضها ببعض وجعل بعضها بسبب من البعض» (الجرجاني، 1395ﻫ.ش، ص 4). والتعلیق یتمثل في ثلاثة طرق: تعلق اسم باسم، تعلق اسم بفعل، وتعلق حرف بهما» (المصدر نفسه)؛ مثلا في قوله تعالی: «نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَª (آل عمران 3: 3). المعنی یستخرج من خلال تعلیق الاسم بالفعل وتعلیق الحرف بهما. ولو لم یکن هذا التعلیق لکان کل کلمة جزئیا لا یستخرج منها هذا المعنی الکلي. یرى الجرجاني أن المعاني تترتب في النفس، ثم تتبلور في اللفظ، يقول: «إن اللفظ تبع للمعنی في النظم؛ وإن الکلم تترتب في النطق بسبب ترتب معانیها في النفس؛ وإنها لو خَلَت من معانیها حتی تتجرد أصواتا وأصداء حروف، لَما وقعت في ضمیر .. أن یجب فیها ترتیب ونظم وأن یجعل لها أمکنة ومنازل وأن یجب النطق بهذه قبل النطق بتلك» (1395ﻫ.ش، ص 56). «وإذا کان ذلك کذلك، فما جوابنا لخصم یقول لنا: إذا کانت هذه الأمور وهذه الوجوه من التعلق التي هي محصول النظم موجودة علی حقائقها وعلی الصحة، وکما ینبغي في منثور کلام العرب ومنظومه. ورأیناهم قد استعملوها وتصرفوا فیها وکملوا بمعرفتها. وکانت حقائق لا تتبدل ولا یختلف بها الحال؛ إذ لا یکون للاسم بکونه خبرا لمبتدأ أو صفة لموصوف أو حالا لذي حال أو فاعلا أو مفعولا لفعل في کلام حقیقة هي خلاف حقیقته في کلام آخر. فما هذا الذي تجدد بالقرآن من عظیم المزیة وباهر الفضل والعجیب من الرصف حتی أعجز الخلق قاطبة ...» (المصدر نفسه، ص 9). ابن اللغة لدیه مخزون من المفردات ومخزون من العلاقات النحویة، مثل:الفعل + الفاعل + المفعول؛ والمبتدأ + الخبر أو بعبارة أخری لدیه الصیغة الصوتیة التي تتمثل في مفردات اللغة والصیغة النحویة التي تتمثل في النظام النحوي للغة. أبناء اللغة یستوون في هذین الجانبین . فإذن أین الإبداع النحوي؟ «إنما سبیل هذه المعاني سبیل الإصباغ التي تعمل منها الصور والنقوش. فکما أنك تری الرجل قد تهدّی في الأصباغ التي منها الصورة والنقش في ثوبه الذي نسج إلی ضرب من التخیر والتدبر في أنفس الصباغ، وفي مواقعها ومقادیرها وکیفیة مزجه لها وترتیبه إیاها إلی ما لم یتهد إلیه صاحبه. فجاء نقشه من أجل ذلك أعجب وصورته أغرب. کذلك حال الشاعر والکاتب في توخیهما معاني النحو ووجوهه التي علمت أنها محصول النظم» (المصدر نفسه، ص 87 ـ 88). الإبداع النحوي یکمن في جانب ثالث تحت عنوان «الاختیار»، وهو أن المتکلم عندما یرید أن یبلغ رسالة ینبغي أن یختار المفردات والصیغة النحویة علی النحو الذي یقتضي السیاقین اللغوي وغیر اللغوي. وعبقریة الشاعر والکاتب تتمثل في اختیارهما الأحسن وأن یجعلا کل کلمة في موقعها یعجب القاریء. «فقد اتضح اتضاحا لا یدع للشك مجالا أن الألفاظ لا تتفاضل من حیث هي ألفاظ مجردة ولا من حیث هي کلم مفردة وأن الفضیلة وخلافها في ملائمة معنی اللفظة لمعنی اللفظة التي تلیها وما أشبه ذلك، مما لا تعلق له بصریح اللفظ» (المصدر نفسه، ص 46). «أبناء اللغة الواحدة في الصیغة النحویة والصیغة الصوتیة مستوون (أو یفترض أن یکونوا کذلك)؛ ولکنهم متفاوتون في مسألة الاختیار الذي یتم بینهما؛ لأن جانب الاختیار جانب إبداعي؛ وهو غیر محصور؛ لأن إمکاناته لا یمکن حصرها، وهو متجدد أبدا باستعمال اللغة لا ینفد ولا ینتهي یختلف فیه من متکلم إلی آخر» (عبد اللطیف، 2000م، ص 104). یمکن تلخیص معاني النحو علی النحو التالي: ـ تعلیق الکلم بعضه ببعض بطریقة تؤدي إلى الغرض المقصود (الجرجاني، 2013م، ص 26). ـ أن یکون ترتیب الکلمات في النطق علی حذو ترتیب معانیها في النفس. فترتب المعاني في النفس یکون أولا، ثم تأتي الألفاظ مرتبة في النطق علی وفق ذلك الترتیب الذي کان في النفس (المصدر نفسه). ـ أن یکون ذلك الترتیب لضرب من التخیر والتدبر والرویة. وتتخلص هذه الصنعة التی تنقل النظم من المستوی العادي إلی المستوی الفني لیحقق الغرض علی أفضل ما یکون (المصدر نفسه). ـ والخصوصیات عن التخیر والتدبر والتصرف في النظم هي المزایا والمحاسن، وهي مرتبطة بمعاني النحو. فکل مزیة في النظم مرتبطة بمعنی من معاني النحو. ومن بحث عن المزایا في شيء آخر غیر معاني النحو، لن یجد حتی الصور البیانیة التي یعود إلیها اکثر المزایا من عناصر النظم ومن مقتضیاته (المصدر نفسه)، ثم إن النظم الذی یعنیه عبد القاهر لا یقتصر علی توخي معاني النحو وإقامة علاقات بین المفردات؛ ولکن یجب أن یکون ذلك علی کیفیة تحقق الغرض المقصود ولکی یحقق المتکلم غرضه. فإنه یتصرف في النظم علی أنحاء شتی من أجل تحقیق ذلك الغرض (المصدر نفسه، ص 27). فإلیك مثال:
(الأخطل، 1994م، ص 166). فتألیف هذا البیت مشتمل علی نهایة الهجاء، حتی لا تکاد لفظة من ألفاظه إلا ولها حظ في الذم والنقص لهولاء. وهذا معنی ترکیبي مجمل یشرح مکوناته قائلا: فقوله قوم هو مخصوص بالرجال ... ویبین السر في اختیار "إذا" دون غیرها من أدوات الشرط: «ثم إنه أتی إذا التي توذن بالشرط المؤقت المعین لیدل به علی أن الأضیاف لا یعتادونهم إلا في الأوقات القلیلة، ثم أتی بسین الاستفعال لتوذن أن کلبهم لیس من عادته النباح وإنما یقع منه ذلك علی جهة الندرة لإنکاره الضیف، وأنه لا عهد له بهم؛ وفیه دلالة أیضا علی أن کلبهم لا ینبح إلا بالاستنباح لهزاله وقلة قوته من الجوع والضعف، ثم أفرد الکلب لیدل علی أنهم لا یملکون سواه لحقارة الحال وکثرة الفقر، ثم إنه أضاف الکلب إلیهم استحقارا لحالهم، ثم إنه أتی بـ"قالوا" لیعرف من حالهم أنهم لا خادم لهم لیقوم مقامهم في ذلك، وأنهم یباشرون حوائجهم بأنفسهم، ثم جعل القول منهم مباشرة لأمهم، لیدل علی أنه لم یکن هناك من یخلفها من خادمة وغیرها في إطفاء النار، فأقام أمهم مقام الأمة والخادمة في قضاء الحوائج لهم ولم یشرفها عن ذلك» (العلوي،1423ﻫ، ج 2، ص 121). وعلی هذا النحو، یمضي العلوي في بیان أثر التألیف، وهو کما شرحه «اختیار» بین المفردات والعلاقات النحویة. وعلی هذا، باتت معاني النحو مأمونة من العیوب التي تعرّض لها النحو واتسعت دائرتها وتعدت فاعلیته التعلیمیة إلی الوجه الإبداعي وباتت وسیلة لتقویم النصوص. الدارس في معاني النحو یعنی عنایة بالغة بالسیاق والملابسات التي یکتنف النص ویعتبر الوجوه المختلفة في النحو من اللطائف والدقائق اللغویة لا یجوز حذفها. فإحدی الأبواب النحویة التي لها صور مختلفة هو باب الحال لاسیما من جهة الإفراد والترکیب واقترانها بالواو أو عدمها. فیما یلي، نحاول أن ندرس ونبین هذه الوجوه.
