تعداد نشریات | 43 |
تعداد شمارهها | 1,637 |
تعداد مقالات | 13,304 |
تعداد مشاهده مقاله | 29,860,715 |
تعداد دریافت فایل اصل مقاله | 11,941,057 |
فاعلية استخدام إستراتيجيات المراقبة الذاتية في الاستيعاب القرائي خاص بالمتعلمين الإيرانيين للغة العربية | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||
بحوث في اللغة العربية | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||
دوره 15، شماره 28، شهریور 2023، صفحه 177-190 اصل مقاله (938.86 K) | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||
نوع مقاله: المقالة البحثیة | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||
شناسه دیجیتال (DOI): 10.22108/rall.2022.134368.1421 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||
نویسنده | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||
نورالدین پروین* | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||
أستاذ مساعد للغة العربية وآدابها في جامعة المحلاتي للعلوم الإسلامية، قم، إيران | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||
چکیده | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||
الاستيعاب القرائي عمليات معقدة تقوم على الأسلوب التفاعلي بين النص ومكوناته والقارئ ومهاراته، مما يشكل الأساس لتعلم أي لغة. بأن ضعف الطلاب في هذه المهارة ربما يكون أساس إخفاقه في المواد الأخرى، حيث لا يمكن لمتعلمي اللغة الأجنبية عادةً أن يتحدثوا جيدا، إذا لم يقرؤوا ويفهموا جيدا؛ فیسعی البحث الحالي أن یستخدم إستراتيجيات صحيحة وتطبيقية بدل الإستراتيجيات التقليدية والاعتيادية لتعزيز وتحسين هذه المهارة. بما أن إستراتيجيات المراقبة الذاتية (ما وراء المعرفية) مهارات ينظم بها الطلاب أنشطة التعلم وتوفر القدرة على التفكير الواعي في أداء المتعلم، فتمّ اختيار 34 طالبا للغة العربیة من المستوى المتوسط فی جامعة فرهنکیان بقم، بصورة متاحة وعن قصد، ثمّ حذفت الإضافات. هذه المقالة تقوم بتقييم أداء المتعلمين خلال الاختبار التمهيدي – التدخل – الاختبار النهائي للقراءة واستيعاب النص قبل وبعد التدخل التعليمي مستخدمة المنهج الشبه التجريبي وعبر برنامج SPSS واختبار t المزدوج. تشير نتائج هذا البحث إلى أنّ إستراتيجيات المراقبة الذاتية لها دور خاص وإيجابي في تحسين أداء المتعلمين في قراءة واستيعاب النص العربي؛ لأن الطلاب يتعلمون إستراتيجيات التنظيم الذاتي وحلّ المشكلات ضمن تعزيز الثقة بالنفس، ويكتسبون المزيد من القدرة على تفكيك رموز المعلومات النصية والتركيز عليها وحفظها بشكل صريح. | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||
کلیدواژهها | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||
تعليم اللغة العربية؛ المراقبة الذاتية؛ إستراتيجيات ماوراء المعرفة؛ تفكيك الرموز والفهم | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||
اصل مقاله | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||
تشير الكثير من الدراسات التجريبية إلى أن التعليم وراء المعرفي يعزز معرفة المتعلمين بالتعلم، ويساعدهم على تنفيذ إستراتيجيات فعالة لإدارة إدراكهم (فاندرجریفت، 2007م، ص 195؛ رحیمي راد، 2014م، ص 1485). ظهر هذا المفهوم في سبعينيات القرن العشرين على يد عالم النفس الأمريكي المعرفي، فلافل[1]؛ فبظهوره فُتح أفق جديد في دراسة موضوعات الذكاء فتوسعت وتطورت مهارات التفكير في الثمانيات ومازالت في تطور مستمر. ويشير مصطلح ما وراء المعرفة[2] إلى عمليات التفكير في التفكير أو المراقبة الذاتية والاستخدام الواعي لإستراتيجيات[3] التعلم بمعنى تعلم الفرد كيف يتعلم؛ لذلك فتبني هذا المفهوم في عمليات التعلم يقتضي توفير بيئة تعلم تشجع على التفكير وجعل المتعلم أكثر إيجابية ونشاطاً في عملية التعلم وجمع المعلومات وتنظيمها وتقويمها في أثناء عملية التعلم، فضلاً عن تمكينه من توظيف تعلمه في المواقف التي تواجهه. تأسيسا على ما تقدم، فإن مفهوم ما وراء المعرفة في القراءة يتضمن أولاً: وعي القارئ ومعرفته الغرض من القراءة؛ ثانياً: معرفة الأساليب التي بها يمكن تحقيق الغرض؛ ثالثاً: وعي القارئ بالعمليات الذهنية والإجرائية التي بالنشاطات العقلية واللغوية التي تبذل في المواقف القرائي من أجل الاستيعاب بما في ذلك تفحص المقروء وتقويمه وتقويم عملية القراءة وتعديل مسار التعلم لتحقيق الهدف من القراءة (نصر، 1996؛ نقلا عن عطية، 2014م، ص 138 – 139). إستراتيجيات ما وراء المعرفة هي عمليات يستخدمها المتعلمون بوعي لرصد أو إدارة تعلمهم للغة من خلال التخطيط لما سيفعلونه، ومراجعة التقدم، ثم تقييم أدائهم؛ بالإضافة إلى ذلك، أنّ «المتعلمين الذين ليس لديهم مناهج ما وراء المعرفة هم في الأساس متعلمون ليس لديهم فرصة لمراجعة تقدمهم وإنجازاتهم وتوجهاتهم التعليمية في المستقبل» (أومالي وشاموت، 1990م، ص 96). من أهم العمليات المعرفية التي تمت دراستها فيما يتعلق بما وراء المعرفة هو الاستيعاب القرائي. القراءة والاستيعاب مهارات أساسية تكمن وراء الأنشطة المعرفية الأخرى وتؤثر عليها. من أهم أهداف المدرسة والمؤسسات التعليمية الأخرى هو تطوير المهارات المتعلقة بالاستيعاب والقراءة. القراءة والفهم لهما مستويات مختلفة، ففي كل مستوى تعليمي، يؤخذ في الاعتبار مستوى معين من القراءة (کارشکى، 1381ﻫ.