تعداد نشریات | 43 |
تعداد شمارهها | 1,640 |
تعداد مقالات | 13,343 |
تعداد مشاهده مقاله | 29,974,768 |
تعداد دریافت فایل اصل مقاله | 11,996,706 |
سيميولوجيا الشخصيات في رواية ليطمئن قلبي لأدهم شرقاوي | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
بحوث في اللغة العربية | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مقاله 7، دوره 14، شماره 27، دی 2022، صفحه 69-82 اصل مقاله (1.52 M) | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
نوع مقاله: المقالة البحثیة | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
شناسه دیجیتال (DOI): 10.22108/rall.2021.129028.1372 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
نویسندگان | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
هديه قاسمي فرد1؛ ناصر زارع* 2 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
1طالبة الدكتوراه في قسم اللغة العربية وآدابها بجامعة خليج فارس، بوشهر، إيران | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
2أستاذ مشارك في قسم اللغة العربية وآدابها بجامعة خليج فارس، بوشهر، إيران | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
چکیده | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
تسعى السيميولوجية باعتبارها إحدى الفروع الجديدة نسبيا للمعرفة البشرية، إلى فتح آفاق بين النص والقارئ من خلال الاعتماد على النص وفك رموز العلامات وكيفية عملها. فقد لفتت نظريات السرد الحديثة أنظار الباحثين إلى دراسة مكونات الرواية، ومن أبرزها الشخصية بوصفها جزءا لا يتجزأ من العملية السردية؛ فهي الحجر الأساس الذي يحتل فكر الروائي عند قيامه بإنتاج عمله. بما أن الدراسة المنهجية للعوامل المشاركة في إنشاء أو تفسير العلامات أو في عملية الدلالة واحدة من أهم مكونات السيميولوجية، فإن هذا البحث، معتمدا على المنهج الوصفي ـ التحليلي، يدرس علامات رواية ليطمئن قلبي للكاتب أدهم شرقاوي، والتي تركز على تهدئة قلب الإنسان بسبب علاقته باللّٰه. من أهم النتائج التي توصل إليها البحث، ما يلي: أن اختيار اسم الشخصية من قبل شرقاوي واعٍ للغاية ويتماشى مع الخصائص الأخلاقية والسلوكية لشخصيات الرواية؛ وتكون بين مدلول هذه الأسماء وعنوان الرواية ثلاثة أنواع من العلاقات، وهي واضحة وخفية ومتناقضة، من حيث السيميولوجية الصرفية، فإن الصفة المشبهة نظرا لخصائصها الخاصة في التعبير عن ثبوت سمة في الاسم، أكثر بنية صرفية يوظفها شرقاوي؛ لأن أكثر الشخصيات في هذه الرواية بخصائصها وسلوكها تتجه نحو تحقيق الاطمئنان القلبي، فإن الروائي يحاول التعبير عن هذه السمة بواسطة الصفة المشبهة؛ وأول وهلة يظن أن أسماء الذكور أكثر فاعلية من أسماء الإناث بسبب كثرة تكرارها في الرواية؛ لكن الدور الخاص لوعد باعتبارها إحدى الشخصيات النسائية الرئيسة في القصة يدحض هذا الادعاء. | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
کلیدواژهها | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
السيميولوجيا؛ الشخصية؛ رواية ليطمئن قلبي؛ أدهم شرقاوي | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
اصل مقاله | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
. المقدمة تحتل الرواية صدارة اهتمام الباحثين والنقاد؛ لأنها تساعد الكتاب والروائيين في التعبير عن أحاسيسهم وأفكارهم؛ وبالموازاة، تحتل السيميولوجیا مكانة متميزة بين الدراسات اللغوية والنقدية، ويتم تطبيقها بوصفها منهجا على النصوص الأدبية السردية، حيث تكشف عن الأهمية التي تكتسبها الرواية. تعتبر الشخصية الروائية من أهم العناصر الأساسية المكونة للخطاب السردي الروائي، لما تؤديه من دور رئيس في إنتاج الأحداث، فهي تمثل العنصر الحيوي الذي يضطلع بمختلف الأفعال والتصرفات التي تترابط وتتكامل في مجريات العمل الروائي، فهي ركيزة مميزة في الرواية. إن دراسة الشخصية الروائية من الموضوعات الهامة في الدراسات السيميولوجية؛ لأن في الرواية، يتم اختيار كل شخصية من قبل المؤلف لغرض معين، وتختار مهام مختلفة لهذه الشخصيات من أجل مواصلة الرواية؛ ولهذا، اختيار أسماء الشخصيات وأفعالها بمثابة علامة تدل على الدلالات المعينة. في هذا الصدد، تساعد دراسة الشخصية في سياق السيميولوجية على توضيح أهداف المؤلف والنوايا الخفية للنص. إن روايات أدهم شرقاوي، الكاتب الفلسطيني المعاصر، مجال خصب لدراسة الشخصيات؛ لأن اختيار كل شخصية واعٍ ومناسب لجو قصص شرقاوي وكل شخصية بمثابة علامة لها معلومات تاريخية، وثقافية واجتماعية. نظرا لاهتمامنا بهذه التقنية، عمدنا في هذا البحث، وفق المنهج الوصفي ـ التحليلي، إلى دراسة سيميولوجية لشخصيات رواية ليطمئن قلبي لأدهم شرقاوي. ندرس الشخصيات في هذه الرواية، من حيث الدال والمدلول على حد سواء، معتمدين في ذلك على أبعاد الشخصيات النفسية، الاجتماعية والأيديولوجية، وطرح مجموعة من المعايير والمقاييس التي يتم بها تحديد العلاقة بين مدلول أسماء الشخصيات ومؤهلاتها وعنوان الرواية بتقديم نوعي من الشخصيات الرئيسة والثانوية، ودراسة البنية الصرفية وتواتر الشخصيات في الجدولين الوصفية النوعية والكمية. 