الحال من مادة "حول" جاء في لسان العرب: «والحالُ: كِينَةُ الإنسان وهو ما كان عليه من خير أَو شر، يُذَكَّر ويُؤَنَّث، والجمع أَحوال وأَحْوِلة؛ الأَخيرة عن اللحياني. قال ابن سيده: وهي شاذة؛ لأَن وزن حال فَعَلٌ، وفَعَلٌ لا يُكَسَّر على أَفْعِلة. اللحياني: يقال حالُ فلان حسَنة وحسَنٌ، والواحدة حالةٌ، يقال: هو بحالة سوءٍ، فمن ذَكَّر الحال جمعها أَحوالاً، ومن أَنَّثَها جَمعَها حالات. الجوهري: الحالة واحدة حالِ الإِنسان وأَحْوالِه ... وحالاتُ الدهر وأَحْوالُه: صُروفُه. والحالُ: الوقت الذي أَنت فيه» (1414ﻫ، ج 11، ص 190). إن الأصل الواحد في هذه المادة هو تبدّل الحالة والتحول من صورة أو جریان أو حالة أو صفة أو برنامج إلی الأخری. ومن مصادیقها الحالة العارضة للإنسان؛ فإنها متحولة متبدلة من خصوصیة إلی الأخری. وقد قیل کل حال یزول» (المصطفوي، 1368ﻫ.ش، ج 2، ص 318). وهي باب من أبواب النحو العربي، یقول ابن مالك:
(ابن عقیل، د.ت، ج 1 ، ص 625). «أول ما ینبغي أن یعلم منه (الخبر) أنه ینقسم إلی خبر هو جزء من الجملة لا تتم الفائدة دونه، وخبر لیس بجزء من الجملة؛ ولکنه زیادة في خبر آخر سابق له. فالأول خبر المبتدأ کمنطلق في قولك: "زید منطلق"، والفعل کقولك: "خرج زید". فکل واحد من هذین جزء من الجملة، وهو الأصل في الفائدة؛ والثاني هو الحال کقولك: "جاءني زید راکبا"؛ وذاك لأن الحال خبر في الحقیقة من حیث إنك تثبت بها المعنی لذي الحال، کما تثبت بخبر المبتدأ للمبتدأ وبالفعل للفاعل. ألا تراك قد أثبت "الرکوب" في قولك: "جاءني زید راکبا" لزید إلا أن الفرق أنك جئت به لتزید معنی في إخبارك عنه بالمجيء، وهو أن تجعله بهذه الهيئة في مجیئه ولم تجرد إثباتك للرکوب ولم تباشره به، بل ابتدأت فأثبت المجيء ثم وصلت به الرکوب، فالتبس به الإثبات علی سبیل التبع للمجيء وبشرط أن یکون في صلته. أما في الخبر المطلق، نحو: "زید منطلق" و"خرج زید"، فإنك مثبت للمعنی إثباتا جردته له وجعلته یباشره من غیر واسطة ومن غیر أن تتسبب بغیره الیه» (الجرجاني، 1395ﻫ.ش، 174). یمکن القول إنّ الحال خبر علی سبیل التبع تأتي تبعاً لعاملها وحصولها، یقارن عاملها من حیث الزمن ما یسمیه النحاة بالحال المقارنة إلی جانب الحال المقدرة التي تقع بعد زمن عاملها والحال المحکیة التي یتقدم وجودها علی وجود العامل. فـ«اعلم أن أول فرق في الحال أنها تجيء مفردا وجملة ... . أول ما ینبغي أن یضبط من أمره (الجملة الحالیة) أنها تجيء تارة مع الواو وأخری بغیر الواو» (المصدر نفسه، ص 284). یحاول الجرجاني في کتابه دلائل الإعجاز أن یمیط اللثام عن دور الواو الحالیة وسبب مجیئها في الأحوال وعدم مجیئها في الأخری. 3ـ1. واو الحال تناول السامرائي في کتابه معاني النحو "الواو"، مشیرا إلی أهم أقوال النحاة في معنی الواو وفاعلیتها؛ ویکاد أن یُجمع النحاة الأبرزون علی أن الواو الحالیة تفید الملابسة بین الحال وعاملها (2007م، ج 2 ، ص 256 و265). فالواو في أصل وضعها تفید الاجتماع. ویبدو أن الواو الحالیة تؤدي نفس المعنی. «إنما ربطوا الجملة الحالية بالواو، دون الجملة التي هي خبر المبتدأ. فإنه اكتفي فيها بالضمير؛ لأن الحال تجيء فضلة بعد تمام الكلام. فاحتيج في الأكثر إلى فضل ربط. فصدّرت الجملة التي أصلها الاستقلال بما هو موضوع للربط؛ أعني الواو التي أصلها الجمع، لتؤذن من أول الأمر بأن الجملة لم تبق على الاستقلال» (أستراباذي، 1996م، ج 2، ص 41). وأجمع اللغویون أنها بمعنی الوقت (ابن منظور، 1414ﻫ، ج 11، ص 190؛ الأزهري، 2001م، ج 5، ص 158؛ ابن عباد، 1994م، ج 3، ص 209). وهناك الحال الجملة التي لیس فیها ما یدل علی هذه الظرفیة أو الملابسة الزمنیة بین الحال وعاملها؛ فلذلك تدخل الواو علیها لتعبر عن هذا المعنی. «وإذ قد عرفت هذا، فاعلم أن کل جملة وقعت حالا ،ثم امتنعت من "الواو"؛ فذاك لأجل أنك عمدت إلی الفعل الواقع في صدرها، فضممته إلی الفعل الأول في إثبات واحد وکل جملة جاءت حالا، ثم اقتضت "الواو"؛ فذاك لإنك مستأنف بها خبرا وغیر قاصد إلی أن تضمها إلی الفعل الأول في الإثبات. تفسیر هذا: أنك اذا قلت: "جاءني زید یسرع" کان بمنزلة قولك: "جاءني زید مسرعا" في أنك تثبت مجیئا فیه إسراع وتصل أحد المعنیین بالآخر وتجعل الکلام خبرا واحدا وترید أن تقول: "جاءني کذلك وجاءني بهذه الهيئة" .... وإذا قلت: "جاءني وغلامه یسعی بین یدیه" و"رأیت زیدا وسیفه علی کتفه" کان المعنی علی أنك بدأت فأثبت المجيء والرؤیة ثم استأنفت خبرا وابتدأت إثباتا ثانیا لسعي الغلام بین یدیه ولکون السیف علی کتفه ولما کان المعنی علی استئناف الإثبات احتیج إلی ما یربط الجملة الثانیة بالأولی، فجيء بالواو، کما جيء بها في قولك: "زید منطلق وعمرو ذاهب" و"العلم حسن والجهل قبیح" وتسمیتها واو الحال لا یُخرجها عن أن تکون مجتلبة لضم جملة إلی جملة» (الجرجاني، 1395ﻫ.ش، ص 213). عندما تأتي الحال مستأنفة أو مستقلة، لیس هناك ما یفید الملابسة الزمنیة بین الحال وعاملها. فجيء بالواو لتفید الملابسة، إیضاح ذلك أنك تقول: «جاء زید مسرعا»، فأنت تخبر عن مجيء فیه إسراع واتصال الحال "مسرعا" بالعامل "المجيء" واضح کل الوضوح، ثم تقول: «جاءني زید هو مسرع» لیس هنا ما یدل علی مجيء تم عند الإسراع؛ فلذلك جيء بالواو ویقال: «جاءني زید، وهو مسرع»، أي جاء زید وهذه کانت حالته. فعلی النحو الذي قال الجرجاني، ترد الواو لتفید معنی الملابسة الزمنیة بین الحال وعاملها ومادامت الحال لم تقترن بالواو أو ما یربطها بما قبلها، فهي جملة مستأنفة مستقلة عما قبلها. إن الجملة الحالیة الموصولة بما قبلها، نحو: "جاءني زید یسرع"، تثبت مجيئا فیه إسراع؛ ولکن عندما تقول: "جاءني زید، وهو مسرع"، یعنی أن الإسراع کان أصلا ثابتا ومستقرا فیه والمجيء أیضا حصل؛ إذ الإسراع قائم