ش، ص 68)؛ وفي الحقيقة، أن أكثر من 95% من المتفوقين في الدراسات العليا والكليات تنقصهم المهارت الضرورية في عملية القراءة والاستيعاب، وهي المهارات التي تُمكِّنهم من أن يكونوا متفوقين، في الجامعة وفي العمل وفي حياتهم المهنية، كما أنّ 50% من الطلاب الذين يدخلون الجامعات لا يتخرجون (الرفاعي وسالم، 1997م، ص 38). وفي إشارة أخرى إلى أهمية الاستيعاب في القراءة، فقد اعتبر التربويون أن القصور في القدرة الأساسية على الاستيعاب والفهم، والقدرات المتعلقة بهما تُعد من مظاهر صعوبات القراءة ومن المشكلات التي تواجه القارئ (السرطاوي ودرويش، 2016م، ص 48). بما أنه في تدريس إستراتيجية ما وراء المعرفة، يتمّ تشجيع متعلمي اللغة على مناقشة عملية تفكيرهم وتحسين وعيهم وراء المعرفي (جوه وطیب، 2006م، ص 226)، وبالتالي، يمكن للأساتذة تحديد إجابات المتعلمين الخاطئة ونقاط ضعفهم وتصحيحها (فیلد، 1998م، ص 115)، فتؤكد الكثير من الأنظمة التعليمية في جميع أنحاء العالم على أهمية إستراتيجيات التعلم المستقلة والتفكير والإشراف كجزء لا يتجزأ من التعليم. من هذا المنطلق، تأخذ هذه الدراسة بعين الاعتبار العلاقة ذات الدلالة بين إستراتيجيات ما وراء المعرفة وتحسين جودة فهم المتعلمين. یرمي هذا البحث إلى دراسة وتحلیل تأثير إستراتيجيات ما وراء المعرفة على مهارة الاستيعاب القرائي لدى طلاب المستوى المتوسطة في كتاب لغة الإعلام دراسة تطبيقية كلغة أجنبية فی جامعة فرهنکیان بقم. وبناءاً عليه، تمّ طرح الأسئلة التالية: ـ ما العلاقة بين الذكاء المعرفي والقدرة على الاستيعاب القرائي؟ ـ ما فاعلیة استخدام إستراتيجيات المراقبة الذاتية في تحسين تعلم الاستيعاب القرائي لمتعلمي اللغة العربية؟ 1ـ1. فرضية البحث فرضية الصفر: لا توجد علاقة بين الذكاء المعرفي والقدرة على قراءة واستيعاب النص العربي. فرضية الصفر: لا يؤثر تدريس إستراتيجيات المراقبة الذاتية في تحسين تعلم مهارات قراءة النص والاستيعاب باللغة العربية. 1ـ2. خلفية البحث نظرا إلى تأثير إستراتيجية التنظيم الذاتي في تدريس المهارات الأربع، فقد تمّت حولها مقالات عدة، نذكر منها فيما يلي على سبيل المثال ولا الحصر: لكوثر تقوايي فر وآخرون (1401ﻫ.ش)، مقالة تحت عنوان دراسة دافعية تعلم اللغة العربية لطلبة مرحلة البكالوريوس بالجامعات الإيرانية في ضوء نظرية نظام التحفيز الذاتي للغة الثانية لدورنية؛ تناول الباحثون معرفة أثر الدافعية بالنسبة إلى تعلم اللغة العربية كلغة ثانية لدى طلبة مرحلة البكالوريوس بالجامعات الحكومية في إيران، وكذلك كشفوا العوامل المختلفة التي تؤثر على هذا الأمر في ضوء نظرية نظام التحفيز الذاتي لدورني؛ توصلت الدراسة وفقا للمعاملات التي تمّ الحصول عليها في مصفوفة ارتباط بيرسون، إلى أن عوامل الاتجاهات تجاه تعلّم اللغة العربية وذات اللغة الثانية المثالية وأداة الترويج والاتجاهات نحو الثقافة ومجتمع اللغة العربية هي أكثر ارتباطاً إيجابيا مع عامل الجهد المقصود على التوالي، وأن الجهد المقصود تلقى التأثير الأكثر مباشرة من متغير ذات اللغة الثانية المثالية وأن البقية من آثاره المباشرة تعود إلى متغير الاتجاه نحو تعلّم اللغة العربية.نورالدین پروین وآخرون (1401ﻫ.ش) في مقالتهم المعنونة بدراسة فاعلیة التقییم الداینامیکي التفاعلي والتدخلي في الکشف عن أخطاء الکفاءة اللغویة وتحسین مهارة المحادثة لدى متعلمي العربية المبتدئين، حاولوا أن يستفيدوا من مبادئ وأسس هذا التوجه الحديث، وأن يقدموا أسلوبا تعليميا ممنهجا لتحديد أخطاء الكفاءة اللغوية عند المبتدئين، وأن يتبينوا مدى أثره وفاعليته مقارنة بالتوجهات المعتمدة الأخرى؛ من أهم نتائج هذا البحث، أن تشخيص أخطاء الكفاءة اللغوية في مختلف المجالات اللغوية عند الطلاب خاصة عند تطبيق هذا الأسلوب له تأثير بارز وله دلالة قوية في أدائهم وفي ما بعد اختبار المحادثة. محمود أحمد شوق وآخرون (2015م) في مقالتهم المعنونة بفاعلية برنامج مقترح قائم على إستراتيجيات ما وراء المعرفة في تنمية التحصيل وبقاء أثر التعلم لدى تلميذات المرحلة المتوسطة بالمملكة