1ـ1. أسئلة البحث يحاول المقال الإجابة عن السؤالين: ـ كيف تمظهرت الشخصيات دلاليا في رواية ليطمئن قلبي؟ ـ ما طبيعة العلاقة التي تربط مدلول أسماء الشخصيات بسماتها وعنوان رواية ليطمئن قلبي؟ 1ـ2. خلفية البحث لم تتطرق الدراسات إلى روايات أدهم شرقاوي، حسب اطلاع الباحثين، رغم من مکانة الروائي في الأوساط الأدبية. من هذا المنطلق، يعتبر هذا المقال أول دراسة علمية اهتمت بالبحث عن أعماله وآرائه؛ لأننا نرى رواياته ثرية، من حيث معالجة قضايا المجتمع العربي الإسلامي عامة، وما يتخبط فيه من صراعات ومناقشات فكرية، ولما للكاتب من دقة في تصوير شخصياته المستوحاة من الواقع المعيش خاصة. أما سيميولوجية الشخصية، فنجد دراسات عدة، منها: كتاب سميولوجية الشخصيات الروائية، لفيليب هامون (2013م)؛ يدرس المؤلف الشخصية ويقسمها إلى الشخصيات المختلفة في الأعمال النثرية، بطريقة سيميائية ومنهجية؛ وهذا التقسيم وكيفية تصنيفه جديدان مقارنة بالبحوث الأخرى. لهذا الكتاب فصلان: خصص الفصل الأول لدال الشخصية ومدلولها ومستويات وصفها؛ ويتطرق الفصل الثاني إلى الشخصيات والوظائف النمطية. وكذلك رسالة الشخصية في روايتي رائحة الأنثى وشارع إبليس لأمين الزاوي دراسة سيميائية، لنور الهدى قرباز (2015م)؛ تتطرق الباحثة إلى ماهية الشخصية والبناء المورفولوجي للشخصيات ودلالة الأسماء، ثم تشير إلى البناء الداخلي للشخصيات وتواتر الشخصيات ومرجعياتها الشخصية النسوية والحب والجسد والجنس والوطن؛ تدرس الباحثة أيضا تفاعل الشخصيات مع الزمان بأنواعه المختلفة، أي الزمن التاريخي، والأزمنة النفسية، وزمن التجربة، وزمن الحكي والزمن النحوي، ثم تتطرق إلى المكان وأهميته وتذكر أنواع الأمكنة الموجودة في الروايتين. ودراسة مفرح بن شعبان حسن عسيري، معنونة بسيميائية الشخصية في رواية مملكة الفراشة لواسيني الأعرج، (2017م)؛ يحاول الباحث الولوج إلى العالم الروائي لواسيني الأعرج، من خلال روايته مملكة الفراشة ليتفحص سيميائية الشخصية في الرواية، ثم يدرس طريقة بناء الشخصيات في هذه الرواية، استمدادا مما أفرزته جهود الباحث فيليب هامون حول المقياسين الكمي والنوعي لرسم الشخصيات، ثم يتطرق إلى توزيع العوامل على وجه الخصوص ووصفيات الشخصيات جسميا ونفسيا؛ يتطرق الباحث أيضا إلى مفهوم استلاب كثيمة مضمونية أثرت بشكل مباشر في تشكيل شخصيات الرواية. هناك مقال آخر يحمل عنوان سيميولوجيا الشخصيات في رواية كتاب الأمير لواسيني الأعرج، لعبد اللّٰه توام (2018م)؛ يدرس الباحث مفهوم الشخصية الروائية ونشأته وتطوره معتمدا على آراء النقاد، ثم يقوم بدراسة سيميائية للشخصيات المرجعية، أي الشخصيات التاريخية والاجتماعية والرمزية، والشخصيات الواصلة والتكريرية في رواية كتاب الأمير، خاصة شخصيتي الأمير عبد القادر ومونسينيور ديبوش. مهما يكن من شيء، فبما أننا لم نعثر على دراسة عالجت موضوع بحثنا، فوقع موضوع هذا المقال على دراسة سيميولوجيا الشخصيات في رواية ليطمئن قلبي، لأدهم شرقاوي.
إن رواية ليطمئن قلبي، من أحدث أعمال أدهم شرقاوي، الكاتب الفلسطيني المبدع. تجري أحداثها حول تجارب شاب مصري اسمه كريم، الشاب المصري، من محافظة الشرقية، تخرج عام 2015 من كلية الحاسبات والمعلومات. في يوم من الأيام، يركب حافلة تبدأ أحداث الرواية على متنها في رحلة يومية من الريف إلى المدينة، تأتي تفاصيلها بشكل رسالة حب منه إلى حبيبته وعد التي خانته وتزوجت. إن فشل كريم في الحب الأرضي، سبب لقبول الاطمئنان القلبي الأبدي الصادر من الحب الإلهي. لكل واحد من ركاب الحافلة رحلة خاصة يرويها كريم، وهو الراوي الرئيس لقصصهم، وهذا يحدث من خلال التحدث مع الركاب أو الاستماع إلى حديثهم مع بعض، كما يشير الكاتب إلى أن «هذه الحافلة كالحياة نركب فيها معا؛ ولكن لكل واحد منا طريقته في التعبير عنها» (2019م، ص 28). أما ماهر وهشام فهما من ركاب هذه الحافلة، لهما وجهات نظر مختلفة في الأمور الدينية، فيتناقشان ويتعارضان. هاتان الشخصيتان تأخذان القارئ في رحلة بين الإيمان والإلحاد، وتخلقان جوا فلسفيا في الرواية لأسباب مختلفة؛ لكن كريم، وهو نفس الطالب الذي تبدأ الرواية بالحديث عنه، لديه قصة حب مع وعد، وهي موظفة في المصرف، وتجرى في الرواية محادثات عن الحب بينهما.
العم أحمد شخصية أخرى في هذه الرواية تأخذنا إلى عالم المكفوفين، وتعرفنا على نوعية حياتهم. الخالة آمنة المصابة بالسرطان شخصية أخرى نسمع صوتها ورؤيتها في الرواية. فهي دائما على أمل الشفاء، تطمئن لكل قدر يأتي بمشيئة اللّٰه. ريحان شخصية أنثوية أخرى في هذه الرواية لا يصيبها الضجر من آلام العقم؛ لأنها تعتقد أن ما نخسره في هذا العالم، سيعوض لنا في الآخرة. ومحمد صديق كريم المشغف بالشِعر، وقد كان يحفظ قصيدة لكل موضوع تقريباً شخصية أخرى يتحدث الكاتب عنها. هذه الرواية تدور حول الإسلام، كما اعتاد المؤلف في رواياته الأخرى؛ ومن هنا، نفهم العنوان الذي اختاره الكاتب؛ ففي الرواية شفاء واطمئنان للقلوب وإجابة للعديد من التساؤلات والشبهات.