وجارٍ. بعبارة أخری، الحال تمت تحقیقها قبل العامل، نحو: «فَلاَ تَمُوتُنَّ إلا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَª (البقرة 2: 132). «فمعنی فلا تموتنّ إلا وأنتم مسلمون النهي عن مفارقة الإسلام أعني ملة إبراهيم في جمیع أوقات حیاتهم؛ وذلك کنایة عن ملازمته مدة الحیاة؛ لأن الحي لا یدري متی یأتیه الموت، فنهي أحد عن أن یموت غیر مسلم أمرٌ بالاتصاف بالإسلام في جمیع أوقات الحیاة» (ابن عاشور،1884م، ج 1، ص 729). ولو کان "فلا تموتن إلا مسلمین" لکان المعنی: "فلا تموتن إلا في حالة الإسلام التي لاجدوی فیها." ورد في الأصول: «أن الرجل إذا قال: بعتك هذا الطعام مکیلا وهذا الثوب مقصورا، فعلیه أن یسلمه إلیه مکیلا ومقصورا» (1996م، ج 2، ص 49)، أي إن الکیل والقصر تمّا عند البیع. وإذا قال: «بعتك وهو مکیل فإنما باعه شیئا موصوفا بالکیل ولم یتضمنه البیع» (المصدر نفسه)، أي تم الکیل قبل البیع. من ثم یمکن القول إن فاعلیة الواو تتمثل في الربط، والظرفیة والحال التي تربط بالواو تعني أنها اصل ثابت مستقر وحصل في حینه العامل. 3ـ2. الواو الحالیة، ثبوتها وسقوطها ترد الواو قبل الجملة الحالیة علی ثلاثة أوجه: ـ الواجب: هناك أحوال تقترن بالواو وجوبا کالجملة الاسمیة لاسیما الجملة الاسمیة التي تصدرت بضمیر ذي الحال والجملة الاسمیة التي تخلو من ضمیر ذي الحال، نحو: «جاءني زید، وهو مسرع» و«جاءني زید، والسماء ممطرة». یقول إبراهيم شادي في شرحه لدلائل الإعجاز حول اقتران الحال بالواو: «والشیخ لا یحتکم في هذا لانطباع أو ذوق خاص، وإنما یحتکم إلی دلالة اللغة» (الجرجانی، 1395ﻫ.ش، ص 299)، حیث یقول: وما الذي منع في قولك: "جاءني زید، وهو یسرع" أو "وهو مسرع" أن یدخل الإسراع في صلة المجيء ویضامه في الإثبات، کما کان ذلك حین قلت: "جاءني زیدٌ یسرع؟" فالجواب: أن السبب في ذلك أن المعنی في قولك: "جاءني زید، وهو یسرع" علی استئناف إثبات للسرعة ولم یکن ذلك في "جاءني زید یسرع". وذلك أنك إذا أعدتَ ذکرَ "زید"، فجئت بضمیره المنفصل المرفوع کان بمنزلة أن تعید اسمه صریحا، فتقول: "جاءني زید، وزید یسرع" في أنك لا تجد سبیلا إلی أن تدخل "یسرع" في صلة المجيء وتضمه إلیه في الإثبات وذلك أن إعادتك ذکر "زید" لا یکون حتی تقصد استئناف الخبر عنه بأنه یسرع وحتی تبتدئ إثباتا للسرعة؛ لأنك إن لم تفعل ذلك ترکت المبتدأ الذي هو ضمیر "زید" أو اسمه الظاهر بمضیعة وجعلته لغوا في البین وجری مجری أن تقول: "جاءني زید وعمرو یسرع أمامه"، ثم تزعم أنك لم تستأنف کلاما ولم تبتدئ للسرعة إثباتا وأن حال "یسرع" ها هنا حاله، إذا قلت: "جاءني زید یسرع"، فجعلت السرعة له ولم تذکر " عمرا"، وهذا محال (المصدر نفسه، ص 215 ـ 216). من ثم الجمل الاسمیة التي تصدرت بضمیر ذي الحال بسبب صیاغتها الدالة علی الاستئناف والاستقلال عما قبلها ـ علی النحو الذي قال الجرجاني ـ یجب أن تقترن بالواو لتفید الملابسة؛ فعلی سبیل المثال، یقال: «جاءني زید، وهو مسرعٌ». لو خلا هذا المثال من الواو، لأفاد أن "هو مسرع" لیست بحال، بل جملة مستأنفة لما لیس في المثال ما یفید الملابسة والربط. أما بالنسبة إلى الجمل الاسمیة التي تخلو من ضمیر ذي الحال، فعدم ورود الواو یوهم أن المتکلم لیس بصدد الإخبار عن ذي الحال. والحال خبر آخر ثان عن ذي الحال؛ لذلك یجب اقترانها بالواو لیدل علی الملابسة والحالیة. ويجوز سائر الجمل الاسمیة الحالیة اقترانها بالواو وتجردها عن الواو. إن الفعل المضارع الذي دخلت علیه "قد"، إذا وقع حالا یجب اقترانها بالواو (حسن، د.ت، ج 2، ص 396)؛ لأنّ "قد" تخرج الفعل المضارع عن أن یکون بمنزلة الحال المفردة وأن یوصل بما قبلها. ـ الممنوع: هناك أحوال صیغت صیاغة لا یستقل عما قبلها بل یوصل بما قبلها، نحو: الحال المفردة التي لا یمکن أن یخبر بها إلا متصلا بما قبلها والفعل المضارع الذي هو بمنزلة الحال المفردة «إنك إذا قلت: جاءني زید یسرع کان بمنزلة قولك: جاء زید مسرعا» (الجرجاني، 1395ﻫ.ش، ص 297). ـ الجائز: هناك أحوال یجوز اقترانها بالواو وتجردها. وإذا أراد المتکلم إثباتا جدیدا أو استئنافا، یأتي بالواو للدلالة علی الملابسة. وإذا أراد أن یصل الثاني بالأول یجرّد عن الواو. ولیس معنی الجواز أن الوجهين صحیحان، بل یختار کل من الوجهين حسب المعنی الذي یقتضیه السیاق. وبعبارة أخری، اقتران الحال بالواو یفید معنیً غیر المعنی الذي یفیده تجردها من الواو. فیما یتعلق بالحال التي تصدرت بالمضارع المنفي بـ"لم" و"لمّا"، المختار هو اقترانها بالواو لاختصاصهما بالفعل، وبالتالي تخرجان الفعل عن المشابهة بالحال المفردة والمضارع المنفي بـ"لا" و"ما" یجوز اقترانها بالواو علی السواء لدخولهما علی الاسم والفعل، ومن ثمّ الفعل المضارع المنفي بهما إذا وقع حالاً ما زال تُشابه الحالَ المفردة. 3ـ3. الجملة المستأنفة إلی جانب الجملة الحالیة والحال المفردة، هناك جملة أخری باسم الجملة المسماة بالمستأنفة عند النحاة. جاء في المغني: «الجملة المستأنفة هي الجملة المنقطعة عما قبلها کـ"مات فلان رحمه اللّٰه"» (2001م، ج 2، ص 43)« كـ«قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُم منْهُ ذِكْرًا إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِن كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًاª (الکهف 18: 83 ـ 84)، إلا أنه لا یحدد جهة الانقطاع. أیتمثل الانقطاع في المعنی؟ أم هذا الانقطاع یتمثل في النحو والصیاغة؟ لا یخفي أنّ هذا الانقطاع لا یکون في المعنی. فإن الجمل التي ترد متتالیة في نص ما لا محالة بینها علاقة معنویة. وإن نفترض أن هذا الانقطاع يکمن في النحو ولیس المستأنفة مثلما کان الحالیة والخبریة والوصفیة و...