العربية السعودية، درسوا ضعف التحصيل الدراسي وبقاء أثر التعلم لدى تلميذات الصف الثاني المتوسط بالمملكة العربية السعودية. أوضحت نتائج البحث، أن تنوع إستراتيجيات ما وراء المعرفة التي ساعدت التلميذات في القدرة على إدراك الفكرة وابتكار أفكار مرتبطة بها، وتحويل المعلومات إلى الذاكرة طويلة المدى واسترجاعها حين الحاجة إليها. خولة أحمدي (2014م) في مقالتها المعنونة بعلاقة إستراتيجيات ما وراء المعرفة بالفاعلية الذاتية الإحصائية لدى الطلبة الجامعيين، تهدف إلى معرفة علاقة إستراتيجيات ماوراء المعرفة بالفاعلية الذاتية الإحصائية لدى الطلبة الجامعيين، وكذا واقع استخدام إستراتيجيات ماوراء المعرفة لدى الطلبة؛ ولتحقيق هذا الغرض، تم استخدام المنهج الوصفي ـ الارتباطي لمعرفة مدى وجود هذه العلاقة، وبتطبيق مقياس إستراتيجيات ماوراء المعرفة ومقياس الفاعلية الذاتية لإحصائية على عينة قوامها (100) طالب من جامعات الوسط الجزائري. أسفرت النتائج عن وجود علاقة دالة إحصائية بين إستراتيجيات ماوراء المعرفة؛ فالفاعلية الذاتية الإحصائية تصل إلى (0.35)، كما أنّ نسبة الطلبة الذين يستخدمون إستراتيجيات ماوراء المعرفة تصل إلى (92%)؛ وهذا ما يدل على أهمية استخدام إستراتيجيات ماوراء المعرفة في رفع الفاعلية الذاتية الإحصائية لدى الطلبة . بينغ ـ يو ليو[4] (2013م) فی أطروحته المعنونة بالوعي ما وراء المعرفي لمتعلمي اللغة الإنجليزية كلغة أجنبية واستخدام إستراتيجيات القراءة في تعلم القراءة: مستويات المهارة وأنواع النص، يدرس الوعي ما وراء المعرفي لدى متعلمي اللغة الإنجليزية كلغة أجنبية في السنة الأولى في جامعة 12 تايوانياً واستخدامهم إستراتيجيات القراءة أثناء عملية القراءة الإستراتيجية. تعتمد هذه الدراسة على بروتوكولات التفكير بصوت عالٍ وفوري بأثر رجعي لـ 6 من القراء ذوي الكفاءة العالية و6 من القراء ذوي الكفاءة المنخفضة كمصادر رئيسة للبيانات. تمّ نسخ بروتوكولات التفكير بصوت عالٍ والمقابلات التي تمت بأثر رجعي على الفور وخضعت لتحليل المحتوى عن طريق تشفيرها. بعد ذلك، تم تحليل الوعي ما وراء المعرفي واستخدام إستراتيجيات القراءة من قبل قراء الجامعة التايوانية في السنة الأولى في الجامعة التايوانية وتفسيرها من منظور ما وراء معرفي واسع ضمن نموذج معالجة المعلومات، من حيث تطبيق الإستراتيجية لحل مشاكل فهم القراءة. كشفت النتائج أن الوعي وراء المعرفي لدى هؤلاء المتعلمين واستخدامهم إستراتيجيات القراءة في تعلم القراءة مرتبطان ارتباطا وثيقا بإتقان اللغة الأجنبية. مریم بنت محمد عايد الأحمدي (2012م) في مقالتها المعنونة بفاعلية استخدام إستراتيجيات ما وراء المعرفية في تنمية بعض مهارت القراءة الإبداعية وأثره علي التفكير فوق المعرفي لدى طالبات المرحلة المتوسطة، تناولت معرفة استخدام بعض الإستراتيجيات ما وراء المعرفية في تنمية مهارات القراءة الإبداعية وأثر ذلك على التفكير فوق المعرفي؛ ولتحقيق هذا الهدف، قامت الباحثة بإعداد قائمة بمهارات القراءة الإبداعية المناسبة لطالبات المرحلة المتوسطة، وتصميم دليل المعلمة لتدريس بعض دروس القراءة من الكتاب المقرر على الطالبات باستخدام إستراتيجيات ما وراء المعرفة، وإعداد اختبار لقياس تمكن الطالبات من مهارات القراءة الإبداعية والتفكير فوق المعرفي، وقد تمّ استخدامه في التطبيق القبلي والبعدي. أظهرت نتائج الدراسة أنه توجد فروق ذات دلالة إحصائية في درجات الطالبات في التطبيق البعدي لمهارات القراءة الإبداعية ومستوى التفكير فوق المعرفي لدى طالبات المجوعة التجربية. كشف بهرام مالكي (1384ﻫ.ش)، في مقالته فاعلية استخدام الإستراتيجيات المعرفية وما وراء المعرفية في زيادة التعلم واستيعاب النصوص المدرسية المختلفة، أن تدريس الإستراتيجيات المعرفية في الدراسات الاجتماعية، له تأثير كبير على تعزيز التعلم، وبين أن تدريس الإستراتيجيات المعرفية في الفيزياء له تأثير كبير في زيادة التعلم؛ ومن ناحية أخرى، أشار الباحث إلى أن تدريس الإستراتيجيات المعرفية وما وراء المعرفية لا يمكن استخدامها لزيادة تعلم أي نوع من الدروس. رغم كثرة البحوث والدراسات التي أنجزت فيما يتعلق بالمهارات الأربع والتي ذكرنا بعضها فيما مضى، إلا أننا لم نعثر علی دراسة تتناول فاعلية استخدام إستراتيجيات المراقبة الذاتية في الاستيعاب القرائي خاص بالمتعلمين الإيرانيين للغة العربية. بما أن إستراتيجيات المراقبة الذاتية تقوم على المهارات التعليمية الخاصة التي تحقق الأهداف المنشود من التعليم، فینبع من أهمية البحث الحالي أنّها محاولة للارتقاء بمستوى مهارات التفكير الإبداعي والإلمام بمفاهيم الاستيعاب إلماما واعيا لدى الطلاب؛ ولذلك یتّسم موضوع مقالنا هذا بجدة وابتکار لدرجة كبيرة.