إن «الإنسان يدرك العالم المحيط به من خلال العلامات، بل إن حياته اليومية منظمة بواسطة العلامات» (إيكو، 2005م، ص 17). فأضحت العلامات بهذا المفهوم جزءا من حياة الإنسان، بها يترجم ما يدور حوله، فعدّ كل شيء علامة حتى الإنسان هو عبارة عن علامة لا تدرك إلا داخل المجتمع الذي ينتمي إليه؛ فقيل: إن «الإنسان مهد العلامات» (بنكراد، 2005م، ص 30)، سواء في تعامله مع ما يحيط به، أو من خلال تناوله له. إن السيميولوجيا هو «نظرية شبه ضرورية أو شكلية للعلامات» (دولودال وريطوري، 2004م، ص 23)، یبحث «في أنظمة العلامات، أيا كان مصدرها لغويا أو سننيا أو مؤشريا» (السرغيني، 1978 م، ص 5)، أي «العلامات التي تنشأ في حضن المجتمع» (المرتجي، 1987 م، ص 12). تعد الرواية من أكثر الفنون الأدبية ارتباطا والتصاقا بالمجتمع، فيظهر من خلاله الوجه المخالف للواقع، بصبغة خيالية محضة تارة، وتارة نقل ما هو واقعي بوجه لا واقعي قصد التأثير في القارئ وتوعيته. نظرا للأهمية التي يكتسحها هذا الجنس التعبيري، فيهتم النقاد والباحثين، ولاسيما السيميولوجيين منهم الذين تناولوا مختلف أركان هذا الملفوظ السردي بالبحث والتحليل، ومن بين أهم العناصر المتناولة بالبحث والتحليل، عنصر «الشخصية الروائية التي ليس لها وجود واقعي بقدر ما هي مفهوم تخييلي لها دورها المهم في النص للدلالة على الشخص الواقعي تتجسد على الورق، فتتخذ شكل لغة وشكل دوالٍ مرتبطة منطقيا في اتجاه توليد الدلالة، كما أن الشخصية هي مدلولات هذه العلامات في تراصفها وتناسقها، ثم إن الأقوال والأفعال والصفات الداخلية والخارجية هي ما يحيل على مفهوم الشخصية لا الشخص؛ لأننا في الوقت الذي نحاول فيه فهم حوارية اللغة، نستحضر المفاهيم، لا الأشخاص كما نستحضر الدلالة لا المرجع» (عسيري، 2017م، ص 55). فالشخصية «هي الكائن الذي ينهض في العمل السردي بوظيفة الشخص دون أن يكوّنه، وهي تمثل العنصر الذي يضطلع بمختلف الأفعال التي تترابط وتتكامل في مجرى الحكي» (توام، 2018م، ص 199). هكذا تعتبر الشخصية علامة «يمكن التعامل معها، باعتبارها مورفيما فارغا، أي بياضا دلاليا .... يتجلى هذا المورفيم الفارغ من خلال دال متواصل يحيل على مدلول لا متواصل كذلك» (هامون، 2013م، ص 15). فـ«العلامات اللغوية تكوّن من وجهين: الأول هو الدال؛ أما الثاني فهو المدلول، ثم عكس ذلك على الشخصية، فجاء دالها ممثلا في الصفات والأسماء التي تميزها عن غيرها؛ أما المدلول فيتمثل في مجموع ما ينقل عن الشخصية من تصريحات وأقوال وسلوكات ضمن الملفوظ السردي» (ابن سعدة، 2013م، ص 119). تعد رواية ليطمئن قلبي من الروايات التي تعالج موضوعات أيديولوجية تتمثل في التعبير عن الحب والكراهية، والحياة والموت، والتفاؤل والتشاؤم، وتختار الشخصيات المختلفة كعلامات ورموز، وتختلف هذه الشخصيات بحسب الأدوار والوظائف التي تؤديها ضمن أحداث الرواية. فدراسة الشخصيات، على أساس الأساليب السيميولوجية، ستكون مفيدة لفهم نوايا الكاتب وأفكاره. 3ـ1. مدلول أسماء الشخصيات وعلاقته بخصائص الشخصيات وسلوکها إن للاسم، وهو دال سيميولوجي، دلالات في التراث العربي. تناول الجاحظ الدال والمدلول في أكثر من موضع، ووجد البيان أو الفضاء السيميولوجي في «اللفظ، والخط، والإشارة، والعقد، والخصلة الخامسة ما أوجد من صحة الدلالة، وصدق الشهادة، ووضوح البرهان في الأجرام الجامدة والصامتة، والساكنة التي لا تتبين ولا تحس، ولا تفهم ولا تتحرك إلا بداخل يدخل عليها» (1991م، ج 1، ص 45). فـ«الدلالة الظاهرة على المعنى الخفي» (الجاحظ، 1990م، ج 1، ص75). إن هذا المعنى الخفي مدلول، والدلالة الظاهرة دال في المنهج السيميولوجي الحديث. بما أن اسم العلم «يصبح دالا معنويا مطابقا للشخصية المرصودة في الرواية» (قرباز، 2015م، ص 20)، فلا نعتقد أن اختيار الروائي لهذه الأسماء يكون اختيارا عفويا، بل عن قصد، بحيث يشير من خلالها إلى دلالات معينة. نستعرض ـ فيما يلي ـ أهم أسماء شخصيات هذه الرواية كعلامات، ثم نعبر عن مدلولها حسب دور الشخصيات في مسار القصة. 3ـ1ـ1. الشخصيات الرئيسة إن الشخصيات الرئيسة هي التي «يتوقف عليها فهم التجربة المطروحة في الرواية، فعليها نعتمد، حين نحاول فهم مضمون العمل الروائي» (بوعزة، 2010م، ص 57). إن هذه الشخصية «هي البوصلة التي توجه الحدث وفق نسق معين، وفي تعريف آخر لها، فهي الشخصية الفنية التي يصطفيها القاص لتمثيل ما أراد التعبير عنه من أفكار وأحاسيس وتتمتع بالحركة داخل مجال النص القصصي» (شربيط، 2009م، ص 45). يمكن أن نطلق على هذه الشخصيات مصطلح «بؤرة؛ لأن بؤرة الإدراك تتجسد فيها، فتنقل المعلومات السردية من خلال وجهة نظرها الخاصة» (القاضي، 2010م، ص 271). إن كريم ووعد شخصيتان رئيستان ومحوريتان في رواية ليطمئن قلبي. يروي كريم ما جرى من أحداث تخصه، ويعرفنا على الشخصيات الأخرى وعلاقتها به، ویصف خصائص جميع الشخصيات بالتفصيل. على الرغم من أن الشخصيات الأخرى في القصة تتحدث أحيانا، وتدفع مجرى أحداث القصة إلى الأمام، فهو الشخصية الرئيسة في هذه الرواية، ويبدأ القصة بكتابة رسالة حبه لحبيبته وعد. اسم "كريم" مشتق من فعل "كرم"؛ و«الكريم: من صفات اللّٰه وأسمائه، وهو الكثير الخير، الجواد المعطي الذي لا ينفد عطاؤه، وهو الكريم المطلق؛ والكريم: الجامع لأنواع الخير والشرف والفضائل» (ابن منظور، 2007م، ج 5، ص 3861). كريم طالب في فرع الهندسة، وسلوكه رسمي، وهو ذو شخصية مهذبة. غالبا ما لا يوجد مكان للمبالغة والنكات في غير محلها في سلوكه مع الآخرين. يمكن العثور على صفات سارة وجديرة بالاهتمام في كريم. إنه راوي القصة، ومن خلال سلوكه بوعد الفتاة التي يحبها، وكذلك صديقه المقرب محمد، يمكن رؤية هذه الصفات خاصة. إن كريم ـ كما يوحي اسمه ـ عفيف للغاية تجاه "وعد". يحفظ المقدسات ولا يتصرف إلا في سياق السلوك الإنساني الصحيح. إن حبه لوعد هو حب منطقي يبحث عن الزواج بدلا من الصداقات العابرة: «القلب أبصر من العين يا وعد، والعقل أبصر من كليهما!» (شرقاوي، 2019م، ص 40)، «نحب بعضنا لنتزوج إذا، هذا ما أعرفه أنا عن الحب» (المصدر نفسه، ص 258). تتجلى هذه المسألة أكثر فأكثر خاصة بعد زواج وعد من غير كريم وطلب انفصالها عن ذلك الرجل والزواج من كريم: وعد: أعني أن نتزوج. كريم: كيف نتزوج وأنتِ زوجة رجل آخر؟ وعد: سأطلب الطلاق، ونتزوج بعدها. كريم: بهذه البساطة يا وعد، ترتدين مني أن أهدم بيت رجلٍ آخر، لأبني بيتي. وعد: أنتَ لاتهدم شيئاً، البيت كان مهدوما قبل مجيئك ... كريم: حتى ولو، لا أريد أن أحصل على إثم إطلاق رصاصة الرحمة على عائلتك (المصدر نفسه، 2019م، ص 336). فيرفض كريم بسبب روحه الحرة، بناء قصر السعادة على أنقاض حياة أخرى. يعامل كريم شخصيات أكبر منه سناً ضمن إطار الأدب الرسمي؛ على سبيل المثال، حين يعتذر كريم من خالة آمنة، يقول: «أنا آسف، لم أكن أعرف، وأعتذر إن كان سؤالي جارحاً.» (المصدر نفسه، ص 34)، وهو ودودة للغاية ومرتاحة مع محمد زميله في الجامعة: «كريم: صباح الخير يا محمد، ماذا حدث في العالم، لأجدك في استقبالي بدلا من إكمال نومك على أحد مقاعد الدراسة؟» (المصدر نفسه، ص 127). في كل هذه السلوكيات الحميدة، هناك تطابق مقبول بين معنى اسم كريم وخصائصه السلوكية والأخلاقية. أما اسم "وعد"، فهو مشتق من فعل وعد. إن وعد كانت تغري كريم لفترة طويلة بوعود مختلفة وتخفي الحقيقة، وقد أظهرت وعد من خلال الزواج من رجل آخر وخيانة كريم أن اسمها يتماشى كثيرا مع حقيقة وجودها. إن هذه الشخصية مثل «الشخصية الفنية التي يصطفيها القاص لتمثل ما أرادت تصويره، أو ما أراد التعبير عنه من أفكار وأحاسيس، وتكون هذه الشخصية قوية ذات فعالية كلما منحها القاص حرية وجعلها تتحرّك وتنمو وفق قدراتها وإرادتها» (شربيط، 2009م، ص 45)؛ لأنه في الواقع، يتم تقديم قصة هذه الرواية برسالة كريم إلى وعد التي يخاطبها كريم طيلة السرد وينهي القصة بنهاية تجربة حبه الفاشل معها: «ولكننا شفاها وقعنا على أوراق طلاق لزواج لم نعقده» (شرقاوي، 2019م، ص 338). شخصية وعد عاطفية وغامضة ومزدوجة في بعض الأحيان، مثل العشيقات الأخریات مع القليل من الغنج. تتقلب شخصية وعد في الرواية؛ لأنها كاسمها من حيث التغير، فأحيانا تكون لطيفة وودودة وتعبر عن نيتها بجمل طويلة: «أنا آسفة كريم. أنا أفهم غضبك، ومعك حق في كل ما تقوله، ولكني ـ واللّٰه ـ أحببتكَ، ومازلتُ، ومستعدة أن أكون معك أمام الناس!» (المصدر نفسه، صص 334 ـ 335)؛ لكنها أحيانا تكون عصبية وباردة وترفض الإجابات الطويلة: «وعد: كنتُ مريضة. كريم: إلى درجة عدم القدرة على إجابة مكالماتي؟ وعد: لم أعلم أنك اتصلت بي! کریم: حقاً! هل هاتفك فاقد للذاكرة؟ وعد: لم أتفقد حقيقة» (المصدر نفسه، ص 251). إذن، هناك علاقة بين اسم هذه الشخصية ومؤهلاتها وأخلاقها. 3ـ1ـ2. الشخصيات الثانوية أما الشخصيات الثانوية، فهي «تنهض بأدوار محددة، إذا ما قورنت بأدوار الشخصيات الرئيسة، وقد تكون صديق الشخصية الرئيسية أو إحدى الشخصيات التي تظهر في المشهد من حين إلى آخر» (بوعزة، 2010م، ص57)، و«تساعد الشخصية الرئيسية في أداء مهمتها وإبراز الحدث» (عودة زعرب وكنفاني، 2006م، ص 133). بما أن «الكاتب المتمكن هو الذي لا يستغرق كل فئة في شخصيته الرئيسة، بل يهتم بشخصياته الثانوية» (سلامة، 2007م، ص 29)؛ لذلك نرى في هذه الرواية الشخصيات الثانوية الأخرى، مثل خالة آمنة التي لا تخاف من الموت، رغم أنها «مصابة بالسرطان» (شرقاوي، 2019م، ص 28)، وكانت تعلم الوقت التقريبي لوفاتها. فمن الواضح أن تكون شخصیتها واثقة باللّٰه. اسم "آمنة" من فعل "أمن" ومعناه مطمئنة. مما لا شك فيه أن اختيار اسم آمنة لشخصية الخالة آمنة، التي بالرغم من إصابتها بالسرطان، مفعمة بالثقة وراحة القلب واطمئنان بقدر اللّٰه سبحانه وتعالى، هو اختيار أفضل و أكثر وعيا لشرقاوي من بين الأسماء الأخرى. فشخصية الخالة قوية وثابتة ومطمئنة: «خالة: لست خائفة من الموت، أنا سعيدة؛ لأني أرى رحمة اللّٰه من خلال هذا المرض. لقد أهداني هذا المرض ليخفف عني ذنوبي، ولكي يجعلني أستعد. كريم: هنيئا لك هذا الإيمان، وهذه الطمأنينة يا خالة آمنة» (المصدر نفسه، ص 37). من الشخصيات الثانوية الأخرى في هذا الرواية "هشام". فاسم هشام مشتق من فعل "هشم"، فيقال: هشم الشيء، «كسرك الشيء الأجوف واليابس، وهشام، وهاشم، وهُشيم، وهَشيم، وهَشيمان، كلها: أسماء، والأصل فيها كلها الهشم، وهو الكسر» (ابن منظور، 2007م، ج 6، ص 4668 ـ 4669). أما هشام فهو صحفي تخرج قبل سنة من كلية الإعلام، يعلن صراحة أنه ملحد. شخصيته مختلطة