، یحصل اللبس بین الجملة المستأنفة والجملة الحالیة؛ لأن الجملة الحالیة هي خبر عن ذي الحال والجملة المستأنفة أیضا یمکن أن تکون خبرا عن أحد أجزاء الجملة السابقة، فیصعب التمییز بین الجملتین الحالیة والمستأنفة، نحو: «جاء زیدٌ سیفه علی کتفه»، فلا ندري «سیفه علی کتفه» حالیة أو مستأنفة؟ ولیس هنا ما یمیّز الجملتین. أسلفنا أن الجرجاني أطلق علی الجملة الحالیة المقترنة بالواو جملة مستأنفه، إلا أنّه في آخر عبارته یعبر عن العلاقة والربط بین الجملة الحالیة المقترنة بالواو مع ما قبلها و«لما کان المعنی علی استئناف الإثبات، احتیج إلی ما یربط الجملة الثانیة بالأولی، فجيء بالواو، کما جيء في قولك: زید منطلق وعمرو ذاهب والعلم حسن والجهل قبیح» (الجرجاني، 1395ﻫ.ش، ص 213 ـ 214). وهذه العلاقة تتمثل في الالتباس الزمني بین الجملتین والذي تدل علیه الواو الحالیة. فیمکن القول إن الجملة التي انقطعت عما قبلها من الجهة الزمنیة، تسمی مستأنفة، والتي انقطعت عما قبلها بالواو، ولکن بینهما الالتباس الزمني، تسمی الجملة الحالیة. فیما یجب اقتران الحال بالواو وتجردها عنها، لا نبحث عن المعنی، بل عدم المراعاة یخلّ بصحة اللغة؛ غیر أنّ الأحوال التي یجوز فیها کلا الوجهين، فکل وجه فیه معنیً یختلف عن الآخر؛ لذلك فیما یلي نتناول مختلف الصیاغات الحال بالنظر إلی الواو بالمقارنة والتحلیل لنرُد علی سؤال المقالة.
4.الفرق بین أنواع الحال 4ـ1. العامل + الواو الحالیة + الفعل المضارع العامل + التجرد عن الواو + الفعل المضارع إذا وقع الفعل المضارع حالاً، فإنه یفید حالة حدوث التجدد. وفي رأي أغلب النحاة، لا تقترن الحال بالواو، وإن یعتقد بعض النحاة أنه یجوز أن يقترن بالواو. ولا نرید أن نناقش فیه، والذي یعنینا هو دلالة الفعل المضارع حالا ودلالة الواو وعدمها عبر النماذج التالیة:
(الجرجاني، 1395ﻫ.ش، ص 288؛ الزمخشري، 1998م، ج2، ص 59). یقول إبراهيم شادي في دقة الشاعر وترکیزه عند تصویر الرجل الذي یعلو قتود الرحل وذلك الحین الریح السموم تسفعه والشمس تلفح وجهه: «الحال جاءت من غیر الواو لتصویر تلبس السفع به وملازمته من حین اعتلاء الرجل وکأن الاعتلاء والسفع خبر واحد» (الجرجاني، 1395ﻫ.ش، ص 288). تتضافر العناصر اللغویة لللتعبیر عن معنی ما کالحزن، السرور، المبالغة و...أو کل العناصر اللغویة تستخدم وتوضع في النظم، بحیث لها تأثیر في التعبیر عن ذلك المعنی، کما في البیت أعلاه، حیث الشاعر للتعبیر عن استمرار السفع یستخدم الحال فعلا مضارعا، ثم یسند الفعل "یسفعني" إلی الیوم إسنادا مجازیا لیشیر إلی استمرار تلك الریح السموم علی مدار ذلك الیوم وفي کل لحظة من لحظاته. خلو الحال من الواو یمدّ هذا الاستمرار ولو کان الواو "وقد علوت قتود الرحل ویسفعني" لأفاد أن السفع لم یکن عند علوّه القتود. ـ «اللّٰه يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَª (البقرة 2 :15). یقول الزمخشري حول "اللّٰه يَسْتَهْزِئُ": یفید حدوث الاستهزاء وتجدده وقتا بعد وقت، وهکذا کانت نکایات اللّٰه فیهم وبلایاه النازلة بهم (د.ت، ج 1، ص 67). یقول الآلوسي: "اللّٰه يَسْتَهْزِئُ" لإفادته التجدد الاستمراري، وهو أبلغ من الاستمرار الثبوتي الذي تفیده الاسمیة؛ لأن البلاء إذا استمر قد یهون وتألفه النفس (د.ت، ج 1، ص 159)، کما قیل:
(المتنبي، د.ت، ج 1، ص 211). هناك سؤالان: الأول: لماذا وردت الحال مضارعا؟ وردت کذلك لتدل علی الاستمرار التجددي الذي أشار إلیه الزمخشري والآلوسي؛ لأن هذه الحال في الحقیقة استمرار لاستهزاء اللّٰه تعالی الذي تحدث عنه المفسران؛ والسؤال الثانيلماذا ورد بدون الواو الحالیة؟ في ترك الواو، إشعار بتلبس الفعلین؛ کأنهما فعل واحد. ما یدل علی شدة مدهم في طغیانهم لا یلبث أن یقع منه عمههم ملابسا مع المدّ؛ الأمر الذي یلائم غرض الآیة. ونکایة اللّٰه فیهم ما اقتصرت علی مدّهم في طغیانهم، بل یعمهون متزامنا لمدهم في طغیانهم؛ وذلك أشدّ في النکایة والبلاء. ـ «وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُواْ بِمَا أَنزَلَ اللّٰه قَالُواْ نُؤْمِنُ بِمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَيَكْفُرونَ بِمَا وَرَاءهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِّمَا مَعَهُمْ قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنبِيَاءَ اللّٰه مِن قَبْلُ إِن كُنتُم مؤْمِنِينَª (البقرة 2: 91). کما أسلفنا أن الفعل المضارع یقترن بالواو. واختلف النحاة أهي حالیة أم استئنافیة. ومن النحاة والمعربین من یعرب «"وَيَكْفُرونَ بِمَا وَرَاءهُ" بالحال من ضمیر الواو في "قالوا"» (درویش، 1999م، ج 1، ص 14؛ الإبراهيم، 2001م، ص 14؛ العکبري، د.ت، ج 1، ص 92). أولا لماذا لم یترك الواو في الآیة؟ رغم أن الحال المصدرة بالفعل المضارع لا تأتي مع الواو؛ وعلی هذا معظم النحاة کما أشرنا، نقول في الجواب: لو کانت الآیة "قالوا نؤمن بما أنزل علینا یکفرون" ولم ترد الواو، لکانت تدل علی القول مع الکفر أو تدل علی الإخبار عن قولهم فیه الکفر وعدلت الآیة من "یکفرون" إلی "ویکفرون"، لتدل علی أن کفرهم لم یقتصر علی زمن قولهم فحسب، بل دام کفرهم إلی زمن الإخبار أو بعبارة أخری الإخبار عن الکفر مستقل عن قولهم. یقول الآلوسي: «التعبیر بالمضارع ... للتنبیه علی أن کفرهم مستمر إلی زمن الحال» (د.ت، ص 324). ـ «ثُمَّ أَنتُمْ هَؤُلاء تَقْتُلُونَ أَنفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقًا منكُم من دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِم بِالإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَإِن يَأتُوكُمْ أُسَارَى تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاء مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللّٰه بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَª (البقرة 2: 85). لماذا وردت الحال بدون الواو؟ یحکي اللّٰه تعالی في هذه الآیة قصة عن الیهود؛ و«ذلك أن الأوس والخزرج وهم الأنصار کانوا في الجاهلیة عباد الاصنام وکانت بینهم حروب کثیرة، وکانت یهود المدینة ثلاث قبائل: بنو قینقاع، وبنو نضیر حلفاء الخزرج وبنو قریظة حلفاء الأوس. فإذا نشبت الحرب بینهم قاتل کل فریق مع حلفائه، فیقتل الیهودي أعداءه وقد یقتل الآخر من الفریق الآخر؛ وذلك حرام علیه في دینه ونص کتابه، ویخرجونهم من بیوتهم وینهبون ما فیها من الأثاث والأمتعة والأموال، ثم إذا وضعت الحرب أوزارها، استفکوا الأساری من الفریق المغلوب عملا بحکم التوراة (ابن کثیر، د.ت، ج 1، ص 319). لو وردت الواو في هذه الآیة، لکان المعنی أنّ التظاهر استمرّ وحصوله لم یکن مقتصرا علی عامله "تخرجون"، کما مضی في الآیة 91 من البقرة؛ إذ لیس کذلك؛ لأنهم إذا وضعت الحرب أوزارها، انتهى التظاهر واستفکوا الأساری من الفریق المغلوب. وربما حذف التاء المضارعة في الآیة یدل علی عدم استمرار التظاهر عکسا لما شاهدنا في الآیة 91. 4ـ2. العامل + الحال المفردة العامل + الواو الحالیة + الجملة الاسمیة الحالیة المصدرة بضمیر ذي الحال مضی الحدیث أنّ الجملة الحالیة المفردة لا تقترن بالواو لعدم استقلالها عما قبلها، نحو: «جاء زیدٌ باکیاً» بمعنی أنه جاء في حالة البکاء. وربما تعدل عنها إلی الجملة الاسمیة المصدرة بالضمیر ذي الحال، وحینئذ یجب اقترانها بالواو الحالیة، نحو: «جاء زیدٌ، وهو باكٍ». ما الفرق بین هاتین الصیاغتین؟ نحاول أن نرد علی هذا السؤال عبر النماذج التالیة. ـ «وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللّٰه وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَª (البقرة 2: 8). وقوله: «و ماهم بمؤمنین» جيء في نفي قولهم بالجملة الاسمیة ولم یجيء علی وزن قولهم: "آمنا" بأن یقال: وما آمنوا؛ لأنهم لما أثبتوا الإیمان لأنفسهم کان الإتیان بالماضي أشمل حالا لاقتضائه تحقق الإیمان فیما مضی بالصراحة ودوامه بالالتزام؛ لأن الأصل ألّا یتغیر الاعتقاد بلا موجب کیف والدین هو هو، ولما أرید نفي الإیمان عنهم کان نفیه في الماضی لا یستلزم عدم تحققه في الحال بَله الاستقبال؛ فکان قوله: «وما هم بمؤمنین» دالا علی انتفائه عنهم في الحال؛لأن اسم الفاعل حقیقة في زمن الحال وذلك النفي یستلزم انتفائه في الماضی بالأولی ولأن الجملة الفعلیة تدل علی الاهتمام بشأن الفعل دون الفاعل؛ فلذلك حکی بها کلامهم؛ لأنهم لما رأوا المسلمین یتطلبون معرفة حصول إیمانهم، قالوا: آمنا. والجملة الاسمیة تدل علی الاهتمام بشأن الفاعل، أي القائلین: "آمنّا" لم یقع منهم إیمان. فالاهتمام بهم في الفعل المنفي تسجیل لکذبهم، وهذا من مواطن الفروق بین الجملتین الاسمیة والفعلیة، وهو مصدِّق بقاعدة إفادة التقدیم الاهتمامَ مطلقا، وإن أهملوا التنبیه علی جریان تلك القاعدة، عندما ذکروا الفروق بین الجملة الاسمیة والفعلیة في کتب المعاني (ابن عاشور، 1884م، ج 1، ص 265)، وکذلك ورود الحال مع الواو یدل علی أن عدم إیمانهم لم یحصل عند القول: "آمنا"، بل حصل قبل القول، وهذه الصفة أصل ثابت ومستقر لدیهم؛ فلذلك لا ینبغی أن نصدق قولهم هذا. یقول الزمخشري في هذه الآیة: کیف طابق قوله: «وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَª قولهم: «آمَنَّا بِاللّٰه وَبِالْيَوْمِ الآخِرِª. والأول في شأن الفعل لا الفاعل؛ والثاني في ذکر شأن الفاعل لا الفعل؟ قلت: القصد إلی إنکار ما ادعوه ونفیه، فسلك في ذلك طریقا أدی إلی الغرض المطلوب، وفیه من التوکید والمبالغة ما لیس في غیره، وهو إخراج ذواتهم وأنفسهم من أن تکون طائفة من طوائف المومنین لما علم من حالهم المنافیة لحال الداخلین في الإیمان. وإذا شهد علیهم بأنهم في أنفسهم علی هذه الصفة فقد انطوی تحت الشهادة علیهم؛ بذلك نفي ما انتحلوا إثباته لأنفسهم علی سبیل البت والقطع (1998م، ج 1، ص 171)، ونحو قوله تعالی: «یریدون أن یُخرجُوا وما هُم بخَارجینَ منهاª (المائدة 5: 37). تفسیر الآیتین یلقي الضوء علی الفرق بین الجملة الحالیة الاسمیة والجملة الحالیة الفعلیة المصدرة بالماضي؛ لأن الاسمیة تدل علی الثبوت والدوام، خلافا للفعلیة الماضیة التي تدل علی الحدوث في الماضي، کما یلقي الضوء علی الفرق بین الحال الجملة الاسمیة والحال المفردة، إذا کان الاهتمام بالحالة تُستخدم الحال المفردة، وإذا کان الاهتمام بالفاعل یعدل عن المفردة إلی الحال الجملة الاسمیة. یلاحظ کلا الحالین في القرآن الکریم، حیث یصور حال أهل جهنم: ـ «إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللّٰه وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ W خَالِدِينَ فِيهَا لاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلاَ هُمْ يُنظَرُونَª (البقرة 2: 160 ـ 161). عندما یرید القرآن أن یذکر أحوال أهل الجنة أو جهنم ویرکز علی الحال أکثر من أصحابها، یستخدم الحال المفردة. في الآیة أعلاه، یذکر أحوال الذین ماتوا کفارا ولم یتوبوا: «لعنة اللّٰه، لعنة الملائکة، لعنة الناس، الخلود، عدم تخفیف العذاب وعدم الإمهال»؛ فلذلك یستخدم "خَالِدِينَ فِيهَا"، ولا یقول: "هم فیها خالدون"، مما یدل علی أن الاهتمام بالحالة دون الفاعل. وکذلك الأمر في الآیة التالیة: ـ «وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّٰه فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلا اللّٰه وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ W أُوْلَئِكَ جَزَآؤُهُم مَّغْفِرَةٌ من ربِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَªآل عمران 3 : 135 ـ 136). في هذه الآیة، ذکر القرآن جزاء المستغفرین: مغفرة اللّٰه، والجنات التي تجري من تحتها الأنهار، مما یدل علی أن الاهتمام بالحال أکثر