الاستيعاب القرائي: يوصف الاستيعاب القرائي من خلال النظريات المعاصرة بأنه عمليات معقدة تقوم على الأسلوب التفاعلي بين النص ومكوناته وطبيعته وتركيبه من جهة، وبين القارئ وخبراته ومهاراته، وكذلك الإستراتيجيات التي يستخدمها من جهة ثالثة في عملية القراءة، إضافة إلى السياق العام والعوامل المصاحبة (السرطاوي ودرويش، 2016م، ص 55)؛ وهناك من ينظر إلى الاستيعاب القرائي بوصفه عملية تتمثل في مهارات إجرائية تستخدم في استيعاب وفهم مكتوبة مختلفة سواء كانت حسابية أو اجتماعية أو غيرها. وتصنف هذه المهارات الإجرائية لعملية الاستيعاب ضمن مجموعات ثلاث، وهي: 1ـ الاستیعاب القرائي الحرفي باعتباره عملية تحصيل معلومات، ومنها يحاول القارئ معرفة الحقائق الواردة في النص؛ 2ـ الاستيعاب القرائي الاستنتاجي باعتباره عملية تأمل وفحص؛ وهنا يتوقع من القارئ التفكير في المعلومات واستكشاف مضامينها، وذلك بفهم مغزى العلاقات المختلفة وأهميتها في النص، وكذلك فهم التراكيب المعقدة فيه؛ 3ـ وأخيرا، الاستيعاب القرائي النقدي باعتباره عملية تقييم، بمعنى قدرة القارئ على اتخاذ موقف من النص (المعلومات) بالقبول أو الرفض أو البحث عن مزيد من المعلومات لتوضيحها (المصدر نفسه، ص 56). أهم شيء يحدث في عملية القراءة هو الاستيعاب. الاستيعاب هو عملية بناء المعنى ويتضمن تفاعل النص والقارئ. لا تتمّ عملية القراءة دون فهم النص. تعرف القدرة على فهم وتفسير واستنتاج الكتب المدرسية وغيرها المتعلمين بأفكار ومعلومات جديدة، ويرتبط النجاح والإنجاز الأكاديمي لكل متعلم ارتباطاً مباشرا بقدرته على فهم المحتوى (مورفي، 2008م، ص 48). «إن السر الأكبر الذي يجعلك قارئا بارعا، أو طالبا متفوقا يتميز بجودة الاستيعاب، الذي يأخذ بيدك إلى أن تكون رائداً في معترك الثقافة، وقمة في الصفّ، إنما هو القراءة الفعالة؛ وهي القراءة التي تؤدي إلى مستوى عالٍ في الحوار في جميع الميادين، وفي استيعاب معلومات الكتاب الذي يقرؤه، إضافة إلى إمكانية استذكار مادة ما قرأته فيما بعد» (الرفاعي وسالم، 1997م، ص 37). تلاحظ في كثير من التعريفات للقراءة وأهميتها، الإشارة إلى قضية الاستيعاب أو المعنى إلى درجة أن ألدرسون (2000م) يعد الاستيعاب الجانب الثاني للقراءة أو ما يطلق عليه (المنتج). فالعلاقة بين القراءة والاستيعاب علاقة تلازمية بمعنى أن القراءة هي الاستيعاب وينبغي أن تؤدي إليه. ولعل هذا ما دفع جوردون (1982م) إلى القول بأن هناك ثلاث مجموعات من الكفايات أو القدرات ينبغي على القارئ أن يطورها حتى يصبح قارئاً فعالا، وهي: مهارات القراءة، ومهارات الاستيعاب القرائي، ومهارات البحث والدراسة. واعتبر جوردن أن مهارة الاستيعاب القرائي ربما تُصنّف تحت عنوان المهارة ذات المستوى العالي (السرطاوي ودرويش، 2016م، ص 46). تصنف الجمعية الدولية لتقييم التحصيل الأكاديمي استيعاب النص إلى أربعة مستويات. تتراوح هذه المستويات الأربعة من أعمق طبقات التعلم: أ ـ التركيز وحفظ المعلومات بشكل صريح: يتطلب هذا المستوى من استعادة البيانات الناجحة فهما فوريا أو تلقائيا للنص. لا تحتاج هذه إلى العملية الكثيرة من الاستدلال والتفسير، وتمّ ذكر المعنى بوضوح في النص؛ ب ـ الاستدلال المباشر: في هذا المستوى، يقوم القراء بعمل استنتاجات تتجاوز السطح الظاهر للنصوص أثناء بناء المعنى من النصّ، حول الأفكار أو المعلومات التي يتم التعبير عنها صراحة في النص. ج ـ التفسير والجمع بين الأفكار والمعلومات: في هذا المستوى، يقوم القراء بإنشاء علاقات ليست ضمنية فحسب، بل يمكن تفسيرها بناء على وجهة نظرهم الشخصية، من خلال تفسير ودمج الأفكار والمعلومات المستمدة من النص؛ د ـ دراسة وتقييم المحتوى واللغة والعناصر النصية: في هذا المستوى، يتجه انتباه القارئ من خلق المعنى إلى التدقيق في النص، ورفضه أو قبوله أثناء تقييم المحتوى واللغة والعناصر النصية (مارتین، مولیس وکندي، 2003م؛ نقلا عن آلداغی،1400 ﻫ.ش، ص 164 – 165).
تؤكد العديد من الدراسات على استخدام إستراتيجيات ما وراء المعرفية من قبل متعلمي اللغة الأجنبية في مواجهة العقبات وتسهيل الاستيعاب (سون، 2013م، ص 2006)؛ كما كانت معرفة ما وراء المعرفة والتقييم المعرفي للمتعلمين هي القضية الرئيسة في تصعيد البحث الإستراتيجي (فاندرجریفت وآخرون، 2012م، ص 85)؛ ما نعنيه بنظرية ما وراء المعرفة هو بنية معرفة منتظمة نسبيا يمكن استخدامها لشرح والتنبؤ بمجموعة واسعة من الظواهر المعرفية وما وراء المعرفية. غالبا ما يستعمل مصطلح المعرفة ما وراء المعرفية للإشارة إلى مجموعة منهجية من المعرفة حول إدراك الشخص (فلافل ومیلر، 1993م، ص 112)؛ ما وراء المعرفي أسلوب يستخدم في تعليم المهارات المعرفية يشدد على عمليات التحكم الذاتي التي يقوم بها القارئ في عملية القراءة، ويعدها لغرض الحصول على معاني المقروء، ووعي القارئ بأدائه في تلك العملية عن طريق تقويمه مجهودات فهمه واستيعابه للمقروء (الفطايري، 1996م؛ نقلا عن عطية، 2014م، ص 140). يعتقد براون[5] (2007م) أن إستراتيجيات ما وراء المعرفية هي مهارات عامة ينظم بها المتعلمون أنشطة التعلم، ويديرون ويوجهون عمليات التفكير التعلمي من خلال ربط المعلومات الجديدة بالمعلومات القديمة، واختيار إستراتيجيات التفكير الواعي، والتنظيم، والمراقبة، والتقييم. وفقا لما ذكر حول ما وراء المعرفية، هناك ثلاث عمليات رئيسة في إستراتيجيات ما وراء المعرفة التي تم قبولها من قبل الباحثين في مجال علم النفس المعرفي وتعلم اللغة الأجنبية: 1ـ التخطيط[6]: يشير التخطيط إلى عملية تحديد الأهداف واختيار الإستراتيجيات المناسبة لتحقيق تلك الأهداف (اوز، 2016م، ص 660)؛ بناء على ذلك، يتخذ المتعلمون قرارات وخططاً بشأن المواد التعليمية الخاصة بهم؛ 2ـ الرصد وحل المشكلات[7]: يدل هذا على وعي المتعلم عبر الإنترنت بعملية التعلم الخاصة به أثناء أداء الأنشطة. ينطوي حل المشكلات على تعديل النهج الفردي إذا لزم الأمر، أو اختيار وتفعيل إستراتيجيات أكثر ملاءمة (فاندرجریفت وجوه، 2012م، ص 112)؛ 3ـ التقييم[8]: يتبين تقييم المتعلم لنتائج التعلم والإستراتيجيات التي يتمّ تنفيذها أثناء عملية التعلم (اوز، 2016م، ص 261)؛ كشف شرا[9] (1994م)، أن حكم طلاب الجامعات حول قدرتهم على مراقبة الاستيعاب كان مرتبطة بشكل كبير بدقة إشرافهم المرصود. كما يوضح علي عطية في كتابه إستراتيجيات ماوراء المعرفة في فهم المقروء، أن التخطيط يعني وضع الخطط والأهداف وتحديد مصادر التعلم قبل البدء بالتعلم. فيما تعني إدارة المعلومات القدرة على استخدام الإستراتيجية على نحو تكون فيه المعلومات أكثر فعالية في المعالجة، ويشتمل ذلك على التنظيم والتحليل والتلخيص؛ وأما المراقبة الذاتية فتعني وعي الفرد بما يستخدم من كيفيات أو إستراتيجيات مختلفة في عملية التعلم؛ والتقويم هو القدرة على إصدار حكم على فعالية الإستراتيجيات المتبعة بعد الانتهاء من القراءة أو دراسة الموضوع وتعلمه (2014م، ص 143).