بالأسئلة ومتشككة للغاية. في بعض الأحيان، تختلط هذه الشخصية بالسفسطة والمغالطات، يقول: «أتعرف يا ماهر، يخيل إلي أن الدين لم يهتم بكل جوانب النفس الإنسانية» (شرقاوي، 2019م، ص 49)، لدرجة أن ماهر، وهو شخصية أخرى في الرواية، يلجأ حتما إلى القرآن والكتب التاريخية لتسليط الضوء على الحقيقة. نجد أن توظيف الروائي لهذا الاسم يكون مطابقا لشخصية هشام وخصائصه التي تتراوح بين الجهل والعلم، والخطأ والصواب، والدين والإلحاد. يبدو أن هذه التقلبات الذهنية والفكرية قد مهدت الطريق لكسر شخصية هشام. مع ذلك، عرف اللّٰه في نهاية المطاف وأسلم: «بودّي لو رأيتِ الدموع في عيني ماهر حين ناوله هشام الصحيفة التي كتب فيها مقالة عنوانها: كنتُ ملحدا» (المصدر نفسه، ص 338). أما اسم "ماهر" فهو مشتق من فعل "مهر"، والماهر هو حاذق. فهو طالب في السنة الأخيرة في كلية الشريعة، وهو شخص يؤمن باللّٰه، ولديه معلومات قيمة وشاملة للغاية عن التاريخ والقرآن والأحاديث والأخلاق النبوية، ولم يكن غافلا عن القضايا الحالية للعالم الرأسمالي. فشخصية ماهر جدلية ومنطقية بعيدة عن السفسطة وأي مغالطات. يبدو أن استخدام اسم ماهر لشخصية ماهر يكون اختيارا جيدا للغاية؛ لأنه استخدم الوثائق الدينية والتاريخية بمهارة كبيرة لإقناع هشام، وبكلمات منطقية ومستدلة جعلت هشام يتوق إلى قبول الحق، وهذا لا يساعد فقط في التعبير عن نيته كمتحدث، بل يؤدي أيضا إلى توضيح شخصيته للقارئ: «وما الذي دعاك إلى مثل هذا الاعتقاد يا هشام، وهل جاءت الأديان إلا لتأخذ بيد الإنسان نحو تحقيق إنسانيته. عليك أن تعرف أن الإسلام ليس قرآنا فقط، وإنما هو قرآن وسنة، ومن ثم إجماع وقياس ...» (المصدر نفسه، ص 49 ـ 50). يضع ماهر في بعض الأحيان بعض الأحاديث النبوية محورا لتساؤلاته مع هشام: «يقول رسول اللّٰه: لم يُرَ للمتحابين مثل النكاح. فهل برأيك أن هذا الكلام إقرار بأن الحب عاطفة بشرية طبيعية علينا أن نسلك في سبيلها الطريق الصحيح الذي وضعه الإسلام، أم أنه موقف مضاد للحب؟» (المصدر نفسه، ص 54). العم أحمد شخصية أخرى في هذه الرواية. اسم "أحمد" مشتق من "حمد"، وهو اسم التفضيل. فهو أعمى يحكي لكريم قصة إصابته بالعمى بسبب استخدام الأسمدة الكيماوية في المزرعة: «كنت أظن أني سأقضي حياتي بأكملها فلاحاً لشدة شغفي بتلك الحرفة، حتى ذلك اليوم الذي خُطفتْ فيه عيناي!» (المصدر نفسه، ص 138). لعل اختيار اسم أحمد، الذي يستدعي معاني أكثر جدارة بالثناء، يرجع إلى حقيقة أن العم أحمد شخصية هادئة ومطمئنة، الشخصية التي لا يمكن أن يكسرها العمى. قبل العم أحمد الظروف المعيشية، بالطبع بمساعدة زوجة صالحة، تمكن من التغلب على الصعوبات والوصول إلى الاطمئنان. فعندما يعبر العم أحمد عن ذكريات زوجته الفقيدة "شمعة"، تختلط نبرة صوته ولغته قليلا بالفرح والسعادة والشوق: «كانت هي بصري، تصف لي الأشياء بذلك الصوت العذب، فتبدو لي الرؤية مع وصفها دون أهمية، كانت عوضا جميلا عن كل ما فقدته في الحياة» (المصدر نفسه، ص 147). "ريحان" شخصية أخرى عاقر أصبحت محرومة من الإنجاب، فطلقها زوجها، وتم توظيفها في دار الأيتام؛ ريحان في اللغة «نبات طيب الرائحة» (الحتي، 2003م، ج 1، ص 84). يبدو أن استعمال اسم نبات الريحان برائحته اللطيفة خيار ملائم لشخصية ريحان؛ لأنها أصبحت أمّا لمئات من الأولاد والبنات، وكيف يمكن للإنسان أن يكون أما لمئات الأطفال ويحرم من الخير واللطف؟ إن نشر هذا اللطف بين الأطفال المظلومين والأيتام هو نفس الرائحة اللطيفة التي تأتي من نبات الريحان: صرت أما لمئات الأطفال، عشتُ مع بعضهم بكاءهم الأول، وسهرتُ مع بعضهم الآخر ليالي مرضه، وضمدتُ لبعضهم أول جراحه، كنتُ في كل ذلك أمنح نفسي وأعوض حرماني قبل تعويضهم، أدركت أن عملي هنا سيكون أكثر نفعا، وهكذا أخذتُ درسا حياتيا في الأمومة، ربما ما كنت لأحصل عليه ولو أنجبتُ عشرة أطفال!» (شرقاوي، 2019م، ص 168 ـ 169). محمد زميل كريم في الجامعة وصديقه ومغرم جدا بالشعر. فاسم "محمد" مشتق من "حمد"، «ومعناه ذو الخصال المحمودة المشكورة أو كثيرها، أو المرضي عنه» (الحتي، 2003م، ج 1، ص 20). يرجع اختيار اسم محمد لزميل كريم وصديقه إلى حقيقة أن محمد شخص مرح يحاول حل المشكلات باستخدام طبيعته الشعرية والأخلاق الحسنة: «نادرا ما يتكلم محمد دون أن يستشهد ببيت شعر، لقد كان تقريبا يحفظ قصيدة لكل موضوع» (شرقاوي، 2019م، ص 123)، فهو ودودة للغاية ومرتاح مع كريم: «أنتَ أحمق دون عشق، فكيف بك لو عشقت، أظن أننا سنضطر لنقلك مباشرة لمستشفى الأمراض العقلية» (المصدر نفسه، ص 124). فمن الواضح، أن يكون بين مدلول اسم محمد وصفاته السلوكية مناسبة تامة. 3ـ2. علاقة سيميولوجية الأسماء بعنوان الرواية تكون علاقة بين دلالة أسماء شخصيات الرواية وعنوانها؛ لأن تسمية الشخصية فيها تعبير عن معطيات موضوعية للنص، ومساهمة في إيصال رؤى ذاتية للمتلقي. يمكن ملاحظة ثلاثة أنواع من الروابط بين مدلول أسماء الشخصيات وعنوان رواية شرقاوي فيما يأتي: * العلاقة الواضحة: يسهل اكتشاف هذه العلاقة بسبب وجود الخلفية العقلية وتعتمد غالباً على علاقة السبب والنتيجة. كما أن اسم كريم وهو الرواي الرئيس في الرواية يتناسب مع دلالة الخير. نظرا لموضوع هذه الرواية الذي يتناول طمأنينة