من أصحابها؛ فلذلك یقول: "خَالِدِينَ فِيهَا". وهناك آیات تستخدم الحال جملة: ـ «الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللّٰه الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَن جَاءهُ مَوْعِظَةٌ من ربِّهِ فَانتَهَىَ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللّٰه وَمَنْ عَادَ فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَª (البقرة 2: 275). یلاحظ أن في هذه الآیة، أن القرآن یتحدث عن أصحاب الخلود ویصفهم ولا یذکر الأحوال المتعددة التي تعتریهم یوم القیامة، مما یدل علی أن الاهتمام بأصحاب الخلود في هذه الآیة أکثر من الاهتمام بأحوالهم؛ فلذلك یقول: "فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ"، ولا یقول: "خالدین فیها". والنموذج الآخر الذي یمکن فیه مقارنة الحال المفردة والحال الجملة الاسمیة في هاتین الآیتین: ـ «وَلاَ تَعْثَوْاْ فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَª (البقرة 2: 60). ـ «ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلّا قَلِيلًا مِنكُمْ وَأَنتُم مُعْرِضُونَª (البقرة 2: 83). فالحال في الآیتین مؤکدة إلا أنها في الآیة 60 جاءت مفردة وفي الآية 83 جملة، فما هو الداعي لذلك؟ إن أمعنا النظر في الآیة 60، وجدنا أنها مشهد من مشاهد قصة موسی (ع)، وفي آخر الآیة، ینهاهم القرآن عن الفساد؛ ولکن في الآیة 83، یذم بني إسرائیل ویوبّخهم، یعني الغرض یتمحور حول الفاعل خلاف الآیة 60؛ فلذلك قیل فیها: "وَأَنتُم مُعْرِضُونَ". 4ـ3. العامل + الواو الحالیة + الجملة الاسمیة العامل + التجرد عن الواو + الجملة الاسمیة مضی الحدیث عن فاعلیة الواو، حیث ذکرنا أن الواو تمثل الربط والظرفیة. ونعني بالظرفیة أن الحال حصلت قبل عاملها وکانت أصلاً ثابتا مستقراً. وفي ذلك الظرف، حصل العامل، نحو: «جاء زیدٌ، وسیفه علی کتفه». ومعنی الواو في هذا المثال يتمثل في کون السیف علی کتف زید أصلا ثابتا مستقرا حصل بعده مجيء زید وتسقط الواو في بعض الأحیان تعبیراً عن معنی آخر، نحو: «جاء زید، سیفه علی کتفه». فسقوط الواو يفید أن کون السیف علی کتفه لم یحصل قبل العامل، بل حصل ملتبساً بالعامل واستمر إلی زمن التکلم. ویختار أي من الوجهين حسباً للنص وسیاقه. مزیداً للإیضاح، نحاول أن نوازن بين آیتین مشابهتین، غیر أن فیهما بعض الفروق تتمثل واحد منها في الواو الحالیة، حیث جاءت في آیة وحذفت في آية أخرى: ـ «فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي اللآخرَةِ مِنْ خَلَاقٍª (البقرة 2: 200). ـ «وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ أُولَئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا واللّٰه سَرِيعُ الْحِسَابِª (البقرة 2: 201). یلاحظ أن الآیة الأولی جاءت مع الواو، والآیة الثانیة جاءت دون الواو. ربما الواو في الأولی تفید أن عدم الخلاق لهم في الآخرة أصل ثابت، «وما لهذا الداعي في الآخرة من نصیب؛ لأن همّه مقصور علی الدنیا» (الزمخشري، د.ت، ج 1، ص 248). فیُخیب القرآن آمالهم بذکر الواو الحالیة. فلو حذف الواو في الآیة، لَجعل حرمانهم من الخلاق ملتبساً بالقول. ومن ثم ذکرُ الواو أشد تأكيدا للمعنی من عدم ذکره، فیلائمها ذکر "من" الزائدة التي النحاة «متفقون علی أنها تفید معنی الاستغراق والتوکید» (السامرائي، 2007م، ج 3، ص 71)؛ وکذلك یلائمها ذکر "ما" النافیة التي أقوی في النفي من "لیس" (المصدر نفسه، ج 1، ص 230). فاستعمال "خلاق" بدلا من "نصیب" یدل علی هذا التوکید؛ لـ«أنّ الخلاق النَّصِيب الوافر من الْخَيْر خَاصَّة بالتقدير لصاحبة أَن يكون نَصِيبا لَهُ؛ لِأَن اشتقاقه من الْخلق وَهُوَ التقدِير» (العسکري، د.ت، ص 166). کأن لم یقدّر لهم أيّ نصیب من الخیر. أما الآیة الثانیة، فسقطت الواو. فلو ذکرت لکان المعنی أن تمتعهم بالنصیب أصل ثابت مستقر من قبل أن یقوموا بالدعاء، غیر أن مجرد الدعاء لا یکفي، بل «نصیب من جنس ما کسبوا من الآعمال الحسنة» (الزمخشري، د.ت، ج 1، ص 248). ونظرا لفاعلیة الواو الحالیة التي مضت ولعامل الحال، فیمکن لنا أن نبرّر حذف الواو في الآیة التالیة عکسا لما مضی: ـ «لَن تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُم مِنَ اللّٰه شَيْئًا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَª (المجادلة 58: 17). فـ"لَن تُغْنِيَ" للمستقبل البعید. ولو استعمل آیة "أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ" مع الواو، لأفاد أن صحبتهم للنار وخلودهم فیها سوف یتحققان متلبسین بالعامل في المستقبل البعید، إلا أن خلوهما من الواو والوقفة بین الآیتین یفیدان أنهما تم تحقیقهما وبدأ جزاؤهم عند التکلم، مما یؤدي إلی القلق والتوتر عند أصحاب النار، وهم من زمن التکلم یُعَدّون من أصحاب النار ولا صلة لجملة "أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ" بما قبلها من حیث الزمن. 4ـ4.العامل + الواو الحالیة + قد + الفعل الماضي العامل + قد + الجملة الحالیة المتصدرة بالفعل الماضي إذا وقع الفعل الماضي حالا، یأتي مقترنا بالواو وغیر مقترن. فإن اقترن بالواو، یُفد أن الحال حصلت قبل العامل، نحو: «جاء زیدٌ، وقد بکی»، بمعنی أنّ بکاءه تمّ قبل المجيء؛ وإن سقطت الواو، یفد سقوطها تلازم الحال مع عاملها؛ کأن الحال بمعنی العامل أو علی العکس، نحو: "جاء زید، قد بکی" بمعنی أن البکاء يلازم المجيء. وربما یقتضي المعنی سقوط الواو، نحو: «إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَª (النساء 4: 176). فلو قیل: "إن امرؤ هلك ولیس له ولد"، لکان المعنی: ولیس للمیت ولد قبل الموت؛ في حین لیس المقصود قبل الموت، بل المقصود عند الموت؛ فیعنی: إن هلك امرؤ وعند الهلاك لیس له ولد، ونحو: «وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللّٰه وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَاª (البقرة 2: 246). «فالإخراج استقر وحدث قبل القتال» (السامرائي، 2007م، ج 2، ص 265). فلو حصل الإخراج مع القتال أو بعد القتال، لما جاز للمسلمین أن یبدأوا بالقتال. ففي آیة: «قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُª (آل عمران 2: 47)، جاءت الواو؛ لأن الکبر قد بلغه قبل أن یولد له غلام. وربما یقتضي المعنی سقوط الواو، یقول الشاعر:
و«الشاهد في مجيء "قد لاح مخایله" فعلا ماضیا، وقد ترکت معه الواو؛ وذلك یشعر بما یتمناه، وهو سرعة تحقیق ما یصبو إلیه من ظهور بشائر الصبح» (الجرجاني، 2013م، ص 393). یتمنی الشاعر أن یری الصبح قد لاح مخایله. فلو قال "وقد لاح"، لأفاد أن لوح الصبح تم قبل رؤیة الشاعر؛ إذ لیست صحیحة أن یری الشاعر طلوع الصبح الذي یتمناه. ومن جهة أخری، انتهى لوحه وظهوره. ولو استعمل الشاعر الفعل المضارع وقال: "یلوح مخایله"، لَما أفاد سرعة تحقیق لوح الصبح، بل أفاد أن بعد رؤیة الصبح رویدا رویدا، یبدأ لوح مخایله؛ ولکن الفعل الماضي هنا یعني عند رؤیة الشاعر تمّ لوح مخایله. یمکن تبریر هذه النماذج انطلاقا من ظرفیة الحال. کما مضی أن الحال بمنزلة الظرف لعاملها. فإذا سقطت الواو، جعلت الحال ملازمة لعاملها؛ کأنهما لفظة واحدة؛ فلذلك امتعنت الواو، کما «تمتنع في الجملتین اللتین بینهما کمال الاتصال» (عرفان، 1389ﻫ.ش، ج 2، ص 377)، نحو: «وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُم بِمَا تَعْلَمُونَ أَمَدَّكُم بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَª (الشعراء 26: 19). النموذج القرآني الذي نستطیع أن نستشهد به هو الآیة 30 في سورة یوسف، حیث وردت الحال دون الواو: «وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَن نفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلاَلٍ مبِينٍª (یوسف 12: 30) (درویش، 1999م، ج 4، ص 480). في الآیة أعلاه، تعبر نسوة المدینة عن حب زلیخا لیوسف حبا جما، حیث: «عبرت بـ"تراود"، وهو المضارع الدال علی أنها صارت سجیة لها تخادعه دائما عن نفسه، کما تقول: زید یعطي ویمنع، ولم یقلن: "راودت فتاها"، ثم نبهن علی علة دیمومة المراودة، وهي کونه "قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا"، أي بلغ حبه شغاف قلبها وانتصب "حُبًّا" علی التميیز المنقول من الفاعل ...، وأصل هذا: "شغفها حبه"» (الأندلسي،1993م، ص 301). یبدو أن حذف الواو من "قَدْ شَغَفَهَا" یفید زیادة في المعنی؛ لأن الشغف قد عدّ بمنزلة المراودة. وذلك أقوی في الدلالة علی الحب من "تراود فتاها عن نفسه وقد شغفها حبا"؛ لأن الواو تدل علی حصول الشغف قبل المراودة؛ فإذن کیف تراوده، بینما انتهى حبها وولعها. فإن تضافر العناصر اللغویة في الآیة يعبر عن حب زلیخا لیوسف، حیث جاء التمییز المنقول من الفاعل والفعل المضارع الدال علی دیمومة المراودة متجددة، مما یلائم حذف الواو الحالیة. کنموذج آخر في حذف الواو، نشیر إلی آیة: «فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ W إلَّا إِبْلِيسَ أَبَى أَنْ يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَª (الحجر 15: 31 و30)، حیث جاءت الحال دون الواو، مما یوحي أن إباء إبلیس یتم متلبسا ومتزامنا مع سجود الملائکة، مما يدلّ علیه قوله أیضا: "أَنْ يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ". 4ـ5. العامل + الواو الحالیة + لم (لما) + الفعل المضارع العامل + التجرد عن الواو + لم (لما) + الفعل المضارع یقلب "لم" و"لما" معنی المضارع إلی الماضي وتلعب الواو الحالیة فیهما الدور الذي لعبت في الماضي. فإن جاءت الواو قبلهما تُفد أن الحال حصلت قبل العامل، وهي کأصل ثابت مستقر؛ وإن تسقط الواو، تُفد أن الحال حصلت حین حصلت العامل ولیس کأصل ثابت مستقر، نحو: «قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْª (الحجرات 49: 14). فالحال في الآیة جاءت مع الواو لتدلّ أن عدم إیمانهم کان أصلا ثابتا مستقرا یستقل عن قولهم: "آمنا". وتقتضي "لما" الاستمراریة أن یمتد عدم إیمانهم إلی زمن العامل "آمَنَّا". ولو جاءت الحال دون الواو، لاقتصر عدم إیمانهم علی زمن العامل. والأرجح أنهم لما یدخل الإیمان في قلوبهم کأصل ثابت ومستقل عن العامل. ومن ثم دخول الواو علی الحال أنسب؛ إذ "لما" في هذه الآیة تدل أولا علی أن عدم إیمانهم ثبت قبل قولهم "آمَنَّا"؛ لأن معناها یقتضي أن قد بدأ النفي من قبل. وربما لذلك قیل: المختار في الحال المنفیة بـ"لم" و"لما" أن تقترن بالواو (ابن عقیل، د.ت، ج 2، ص 659)؛ وثانیا علی «معنی التوقع» (الزمخشري، د.ت، ج 4، ص 377)، وهو دال علی أنهم قد آمنوا فیما بعد «وَإِن تُطِيعُوا اللّٰه وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللّٰه غَفُورٌ رحِيمٌª (الحجرات 49: 14). ومن ثم لا نستطیع أن نقول إن الحال المصدرة بـ"لما" لا تمتد إلی زمن التکلم، کما تمتد الحال المصدرة بالمضارع المثبت، حیث مضی الحدیث عنه في رقم (1)؛ ونحو: «حَتَّى إِذَا جَاؤُوا قَالَ أَكَذَّبْتُم بِآيَاتِي وَلَمْ تُحِيطُوا بِهَا عِلْمًا أَماذَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَª (النمل 27: 84)؛ وکذلك الأمر في هذه الآِیة، حیث عدم إحاطتهم بالآیات علما لا یقتصر علی زمن تکذیبهم، بل هو أصل ثابت قد حصل قبل العامل "كذَّبْتُم"؛ ومن ثم ذکر الواو أحسن من سقوطه. ونلاحظ في آیة: «وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلآئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ لَمْ يَكُن منَ السَّاجِدِينَª (الأعراف 7: 11)، أن الواو لم یدخل؛ لأنّ عدم کون إبلیس بین الساجدین متوقف علی العامل "سَجَدُواْ"، کما لا یخفی.