العوامل الثلاثة للتعلم الثقافي، والبناء الفردي والتفاعل الصفي هي مصدر نظريات ما وراء المعرفية: 4ـ1. التعلم الثقافي[10] إن نظريات ما وراء المعرفة يتمّ استيعابها من خلال التعلم الاجتماعي لثقافة الفرد. تنتقل المفاهيم الاجتماعية الشائعة حول طبيعة الإدراك إلى الأطفال من خلال التجربة غير الرسمية والتعليم الرسمي. أكثر أنواع التعلم الثقافي وضوحاً هو التوجيه المباشر، حيث يتم تعليم الطلاب استخدام مجموعة محددة من المهارات المعرفية وإثبات كيفية تنسيق استخدام هذه المهارات (پرسلی، وهريس وماركس، 1992م، ص 20). 4ـ2. البناء الفردي[11] الأستاذ أداة فعالة في أية خطة تعالج الفروق الفردية. فنحتاج إلى أساتذ مطلعين على أهمية الفروق الفردية [12] ومتحسسين بالحاجات الفردية وقادرين على التكيف مع المنهج الدراسي، كما نفتقر إلى معلمين يتقبلون الفروق الفردية ويعتبرون وجودها أمراً طبيعياً بين الطلاب. أما المشكلة في جامعاتنا فلم نتهيأ للتعامل معها بعد؛ لذلك نرى الطلاب في صف كلّهم عندنا سواسية في التعامل والتذكر والحفظ والفهم، لا نفرق بينهم في النواحي الجسمية والعقلية. والصحيح أنّنا عندما نتعامل بهذه الطريقة ونتبع هذا الأسلوب فنحن مخطئون. فمن الضروري مراعاة الفروق الفردية بين الطلاب في العملية التعليمية، وذلك باستخدام طرق تدريسية تراعي تلك الفروق وتتكيف مع البيئة الجامعية وتناسب قدرات الطلاب (الشيباني وصاكال، 2017م، ص 7). لا شك في أنّ الناس يستخدمون إستراتيجيات مختلفة لبناء نظريات ما وراء المعرفة. في بعض الحالات، قد يتضمن البناء ما يشير إليه فلافل وآخرون (1993م)، على أنه تكوين الظواهر المعرفية. اقترح باریس وبایرن (1989م)، أن التفكير الموجه ذاتياً يحدث عند الأطفال الصغار كجزء من التصحيح الذاتي ويصبح مهماً بشكل متزايد مع تقدم الأطفال في العمر. 4ـ3. التفاعل الصفي[13] التفاعل بين الزملاء هو العامل الثالث الذي نريد تسليط الضوء عليه، فهو التفاعل الاجتماعي بين الأقران[14] (یونس ودیمون، 1992م، ص275). یعتقد براون وبالینسر[15] (1998م)، أن الأقران على نفس المستوى المعرفي تقريباً من حيث الجوانب ذات الصلة، بحيث لا يمكن اعتبار أي شخص خبيراً بمعرفة ثقافية ليتمّ نقلها إلى الآخرين؛ رغم أنّه قد يتأثر أيضاً بالعمليات الثقافية، حیث ذكر أنّ التفاعل الصفي يفيد التعليم والتعلم من خلال خمس نقاط أساسية، وهي: ـ أنه يزيد من مقدرة المعلم على الإبداع واختيار المستحدثات التربوية؛ ـ أنه يربط بين النظرية والتطبيق في المجالات الدراسات والبحوث في مجال التعليم الصفي؛ ـ أنه يساعد على تصنيف ممارسته بطريقة موضوعية، كما يساعد على تحسين الممارسات التدريسية الصفية ويزيد من وعي المعلم بأهمية النوع من العلاقة وأهميتها في زيادة نتاجات التعلم لدى المتعلمين؛ ـ أنه يزيد من حيوية المتعلم؛ فهذا الأسلوب يحول الإنسان السلبي إلى إنسان نشط فعال، ويشجع الطلبة على أن يكونوا أكثر استقلالية على النفس في طرح الأفكار وابتكارها؛ ـ أنه يساعد على رصد عملية التدريس بطريقة موضوعية (جعيجع، 2018م، ص 60 ـ 61).
في هذا البحث، تم اختيار 34 طالباً من متعلمي اللغة العربية في مرحلة البكالوريوس، ومن خلال العينات المتاحة فی جامعة فرهنکیان بقم. شارك هؤلاء الطلاب جميعا في اختبار كفاءة اللغة العربية المعتمد على المستوى المتوسط لكتاب لغة الإعلام دراسة تطبيقية[16] لتحديد مدى تجانس المشاركين. تم التحقق من مصداقية اختبار الكفاية هذا وصدقه على الشكل والمحتوى من قبل الباحثين في دراسة تمهيدية (كان درجة ألفا لكرومباخ يساوي 0.76). لأجل هذا، تمّ استبعاد 6 أشخاص من البحث باعتبارهم من القيم المتطرفة. تمّ اختبار الأشخاص الـ28 المتبقين بناءً على استبيان الذكاء الذاتي والتدخل التربوي لإستراتيجيات ما وراء المعرفة.