القلب، فيتضح أن شرقاوي اختار اسم البطل لقصته متناسبا مع هذا الموضوع؛ لأن الشخصية الرئيسة للقصة يجب أن يكون لها اسم عند سماعه يستحضر كل معاني الخير والاطمئنان في قلب الإنسان، واسم كريم الذي هو مصدر كل خير، أفضل ما يمثل هذه المعاني. ربما تكون شخصية آمنة أكثر شبها باسم هذه الرواية؛ لأن معنى آمنة هو ثقة وراحة النفس والعقل، وهو ما يتماشى مع اسم هذه الرواية. إن دال محمد وأحمد كليهما من أصل الحمد، فإن مدلولهما يتعلق بالأشياء المحمودة والمرضية. وواضح أن كل ما يمدح، يخلق نوعا من الشعور بالرضا، وهذا الرضا يهدئ قلب الإنسان. كما أوضحنا، يسهل على القارئ فهم هذه العلاقة بين مدلول أسماء الشخصيات وعنوان الرواية. * العلاقة الخفية: إن اكتشاف هذه العلاقة يتطلب المزيد من الجهد والبحث من جانب القارئ؛ لأنه لا توجد علاقة واضحة وسهلة الفهم، بين مدلول اسم الشخصية وعنوان الرواية. كما أن اختيار اسم ريحان لشخصية ريحان، بالإضافة إلى كونه اختيار ذكي، له أيضا علاقة خفية بعنوان هذه الرواية. الريحان نبتة عطرية، تثير رائحتها شعورا لطيفا في الإنسان، وهذا الشعور يوفر نوعا من راحة البال التي يقصدها عنوان هذه الرواية. أما ماهر فيرجع ارتباط اسم ماهر بالعنوان، إلى حقيقة أن اكتساب الطمأنينة يتطلب مقدمات، وهذه المقدمات تتطلب مهارات؛ لذلك، بما أن شخصية ماهر تتمتع أيضا بمهارات جيدة في الكلام والمنطق والاستدلال؛ لذلك، يبدو من المناسب ربط اسم ماهر بعنوان رواية. * العلاقة المتناقضة: في هذا النوع، يبدو أنه لا توجد فيها أي علاقة بين مدلول اسم الشخصية وعنوان الرواية. إن شخصيتي وعد وهشام من الشخصيات التي يبدو أن اسميهما يتعارض مع عنوان الرواية. الشخصيتان اللتان تحملتان العبء السلبي للرواية؛ لأن معنى الكثير من الوعود التي تأتي من اسم وعد تزعج قلب الإنسان، وأيضا الانكسار الذي يحمله اسم هشام يتعارض مع اطمئنان القلب وثقته. لكن مما تجدر الإشارة أن هذا التناقض يهدف إلى إبراز عنوان الرواية؛ لأن معنى العبارة يصبح أكثر وضوحا مع العبارات المتناقضة. 3ـ3. دراسة مدلول الشخصيات بالاعتماد على أبعادها أبعاد الشخصية «هي عبارة عن الجوانب التي تتشكل منها الشخصيات في الرواية بشكل عام وخاص في آن واحد، وتتمثل هذه الجوانب في البعد النفسي، والبعد الاجتماعي، والبعد الأيديولوجي» (غطاشة وراطي، د.ت، ص 127). يتعلق البعد النفسي بالحياة النفسية للشخصية بكينونتها الداخلية؛ إذ يلجأ الكاتب إليها ليتعرف أكثر تعرف على الشخصية، وذلك من خلال الأفكار والمشاعر والانفعالات والعواطف. إن البعد الاجتماعي يشمل كل ما يحيط بالشخصية، ويؤثر في سلوكها وأفعالها. «وبإمكاننا أن نعرف من خلاله كل ما يتعلق بحياة الشخصية كالمستوى التعليمي، وأحوالها المادية وعلاقتها بكل ما حولها» (هلال، 1982م، ص 614)، كالمهنة والطبقة الاجتماعية التي تنتمي إليها الشخصية. «يهتم هذا البعد بتصوير الشخصية، من حيث مركزها الاجتماعي وثقافتها وميولها والوسط الذي تتحرك فيه» (شربيط، 2009م، ص 49). أما البعد الأيديولوجي فـ«يقوم الروائي بإجلاء النقاب عن الانتماء الفكري للشخصية الروائية وعن عقيدتها واتجاهها السياسي، ولا يخفي ما لهذه الملامح الأيديولوجية من أثر في تحديد وعي الشخصية وموافقها وفي توجيه سلوكها، وقد يرسم الروائي هذا البعد، ليؤكد الفصام الذي تعيشه الشخصية بين ما نؤمن به أو نقوله من أفكار وبين ممارسته، فالشخصية تدعي أنها تؤمن بفكر معين لكنها تمارس العكس بوعي أو دونه» (شكري، 1997م، ص 40). الآن نذكر مدلول الشخصيات في الرواية، معتمدين على الخصائص النفسية، والاجتماعية والأيديولوجية فيها:
كما أسلفنا، أن كريم فشل في حبه وعاطفته لحبيبته وعد، رغم ولائه. فهذه الهزيمة أثرت في روحه. يبدو أن تركيز شرقاوي على التعبير عن هدوء وثقة الشخصيات الأخرى في القصة وتصوير حياتها في حد ذاته، دليل واضح على أن كريم قد سلك سلوكا خاطئا في الحياة. من ناحية أخرى، إن الهدف الأساسي لشرقاوي في سرد قصة كريم ووعد هو توضيح هذه الحقيقة أن قلب الإنسان لا يهدأ إلا بذكر اللّٰه: «ألا بِذِكْرِ اللّٰهِ تَطْمَئنُّ القُلوبُª (الرعد 13: 28). إن وعد هي نفس جمال العالم الخادع الذي شغل الإنسان وأبعده عن ذكر اللّٰه. كما ذكرنا سابقا، فإن عدم انتماء آمنة إلى العالم وخضوعها الخالص للّٰه هو أهم مدلول شخصيتها. أما شخصية ماهر فتشير إلى البعد العقلاني والمنطقي للدين نتيجة الاستشهادات العديدة بالقرآن الكريم والأحاديث النبوية. لكن شخصية هشام تظهر عدم فهم حقائق الدين بشكل صحيح بسبب التبريرات الخاطئة ونقص التفكير المنطقي. تعبّر شخصية ريحان وأحمد عن إرادة قوية بسبب قبول الظروف المعيشية المعاكسة ومرونتهما في مواجهة هذه الآلام؛ لكن الثقة بلإرادة الإلهية وحكمة اللّٰه في شخصية ريحان أوضح من أحمد، كما تقول: «هذه الحكمة العظيمة التي أرادها اللّٰه أن تصلني» (شرقاوي، 2019م، ص 167)، تعطي شخصية محمد الفكاهية لونا ورائحة مختلفة لرواية شرقاوي، وتظهر جمال الحياة اللطيف، وذلك إلى جانب القصص المأساوية الأخرى. 3ـ4. البنية الصرفية لشخصيات الرواية هناك مسألة أخرى يجب مراعاتها في سيميولوجيا الشخصيات، والتي غالبا ما أهملت، وهي البنية الصرفية للشخصيات في الرواية. بالتأكيد، يركز جزء من وجهة نظر كل كاتب في اختيار الشخصيات على هذه القضية. فيما يلي، تحليل صرفي لأسماء الشخصيات في هذه الرواية:
إن أسماء الشخصيات في هذه الرواية هي أسماء العلم. لذلك، من الواضح أن بعض سماتها الصرفية، مثل كونها مفردة ومعرفة ومعربة، متشابهة مع بعضها البعض. ما يمكن تحليله في هذا القسم هو جنس الأسماء، ونوع صرفها من حيث الجامد والمشتق وأيضا انصرافها وعدمها. من بين الشخصيات الثمانية المستخدمة في هذه الرواية، هناك خمس شخصيات ذكورية، وثلاث شخصيات أنثوية. قد يبدو أن هذا الرقم يشير إلى هيمنة الشخصيات الذكورية على رواية شرقاوي؛ لكنه في الحقيقة ليس كذلك أبدا؛ لأن أحد الشخصيات الرئيسة في الرواية شخصية وعد التي تبدأ الرواية منها: «أعدكِ أن تكون هذه هي المرّة الأخيرة الّتي أكتب فيها عنكِ!» (المصدر نفسه، ص 7)، وتنتهي إليها: «هي الطريقة التي تمنيتُ أن أضمكِ فيها عندما نوقّع على أوراق زواجنا؛ ولكننا شفاها وقعنا على أوراق طلاق لزواج لم نعقده!» (المصدر نفسه، ص 338). بالرغم من أن وعد ليست لها صفات محمودة، إلا أن هذا لا يعني أن شرقاوي ينوي إبراز القضية النمطية لخداع المرأة في الثقافة الشعبية، بل لأن معظم القصص المتعلقة بالحب الدنيوي قد اقترنت بالفشل؛ من ناحية أخرى، إن وجود شخصيات نسائية مثل الخالة آمنة وريحان اللتين قد سهلتا صعوبات الحياة بالإيمان باللّٰه، هو سبب آخر لرفض ذلك. أيضا إن الحب بين كريم ووعد، وانتهائه التعيس يكون نوعا من التناقض البصري مقارنة بمصير الشخصيات الأخرى في الرواية التي لكل منها رائحة إلهية، وقد هدأت قلوبها بالحب الإلهي. هذا التعارض يجعل مدلول عنوان الرواية أكثر وضوحا للقارئ. ما يتضح في التحليل الصرفي لأسماء الشخصيات هو استخدام الكلمات المشتقة خاصة من نوع الصفة المشبهة. إن اسم كريم صفة مشبهة؛ أما آمنة وماهر فهما اسما الفاعل ومحمد هو اسم المفعول؛ ولكن بما أن معنى الفعل الذي اشتقت منه هذه الأسماء، يظل ثابتا في هذه الأسماء، ويكون تأثيره مرئيا؛ لذلك، نعتبر هذه الصفات مشبهة، مثل: اسم كريم. يبدو أن ميل شرقاوي للمشتقات والصفات المشبهة بشكل خاص يرجع إلى خصائص هذا النوع من الأسماء، مما تسمح للروائي بإبراز ثبات السمات المقصودة لكل شخصية. الصفة المشبهة هي أفضل وسيلة لإظهار ثبات واستقرار صفتي الخير والبركة في شخصية كريم، والأمن والثقة في الخالة آمنة، والمهارة والذكاء في ماهر، وخصائص الأخلاق الحميدة عند محمد. لا تتغير هذه الصفات في الشخصيات طوال القصة. فأحمد هو أيضا اسم آخر من المشتقات في الرواية؛ لكنه من نوع اسم التفضيل. يدل اسم التفضيل على وجود صفة في الاسم؛ ولكن هذه الصفة ليست ثابتة كالصفة المشبهة؛ كما سلكت حياة أحمد أمامه طرقا مختلفة وأحيانا كانت تكتئبه وتحزنه بسبب إصابته بالعمى: «في البداية، لزمتُ الدار، لم يكن بوسعي الخروج دون أن أتعثر، وهكذا انزويتُ في الدار مع أمي، فبدأ جسمي الضخم بالذبول» (المصدر نفسه، ص 142). وأحيانا، تسعده بسبب زوجة مخلصة وطيبة: «كانت هي بصري، كانت عوضا جميلا عن كل ما فقدته في الحياة» (المصدر نفسه، ص 147). هناك نوع من التناسب والتوازن في اختيار اسمي منصرف وغير منصرف في هذه الرواية. اسم غير المنصرف، بما أنه لا يلحقه التنوين ولا الكسر في حالة عدم إضافته وعدم إدخال "ال" عليه، يحظى بنوع من الانتباه البصري من القارئ. مع ذلك، لا يحاول شرقاوي دائما إثارة فضول القرّاء؛ ولكنه يحاول أن يزيد من راحة بالهم، كما يؤكد اسم روايته هذه الحقيقة. 3ـ5. تواتر الشخصيات يتم تواتر الأسماء في الرواية «بالوقوف على درجة ترددها في المتن الروائي ومعرفة إن كان هناك بعض الأسماء تستعمل أكثر أو أقل من غيرها» (عزام، 2005، ص 207). بذلنا جهدنا في إحصاء الشخصيات الصريحة والضمائر العائدة عليها، وحتى الضمائر المعنية، مثل: "أنا، وأنت"؛ لأن هذه الرواية قائمة على حوار الشخصيات وخاصة كريم ووعد. بما أن ضمائر الخطاب والتكلم أكثر استخداما من الضمائر الأخرى، فدراسة تواترها في هذا القسم من أجل الحصول على غرض شرقاوي من هذا التكرار يبدو ضروريا.
يمكن أن نستخلص من خلال هذا الإحصاء، أن شخصية كريم هي أكثر شخصية تكرارا في النص، وهذا يفسر أنها شخصية مركزية لا تراقب أحداث الرواية من الخارج، بل هي حاضر في الرواية من البداية إلى النهاية. بعد شخصية كريم، فإن شخصية وعد احتلت المحل الثاني من حيث التكرار؛ هذا التكرار ليس غير متوقع؛ لأن مجال هذه الرواية رسالة كريم لوعد؛ لذلك، من الطبيعي أن كريم منذ بداية هذه الرسالة وحتى نهايتها، وفي جميع الأحداث يخاطب وعد. تتكرر شخصيتا ماهر وهشام أكثر من الشخصيات الثانوية الأخرى؛ والسبب في ذلك هو أن القضية المثارة بين هاتين الشخصيتين هي الصراع بين التدين والإلحاد، مما يمهد الطريق للتعبير عن مفهوم الرواية. إن شرقاوي يريد الإيمان باللّٰه، دون أي فلسفة، كما يستشهد في بداية روايته بقصة من نجم الدين الرازي (573 ـ 654ﻫ)، المتصوف الشهير في العالم الإسلامي، حينما ذهب الى نيسابور، فقيل لعجوزة: «هذا الرازي الذي يحفظ ألف دليل على وجود اللّٰه! فقالتْ: لو لم يكن في قلبه شك ما احتاج إلى ألف دليل! فلما بلغه قولها قال: اللهم إيمانا كإيمان العجائز!» (شرقاوي، 2019م، ص 5). إن كيفية هذا الإيمان هي أساس رواية ليطمئن قلبي.