الخاتمة توصلت المقالة إلى ما يلي: ـ اقتران الحال بالواو فیما یجب یعود إلی صیاغة اللغة، وفیما یجوز یعود إلی دلالة اللغة ونظم الکلام في رأي الجرجاني. ـ إذا وقع الفعل المضارع حالا يحصل متلبسا بعاملها. فإن دخلت علیه الواو، تُفد الواو أن الفعل المضارع دام واستمر إلی زمن التکلم. ـ الحال المفردة الدالة علی الثبوت تمثل الاهتمام بالحالة دون الفاعل ویُعدل عنها إلی الاسمیة المتصدرة بضمیر ذي الحال للدلالة علی الاهتمام بالفاعل دون الحالة بالتوکید. ـ الجملة الاسمیة إذا وقعت حالا واقترنت بالواو، تفید أن الحال أصل ثابت مستقر. وإن سقطت الواو، تمثل تلازم الحال مع عامله من غیر توکید. ـ إذا وقع الفعل الماضي حالا واقترن بالواو، فيفيد ذلك أن الحال حصلت قبل العامل، وإن سقطت یمثل سقوطها تلازم الحال مع عاملها. ـ بما أن "لم" و"لما" تقلبان المضارع إلى الماضي، فتلعب الواو الحالیة معهما نفس الدور الذي لعبت مع الفعل الماضی. | ||||||||||||||||
مراجع | ||||||||||||||||
* القرآن الكريم.
أ ـ العربية
الآلوسي، شهاب الدين محمود بن عبد اللّٰه. (د.ت). روح المعاني في تفسیر القرآن العظیم والسبع المثاني. بیروت: دار إحیاء التراث العربي.
الإبراهیم، محمد الطیب. (2001م) إعراب القرآن الکریم المیسر. بیروت: دار النفائس.
ابن سراج، محمد بن سهل. (1996م). الأصول في النحو. تحقیق عبد الحسین الفتلي. بیروت: موسسة الرسالة.
ابن عاشور، محمد بن طاهر. (1884م). تفسیر التحریر والتنویر. تونس: الدار التونسیة.
ابن عباد، الصاحب إسماعیل. (1994م). المحیط في اللغة. تحقیق شیخ محمد حسن آل یاسین. بیروت: دار الکتب.
ابن عقیل، أبو محمد بهاء الدين.(د.ت). شرح ابن عقیل علی ألفیة ابن مالك. د.م: د.ن.
ابن کثیر، إسماعیل بن عمر. (د.ت). تفسیر القرآن العظیم. تحقیق سامي بن محمد السلامة. د.م: د.ن.
ابن منظور، محمد بن مكرم. (1414ﻫ). لسان العرب. بیروت: دار صادر.
ابن هشام الأنصاري، جمال الدين أبو محمد عبد اللّٰه. (2001م). مغني اللبیب عن کتب الأعاریب. بیروت: دار إحیاء التراث العربي.
أبو الفتوح، محمد حسین. (1991م). «الجملة الحالیة: إحصاء ودراسة». مجلة جامعة الملك سعود. م3. ص 35 ـ 111.
أبو موسی، محمد محمد. (1998م). مدخل إلی کتابي عبد القاهر الجرجاني. القاهرة: مکتبة وهبة.
الأخطل، أبو مالك غياث بن غوث. (1994م). الديوان. شرح مهدي محمد ناصر الدین. بیروت: دار الکتب العلمیة.
الأزهري، منصور بن أحمد. (2001م). تهذیب اللغة. بیروت: دار إحیاء التراث العربي.
أسترابادي، رضي الدین. (1996م). شرح الرضي علی الکافیة. بنغازي: جامعة قان یونس.
الأندلسي، أبو حیان. (1993م). تفسیر البحر المحیط. تحقیق عادل أحمد عبد الموجود والشیخ علي محمد المعوض. بیروت: دار الکتب العلمیة.
الجرجاني، عبد القاهر. (1395ﻫ.ش). دلائل الإعجاز. تحقیق وشرح محمد إبراهیم شادي. القاهرة: دار الیقین للنشر والتوزیع.
درویش، محیي الدین. (1999م). إعراب القرآن الکریم وبیانه. بیروت: دار ابن کثیر.
الزمخشري، أبو القاسم محمود بن عمر. (1998م). الکشاف عن حقائق غوامض التنزیل وعیون الأقاویل في وجوه التأویل. تحقیق وتعلیق عادل أحمد عبد الموجود والشیخ علي محمد المعوض. الریاض: مکتبة العبیکان.
زیدان، عبد الجبار فتحي. (2009م). المشاکلة بین واو الحال وواو المصاحبة في النحو العربي. الموصل: مکتبة الجیل العربي.
السامرائي، فاضل صالح. (2007م). معاني النحو. بیروت: دار إحیاء التراث العربي.
سلیمانزاده نجفى، سیدرضا؛ ویداللّٰه حیدرى. (1397ﻫ.ش). «دراسة نظام العلاقات بین الحال المفردة وصاحبها في القرآن الکریم». بحوث في اللغة العربیة. ع 19. ص 91 ـ 107.
سیبویه، أبو بشر عمرو بن عثمان. (1968م). الكتاب. تحقیق عبد السلام هارون. القاهرة: دار الکاتب العربي للطباعة والنشر.
الصبان، محمد بن علي. (د.ت). حاشیة الصبان علی شرح الأشموني. القاهرة: دار إحیاء الکتب العربي.
عباس، حسن. (د.ت). النحو الوافي. القاهرة: دار المعارف.
عبد السید، السید حسین مسعود. (2018م). «مقالة الحال وأنواعها نماذج من القرآن الکریم». مجلة کلیة اللغات. ع 17. ص 99 ـ 112.
عبد اللطیف، محمد حماسة. (2000م). النحو والدلالة. القاهرة: دار الشروق.
العسکري، أبو هلال حسن بن عبد اللّٰه. (د.ت). الفروق اللغویة. القاهرة: دار العلم والثقافة للنشر والتوزیع.
العکبري، أبو البقاء. (د.ت). التبیان في إعراب القرآن، القاهرة: عیسی البابي الحلبي وشرکاؤه.
العلوي، یحیی بن حمزة. (1423ﻫ). الطراز لأسرار البلاغة وعلوم حقائق الإعجاز. بیروت: المکتبة العنصریة.
المتنبي، أحمد بن الحسين. (د.ت).شرح دیوان المتنبي. شرح أبو الحسن علي بن أحمد الواحدي. د.م: د.ن
المدني، السید علیخان. (1388ﻫ.ش). الحدائق الندیة في شرح الفوائد الصمدیة. تحقیق السید أبو الفضل سجادي. قم: ذوي القربی.
المصطفوي، حسن. (1368ﻫ.ش). التحقیق في کلمات القرآن. طهران: وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي.
النویري، شهاب الدين أحمد بن عبد الوهاب. (د.ت). نهایة الأرب في فنون الأدب. د.م: د.ن. | ||||||||||||||||
آمار تعداد مشاهده مقاله: 293 تعداد دریافت فایل اصل مقاله: 176 |