طريقة البحث المستخدمة في هذه المقالة طريقة كمية. في الخطوة الأولى التي أجريت بطريقة شبه تجريبية، من أجل اكتشاف العلاقة بين استبيان الذكاء المعرفي[17] والاستيعاب القرائي في المستويات الثلاثة: الحرفي، والاستنتاجي والنقدي، طُلب من المتعلمين الإجابة على الاستبيان والمشاركة في اختبار القراءة وإدراك النص الذي تمّ تصميمه من محتوى كتاب لغة الإعلام دراسة تطبيقية. اعتبرنا في استمارة الذكاء المعرفي، درجة تتراوح بين 0 و60 ، والتي تم اختبارها في مؤشرين (نقوم بذلك: 2 درجة ولا نفعل: 0). تمّ فحص نتائج الاستبيان وقراءة النصّ واستيعابه في اختبار t مزدوج، والذي أثبت العلاقة الإيجابية بين الذكاء المعرفي وقراءة النص وفهمه. بناء على ذلك، تم تعليم الطلاب بـ 6 حصص دراسية للتدخل التعليمي لذكاء ما وراء المعرفة. بعد ذلك، في مرحلة ما بعد الاختبار، تمّ تقييم الطلاب في اختبار القراءة وفهم النصّ موازيا[18] للاختبار الأول. كان سبب استخدام الاختبار الموازي هو الحفاظ على الموثوقية الداخلية للاختبارات[19] في المرحلتين: الاختبار الأول والثاني. قد تمّ تصحيح أوراقهم وتسجيل درجاته، ثمّ قمت بإدخال الدرجات التي حصلت عليها في مرحلتي الاختبار التمهيدي والأخيرة للطلاب في برنامج SPSS وتحليلها في اختبار t المزدوج. سيتم عرض نتائج البحث مع تفسيرها ومناقشتها في القسم التالي.
في هذه المرحلة، تطرق البحث إلى العلاقة بين استبيان الذكاء المعرفي والاستيعاب القرائي لدى الطلاب؛ لذلك طلب من المتعلمين الإجابة عن الاستبيان، ومن ناحية أخرى تم تصميم اختبار من محتوى الكتاب المذكور. كشفت النتائج عن العلاقة بين الذكاء المعرفي والاستيعاب القرائي. يوضح الجدول 1 هذه العلاقة:
الجدول 1: علاقة مترابطة بيرسون (استبيان الذكاء المعرفي واختبار قراءة النصّ واستيعابه 1)
کما یشیر الجدول البیاني أعلاه أن ثمة فارقا کبیرا ومؤشرا دلاليا موحيا بين الذكاء المعرفي ونتائج الطلاب في القراءة واستيعابه، حيث إنّ درجة المؤشر الدلالي الموحي أقل من نسبة p وهي (0.000)؛ علاقة مترابطة تساوي 0.890؛ في الحقيقة، قد تأثرت درجات الطلاب في فهم المقروءة بالذكاء المعرفي للمتعلمين، وقد تمّ إجراء 6 حصص تداخلية تدريبية من أجل تنمية الاستيعاب القرائي لدى الطلاب بشكل الجدول 2 التالي:
الجدول 2: إستراتيجيات تدخل التنظيم الذاتي (ما وراء المعرفي) للاستيعاب القرائي
في هذا القسم من البحث، لقد اهتم الأستاذ ضمن تدريس إستراتيجيات التنظيم الذاتي بالنقاط التالية في كل جلسة: ـ المعلم لكل جلسة التدخل التعليمي، شجع المتعلمين أثناء نقل مهارات القراءة والفهم، ومن خلال خلق جو من التعاون والتفاعل على فك وفهم النص؛ وقد أدى ذلك إلى تنشيط قوة تفكيرهم وغيّر المتعلمين من حالة استقبال إلى حالة نشطة وفعالة. ـ ومن بين المكونات الأخرى التي حظيت باهتمام خاص في التدخل التربوي، قللت تقوية شعور المتعلمين بثقة النفس في مواجهة النص الجديد، من الروح العشوائي لدى المتعلمين وعززت استقلاليتهم. ـ كان الموضوع المهم الآخر وفي نفس الوقت الذي تمّ الاهتمام به في تدريس إستراتيجيات المراقبة الذاتية هو تعزيز روح المشاركة النشطة والبناءة للمتعلمين في العمل الجماعي، مما جعلهم قادرين على أن يكون لهم تأثير إيجابي وإبداعي في حل المشكلات أثناء المشاركة في مجموعات حل المسألة. ـ وبعد المداخلة التعليمية، شارك المتعلمون في اختبار الاستيعاب الذي صممه الأستاذ من محتوى لغة الإعلام دراسة تطبيقية، تمّ جمع نتائج هذا الاختبار ودراستها بمساعدة برنامج ( SPSS الإصدار 21) وبمساعدة اختبار t المزدوج (التابع)، وتظهر نتائجه في الجداول التالية:
الجدول 3: الإحصاء الوصفي (اختبار الاستيعاب القرائي 2 والمداخلة التعليمية)
تكشف الاحصائيات الوصفية لـ28 طالبا أن ثمّة فروقاً كبيراً بين معدل الدرجات التي تم الحصول عليها في اختبار الاستيعاب القرائي الأول قبل التدخل (15.75) واختبار الاستيعاب القرائي الثاني بعد التدخل (17.18)؛ لأن التدخل التعليمي قد أدى إلى تنمية درجة اختبار قراءة النصّ واستيعابه 2؛ لكن لكي نكون متأكدين تماماً من أهمية الاحصاء الوصفي؛ تم تحليل نتائج علاقة بيرسون المترابطة في الجدول التالي:
استناداً إلی نتائج الجدول رقم 4؛ تشیر علاقة بيرسون المترابطة إلى أن هناك فرقاً كبيراً بين أداء الطلاب في اختبار قراءة الاستيعاب القرائي 2؛ حيث إنّ درجة المؤشر الدلالي الموحي أقل من نسبة p وهي (0.000)؛ أظهرت هذه النتائج أنّ التدخل التعليمي لإستراتيجيات ما وراء المعرفية قد يسبب اختلافاً كبيراً في أداء المتعلمين. ويمكن الاستنتاج بكلّ الثقة أنّ معدل الفرق الذي تمّ الحصول عليه من الإحصاء الوصفي كبير؛ لذلك، من أهم نتائج التدخل التعليمي، والتي تمّ إثباتها من خلال الإحصاء الوصفي وعلاقة بيرسون، أنّ تقوية مهارات التنظيم الذاتي وتدريبها مما يؤدي إلى تطوير القراءة والفهم لدى الطلاب. تشير نتائج الاختبار إلى أنّ تدريب إستراتيجيات ما وراء المعرفة قد ازدهر إبداع المتعلمين في قراءة النصوص وفك رموزها؛ ولهذا السبب يوجد فرق كبير بين درجة الاختبار الأول (15.75) والاختبار الثاني ( 17.18) بعد التدخل التربوي لإستراتيجيات ما وراء المعرفية. ومن الإنجازات الأخرى التي تمّ اكتشافها بعد التدخل التربوي، أنّ المتعلمين توصلوا إلى استنتاجات مباشرة، بحيث تجاوزوا المعاني السطحية وفك رموز المعاني الأعمق. وبناءً على ذلك، انتقد المتعلمون، ضمن قيامهم بتفسير الأفكار الرئيسة للنصّ والتقييمات الأساسية، محتواه. يشير قياس المستوى الدلالي وعلاقة بيرسون المترابطة بين اختبار الاستيعاب القرائي 1 و2 إلى أنّ الوعي الكافي لدى الأساتذة وإتقانهم لطرق التدريس الجديدة وإستراتيجيات التنظيم الذاتي وأهدافها يلعب دوراً أساسياً في تعليم المتعلمين؛ لأنّه أصبح المتعلمون على التمكن من هذه الإستراتيجيات، ولكنهم لم يقدروا على استخدام فك رموز النص بشكل صحيح، فلن ينجحوا في المرحلة التطبيقية؛ كما أظهر شودر (1997م) في دراسة معرفية أن الأطفال الذين يعانون من مشاكل في الاستيعاب، ليس لديهم معرفة لازمة حول أهداف وإستراتيجيات وخصائص المهمة للواجبات. مما يستحق التأمل فيه هو أنّه إذا كانت لديهم بعض المعرفة، فلن يتمكنوا من استخدامها بشكل جيد فيسألون أنفسهم عن الإستراتيجيات أو يقيمون أدائهم قليلاً جداً وليس لديهم القدرة على تقييم قدراتهم واختيار إستراتيجيات محددة لتحقيق أهدافهم في القراءة وتحسين أنشطتهم؛ لأنّ التعليم التقليدي لا يفيد هؤلاء الطلاب.