الخاتمة أهم النتائج التي توصلت إليه هذه الدراسة يلي فيما بعد: ـ قد استطاع شرقاوي انتقاء أسماء شخصياته بدقة متناهية، فلا يكون اختيارها اعتباطيا، بل يكون تطابق مقبول بين مدلول اسم الشخصيات وخصائصها السلوكية والخلقية، وبين مدلول اسم الشخصيات وعنوان الرواية. يمكن رؤية ثلاثة أنواع من العلاقات فيما يتعلق بالعلاقة بين مدلول أسماء الشخصيات وعنوان الرواية: العلاقة الواضحة، والخفية، والمتناقضة. يتطابق اسم آمنة مع عنوان الرواية أكثر من كل أسماء الرواية تطابقا تاما، وهذا يعني الاسم يشير إلى العنوان دون أي واسطة. إن أسماء كريم، ومحمد وأحمد التي تدل على الصفات الحميدة والنبيلة لها ارتباط واضح بعنوان الرواية من خلال علاقة السبب والنتيجة؛ لأن هذه الخصائل تهدئ قلب الإنسان. إن الصلة الخفية تتحقق في اسمي ماهر وريحان؛ لأن هذه العلاقة لا يمكن اكتشافها من خلال علاقة العلة والمعلول، بل يستطيع القارئ أن يقيم صلة منطقية بين مدلول هذه الأسماء وراحة قلب الإنسان من خلال المعلومات الموجودة في ذهنه من قبل. يثير نبات الريحان بسبب رائحته الطيبة شعورا لطيفا يوفر راحة البال في الإنسان، وهذا نوع من راحة القلب. إن اسم ماهر يدل على المهارة، وبما أن اكتساب الطمأنينة يتطلب مهارات، فمن المناسب ربط اسم ماهر بعنوان رواية. أما العلاقة المتناقضة فتبرز في اسمي وعد وهشام؛ لأن معنى الكثير من الوعود المأخوذ من اسم وعد وأيضاً الانكسار المستدل من اسم هشام يتعارضان مع اطمئنان القلب. إن هذا التناقض يؤدي إلى إبراز عنوان الرواية؛ لأن معنى العبارة يصبح أكثر وضوحا مع التعبيرات المتناقضة.
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مراجع | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
* القرآن الكريم. ابن سعدة، هشام. (2013م). بنية الخطاب السردي في رواية شعلة المايدة لمحمد مفلاح. رسالة الماجستير. جامعة تلمسان. الجزائر. كلية الآداب واللغات. ابن منظور، محمد بن مكرم بن علي. (2007م). لسان العرب. بيروت: دار المعارف. إيكو، أمبرتو. (2005م). السيميائية وفلسفة اللغة. ترجمة أحمد الصمعي. بيروت: مركز دراسات الوحدة العربية. بنكراد، سعيد. (2005م). السيميائية والتأويل: مدخل السيميائيات ش. س. بورس. الدار البيضاء المغرب: المركز الثقافي العربي. بوعزة، محمد. (2010م). تحليل النص السردي: تقنيات ومفاهيم. الجزائر: الدار العربية للعلوم ناشرون. توام، عبد اللّٰه. (2018م). «سيميولوجيا الشخصيات في رواية كتاب الأمير لواسيني الأعرج». التعليمية. ج 5. ع 13. ص 199 ـ 213. الجاحظ، أبو عثمان عمرو بن بحر. (1990م). البيان والتبيين. تحقيق عبد السلام هارون. بيروت: دار الجيل. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ . (1991م). الحيوان. تحقيق عبد السلام هارون. ط 3. بيروت: المجمع العلمي العربي الإسلامي ودار إحياء التراث العربي. الحتّي، حنا نصر. (2003م). قاموس الأسماء العربية والمعربة وتفسير معانيها. ط 3. بيروت: دار الكتب العلمية. دولودال، جيرار؛ وجوويل ريطوري. (2004م). السيمائيات أو نظرية العلامات. ترجمة عبد الرحمن بوعلي. اللاذقية: دار الحوار للنشر والتوزيع. زعرب، صبيحة عودة؛ وغسان كنفاني. (2006م). جماليات السرد في الخطاب الروائي. عمان: دار مجدلاوي للنشر والتوزيع. السرغيني، محمد. ( 1978م). محاضرات في السيميولوجيا. ط 7. عمان: دار الثقافة للنشر والتوزيع. سلامة، محمد علي. (2007م). الشخصية الثانوية ودورها في المعمار الروائي عند نجيب محفوظ. الإسكندرية: دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر. شربيط، شربيط أحمد. ( 2009م). تطور البنية الفنية في القصة الجزائرية المعاصرة. الجزائر: دار القصبة للنشر. شرقاوي، أدهم. (2019م). ليطمئن قلبي. الكويت: دار كلمات للنشر والتوزيع. شكري، عبد الوهاب. (1997م). النص المسرحي: دراسة تحليلية وتاريخية لفن الكتابة المسرحية. القاهرة: المكتب العربي الحديث. عزام، محمد. (2005م). شعرية الخطاب السردي. دمشق: اتحاد الكتاب العرب. عسيري، مفرح ابن شعبان حسن. (2017م). «سيميائية الشخصية في رواية مملكة الفراشة لواسيني الأعرج». أنساق. ج 1. ع 1. ص 53 ـ 73. غطاشة، داوود؛ وحسين راطي. (د.ت). قضايا النقد العربي وحديثها. ط 2. عمان: مكتبة دار الثقافة للنشر والتوزيع. القاضي، محمد. (2010م). معجم السرديات. تونس: الرابطة الدولية للناشرين الفلسطينيين. قرباز، نور الهدى. (2015م). الشخصية في روايتي رائحة الأنثى وشارع إبليس لأمين الزاوي: دراسة سيميائية. رسالة الماجستير. جامعة محمد خيضر بسكرة، الجزائر. المرتجي، أنور. (1987م). سيميائية النص الأدبي. بيروت: إفريقيا الشرق. هامون، فيليب. (2013م). سيميولوجية الشخصيات الروائية. ترجمة سعيد بنكراد. اللاذقية: دار الحوار للطباعة والنشر والتوزيع. هلال، محمد غنيمي. (1982م). النقد الأدبي الحديث. بيروت: دار العودة. | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
آمار تعداد مشاهده مقاله: 2,301 تعداد دریافت فایل اصل مقاله: 624 |