الاستنتاج والمناقشة أظهرت نتائج البحث للإجابة عن السؤال الأول أن تدريس إستراتيجيات المراقبة الذاتية (ما وراء المعرفية) يسهل الاستيعاب القرائي كأساس التعلم لمتعلمي اللغة الأجنبية؛ لأن إستراتيجيات ما وراء المعرفية تؤدي إلى ديناميكية وحيوية وتفعيل قوة تفكير المتعلمين في تفكيك وفهم النصوص؛ ومن ناحية أخرى، يحقق الطلاب التنظيم الذاتي والتعلم الواعي من خلال تخطيط تعلمهم ومراقبته. فقد أفاد البحث أن التدريب الهادف والواعي لإستراتيجيات التنظيم الذاتي يقوي الاعتقاد ويزيد من ديمومة المادة وتذكرها؛ ومن ناحية أخرى، أنّ تحويل مسؤولية التعلم إلى المتعلم بشكل تدريجي، أدى إلى أن ينمو روح مسؤوليته في تفكيك وفهم النص وتعززت بشكل كبير. كشفت هذه الدراسة للإجابة عن السؤال الثاني، أن تدريس إستراتيجيات المراقبة الذاتية يلعب دورا رئيسا في تنمية فهم النصوص والحفاظ على الثقة بالنفس لدى المتعلمين، حيث تمّ إثبات ذلك بعد التدخل التعليمي في اختبار قراءة النصّ واستيعابه الثاني. في هذا الجانب البحثي، تتفق النتائج مع نتائج دلکلوس وهارینجتون (1991م)، اللذين قاما بدراسة قدرة طلاب الصفين الخامس والسادس على حل مشكلات الكمبيوتر التي أظهرت أنّ المجموعة الأولى تلقت تدريباً محدداً على حلّ المشكلات، بينما تلقت المجموعة الثانية تدريباً على حلّ المشكلات جنباً إلى جنب مع الإشراف الذاتي، بينما لم تتلق المجموعة الثالثة أي تدريب. قامت مجموعة حلّ المشكلات الخاضعة للإشراف بحلّ مشكلات أكثر صعوبة من أي مجموعة من المجاميع المتبقية وقضت وقتاً أقلّ في القيام بذلك، كما حلّت المجموعة التي تلقت تدريباً على حل المشكلات والإشراف مسائل معقدة بشكل أسرع من المجموعة الضابطة. كان للتدريب على المشاركة الجماعية كإحدى إستراتيجيات ما وراء المعرفية، تأثير خاص على تنمية الاستيعاب القرائي لدى الطلاب وأدى إلى ظهور إبداعاتهم؛ وهو ما يتماشى مع نتائج بحث روس (1995م) الذي يعتقد أنّ التعلم التعاوني يلعب دوراً مهماً في تحفيز المتعلمين على مناقشة محتوى النص. ملخص نتائج الدراسة، تشير هذه الدراسة إلى أن تدريس إستراتيجيات ما وراء المعرفية له تأثير إيجابي قوي وهادف على تعزيز الاستيعاب القرائي، وهو ما يتسق مع نتائج سونووال وکالیتا (2017م)، اللذين اكتشفا في أحد الأبحاث مدى علاقة ايجابية قوية بين الوعي ما وراء المعرفي والتقدم الأكاديمي لـ 150 طالبا في المدرسة الثانوية. في نفس الاتجاه، تؤكد دراسات سين (2009م) على هذه النتيجة أيضا؛ لأنّه قام بالتحقيق في العلاقة وتأثير استخدام وفهم إستراتيجية ما وراء المعرفية ووجد تحسناً ملحوظاً بين المتعلمين.
[1]. Flavell [2]. Metacognitive [3]. Strategies [4]. Ping-Yu Liu [5]. Brown [6]. Planning [7]. Monitoring and Problem-solving [8]. Evaluation [9]. Shera [10]. Cultural Learning [11]. Individual Construction [12]. Individual Differences [13]. Peer Interaction [14]. Social interaction between peers [15]. Brown and Palincsar [16]. كتاب لغة العالم دراسة تطبيقية، لسيد عدنان أشكوري من الكتب المتخصصة في اللغة العربية وآدابها للطلاب ومن منشورات جامعة الإمام الصادق للطباعة والنشر والتوزيع. تمّ جمع هذا الكتاب بهدف تقوية مهارة فهم النصوص والصحافة العربي. في هذا النص التعليمي، جرت محاولة لتقوية هذه المهارة لدى الطلاب من خلال الاعتماد على أفضل أساليب الممارسة والتفاعل النشط مع الكتاب. وقد رافق الكتاب قرصٌ صوتي جعل منه مادّة مناسبة لدرس معمل اللغة العربية أيضاً؛ ولذلك فإنّه لا بدّ من التنويه إلى منهج الدروس والطريقة المثلى لتدريس الكتاب. [17]. Metacognitive Awareness Inventory [18]. Parallel [19]. Internal Consistency | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مراجع | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||
أ. العربية أحمدي، خولة. (2014م). «علاقة إستراتيجيات ما وراء المعرفة بالفاعلية الذاتية الإحصائية لدى الطلبة الجامعيين». المحکمة للدراسات التربویة والنفسیة. ج 2. ر 4. ص 131 – 145. الأحمدي، مريم محمد عايد. (2012م). «فاعلية استخدام ما وراء المعرفة في تنمية بعض مهارات القراءة الإبداعية وأثره على التفكير فوق المعرفي لدى طالبات المرحلة المتوسطة». المجلة الدولية للأبحاث التربوية. جامعة الإمارات العربية المتحدة. ع 32، ص 122 ـ 152. اشکوری، سید عدنان. (1394ﻫ.ش). لغة الإعلام دراسة تطبيقية. ط 2. تهران: دانشگاه امام صادق (ع). پروین، نورالدین؛ وسجاد فرخی پور، وسيد رضى مصطفوینیا. (1401ﻫ.ش). «دراسة فاعلیة التقییم الداینامیکي التفاعلي والتدخلي في الکشف عن أخطاء الکفاءة اللغویة وتحسین مهارة المحادثة لدى متعلمي العربية المبتدئين». دراسات فی تعلیم اللغة العربیة وتعلمها. ج 5. ع 1. ص 179 – 198. تقواییفر، کوثر؛ ويوسف نظرى، ودانش محمدی، وحسين کیانی، وحميد زارعیفرد. (1401ﻫ.ش). «دراسة دافعية تعلّم اللغة العربية لطلبة مرحلة البكالوريوس بالجامعات الإيرانية في ضوء نظرية نظام التحفيز الذاتي للغة الثانية لدورنية». دراسات فی تعلیم اللغة العربیة وتعلمها. من المقالات الجاهزة للنشر.السرطاوي، عمران احمد؛ وفؤاد محمود درويش. (2016م). القراءة مفهومها – مهاراتها – تدريسها – تقويمها. د.م: د.ن. شوق، محمود أحمد؛ ونجاة حسين علی المحویتي، وجليلة محمود أبو القاسم. (2015). «في تنمیة التحصیل وبقاء أثر التعلم لدى تلميذات المرحلة المتوسطة بالمملكة العربية السعودية». العلوم التربوية. ع 3. ص 585 – 631. جعيجع، عمر. (2018م). مقياس علم النفس التربوي. سند علمي مقدم لاستكمال شروط التأهيل الجامعي. المدرسة العليا للأساتذة – بوسعادة. الرفاعي، أنس؛ ومحمد عدنان سالم. (1997م). تسريع القراءة وتنمية الإستيعاب. دمشق: دار الفكر. الشيباني، عبد السلام خليفة؛ وفاطمة رمضان صاكال. (2017م). «الفروق الفردية بين تنوع التدريس وتفريد التعليم». كليات التربية. ع 7. ص 1 – 14. عطية، محسن علي. (2014م). إستراتيجيات ما وراء المعرفة. عمان: دار المناهج للنشر والتوزيع. الفطايري، سامي محمد علي. (1996م). «فعالية إستراتيجية ما وراء الإدراك في تنمية مهارات قراءة النصّ والميول الفلسفية بالمرحلة الثانوية». كلية التربية بالزقازيق. ع 27. ص 225 – 258.
ب . الفارسیة آلداغی، آنیتا. (1400ﻫ.ش). «تأثیر روش تدریس و یادگیری تعاملی بر پیشرفت مهارتهای درک مطلب (متون ادبی و اطلاعاتی) دانشآموزان پسر پایه چهارم ابتدایی منطقه 18 آموزش و پرورش شهر تهران». تعليم و تربيت. ش 3. س 37. ص 163 ـ 182. کارشکى، حسين. (1381ﻫ.ش). «تأثير آموزش راهبردهاى فراشناختى بر درک مطلب دانشآموزان». روانشناسى 21. س 6. ص 64 ـ 84. مالکی، بهرام. (1384ﻫ.ش). «تأثیر آموزش راهبردهای شناختی و فراشناختی بر افزایش یادگیری و یادداری متون درسی مختلف». تازههای علوم شناختی. س 7. ش 3. ص 42 – 50.
ج. الإنكليزية فيلد Field, J. (1998). »Skills and strategies: Towards a new methodology for listening«. ELT Journal, 2(52). p 110 -118. فلافل، وميلر Flavell, J. H, P.H Miller. (1993). Cognitive Development. 3ed. Englewood Cliffs, NJ: PrenticeHall. جوه، وطيب Goh, C, & Y Taib. (2006). »Metacognitive instruction in listening for young learners«. ELTJournal. 60(3). p 222 - 232. مارتین، مولیس وکندي Martin, M.O, I.V.S Mullis, & A.M Kennedy. (2003). PIRLS 2001 Technical Report. Chestnut Hill, MA: Boston College. أومالي، وشاموت O’Malley, J. M, & A. U Chamot. (1990). Learning Strategies in Second Language Acquisition. New York: Cambridge University Press. اوز Oz, H. (2016). »The importance of personality traits in students’ perceptions of metacognitive awareness«. Procedia - Social and Behavioural Sciences. p 655 - 667. پاریس، بیرنز Paris, S. G. & J. P Byrnes. (1989). Self-Regulated Learning and Academic Achievement: Theory, Research, and Practice: The constructivist approach to self-regulation and learning in the classroom. ed: B. Zimmerman & D Schunk. New Yor: Springer-Verla. پرسلی، وهريس وماركس Pressley, M, K. R Harris, & M. B Marks. (1992). »But good strategy instructors are constructivists«. Educ. Psychol. Rev. p 3 - 31. رحیمی راد Rahimirad, M. (2014). »The impact of metacognitive strategy instruction on the listening performance of university students«. Procedia- Social and Behavioural Sciences. p 1485 - 1491. شودر Schuder, T. (1993). »The genesis of transactional strategies instruction in a reading program for at- risk students«. The Elementary School Journal. p 183 – 200. سون Sun, L. (2013). »The effect of metacognitive learning strategies on English learning«. Theory and Practice in Language Studies. p 2004 - 2009.
فاندرجریفت Vandergrift, L. (2007). »Recent developments in second and foreign language listening comprehension research«. Language Teaching. p 191 - 210. فاندرجریفت وجوه Vandergrift, L, & C. C. M Goh. (2012). Teaching and Learning Second Language Listening:Metacognition in Action. New York: Routledge. یونس ودیمون Youniss, J, & W Damon. (1992). Piaget’s Theory: Prospects and Possibilities: Social construction in Piaget’s theory. ed: H Beilin & P Pufall. Hillsdale: Erlbaum. | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||
آمار تعداد مشاهده مقاله: 373 تعداد دریافت فایل اصل مقاله: 259 |